ليرحلوا!
يقول آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخرساني دام ظله الشريف : "أنقلها - أي القصة - عن صاحبها بواسطة واحدة ، فقد كان لنا أستاذ في مشهد قبل سفري الى النجف ، له درس خصوصي لعدد من الطلبة، وكنت يومها كما أنا اليوم في عداد صغار الطلبة ، وكان الدكتور صاحب القصة يحضر ذلك الدرس، ولم أسمعها منه بل سمعتها من المرحوم الشيخ علي أكبر النهاوندي، وكذا من المرحوم الشيخ علي أكبر نوغاني ، وقد سمعاها من صاحبها ، وأذكر لكم هنا خلاصتها ، قال ذلك الدكتور :
كنت في غزو روسيا لإيران ، أثناء الحرب العالمية الثانية ، أعمل قريباً من الجبهة طبيباً جراحاً ، وذات يوم جاءني شخص وقال لي:أصابتني رصاصة فأجْرِ لي عمليةً الآن، واستخرجها . قلت له: العملية ليس شيئاً بسيطاً ، لابد أن يحضر طبيب التخدير ويعطيك المخدر. قال: لا تنتظر المخدر، جئ بوسائلك وأجر لي عملية الآن .
فرأيت نفسي أتحرك لتنفيذ أمره كالمُسَيَّر بإرادته ، فأحضرت وسائلي وتمدد هو وقال: بسم الله النور، بسم الله النور، ثم تلفظ بإخفات بكلمتين أو ثلاث ، فرأيته نام كأنه بدن بلا روح ! عرفت أنه رجل له قدرة على خلع روحه وتجريدها من بدنه ، فقلت في نفسي لقد وجدت كنزاً !
وما أن أتممت العملية ولم تكن صغيرة ، وأكملت خياطة الجرح حتى رأيته حرك شفتيه بهدوء وأعاد نفس الكلمات ، وجلس !
فسألته وتحدثت معه حتى عرفت أن له ارتباطاً بصاحب الزمان صلوات الله عليه ، فسألته هل رأيته؟ فقال: هيهات ، هيهات! وهل أنا بمستوى من يراه ويتحدث معه؟! أين أنا منه ؟!
قلت له: إذن ما هو عملك؟ قال: أنا مأمور أن أتواجد هنا !
قلت له:أليس للمولى عناية بنا؟ ماذا يلاقي المسلمون من هذا الجيش الروسي والآذربيجاني من مصائب لا تحتمل ! فنظر اليَّ ، ثم قال: ليرحلوا .. وغاب عني ! فقط قال هذه الكلمة ، وغاب عني !
وفي ذلك اليوم عصراً وصلت برقية من مركز القيادة الروسية بالإنسحاب الفوري ، وأخذ الجيش الروسي والآذري بالإنسحاب من فورهم !
يومها عرفت أني وجدت ما أبحث عنه! فهمت أن الشخص من أصحاب الإمام المهدي روحي فداه وأنه يملك شعاعاً من تلك الإرادة الربانية القاهرة فهو يقول: ليرحلوا ، فيرحلون !
قال الدكتور: قلت له هل رأيته نفسه ؟ قال: لا، هيهات... أنا ارتباطي بسبعة أشخاص ، هم يرونه . فأين مقامه صلوات الله عليه ؟ وفي أي درجة ومرتبة ذلك الإكسير الأعظم ؟ الذي يتصل به سبعة أشخاص فيكونون كالكبريت الأحمر ، ويملكون هم ومن يتصل بهم من تلاميذهم ، ما شاء الله من اسمه الأعظم ؟!"
" الحق المبين في معرفة المعصومين " ص 488، 489
تعليق