بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين من الأولين والأخرين
صحب أمير المؤمنين علي عليه السلام
ثلة مؤمنة من أقربائه وأصحابه، فبذلوا الغالي والنفيس في سبيل الوقوف بصفِّ الحقِّ ونصرته، ومن أولئك الأبطال أصحاب أمير المؤمنين (عليه السَّلَام) (جُعْدة بن هُبَيْرة المَخْزُوميّ)،
وفي هذا المقال نذكر بعض ومواقفه.
قال ابن عبد البّر في الأستيعاب ج 1 ص 71
جعدة بن هبيرة المخزومي
جعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي المخرمي أمه أم هانىء بنت أبي طالب ولاه خاله علي بن أبي طالب على خراسان.
قالوا كان فقيهاً
قال أبو عبيدة ولدت أم هانىء بنت أبي طالب من هبيرة ثلاثة بنين أحدهم يسمى جعدة والثاني هانئاً والثالث يوسف وقال الزبيري والعدوي ولدت أم هانىء لهبيرة أربعة بنين جعدة وعمراً وهانئاً ويوسف وهذا أصح إن شاء الله تعالى.
قال الزبير وجعدة بن هبيرة هو الذي يقول:
أبي من بنى مخزوم إن كنت سائلاً ... ومن هاشم أمي لخير قبيل
فمن ذا الذي يباهي علي بخاله ... كخالي علي ذي الندى وعقيل .
وقال : ابن مزاحم المنقري وقعة صفين ج 1 ص 463
وبعث معاوية إلى عتبة فقال: ما أنت صانع في جعدة ؟ فقال: ألقاه اليوم وأقاتله غدا.
وكان لجعدة في قريش شرف عظيم، وكان له لسان، وكان من أحب الناس إلى علي، فغدا عليه عتبة فنادى: أيا جعدة، أيا جعدة.
فاستأذن عليا عليه السلام في الخروج إليه، فإذن له،
واجتمع الناس لكلامهما فقال عتبة: يا جعدة، إنه والله ما أخرجك علينا إلا حب خالك وعمك ابن
أبى سلمة عامل البحرين ، وإنا والله ما نزعم أن معاوية أحق بالخلافة من على لولا أمره في عثمان، ولكن معاوية أحق بالشام لرضا أهلها به فاعفوا لنا عنها، فوالله ما بالشام رجل به طرق إلا وهو أجد من معاوية في القتال، ولا بالعراق من له مثل جد على [ في الحرب ].
ونحن أطوع لصاحبنا منكم لصاحبكم، وما أقبح بعلى أن يكون في قلوب المسلمين أولى الناس بالناس، حتى إذا أصاب سلطانا أفنى العرب.
فقال جعدة: أما حبى لخالي فوالله أن لو كان لك خال مثله لنسيت أباك.
وأما ابن أبى سلمة فلم يصب أعظم من قدره، والجهاد أحب إلى من العمل.
وأما فضل على على معاوية فهذا ما لا يختلف فيه [ اثنان ].
وأما رضاكم اليوم بالشام فقد رضيتم بها أمس [ فلم نقبل ].
وأما قولك إنه ليس بالشام من رجل إلا وهو أجد من معاوية، وليس بالعراق لرجل مثل جد على، فهكذا ينبغى أن يكون، مضى بعلى يقينه، وقصر بمعاوية شكه، وقصد أهل الحق خير من جهد أهل الباطل.
وأما قولك نحن أطوع لمعاوية منكم لعلى عليه السلام، فو الله ما نسأله إن سكت، ولا نرد عليه إن قال.
وأما قتل العرب فإن الله كتب [ القتل و ] القتال فمن قتله الحق فإلى الله.
فغضب عتبة وفحش على جعدة، فلم يجبه وأعرض عنه
وانصرفا جميعا مغضبين.
فلما انصرف عتبة جمع خيله فلم يستبق منها [ شيئا ]، وجل أصحابه السكون والأزد والصدف، وتهيأ جعدة بما استطاع فالتقيا، وصبر القوم جميعا، وباشر جعدة يومئذ القتال بنفسه، وجزع عتبة فأسلم خيله
وأسرع هاربا
إلى معاوية، فقال له: فضحك جعدة، وهزمتك لا تغسل رأسك منها أبدا.
قال عتبة: لا والله لا أعود إلى مثلها أبدا، ولقد أعذرت،
وما كان على أصحابي من عتب،
ولكن الله أبى أن يديلنا منهم فما أصنع.
فخطى بها جعدة عند على .
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين من الأولين والأخرين
صحب أمير المؤمنين علي عليه السلام
ثلة مؤمنة من أقربائه وأصحابه، فبذلوا الغالي والنفيس في سبيل الوقوف بصفِّ الحقِّ ونصرته، ومن أولئك الأبطال أصحاب أمير المؤمنين (عليه السَّلَام) (جُعْدة بن هُبَيْرة المَخْزُوميّ)،
وفي هذا المقال نذكر بعض ومواقفه.
قال ابن عبد البّر في الأستيعاب ج 1 ص 71
جعدة بن هبيرة المخزومي
جعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي المخرمي أمه أم هانىء بنت أبي طالب ولاه خاله علي بن أبي طالب على خراسان.
قالوا كان فقيهاً
قال أبو عبيدة ولدت أم هانىء بنت أبي طالب من هبيرة ثلاثة بنين أحدهم يسمى جعدة والثاني هانئاً والثالث يوسف وقال الزبيري والعدوي ولدت أم هانىء لهبيرة أربعة بنين جعدة وعمراً وهانئاً ويوسف وهذا أصح إن شاء الله تعالى.
قال الزبير وجعدة بن هبيرة هو الذي يقول:
أبي من بنى مخزوم إن كنت سائلاً ... ومن هاشم أمي لخير قبيل
فمن ذا الذي يباهي علي بخاله ... كخالي علي ذي الندى وعقيل .
وقال : ابن مزاحم المنقري وقعة صفين ج 1 ص 463
وبعث معاوية إلى عتبة فقال: ما أنت صانع في جعدة ؟ فقال: ألقاه اليوم وأقاتله غدا.
وكان لجعدة في قريش شرف عظيم، وكان له لسان، وكان من أحب الناس إلى علي، فغدا عليه عتبة فنادى: أيا جعدة، أيا جعدة.
فاستأذن عليا عليه السلام في الخروج إليه، فإذن له،
واجتمع الناس لكلامهما فقال عتبة: يا جعدة، إنه والله ما أخرجك علينا إلا حب خالك وعمك ابن
أبى سلمة عامل البحرين ، وإنا والله ما نزعم أن معاوية أحق بالخلافة من على لولا أمره في عثمان، ولكن معاوية أحق بالشام لرضا أهلها به فاعفوا لنا عنها، فوالله ما بالشام رجل به طرق إلا وهو أجد من معاوية في القتال، ولا بالعراق من له مثل جد على [ في الحرب ].
ونحن أطوع لصاحبنا منكم لصاحبكم، وما أقبح بعلى أن يكون في قلوب المسلمين أولى الناس بالناس، حتى إذا أصاب سلطانا أفنى العرب.
فقال جعدة: أما حبى لخالي فوالله أن لو كان لك خال مثله لنسيت أباك.
وأما ابن أبى سلمة فلم يصب أعظم من قدره، والجهاد أحب إلى من العمل.
وأما فضل على على معاوية فهذا ما لا يختلف فيه [ اثنان ].
وأما رضاكم اليوم بالشام فقد رضيتم بها أمس [ فلم نقبل ].
وأما قولك إنه ليس بالشام من رجل إلا وهو أجد من معاوية، وليس بالعراق لرجل مثل جد على، فهكذا ينبغى أن يكون، مضى بعلى يقينه، وقصر بمعاوية شكه، وقصد أهل الحق خير من جهد أهل الباطل.
وأما قولك نحن أطوع لمعاوية منكم لعلى عليه السلام، فو الله ما نسأله إن سكت، ولا نرد عليه إن قال.
وأما قتل العرب فإن الله كتب [ القتل و ] القتال فمن قتله الحق فإلى الله.
فغضب عتبة وفحش على جعدة، فلم يجبه وأعرض عنه
وانصرفا جميعا مغضبين.
فلما انصرف عتبة جمع خيله فلم يستبق منها [ شيئا ]، وجل أصحابه السكون والأزد والصدف، وتهيأ جعدة بما استطاع فالتقيا، وصبر القوم جميعا، وباشر جعدة يومئذ القتال بنفسه، وجزع عتبة فأسلم خيله
وأسرع هاربا
إلى معاوية، فقال له: فضحك جعدة، وهزمتك لا تغسل رأسك منها أبدا.
قال عتبة: لا والله لا أعود إلى مثلها أبدا، ولقد أعذرت،
وما كان على أصحابي من عتب،
ولكن الله أبى أن يديلنا منهم فما أصنع.
فخطى بها جعدة عند على .
تعليق