مع قافلة الأسارى إلى الشام
خطبة السيدة زينب (ع) في الشام
سارع عبيد الله بن زياد بالكتابة إلى يزيد بن معاوية في الشام يعلمه بمصرع الإمام الشهيد (ع) ووصول سباياه ورؤوس القتلى إلى الكوفة، فأجابه يزيد بالإسراع في إيفاد الأسرى من السبايا مع الرؤوس إليه، فبادر ابن زياد بإرسال ركب الأسرى والسبايا والرؤوس إلى الشام.
فبعث الرؤوس مع زجر بن قيس، وأرسل السبايا أثر الرؤوس مع مخفر بن ثعلبة العائذي وشمر بن ذي الجوشن.[٣٤]
وكان معاوية قد رسّخ جذور الحكم الأموي في الشام، وكانت الأمور متسقة أمام يزيد بن معاوية بسبب الماكنة الإعلامية القوية التي سخّرها آل أبي سفيان لتضليل الجماهير وإظهار الأمويين بمظهر الوريث الشرعي للنبي الأكرم , فكان الوضع السياسي والأمني مطمئنا لا يشوبه ما يكدر حياة يزيد السياسية؛ وقد وصف الصحابي سهل بن سعد الساعدي حالة الفرح والإبتهاج في الوسط الشامي قبيل قدوم السبايا بقوله: «خرجت إلى بيت المقدس حتى توسطت الشام، فإذا أنا بمدينة مطردة الأنهار، كثيرة الأشجار، قد علقوا الستور والحجب والديباج وهم فرحون مستبشرون، وعندهم نساء يلعبن بالدفوف والطبول...».[٣٥]
ولكن سرعان ما انقلبت الأمور على عقب بمجرد دخول ركب السبايا إلى الشام وسماعهم خطب الإمام السجّاد وخطبة عمّته زينب (ع) التي فضحت البيت الأموي، وبينت عظم الجريمة التي اقترفها الأموييون من جهة، وخففت من غلواء العداء الشامي لأهل البيت (عليهم السلام) وحولته إلى حالة من الحبّ والتعاطف معهم. في تلك الأجواء عقد يزيد بن معاوية مجلساً لم يعقد من قبله حضره الرؤساء والحكام والقادة و....[٣٦] وتحت تأثير نشوة الانتصار نطق بكلمة الشرك والكفر.[٣٧]
وجيء برأس الحسين ووضع بين يديه في طشت وجعل يضرب ثناياه بمخصرة كانت في يده.[٣٨] مظهراً ما كتمه من عداء وبغض لرسول الله والرسالة المحمدية، وأخذ یتمثل بقول ابن الزبعري المشرك و زاد علیها أبیات أخر:
وبينما هو يكرر تلك الأبيات منتشياً قامت زينب خطيبة، فاستهلت كلمتها بالحمد لله والصلاة على النبي (ص)، ثم تابعت خطبتها موبخة يزيد على السياسات التي اتخذها في حكمه بحق أهل البيت (ع) ومن المضايقات التي عملها، مشيرة إلى بطره وتبختره. كما أشارت تعنته وغلظته وطغيانه وكفره، وتتابع أن هذا نتيجة الأحقاد والأضغان الكامنة والمتبيقية من غزوة بدر ومعارك صدر الإسلام. ثم حذرته مما ارتكب بهتك حرمات بحق «سيد شباب أهل الجنة»، وجميع ذلك بعين الله، وقالت ليزيد سيحل عليك سخط الله، ويخاصمك رسول الله (ص)، حتى تتمنى أن أمك لم تلدك.[٤٠]
ولما رأى يزيد أن الجريمة التي اقترفها بقتل الحسين قد انكشفت، وبان ما كان قد تستر عليه، وأن خطب السيدة زينب وسائر عائلة الإمام الحسين كشفت زيف التعتيم الذي مارسه، أخذ بالتنصل عن الجريمة وإلقاء تبعة ذلك على عبيد الله بن زياد.[٤١]
ثم إن يزيد أمر بأن تقام للسبايا والأسرى دار تتصل بداره، فزارهم نساء من آل أبي سفيان منهن هند زوج يزيد بن معاوية، فأقمن النياحة على الحسين .[٤٢]
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
المصدر اعيان الشيعه
ويكي شيعة
خطبة السيدة زينب (ع) في الشام
سارع عبيد الله بن زياد بالكتابة إلى يزيد بن معاوية في الشام يعلمه بمصرع الإمام الشهيد (ع) ووصول سباياه ورؤوس القتلى إلى الكوفة، فأجابه يزيد بالإسراع في إيفاد الأسرى من السبايا مع الرؤوس إليه، فبادر ابن زياد بإرسال ركب الأسرى والسبايا والرؤوس إلى الشام.
فبعث الرؤوس مع زجر بن قيس، وأرسل السبايا أثر الرؤوس مع مخفر بن ثعلبة العائذي وشمر بن ذي الجوشن.[٣٤]
وكان معاوية قد رسّخ جذور الحكم الأموي في الشام، وكانت الأمور متسقة أمام يزيد بن معاوية بسبب الماكنة الإعلامية القوية التي سخّرها آل أبي سفيان لتضليل الجماهير وإظهار الأمويين بمظهر الوريث الشرعي للنبي الأكرم , فكان الوضع السياسي والأمني مطمئنا لا يشوبه ما يكدر حياة يزيد السياسية؛ وقد وصف الصحابي سهل بن سعد الساعدي حالة الفرح والإبتهاج في الوسط الشامي قبيل قدوم السبايا بقوله: «خرجت إلى بيت المقدس حتى توسطت الشام، فإذا أنا بمدينة مطردة الأنهار، كثيرة الأشجار، قد علقوا الستور والحجب والديباج وهم فرحون مستبشرون، وعندهم نساء يلعبن بالدفوف والطبول...».[٣٥]
ولكن سرعان ما انقلبت الأمور على عقب بمجرد دخول ركب السبايا إلى الشام وسماعهم خطب الإمام السجّاد وخطبة عمّته زينب (ع) التي فضحت البيت الأموي، وبينت عظم الجريمة التي اقترفها الأموييون من جهة، وخففت من غلواء العداء الشامي لأهل البيت (عليهم السلام) وحولته إلى حالة من الحبّ والتعاطف معهم. في تلك الأجواء عقد يزيد بن معاوية مجلساً لم يعقد من قبله حضره الرؤساء والحكام والقادة و....[٣٦] وتحت تأثير نشوة الانتصار نطق بكلمة الشرك والكفر.[٣٧]
وجيء برأس الحسين ووضع بين يديه في طشت وجعل يضرب ثناياه بمخصرة كانت في يده.[٣٨] مظهراً ما كتمه من عداء وبغض لرسول الله والرسالة المحمدية، وأخذ یتمثل بقول ابن الزبعري المشرك و زاد علیها أبیات أخر:
ليــت أشيـــاخي بـبدر شهدوا | جزع الخزرج من وقع الأسل | |
لأهلــــوا، واستهلــــوا فـــــــــرحا | ثم قالـــوا: يا يــــزيد لا تشــــــــل | |
لـــــــــــعبت هــاشم بالـــملك فلا | خبـــر جـــــاء ولا وحـــي نـــــــزل[٣٩] |
خاطبت السيدة زينب يزيد بن معاوية، قائلة: فكِد كَيدَك، وَاسعَ سَعيَك، وناصِب جُهدَك، فَوَاللهِ! لا تَمحُو ذكرَنا، ولا تُميتُ وَحيَنا، ولا تُدرِكُ أَمَدَنا، ولا تَرحَضُ عَنكَ عارُها. |
ثم إن يزيد أمر بأن تقام للسبايا والأسرى دار تتصل بداره، فزارهم نساء من آل أبي سفيان منهن هند زوج يزيد بن معاوية، فأقمن النياحة على الحسين .[٤٢]
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
المصدر اعيان الشيعه
- احمد صادقي اردستاني، زينب قهرمان دختر علي، ص 246.
- ↑ ابومخنف، وقعة الطف، ص 299و 300/ الشيخ المفيد، الارشاد، قم، مؤتمر الشيخ المفيد، 1413، ص 353 / محمّد باقر المجلسي، بحار الأنوار، ج 45، ص 117.
- ↑ سيد عبدالكريم هاشمي نجاد، درسي كه حسين به انسانها آموخت، ص 326؛ وانظر: صالح بن ابراهيم بن صالح الشهرستاني، تَاريخُ النِّياحَة على الإمام الشهيد الحسين بن علي (ع)، ص 71.
- ↑ محمّد محمّدي اشتهاردي، حضرت زينب فروغ تابان كوثر، ص 327ـ328.
- ↑ سيد عبدالكريم هاشمي نجاد، درسي كه حسين به انسانها آموخت، ص 330.
- ↑ محمّد محمّدي اشتهاردي، حضرت زينب فروغ تابان كوثر، ص 248.
- ↑ حسن الهي، زينب كبري عقيله بني هاشم، ص 208.
- ↑ ابو مخنف، وقعة الطف، ص 306و307/ سيد بن طاووس، اللهوف، ص 213.
- ↑ محمّد باقر المجلسي، بحار الأنوار، ج 45، ص 135 / السيد بن طاووس، اللهوف، ص 221.
- ↑ الشيخ المفيد، الارشاد، ص358/حسن الهي، زينب كبري عقيله بني هاشم، ص 244.
- ↑ ابومخنف، وقعة الطف، ص 311/ الشيخ عبّاس القمي، نفس المهموم، ص 265.
- ↑ ابن عساكر، اعلام النساء، ص 191.
- ↑ القرشي، السيدة زينب بطلة التاريخ...، ص 298 - 303.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج 7، ص 140 - 141.
ويكي شيعة
تعليق