سنوات قليلة من حياته الشريفة وقد وقف له الكون إجلالاً، لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عُمره الشريف حين
استشهاده، وإمامنا الإمام محمد الجواد ابن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام، عاش عليه السلام حياة
قصيرة لعدد سنينه، ولكنّه أتحف العالم بعلمه الذي وقف الجميع عاجزين أمامه، والكثيرون يضمرون الحسد
والحقد له، فقد سُئل في مجلس واحد عن ثلاثين ألف مسألة، وبما يمتلكه من علم وأخلاق وكان هدف الدولة
العباسية - الذي عاصر من خلفائها المأمون والمعتصم - هو إنهاء حياته الشريفة بقتله.
فقد هاجر عليه السلام من المدينة إلى بغداد تحت ضغط الخليفة المعتصم حيث سُجن تحت رقابة شديدة، ولم يأذن
لأحد بالدخول إليه، ومع سجنه لم يتركه أعداء الأمة ليكمل رسالته الشريفة، فلغيرة قاضي القضاة المعتصم منه
حرّضه لقتله عن طريق زوجته أم الفضل ابنة المأمون، فوضعت له السمّ وبفعلتها النكراء التي اهتز لها عرش
الرحمن، بقي عليه السلام يعاني من حرارة السمّ في ليلته ويومه فعلم بقرب أجله المحتوم، وقضى إلى ربّه شهيداً
مظلوماً في آخر ذي القعدة سنة (220هـ) وبهذا يكون هو أصغر الأئمة عليهم السلام في عُمره حين استشهاده.
دعاء جمال هادي
تم نشره في المجلة العدد62
تعليق