وأنا في طريق ذهابي إلى العمل وإذا بطفلين يجلسان أمامي في السيارة وقد دار حوار بينهما وهما لا يتجاوزان
العاشرة من العمر، وقد كانا في طريق ذهابهم إلى السوق، الولد الأول اسمه سجاد يبيع الكعك والثاني اسمه محمد
يبيع الجوارب، وكان حوارهما عن سبب تهديم بيتهما،قال سجاد لمحمد: هل جاءكم التفليش.
قال محمد: سيصل بعد ثلاثة أيام.
قال له سجاد:نحن أيضاً سيصل بعد ثلاثة أيام ولكن إلى أين ستذهبون؟.
قال محمد: أمي لم تنم منذ ثلاثة أيام وهي تبكي وتقول: إلهي أين سأذهب أنا وأولادي ومن يتحمل عائلة من
سبعة أشخاص، ثم قالت: اللهم إن أعيننا تنام ولكن عينك لا تنام.
قال له سجاد: أنتم أحسن حالاً منا لأن أبي ما زال مديوناً بـ950ألف دينار على بناء البيت، من أين سيدفع
للدائنين وهو عامل أجرة (15000دينار) وجدتي مريضة وأخي الأكبر معاق يحتاج إلى دواء وأن أبي قال لنا
أنا وأخي يجب أن تتركوا المدرسة وتساعدوني، وأنا أمنيتي أن أكمل الدراسة كي لا أكون مثل أبي ولا يكون
أبنائي مثلي.
قال له سجاد: المدارس ليست لنا بل للأغنياء.
قال سجاد: قبل أن يبيع أبي أغراض المنزل لنذهب أنا وأنت للإمام الحسين عليه السلام وندعو من الله أن يجعل
لأبوينا ولنا مخرجاً وأن ينتقم ممن يشردوننا من بيوتنا.
قال محمد: قبل كل شيء ندعو أن يسهل الله علينا ويجد آباؤنا بيتاً نستأجره حتى لو كانت غرفة واحدة بدون سياج.
إلى هنا وصلت السيارة إلى المكان الذي نزلت فيه، ولم أعرف ماذا جرى لهما وعندها تمنيت من الله أن يساعد
هؤلاء الأطفال ويفرج عنهم.
تغريد عبد الخالق
تم نشره في المجلة العدد50
تعليق