أهلا وسهلا بكم في منتدى الكـــفـيل
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة
التعليمات
كما يشرفنا أن تقوم
بالتسجيل ،
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ثلاث إذا كن في الرجل فلا تحرج أن تقول : إنه في جهنم : الجفاء والجبن والبخل ، وثلاث إذا كن في المرأة فلا تحرج أن تقول : إنها في جهنم : البذاء والخيلاء والفجر. ذكرنا هذا الحديث لنأخذ منه الموعظة والعبرة .
حضور المجالس لا بد لكل حركة من حركات الحياة من فقه لتلك الحركة، فإن المسائل الشرعية تحريما وتحليلا وكراهة واستحبابا، لا تنحصر في المفردات الجزئية البسيطة في حياتنا اليومية، بل تتعدى هذه المسائل للقضايا الحياتية المهمة، الاجتماعية منها والسياسية والاقتصادية، حتى في مجال التعامل مع الدول والملل وغير ذلك من مفردات هذه الحياة . فمن الأمور التي تحتاج إلى إلمام بفقه ذلك، هو فقه المجالس، اى لقاؤنا ، اجتماعاتنا مع الأرحام، مع غير الأرحام مع المسلمين، مع غير المسلمين مع العصاة، مع الطائعين، كل هذه اللقاءات تحتاج إلى درجة من درجات الفقاهة، واستعياب القواعد الشرعية الأساسية في هذه المجالس .. وسنذكر بعض هذه القواعد، لأنها ستساهم في تقليل نسبة الحرام في حياة الإنسان المؤمن . أولا قبل الذهاب المجالس، سواء كانت مجالس ثنائية أو مجالس اجتماعية، أن ندرس طبيعة ذلك المجلس، فإذا كان المجلس في مضان الحرام، اى الإنسان يحتمل أن يقع في الحرام ، فعليه أن يعد العدة، بمعنى أنه قبل أن يذهب إلى ذلك المجلس، يبني على أن يتصدي لكل منكر قد يورطه يوم القيامة :غيبة، تهمة، نميمة، تعريضا لإنسان مؤمن، هتكا لحرمة أحد، عليه أن يكون حازما وجازما في مواجهة المنكر، حتى أنه في بعض الفتاوى أن الإنسان إذا لم يحتمل التأثير - من ناحية يسقط عنه واجب النهي عن المنكر- ولكن يرى البعض ولو احتياطا وجوبيا أن يبدي الاستياء في ذلك المجلس. من فقه المجالس أيضا الأعم من الفقه الظاهري والباطني هو المكوث فيها بمقدار اللزوم ، فان الإنسان ساعات عمره من أغلى عناصر هذا الوجود، وعليه إذا كان الغرض الاجتماعي الديني الشرعي يتحقق بمدة زمنية معينة، فان الزيادة عن ذلك في الواقع لهو وهدر للعمر، كما أنه في عالم الإنفاق يقال بأن الزيادة في الإنفاق في موضع الإنفاق يسمى إسرافا، كذلك إعطاء مساحة من العمر للغير زيادة عن اللزوم أيضا يسمى إسرافا في العمر. كذلك من فقه المجالس تحويل المجالس إلى محطات التعليم والتذكير، ولإشاعة الثقافة الإسلامية الواعية .. واذا كان الزائر في مستوى دون المزور فعليه أن يستفهم ليتعلم من المزور شيئا، وإذا كان الزائر في مستوى أعلى من المزور فعليه أن يعلم شيئا، لأن منع الحكمة لأهلها ظلم لاهل الحكمة، كما إن إعطاء الحكمة لغير أهلها ظلم للحكمة .. وعليه فعلى الإنسان المؤمن أن يقوم بدور مميز: إما العالم المعلم أو إما المتعلم، لتكون هذه الجلسة في طريق زاد الآخرة . ومن فقه المجالس ايضا ان الإنسان قد يسمع سرا في مجلس قد لا يحب صاحبه أن يشاع ذلك السر فعليه بالكتمان، وقديما قالوا كل سر جاوز الإثنين شاع، كل علم ليس في القرطاس ضاع . وأخيرا قصد القربة في الزيارة، فان من يزور أخاه المؤمن متقربا إلى الله، فهو زور الله أي زائر الله حتى يرجع، كما أن الكعبة من شئون الله تعالى ، فمن زار الكعبة كأنما زار الله تعالى ، فان المؤمن أشرف من الكعبة فكأنه زار الله تعالى ايضا . وأخيرا عندما يقوم من المجلس يستغفر ربه من الأخطاء المحتملة قائلا: ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ).
التعديل الأخير تم بواسطة علاء العلي; الساعة 06-08-2009, 01:16 AM.
بسم الله الرحمن الرحيم قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : حق على كل مسلم يعرفنا أن يعرض عمله في كل يوم وليلة على نفسه ، فيكون محاسب نفسه ، فإن رأى حسنة استزاد منها ، وإن رأى سيئة استغفر منها لئلا يخزى يوم القيامة
إن هنالك تأكيدا شديدا على مسألة المراقبة والمحاسبة، في روايات أهل البيت(عليهم السلام) ولكن المهم هو أن نتعلم الآلية، فأن نعلم بأن المحاسبة أمر ضروري، هذا لا يكفي، ولكن لابد أن نتعلم الطريقة. والمحاسبة تنقسم إلى ثلاثة حقول: الحقل الأول: نكتفي فيه بالمعاتبة.. الحقل الثاني: نكتفي فيه بالاستغفار والعزم على عدم العود.. والحقل الثالث: وهو الحقل الذي لا بد فيه من بعض الممارسات الخارجية. 1- القسم الأول: وهو حقل المعاتبة؛ ويتعلق ذلك بالنسبة إلى الهفوات، التي لا تعد من الذنوب: لا الذنوب الخالقية، ولا الذنوب مع المخلوقين.. كالهواجس الباطلة، والنوايا السيئة، ومشاعر الحسد، والتكبر، والغرور -إن قلنا: أنها في الباطن، ولا إثم فيها على بعض الآراء-.. ولعل البعض يرى أن الإنسان يؤاخذ بما في فؤاده من مشاعر.. ولكن نأخذ على المبنى الأسهل، أنه مادام الأمر لم يتحول إلى الجوارح، فلا إثم. 2- القسم الثاني: يحتاج إلى استغفار وإلى عزم على عدم العود؛ كالإنسان الذي كذب كذبة، أو الذي قام بعمل يُعدّ حراما، من دون كفارة في البين (كالغيبة) -إن قلنا بعدم وجوب الاستحلال- لأن العلماء يقولون: في الغيبة إن كان الاستحلال موجبا لتكدر الخواطر، وإيذاء الغير، فلا يكون في هذه الحالة الاستحلال راجحا. 3- القسم الثالث: إن هنالك قسما من المعاصي والذنوب، تحتاج إلى معاتبة.. وتحتاج إلى استغفار.. وتحتاج إلى تعويض عملي، كترك الصلوات والصيام الواجبين.. فعلى الإنسان أولا أن يعاتب نفسه: لماذا عمل هكذا؟.. ثم يستغفر ربه.. وبعد ذلك هنالك ممارسة، وهي قضاء الصلوات في الحد الأدنى الذي يتذكره، وخاصة في الفترة المبهمة في حياة الإنسان.. إن بعض المؤمنين قد لا يتذكر شيئا واضحا، ولكن عادة بعد البلوغ، إن البعض قد لا يتقن ضبط هذه المرحلة، وخاصة البنات في سن التاسعة، ففي هذه الأيام البنت لا تفقه كثيرا من المسائل.. وبالتالي فإن على الإنسان في مقام العمل، أن يعوّض تعويضا عمليا.. وكذلك دفع الكفارات الواجبة، إن كان تاركا للصيام تركا عمديا، وهذا قد يتفق أيضا. إن هنالك بعض الصور من التعويضات المالية، حتى لو كانت الأمور في ضمن دائرة المشتبهات، فبإمكانه في الحياة الدنيا أن يخلّص نفسه، بدفع مبلغ للفقيه أو الوكيل بعنوان مجهول المالك.. هو في عمره المديد ستون سنة من المعاملة في الأسواق، وإتلاف الأموال وغير ذلك، لا يُعقل أنه مبري الذمة تماما، وهو لا يعلم أصحابها.. ولو كان يعلم، لوجب عليه الرد لأشخاصهم.. فمادام لا يعرف الأشخاص، فعليه بتصفية ما في ذمته من الأموال المجهولة المالك. وليكن كل ذلك: قضاء لصلاة، أو قضاء لصيام، أو دفعا لكفارة، أو لمجهول المالك، أو ردّ المظالم، وغير ذلك؛ فليكن الأمر مضبوطا ومكتوبا.. إن البعض يصلي ويصلي، وهو لا يعلم إلى أين وصل.. فالأمر يحتاج إلى تدوين، وإلى دقة في هذا المجال، وإلى معرفةٍ بمسائله الشرعية.. فقبل أن نقضي الصلوات الواجبة والصيام وغير ذلك، فإنه علينا أن نتقن فقه القضاء.. والقضاء باب مستقبل في الصلاة والصيام، فلا بد وأن نتعلم الجزئيات في هذا المجال. إن هنالك باب الاستحلال، فالإنسان في حركته الاجتماعية، وخاصة ذوي الوجاهة، فإن هؤلاء في حياتهم اليومية، من الممكن أن يكونوا قد سببوا بعض الأذى للمؤمنين، ولو من دون قصد.. فيرجح على المؤمن في مناسبة، وبطريقة مهذبة، أن يتبارى الذمم: فهذا يبرئ ذمة ذاك والعكس، وخاصة في مواسم العبادة كالحج وما شابه. وأخيرا إن المؤمن لا تفارقه وصيته، ولو في كلياته، ولو على مستوى الثلث.. فالمؤمن لا يخاف من الوصية، فإنها لا تقدم الموت.. فعلى الأقل يكتب في هذه الوصية ما يطلبه من ورثته، ومن تقسيم ثلث أمواله في طاعة الله.. فبجرة قلم، وبسطر واحد، تُفتح له أبواب من الجنان، بما لا يخطر على باله.. فلماذا يفوّت الإنسان هذه الفرصة على نفسه، وهو بإمكانه أن يشتري نعيم الأبد بهذه الحركة؟!.. وهذا ليس بالأمر المخيف.. وكذلك يستطيع أن يوصي، ولو شفهيا مع شيء من التوثيق، بما يريد في هذا المجال من دون أن يشق على ورثته.
تعليق