شهادته
- العياشي رحمه الله : عن زرقان ، صاحب ابن أبي دؤاد ، وصديقه بشدة ، قال : رجع ابن أبي دؤاد ذات يوم من عند المعتصم وهو مغتم ، فقلت له في ذلك ؟ فقال : وددت اليوم إني قد مت منذ عشرين سنة ، قال : قلت له ولم ذاك ؟ قال : لما كان من هذا الأسود ، أبي جعفر محمد بن علي بن موسى ، اليوم بين يدي أمير المؤمنين . . . . فأمر يوم الرابع فلانا من كتاب وزرائه بأن يدعوه إلى منزله ، فدعاه ، فأبى أن يجيبه ، وقال : قد علمت أني لا أحضر مجالسكم .
فقال : إني إنما أدعوك إلى الطعام ، وأحب أن تطأ ثيابي ، وتدخل منزلي ، فأتبرك بذلك . . . فصار إليه ، فلما أطعم منها ، أحس السم ، فدعا بدابته ، فسأله رب المنزل أن يقيم ؟ قال : خروجي من دارك خير لك ، فلم يزل يومه ذلك وليله في خلفه حتى قبض .
- المسعودي : ثم خرج ( أبو جعفر ) في السنة التي خرج فيها المأمون إلى البليدونمن بلاد الروم بأم الفضل حاجا إلى مكة .
وأخرج أبا الحسن عليا ابنه معه عليه السلام ، وهو صغير ، فخلفه بالمدينة ، وانصرف إلى العراق ، ومعه أم الفضل بعد أن أشار إلى أبي الحسن ونص عليه وأوصى إليه .
وتوفي المأمون ببليدون في يوم الخميس لثلاث عشرة ليلة مضت من رجب ، سنة ثماني عشرة ومائتين في ست عشرة سنة من إمامة أبي جعفر .
وبويع للمعتصم أبي إسحاق محمد بن هارون في شعبان سنة ثماني عشرة ومائتين .
فلما انصرف أبو جعفر إلى العراق ، لم يزل المعتصم وجعفر بن المأمون يدبرون ويعملون الحيلة في قتله ، فقال جعفر لأخته أم الفضل وكانت لامه وأبيه في ذلك ، لأنه وقف على انحرافها عنه وغيرتها عليه ، لتفضيله أم أبي الحسن ابنه عليها مع شدة محبتها له ، ولأنها لم ترزق منه ولد ، فأجابت أخاها جعفرا وجعلوا سما في شئ من عنب رازقي ، وكان يعجبه العنب الرازقي ، فلما أكل منه ، ندمت وجعلت تبكي .
فقال لها : ما بكاؤك ! والله ليضربنك الله بفقر لا ينجى وبلاء لا ينستر . فبليت بعلة في أغمض المواضع من جوارحها ، صارت ناسورا ينتقض عليها في كل وقت ، فأنفقت مالها وجميع ملكها على تلك العلة حتى احتاجت إلى رفد الناس ، ويروى أن الناسور كان في فرجها ، وتردى جعفر بن المأمون في بئر فاخرج ميتا ، وكان سكرانا . ولما حضرته الوفاة نص على أبي الحسن ، وأوصى إليه ، وكان سلم المواريث والسلاح إليه بالمدينة .
- ابن شهرآشوب رحمه الله : . . . ثم أنفذ [ المعتصم ] إليه [ أي إلى أبي جعفر الجواد ] شراب حماض الأترج تحت ختمه على يدي أشناس . . . . قال : إن أمير المؤمنين ذاقه قبل أحمد بن أبي دؤاد ، وسعد بن الخصيب وجماعة من المعروفين ، ويأمرك أن تشرب منها بماء الثلج ، وصنع في الحال .
فقال : أشربها بالليل .
قال : إنها ينفع باردا ، وقد ذاب الثلج .
وأصر على ذلك ، فشربها عالما بفعلهم .
- أبو علي الطبرسي رحمه الله : وقيل إنه [ أي أبا جعفر الثاني ] مضى مسموما .
- الشيخ المفيد رحمه الله : وقيل إنه مضى [ أبو جعفر الثاني ] مسموما ولم يثبت بذلك عندي خبر ، فأشهد به .
- ابن الصباغ : ويقال : إنه [ أي أبا جعفر الثاني ] مات مسموما .-
الطريحي رحمه الله : . . . روى الصدوق رحمه الله . . . وسم المعتصم محمد الجواد .
- السيد عباس المكي رحمه الله : وقيل : أنه [ أي الجواد ] مات مسموما ، سمته زوجته بأمر الواثق والمعتصم .
- الطبرسي رحمه الله : وقال قوم من أصحابنا : إن أبا محمد الحسن ابن علي العسكري مضى مسموما ، وكذلك أبوه علي بن محمد وجده محمد ابن علي .
- السيد بن طاووس رحمه الله : في الصلاة على النبي والأئمة في كل يوم من شهر رمضان . . . اللهم صل على محمد بن علي إمام المسلمين ، ووال من والاه ، وعاد من عاداه ، وضاعف العذاب على من شرك في دمه ، وهو المعتصم .
- ابن شهرآشوب رحمه الله : وقال ابن عياش : وقبض [ أبو جعفر محمد الجواد ] ببغداد مسموما في آخر ذي القعدة .
قال ابن بابويه : سم المعتصم لمحمد بن علي .
- ابن شهرآشوب رحمه الله : وروي أن امرأته أم الفضل بنت المأمون سمته في فرجه بمنديل .
- الشبلنجي : ويقال إنه [ أي أبا جعفر الجواد ] مات مسموما .
يقال : إن أم الفضل بنت المأمون سقته بأمر أبيها .
- الأربلي رحمه الله : قتل [ أبو جعفر الثاني ] في زمن الواثق بالله .
- المسعودي رحمه الله : قيل إن أم الفضل بنت المأمون لما قدمت معه [ أي مع أبي جعفر الجواد ] من المدينة إلى المعتصم ، سمته .
- محمد الحنفي : ثم أو عز المعتصم إلى أم الفضل أخته ، زوجة الإمام [ أبي جعفر محمد الجواد ] ، فسقته سما ، وتوفى من .
- الموسوي المكي رحمه الله : قبض أبو جعفر محمد الجواد بن علي الرضا ببغداد وكان سبب وصوله إليها أشخاص المعتصم له من المدينة فقدم بغداد مع زوجته أم الفضل بنت المأمون لليلتين بقيتا من المحرم . . . . ويقال : إنه مات مسموما . . . . وقيل : إنه مات مسموما ، سمته زوجته .
- ابن حجر الهيتمي رحمه الله : يقال : إنه [ أي أبا جعفر الجواد ] سم أيضا ، عن ذكرين وبنتين والصلاة عليه :
- الأربلي رحمه الله : وركب هارون بن إسحاق فصلى عليه [ أي على أبي جعفر الثاني ] عند منزله أول رحبة أسوار بن ميمون من ناحية قنطرة البردان .
- ابن خلكان : قدم [ أبو جعفر محمد بن علي الجواد ] بغداد ، وافدا على المعتصم ومعه امرأته أم الفضل ابنة المأمون ، فتوفي بها . . . وصلى عليه الواثق ابن المعتصم .
- إخبار أبيه الرضا بشهادته
- حسين بن عبد الوهاب رحمه الله : كلثم بن عمران ، قال : قلت للرضا : أدع الله أن يرزقك ولدا .
فقال : إنما أرزق ولدا واحدا وهو يرثني ، يقتل غصبا ، فيبكي له وعليه أهل السماء .
- إخباره بشهادته
- الأربلي رحمه الله : عن ابن بزيع العطار ، قال : قال أبو جعفر : الفرج بعد المأمون بثلاثين شهرا .
قال : فنظرنا ، فمات بعد ثلاثين شهرا .
- ابن حمزة الطوسي رحمه الله : عن محمد بن القاسم ، عن أبيه وروى أيضا غيره ، قال : لما خرج [ أبو جعفر الجواد ] من المدينة في المرة الأخيرة ، قال : ما أطيبك يا طيبة ! فلست بعائد إليك .
- محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله : عن إسماعيل بن مهران ، قال : لما خرج أبو جعفر من المدينة إلى بغداد ، فلما اخرج به الثانية إلى المعتصم ، صرت إليه ، فبكى حتى اخضلت لحيته ، ثم التفت إلي ، فقال : عند هذه يخاف علي ، الأمر من بعدي إلى ابني علي .
- الراوندي رحمه الله : عن أبي جعفر الثاني أنه قال في العشية التي توفي في ليلتها : إني ميت الليلة .
إخبار ابنه الهادي بشهادته
- محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله : علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن أبي الفضل الشهباني عن هارون بن الفضل ، قال : رأيت أبا الحسن علي بن محمد في اليوم الذي توفي فيه أبو جعفر .
فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، مضى أبو جعفر .
فقيل له : وكيف عرفت ؟ قال : لأنه تداخلني ذلة لله لم أكن أعرفها .
- المسعودي رحمه الله : وروى الحميري ، عن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن قارون ، عن رجل ، ذكر : أنه كان رضيع أبي جعفر ، قال : بينا أبو الحسن جالسا في الكتاب ، وكان مؤدبه رجل كرخي من أهل بغداد يكنى أبا زكريا .
وكان أبو جعفر في ذلك الوقت ببغداد ، وأبو الحسن بالمدينة يقرأ في اللوح على المؤدب ، إذ بكى بكاء شديدا .
فسأله المؤدب عن شأنه وبكائه ، فلم يجبه ، وقام فدخل الدار باكيا ، وارتفع الصياح والبكاء ، ثم خرج بعد ذلك فسألناه عن بكائه فقال : ان أبي توفي فقلنا له : بماذا علمت ذاك ؟ قال : دخلني من اجلال الله جل وعز جلاله شئ ، علمت معه ان أبي قد مضى فأرخنا الوقت ، فلما ورد الخبر نظرنا ، فإذا هو قد مضى في تلك الساعة .
- المسعودي رحمه الله : روى الحميري ، عن محمد بن عيسى ، وعن الحسن بن محمد بن معلى ، عن الحسن بن علي الوشا ، قال : حدثتني أم محمد مولاة أبي الحسن الرضا ، قالت : جاء أبو الحسن وقد ذعر حتى جلس في حجر أم أبيها ، بنت موسى عمة أبيه ، فقالت له : مالك ؟ فقال لها : مات أبي والله ، الساعة .
فقالت : لا تقل هذا ! فقال : هو والله كما أقول لك .
فكتبنا الوقت واليوم ، فجاءت وفاته ، وكان كما قال .
وقام أبو الحسن بأمر الله جل وعلا في سنة عشرين ومأتين ، وله ست سنين وشهور في مثل سن أبيه بعد أن ملك المعتصم بسنتين .
تعليق