بسم الله الرحمن الرحيم
وفيه ( 6 ربيع الثاني ) سنة ( 125 هـ ) مات هشام عبد الملك بالرصافة من أرض قنسرين
وكان له يوم توفي ستة وخمسون سنة ، وكانت ولايته تسعة عشر سنة وستة أشهر وإحدى عشر ليلة .
قال المسعودي : وكان أحول شديد أنقلاب العين . . شكس الأخلاق ، دقيق النظر ، جامعاً لأموال ، قليل البذل للنوال .
وقال : وفي السنة السابعة عشر من ولايته
وهي سنة ( 122 هـ ) ، كان ظهور زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) بالكوفة في نفر يسير ، وعليها يوسف بن عمر الثقفي ، وقد كان بايعه خلق كثير ، ثم قعدوا عنه ولم يفوا له ، فلقيه يوسف بن عمر في جموع عظيمة ، فقاتلهم زيد قتالاً شديداً إلى أن قتل ومن معه في صفر من هذه السنة وصلب في الكناسة .
وروي عن عروة بن موسى الجعفي قال : قال لنا أبو عبد الله ( عليه السلام ) يوماً ونحن نتحدث عنده : اليوم أنفقت عين هشام بن عبد الملك في قبره ، قلنا :
ومتى مات ؟ فقال : اليوم الثالث ، فحسبنا موته وسألنا عن ذلك فكان ذلك .
وروي عمرو بن هانئ الطائي قال : خرجت مع عبد الله بن علي لنبش قبور بني أمية في أيام أبي العباس السفاح ، فانتهينا الى قبر هشام بن عبد الملك ، فاستخرجناها صحيحاً ما فقدنا منه إلا عرنين أنفه ، فضربه عبد الله بن علي ثمانين سوطاً ثم أحرقه ، واستخرجنا سليمان بن عبد الملك من أرض دابق فلم نجد منه شيئاً إلا صلبه ورأسه وأضلاعه فأحرقناه ، وفعلنا مثل ذلك بغيرهما من بني أمية ، وكانت قبورهم بقنسرين ، ثم انتهينا إلى دمشق ، فاستخرجنا الوليد بن عبد الملك ، فلما وجدنا في قبره قليلاً ولا كثيراً ، . . .
قال ابن أبي الحديد : قرأت هذا الخبر على النقيب أبي جعفر يحيى بن أبي زيد العلوي بن عبد الله في سنة خمس وستمائة ، وقلت له أما إحراق هشام بإحراقد زيد فمفهوم ، فما معنى جلده ثمانين سوطاً ؟ فقال ( رحمه الله ) : أظن أن عبد الله بن علي ذهب في ذلك إلى حد القذف ، لانه يقال : إنه قال لزيد : يا بن الزانية ، لما سب أخاه محمداً الباقر ( عليه السلام ) قال له زيد : سماه رسول الله ( صلى الله عليه و آله وسلم ) الباقر وتسميه أنت البقرة ! لشدما اختلفتما ! ولتخالفنه في الاخرة كما خالفته في الدنيا فيرد الجنة وترد النار .
قال ابن كثير : وبويع للوليد بن يزيد بن عبد الملك يوم مات عمه هشام . . . وكان سبب ولايته أن أباه يزيد بن عبد الملك كان جعل الأمر من بعده لأخيه هشام ثم من بعده لولده الوليد هذا ، فلما ولي هشام أكرم أبن أخيه الوليد حتى ظهر عليه أمر الشراب وخلطاء السوء ومجالس اللهو ، فأراد هشام أن يقطع ذلك عنه فأمره على الحج سنة ستة عشرة ومائة ، فأخذ معه كلاب الصيد خفية من عمه ، . . . قالوا : واصطنع الوليد قبه على قدر الكعبة ، ومن عزمه أن ينصب تلك القبه فوق سطح الكعبة ، ويجلس هو وأصحابه هناك ، واستصحب معه الخمور والات الملاهي وغير ذلك من لمنكرات . . .
واستمر على حالة القبيح ، وعلى فعله الردئ فعزم عمه على خلعه من الخلافة ـ وليته فعل ـ وأن يولي بعدة مسلمة بن هشام ، . . . ولكن لم ينتظم .
الحمد لله رب العالمين
وفيه ( 6 ربيع الثاني ) سنة ( 125 هـ ) مات هشام عبد الملك بالرصافة من أرض قنسرين
وكان له يوم توفي ستة وخمسون سنة ، وكانت ولايته تسعة عشر سنة وستة أشهر وإحدى عشر ليلة .
قال المسعودي : وكان أحول شديد أنقلاب العين . . شكس الأخلاق ، دقيق النظر ، جامعاً لأموال ، قليل البذل للنوال .
وقال : وفي السنة السابعة عشر من ولايته
وهي سنة ( 122 هـ ) ، كان ظهور زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) بالكوفة في نفر يسير ، وعليها يوسف بن عمر الثقفي ، وقد كان بايعه خلق كثير ، ثم قعدوا عنه ولم يفوا له ، فلقيه يوسف بن عمر في جموع عظيمة ، فقاتلهم زيد قتالاً شديداً إلى أن قتل ومن معه في صفر من هذه السنة وصلب في الكناسة .
وروي عن عروة بن موسى الجعفي قال : قال لنا أبو عبد الله ( عليه السلام ) يوماً ونحن نتحدث عنده : اليوم أنفقت عين هشام بن عبد الملك في قبره ، قلنا :
ومتى مات ؟ فقال : اليوم الثالث ، فحسبنا موته وسألنا عن ذلك فكان ذلك .
وروي عمرو بن هانئ الطائي قال : خرجت مع عبد الله بن علي لنبش قبور بني أمية في أيام أبي العباس السفاح ، فانتهينا الى قبر هشام بن عبد الملك ، فاستخرجناها صحيحاً ما فقدنا منه إلا عرنين أنفه ، فضربه عبد الله بن علي ثمانين سوطاً ثم أحرقه ، واستخرجنا سليمان بن عبد الملك من أرض دابق فلم نجد منه شيئاً إلا صلبه ورأسه وأضلاعه فأحرقناه ، وفعلنا مثل ذلك بغيرهما من بني أمية ، وكانت قبورهم بقنسرين ، ثم انتهينا إلى دمشق ، فاستخرجنا الوليد بن عبد الملك ، فلما وجدنا في قبره قليلاً ولا كثيراً ، . . .
قال ابن أبي الحديد : قرأت هذا الخبر على النقيب أبي جعفر يحيى بن أبي زيد العلوي بن عبد الله في سنة خمس وستمائة ، وقلت له أما إحراق هشام بإحراقد زيد فمفهوم ، فما معنى جلده ثمانين سوطاً ؟ فقال ( رحمه الله ) : أظن أن عبد الله بن علي ذهب في ذلك إلى حد القذف ، لانه يقال : إنه قال لزيد : يا بن الزانية ، لما سب أخاه محمداً الباقر ( عليه السلام ) قال له زيد : سماه رسول الله ( صلى الله عليه و آله وسلم ) الباقر وتسميه أنت البقرة ! لشدما اختلفتما ! ولتخالفنه في الاخرة كما خالفته في الدنيا فيرد الجنة وترد النار .
قال ابن كثير : وبويع للوليد بن يزيد بن عبد الملك يوم مات عمه هشام . . . وكان سبب ولايته أن أباه يزيد بن عبد الملك كان جعل الأمر من بعده لأخيه هشام ثم من بعده لولده الوليد هذا ، فلما ولي هشام أكرم أبن أخيه الوليد حتى ظهر عليه أمر الشراب وخلطاء السوء ومجالس اللهو ، فأراد هشام أن يقطع ذلك عنه فأمره على الحج سنة ستة عشرة ومائة ، فأخذ معه كلاب الصيد خفية من عمه ، . . . قالوا : واصطنع الوليد قبه على قدر الكعبة ، ومن عزمه أن ينصب تلك القبه فوق سطح الكعبة ، ويجلس هو وأصحابه هناك ، واستصحب معه الخمور والات الملاهي وغير ذلك من لمنكرات . . .
واستمر على حالة القبيح ، وعلى فعله الردئ فعزم عمه على خلعه من الخلافة ـ وليته فعل ـ وأن يولي بعدة مسلمة بن هشام ، . . . ولكن لم ينتظم .
الحمد لله رب العالمين
تعليق