السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
--------------------------
قال الإمام الرضا (عليه السلام):
أوحى الله عزّ وجلّ إلى نبيّ من أنبيائه:
إذا أصبحت فأوّل شيء يستقبلك فكله، والثاني فاكتمه، والثالث فاقبله، والرابع فلا تؤيسه، والخامس فاهرب منه.
قال: فلمّا أصبح مضى فاستقبله جبل أسود عظيم فوقف وقال: أمرني ربّي عزّ وجلّ أن آكل هذا، وبقي متحيّراً ثمّ رجع إلى نفسه فقال: إنّ ربّي جلّ جلاله لايأمرني إلاّ بما أطيق، فمشى إليه ليأكله، فكلّما دنا منه صغر حتّى انتهى إليه فوجده لقمة فأكلها فوجدها أطيب شيء أكله.
ثمّ مضى فوجد طستاً من ذهب فقال: أمرني ربّي أن أكتم هذا، فحفر له حفرة وجعله فيه، وألقى عليه التراب، ثمّ مضى فالتفت فإذا الطست قد ظهر فقال: قد فعلت ما أمرني ربّي عزّ وجلّ فمضى.
فإذا هو بطير وخلفه بازي، فطاف الطير حوله فقال: أمرني ربّي عزّ وجلّ أن أقبل هذا، ففتح كمّه فدخل الطير فيه.
فقال له البازي: أخذت صيدي وأنا خلفه منذ أيّام.
فقال: إن ربي عزّ وجلّ أمرني أن لاأؤيس هذا، فقطع من فخذه قطعة فألقاها إليه ثمّ مضى، فلمّا مضى إذا هو بلحم ميتة منتن مدوّد فقال: أمرني ربّي عزّ وجلّ أن أهرب من هذا، فهرب منه ورجع.
فرأى في المنام كأنّه قد قيل له: إنّك قد فعلت ما أمرت به، فهل تدري ماذا كان؟
قال: ï»».
قيل له: أمّا الجبل فهو الغضب، إن العبد إذا غضب لم ير نفسه، وجهل قدره من عظم الغضب، فإذا حفظ نفسه وعرف قدره وسكّن غضبه كانت عاقبته كاللقمة الطيّبة الّتي أكلتها.
وأمّا الطست فهو العمل الصالح إذا كتمه العبد وأخفاه أبى الله عزّ وجلّ إلاّ أن يظهره ليزيّنه به مع ما يدّخر له من ثواب الآخرة.
وأما الطير: فهو الرجل الذي يأتيك فاقبله وأقبل نصيحته.
وأمّا البازي: فهو الرجل الّذي يأتيك في حاجة فلا تؤيسه.
وأمّا اللحم المنتن فهي الغيبة فاهرب منها.
المصدر:عيون أخبار الرضا (عليه السّلام)
اللهم صل على محمد وال محمد
--------------------------
قال الإمام الرضا (عليه السلام):
أوحى الله عزّ وجلّ إلى نبيّ من أنبيائه:
إذا أصبحت فأوّل شيء يستقبلك فكله، والثاني فاكتمه، والثالث فاقبله، والرابع فلا تؤيسه، والخامس فاهرب منه.
قال: فلمّا أصبح مضى فاستقبله جبل أسود عظيم فوقف وقال: أمرني ربّي عزّ وجلّ أن آكل هذا، وبقي متحيّراً ثمّ رجع إلى نفسه فقال: إنّ ربّي جلّ جلاله لايأمرني إلاّ بما أطيق، فمشى إليه ليأكله، فكلّما دنا منه صغر حتّى انتهى إليه فوجده لقمة فأكلها فوجدها أطيب شيء أكله.
ثمّ مضى فوجد طستاً من ذهب فقال: أمرني ربّي أن أكتم هذا، فحفر له حفرة وجعله فيه، وألقى عليه التراب، ثمّ مضى فالتفت فإذا الطست قد ظهر فقال: قد فعلت ما أمرني ربّي عزّ وجلّ فمضى.
فإذا هو بطير وخلفه بازي، فطاف الطير حوله فقال: أمرني ربّي عزّ وجلّ أن أقبل هذا، ففتح كمّه فدخل الطير فيه.
فقال له البازي: أخذت صيدي وأنا خلفه منذ أيّام.
فقال: إن ربي عزّ وجلّ أمرني أن لاأؤيس هذا، فقطع من فخذه قطعة فألقاها إليه ثمّ مضى، فلمّا مضى إذا هو بلحم ميتة منتن مدوّد فقال: أمرني ربّي عزّ وجلّ أن أهرب من هذا، فهرب منه ورجع.
فرأى في المنام كأنّه قد قيل له: إنّك قد فعلت ما أمرت به، فهل تدري ماذا كان؟
قال: ï»».
قيل له: أمّا الجبل فهو الغضب، إن العبد إذا غضب لم ير نفسه، وجهل قدره من عظم الغضب، فإذا حفظ نفسه وعرف قدره وسكّن غضبه كانت عاقبته كاللقمة الطيّبة الّتي أكلتها.
وأمّا الطست فهو العمل الصالح إذا كتمه العبد وأخفاه أبى الله عزّ وجلّ إلاّ أن يظهره ليزيّنه به مع ما يدّخر له من ثواب الآخرة.
وأما الطير: فهو الرجل الذي يأتيك فاقبله وأقبل نصيحته.
وأمّا البازي: فهو الرجل الّذي يأتيك في حاجة فلا تؤيسه.
وأمّا اللحم المنتن فهي الغيبة فاهرب منها.
المصدر:عيون أخبار الرضا (عليه السّلام)
تعليق