اللهم صل على محمد وآل محمد الطاهرين متباركين
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
انبلاج نور النبوة ومولد الامام الصادق عليهم السلام ( سؤال وجواب )
تقليص
X
-
السؤال
ما هيَ صفاتُ النبيّ (ص)؟
الجواب :
السلامُ عليكُم ورحمةُ الله،
مِن صفاتِ نبيّنا الأكرمِ محمّدٍ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) ما يلي:
1 - الحِلمُ، إذ كانَ مِن أحلمِ النّاسِ ، فلا يغضبُ على مَن أساءَ إليه.
2 - الإعراضُ عن الجاهلينَ، فقد أدّبَه اللّهُ تعالى بهذا الخُلقِ الرفيع . قالَ تعالى : خُذِ العَفوَ وَأمُر بِالعُرفِ وَأَعرِض عَنِ الجاهِلِينَ، فكانَ يجادلُهم بالتي هيَ أحسن.
3 - الوفاءُ، فقد كانَ مِن أوفى النّاسِ لمَن أحسنَ إليه ، ومِن وفائِه أنّه كانَ يذكرُ دوماً زوجتَه أمّ المؤمنينَ خديجةَ التي ما تركَت لوناً مِن ألوانِ البرّ والإحسانِ إلّا قدّمَته إليه ، فقد وقفَت إلى جانبِه أيّامَ محنةِ الإسلامِ وغُربتِه، وقدّمَت جميعَ ما تملكُه منَ الثراءِ العريضِ لخِدمةِ الإسلام.
4 - الصبرُ، فقد تلقّى المحنَ والكوارثَ مِن قُريشٍ بالصبر ، فقد كذّبوهُ وحاربوهُ وحاربوا مَن آمنَ برسالتِه .
5 – الرحمةُ، فمِن صفاتِه (ص) الرحمةُ والرأفةُ لجميعِ النّاس ، مؤمنينَ وكافرين ، وقد عمَّت رحمتُه قُريشاً الذينَ ما تركوا لوناً مِن ألوانِ الأذى والتنكيلِ إلّا قابلوهُ به ، ولمّا اشتدّوا في تعذيبِه دعا لهُم قائلاً : « اللّهمَّ اهدِ قومي فإنّهم لا يعلمون ».
6 - التواضعُ، وقد روى المؤرّخونَ صوراً رائعةً مِن تواضعِه ، كانَ مِنها : ما رواهُ عُدي بنُ حاتم ، قالَ : دخلتُ على محمّدٍ وهوَ في المسجدِ ، فسلّمتُ عليه ، فقالَ : «منِ الرّجلُ ؟ » . قلتُ : عُدي بنُ حاتم ، فقامَ فانطلقَ بي إلى بيتِه ، فلقيَتهُ امرأةٌ ضعيفةٌ كبيرة ، فاستوقفَته ، فوقفَ طويلاً ، وهيَ تكلّمُه في حاجتِها ، فقلت :
واللّهِ ما هذا بملكٍ ، ثمّ مضى بي إلى بيتِه ، فتناولَ وسادةً مِن أدم محشوّةٌ ليفاً فقدّمها لي ، وقالَ : « اجلِس عليها » ، فقلتُ : بل أنتَ اجلِس عليها ، فقالَ : « بل أنت » ، فجلستُ عليها ، وجلسَ هو على الأرضِ ، فقلتُ في نفسي : واللّهِ ما هذا بملك.
وكانَت هذه طبيعتُه الابتعادُ عن جميعِ مظاهرِ التكبّرِ على النّاس.
7 - الزهدُ في الدّنيا، فقد آثرَ الفقرَ على الغِنى ، والضيقَ على السعة . وهذه بعضُ الرواياتِ عن زُهده :
1 - روَت عائشةُ أنّ النبيّ صلّى اللّهُ عليهِ وآله لم يمتلِئ جوفُه شبعاً قطّ ، ولم يبثَّ شكوىً إلى أحد ، وكانَت الفاقةُ أحبُّ إليه منَ الغنى ، وإن كانَ يظلُّ جائعاً يلتوي طولَ ليلتِه منَ الجوع ، فلم يمنَعه ذلكَ مِن صيامِ يومه ، ولو شاءَ سألَ ربَّه فآتاهُ جميعَ كنوزِ الأرضِ وثمارَها ورغدِ عيشها ، ولقد كنتُ رحيمةً ممّا أرى به ، فامسحُ بيدي على بطنِه ممّا أرى بهِ منَ الجوعِ ، فأقولُ : نفسي لكَ الفداء ، لو تبلّغتَ منَ الدّنيا ممّا يقوتك ؟ فيقولُ : « يا عائشة ، ما لي وللدّنيا ؟ إخواني أولو العزمِ منَ الرّسلِ صبروا على ما أشدّ مِن هذا ، فمضوا على حالِهم ، فقدموا على ربّهم فأكرمَ مآبَهم ، وأجزلَ ثوابَهم ، فأجدني استحي إن ترفّهتُ في معيشتي أن يقصّرَ بي غداً ، وما مِن شيءٍ هوَ أحبُّ إليّ منَ اللحوقِ بإخواني وأخلّائي ».
8 - الحياءُ . قالَ أبو سعيدٍ الخُدري : كانَ رسولُ اللّهِ صلّى اللّهُ عليهِ وآله أشدَّ حياءً منَ العذراءِ في خدرِها. وكانَ مِن شدّةِ حيائِه أنّه لمّا فتحَ مكّةَ التي كانَت مركزاً للقوى المُعاديةِ له ، ولمّا دخلَها حفَّت به قوّاتُه المُسلّحةُ ، وهوَ مُطأطأ برأسِه إلى الأرضِ حياءً وخجلاً مِن قريش التي جهدَت على مُناجزتِه ، فخاطبَهم بناعمِ القول : « اذهبوا فأنتُم الطّلقاء » . وكانَ مِن حيائِه أنّه لم يُصرِّح باسمِ مَن يكرهُه ، وإنّما يقولُ : « ما بالُ أقوامٍ يقولونَ أو يصنعون كذا . . . ».
10 - الإنابةُ إلى اللّه، فمِن ذاتيّاتِ النبيّ صلّى اللّهُ عليهِ وآله الإنابةُ إلى اللّه تعالى ، والخوفُ الشديدُ منه . يقولُ الإمامُ الصادقُ عليهِ السّلام : « ما كانَ شيءٌ أحبُّ إلى رسولِ اللّه صلّى اللّهُ عليهِ وآله مِن أن يظلَّ خائفاً جائِعاً في اللّهِ عزّ وجلّ » .
روى ابنُ عُمر ، قالَ : إنّا كنّا نعدُّ في مجلسِ رسولِ اللّه صلّى اللّهُ عليهِ وآله يقولُ مائةَ مرّةٍ : « ربِّ اغفِر لي إنّكَ التّوّابُ الغفور ».
11 – الشجاعةُ، كانَ النبيُّ صلّى اللّهُ عليهِ وآله أشجعَ النّاس ، وأقواهم شكيمة ، وتحدّثَ الإمامُ أميرُ المؤمنينَ عليهِ السّلام عن شجاعةِ النبيّ صلّى اللّهُ عليهِ وآله بقوله : « إنّا كنّا إذا اشتدّ البأسُ ، واحمرَّت الحدقُ ، اتّقينا برسولِ اللّهِ صلّى اللّهُ عليهِ وآله ، فما يكونُ أحدٌ أقربَ إلى العدوّ منه ، ولقد رأيتني يومَ بدرٍ ونحنُ نلوذ به ، وهوَ أقربُ منّا إلى العدوّ ، وكانَ مِن أشّدِّ النّاسِ بأساً » .
وروى العبّاسُ عن شجاعةِ النبيّ صلّى اللّهُ عليهِ وآله بقوله : لمّا التقى المسلمونَ والكُفّارُ يومَ حُنين ولّى المسلمونَ مُدبرين ، فطفقَ رسولُ اللّهِ صلّى اللّهُ عليهِ وآله يركضُ ببغلتِه نحوَ الكفّارِ وأنا آخذٌ بلجامِها ، أكفّها أن لا تُسرِع . . . .
12 - حبُّ الفقراءِ، ومِن معالي أخلاقِ النبيّ صلّى اللّهُ عليهِ وآله حبُّه العارمُ للفقراء، فكانَ أباً ، وحصناً ، وملاذاً ، وكهفاً لهم ، وقد وجدوا في كنفِ مُراعاتِه منَ البرِّ ما لا يُوصَف ، وقد أُثرَت عنهُ الكثيرُ منَ الأخبارِ في الحثِّ على الإحسانِ لهم ، وقد جعلَ لهم نصيباً مفروضاً في أموالِ الأغنياء ، فشرّعَ الزكاةَ لتُنفقَ عليهم ، وكانَ يدعو اللّهَ تعالى أن يحشُرَه في زُمرتِهم ، فقد روى أبو سعيدٍ قائلاً : سمعتُ رسولَ اللّه صلّى اللّهُ عليهِ وآله يدعو : « اللّهمَّ أحيني مسكيناً ، وتوفّني مسكيناً ، واحشُرني في زُمرةِ المساكين ، وإنّ أشقى الأشقياءِ مَن اجتمعَ عليه فقرُ الدّنيا وعذابُ الآخرة.
13 – العدلُ، أمّا العدلُ فهوَ مِن معالي أخلاقِ النبيّ صلّى اللّهُ عليهِ وآله وسموّ ذاتِه، فقد فُطرَ عليه ، وهوَ مِن أهمِّ بنودِ رسالتِه المُشرقةِ الهادفةِ إلى نشرِ العدالةِ الاجتماعيّةِ بينَ النّاس ، وقد قالَ له بعضُ جُهلاءِ العربِ : اعدِل يا مُحمّد!!
فردَّ عليه : « ويحَك ، فمَن يعدلُ إن لم أعدِل . . . لقد خبتُ وخسرتُ إذا لم أعدِل.
هذهِ طائفةٌ مِن صفاتِ النبيّ (ص) المشهورةِ بينَ جميعِ المذاهبِ الإسلاميّة،
فمَن أرادَ المزيدَ والتفصيلَ فعليهِ بكتابِ الشيخِ باقر شريف القرشيّ (رحمَه الله) (أخلاقُ النبيّ (ص) وأهلِ بيته (ع)، (ص20 وما بعدَها). ودمتُم سالِمين.
من مركز الرصد العقائدي
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
السؤال الاخير ف هذة المناسبة العظيمة
مناظرات الامام الصادق (ع) في التوحيد
مع أبي شاكر الديصاني
الجواب
وكان لأبي شاكر الديصاني ـ أحد ملاحدة العرب ـ مع الصادق (عليه السلام) مناظرات وأسئلة، واخرى بينه وبين هشام بن الحكم ويفزع هشام بها الى إمامه الصادق (عليه السلام)، قال يوما لهشام: إن في القرآن آية هي من قولنا، قال هشام: وما هي؟ فقال: « وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله » ) قال هشام: فلم أدر بم اجيبه، فحججت فخبّرت أبا عبد الله (عليه السلام)، قال: هذا كلام زنديق خبيث، اذا رجعت إليه فقل له ما اسمك بالكوفة؟ فإنه يقول لك فلان فقل له: ما اسمك بالبصرة؟ فإنه يقول فلان، فقل له: كذلك ربّنا في السماء إله، وفي الأرض إله، وفي البحار إله، وفي القفار إله، وفي كلّ مكان إله، قال: فقدمت فأتيت أبا شاكر فأخبرته، فقال: هذه نقلت من الحجاز .
وسأل أبو شاكر هشام بن الحكم يوما فقال: ألك رب؟ فقال: بلى، فقال: أقادر هو؟ قال: نعم قادر، قال: يقدر أن يدخل الدنيا كلّها البيضة لا تكبر البيضة ولا تصغر الدنيا؟ قال هشام: النظرة، فقال له: قد أنظرتك حولا، ثمّ خرج عنه، فركب هشام الى أبي عبد الله (عليه السلام) فاستأذن عليه فأذن له، فقال له يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتاني عبد الله الديصاني بمسألة ليس المعوّل فيها إلاّ على الله وعليك، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): يا هشام كم حواسّك؟ قال: خمس، قال: أيّها أصغر؟ قال: الناظر، قال: وكم قدر الناظر؟
قال: مثل العدسة أو أقلّ منها، فقال له: يا هشام فانظر أمامك وفوقك واخبرني بما ترى، فقال: أرى سماء وأرضا ودورا وقصورا وبراري وجبالا وأنهارا، فقال له أبو عبد الله: إن الذي قدر أن يدخل الذي تراه العدسة أو أقلّ منها قادر أن يدخل الدنيا كلّها البيضة لا تصغر الدنيا ولا تكبر البيضة، فأكبّ هشام عليه يقبّل يديه ورأسه ورجليه، وقال: حسبي يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وانصرف الى منزله.
أقول: إن هذا الجواب صدر عن الإمام (عليه السلام) على سبيل الإسكات والإقناع، والجواب البرهاني أن يقال: إن الله تعالى لا يقدر على مثل ذلك لأنه محال والمحال غير مقدور له، كما أنه لا يقدر على إيجاد شريك له وعلى الجمع بين النقيضين والضدّين، وهذا ليس من النقص في القدرة بل للنقص في المقدور، لأن القدرة تحتاج الى أن يكون متعلّقها ممكنا في ذاته، والفرق واضح بين النقص في القدرة والنقص في المقدور، ولعلّ الديصاني لو أجيب بمثل هذا لما اقتنع به أو لما عقله.
وروي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) سئل عن مثل ذلك، فأجاب بأن الله لا ينسب إلى العجز، والذي سألتني لا يكون، وهذا هو الجواب الحقيقي، ومفاده ما أوضحناه.
ثمّ إن الديصاني غدا على هشام، فقال له هشام: إن كنت جئت متقاضيا فهاك الجواب، فقال له: إني جئتك مسلّما ولم أجئك متقاضيا للجواب، فخرج الديصاني عنه حتّى أتى باب أبي عبد الله (عليه السلام) فاستأذن عليه فأذن له، فلمّا قعد قال له: يا جعفر بن محمّد دلّني على معبودي، فقال له أبو عبد الله: ما اسمك؟ فخرج عنه ولم يخبره باسمه، فقال له أصحابه: كيف لم تخبره باسمك؟ قال: لو كنت قلت له عبد الله كان يقول من الذي أنت له عبد؟
فقالوا: عد إليه وقل له يدلّك على معبودك ولا يسألك عن اسمك، فرجع إليه وقال: يا جعفر بن محمّد دلّني على معبودي ولا تسألني عن اسمي، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): اجلس، واذا غلام له صغير في كفّه بيضة يلعب بها فقال أبو عبد الله (عليه السلام): يا ديصاني هذا حصن مكنون له جلد غليظ، وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق وتحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة وفضّة ذائبة، فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضّة الذائبة، ولا الفضّة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة، فهي على حالها لم يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن صلاحها، ولا دخل فيها مفسد فيخبر عن فسادها، لا يدرى للذكر خلقت أم للانثى، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس أترى لهذا مدبّرا؟ قال: فأطرق مليّا، ثمّ قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأن محمّدا عبده ورسوله، وأنك إمام وحجّة من الله على خلقه، وأنا تائب ممّا كنت فيه . .....................................
(
مقتبس من كتاب: الامام الصادق (ع) للعلامة الشيخ محمّد الحسين المظفّر
كان ذا السؤال الاخير ف الموضوع
متباركين ف المولد المبارك
اسالكم الدعاء
- اقتباس
- تعليق
تعليق
تعليق