إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا صار عيد الغدير عيد الله الأكبر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا صار عيد الغدير عيد الله الأكبر



    لماذا صار عيد الغدير عيد الله الأكبر؟




    اتفقت مجموعة من الروايات الواردة عن طريق أهل البيت عليهم السلام على اعتبار يوم الغدير من جملة الأعياد الإسلامية، بل على اعتباره أفضل الأعياد


    فقد روى الكليني في الكافي بسند صحيح عن العدة، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي عبد الله (ع)، قال


    قلت جعلت فداك، للمسلمين عيد غير العيدين؟ قال نعم يا حسن، أعظمهما وأشرفهما، قال قلت وأي يوم هو؟ قال يوم نصب أمير المؤمنين (ع) فيه علما للناس، قلت جعلت فداك، ما ينبغي أن نصنع فيه؟ قال (ع) تصومه يا حسن، وتكثر الصلاة على محمد وآله، وتبرأ إلى الله ممن ظلمهم، فإن الأنبياء (ع) كانت تأمر الأوصياء اليوم الذي كان يقام فيه الوصي أن يتخذ عيدا


    الكافي ج4 ص148 ، عنه البحار ج37 ص171 ح53


    وكذلك رواه الصدوق بسند صحيح أيضا، فقد رواه في ثواب الأعمال عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، قال حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي عبدالله (ع)


    ثواب الأعمال ص99 ، عنه البحار ج94 ص111 ح5


    وروى الصدوق في الخصال بسند معتبر عند جمع من علمائنا، قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال حدثنا سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد ابن أبي عمير، عن غير واحد، عن أبي عبدالله (ع) قال ويوم الغدير أفضل الأعياد، وهو ثامن عشر من ذي الحجة، وكان يوم الجمعة


    الخصال ص394 01، عنه البحار ج94 ح3


    وقد ذهب جمع من علمائنا أن تعبير (عن غير واحد) يدل على اعتبار الرواية، كما نقله عنهم الرجالي الكبير الشيخ المامقاني حيث قال:"ثم أنه نقل عن المحقق الشيخ محمد (رحمه الله) أنه قال إذا قال ابن أبي عمير عن غير واحد عد روايته من الصحيح حتى عند من لم يعمل بمراسيله وقال في المدارك لا يضر إرسالها لأن في قوله (غير واحد) إشعارا بثبوت مدلولها عنده


    مقباس الهداية ج2 ص275


    وروى الصدوق بسنده عن الحسن بن راشد، قال قيل لأبي عبدالله (ع)


    للمؤمنين من الأعياد غير العيدين والجمعة؟ قال نعم لهم ما هو أعظم من هذا، يوم أقيم أمير المؤمنين (ع) فعقد له رسول الله (ص) الولاية في أعناق الرجال والنساء بغدير خم


    ثواب الأعمال ص99 ح2، عنه البحار ج94 ص112 ح7


    وروى الصدوق بسند صحيح على رأي جمع من علمائنا، عن علي بن أحمد بن موسى (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي، قال حدثني الحسين بن عبيدالله الأشعري، قال حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن المفضل بن عمر، قال قلت لأبي عبدالله (ع)


    كم للمسلمين من عيد؟ فقال


    أربعة أعياد، قال: قلت قد عرفت العيدين والجمعة، فقال لي أعظمها وأشرفها ، يوم الثامن عشر من ذي الحجة، وهو اليوم الذي أقام فيه رسول الله (ص) أمير المؤمنين (ع) ونصبه للناس علما، قال قلت ما يجب علينا في ذلك اليوم؟ قال: يجب عليكم صيامه شكرا لله وحمدا له مع أنه أهل أن يشكر كل ساعة، وكذلك أمرت الأنبياء أوصياءها أن يصوموا اليوم الذي يقام فيه الوصي يتخذونه عيدا، ومن صامه كان أفضل من عبادة ستين سنة


    الخصال ص264 45، عنه البحار ج94 ص111 ح4


    ومحل الاختلاف في السند في شيخ الصدوق، فقد اعتبره البعض حسنا ولم يوثقه آخرون


    وهناك أحاديث أخرى قريبة من هذا المضمون


    راجع البحار ج37 ص 169 ح46، وص172 ح54


    وهنا سؤالان يفرضان أنفسهما


    الأول


    كيف صار يوم الغدير عيدا؟


    الثاني


    ما هو السر في اعتباره أفضل الأعياد وأشرفها؟


    أما جوابا على السؤال الأول فيمكن القول


    إن العيد مأخوذ ومشتق من العود، قال ابن منظور واشتقاقه من عاد يعود، كأنهم عادوا إليه، وقيل اشتقاقه من العادة لأنهم اعتادوه


    لسان العرب ج9 ص461


    فتكون وجه المناسبة في التسمية هو أن العباد يعودون إلى الله في تلك الأيام بالطاعة والتوبة والعمل الصالح، ولذا ورد عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال في بعض الأعياد


    إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه، وكل يوم لا تعصي الله فيه فهو يوم عيد


    نهج البلاغة ص551 الحكمة428


    وفي هذا المقطع الرائع يسلط أمير المؤمنين (ع) على حقيقة ناصعة وهي أن ولكن لماذا صارت بعض الأيام أيام عيد دون الأخرى إذا كانت العودة إلى الله بنبذ المعصية قد يحصل في باقي الأيام


    والجواب


    إن الله اختص بعض الأيام دون الأخرى وجعلها محلا لعودة الخلق إليه ونيل عطاياه وهباته مع أن كل الأيام كذلك، ومع أنه قد لا يكون يوم عيد الفطر يوم عودة المكلف إلى الله لمعصيته له فيه وقد يكون غير يوم عيد الفطر يوم عودته لعدم معصية الله فيه، ولكن الله أراد أن يتفضل على عباده فيجعل أياما معينة مخصوصة بالعيد يزيد فيها من فضله وعطاياه ومنحه، فيحصل العامل فيه العائد فيه إلى الله على المزيد من الأجر والثواب، كما أنه يشكر الله على نعمه فيها بما وفقه للصوم والحج، ولكي يقدر عظمة وأهمية ما اقترنت به الأعياد، من الصوم والحج والصلاة


    ومن هذه الزاوية فإن العبد يكون فرحا في العيد، وهذا ما يقع في الأعياد حيث يعم الفرح النفوس، قال ابن الأعرابي سمي العيد عيدا لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد ، غير أن فرحة المسلمين والمؤمنين لا من جهة نيل مشتهيات النفس المادية كالأكل بعد الصوم فإن هذه مما لا توجب الفرحة للإنسان المتأمل والمتمعن في القيم الواقعية للأمور، والإنسان العامل يفرح بالجوائز والهبات الربانية لا بحطام الدنيا الزائل ولذائذها المنصرمة


    روى الشيخ الصدوق عن الإمام الباقر (ع)، عن رسول الله (ص) أنه قال حتى إذا طلع هلال شوال نودي المؤمنون أن اغدوا إلى جوائزكم فهو يوم الجائزة


    ثم قال أبو جعفر (ع)


    أما والذي نفسي بيده ما هي بجائزة الدنانير والدراهم


    فضائل الأشهر الثلاثة ص80


    وروى ابن شعبة الحراني عن الإمام الحسن المجتبى (ع) أنه مر في يوم فطر بقوم يلعبون ويضحكون، فوقف على رؤوسهم فقال إن الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه فيستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا، وقصر آخرون فخابوا، فالعجب كل العجب من ضاحك لاعب في اليوم الذي يثاب فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون، وأيم الله لو كشف الغطاء لعلموا أن المحسن مشغول بإحسانه والمسيء مشغول بإساءته


    تحف العقول ص167


    غير أن العيد يمتاز عن باقي الأيام بميزة أخرى وهي أن مظاهر العود إلى الله تكون جماعية لا فرادى، أي أنها تعبير عن مظهر اجتماعي عام وليس شأنا شخصيا خاصا. يقول ابن منظور والعيد كل يوم فيه جمع


    لسان العرب ج9 ص461


    وهذه نقطة مهمة يجب ملاحظتها في مفهوم العيد، ولها دور في بلورة الجواب عن السؤال الثاني، فعيد الفطر مظهر عبادي عام يرتبط بالمسلمين ككل بعد انتهاء فريضة الصوم، وهكذا في عيد الأضحى بعد الفراغ من أهم أعمال الحج، ويوم الجمعة هو مظهر عبادي عام أيضا يجتمع فيه المسلمون في مساجدهم لأداء الصلاة يوم الجمعة والاهتمام بما يخص أمورهم، وهذا ما نشهد آثاره حتى اليوم، فإن الحضور الذي تشهده تلك الأعياد لا تجده في باقي الأيام طوال السنة، ويحرص الجميع على حضور تلك الأعياد في مظاهر عبادة جماعية


    فالعيد على هذا يمثل عودة جماعية من الخلق إلى الحق تعالى، ولعل في قوله تعالى


    اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا -المائدة/114


    تلميحا إلى ذلك من حيث أن العيد شأن مرتبط بالجميع أولهم وآخرهم


    والخلاصة أن العيد بملاحظة معناه اللغوي والعرفي مدعوما بالشواهد الدينية يختزن في مفهومه ثلاثة ركائز التجمع، والفرحة، والعودة


    وهذه الأمور متحققة في الأعياد الأربعة، ففيها يجتمع المؤمنون في مظاهر عبادية عامة، ويفرحون بالمنح والعطايا الإلهية وبما وفقهم الله فيه من الصلاة والصوم والحج والولاية، ويعودون إلى الله بالطاعة


    أما الإجابة على السؤال الثاني


    وهو لب الموضوع فلابد من النظر إلى ما يميز عيد الغدير عن بقية الأعياد، فعيد الفطر مرتبط بفريضة الصوم، وعيد الأضحى مرتبط بفريضة الحج، وهما مع كونهما من الضروري إلا أنهما يعدان من الفروع الفقهية، بينما يرتبط عيد الغدير بعيد الولاية وهي تعتبر من الأصول وليس من الفروع، ومن الواضح أن الأصل يفوق على الفرع في الأهمية لأن الفرع يعود إليه فمن خلال الأصل يعلم حكم الفرع، ولأن الله أراد أن يتعبد المخلوق بالإيمان بالحجة الإلهية سواء كانت نبيا أم وصيا والالتزام بطاعته أما إذا أراد أن يعبد الله كما يحلو له فإن مصيره كإبليس عليه اللعنة حيث أراد أن يعبد الله من غير الخضوع للحجة الإلهية


    يقول الإمام الخميني (قدس سره)


    إن ما مر في ذيل الحديث الشريف من أن ولاية أهل البيت ومعرفتهم شرط في قبول الأعمال، يعتبر من الأمور المسلمة، بل تكون من ضروريات مذهب التشيع المقدس، وتكون الأخبار في هذا الموضوع أكبر من طاقة مثل هذه الكتب المختصرة على استيعابها، وأكثر من حجم التواتر. ويتبرك هذا الكتاب بذكر بعض الأخبار


    عن الكافي بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال


    ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضى الرحمن الطاعة للإمام بعد معرفته أما لو أن رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولاية ولي الله فيواليه وتكون جميع أعماله بدلالته إليه ما كان له على الله حق في ثوابه ولا كان من أهل الإيمان


    وبإسناده عن أبي عبدالله عليه السلام قال


    من لم يأت الله عز وجل يوم القيامة بما أنتم عليه لم يتقبل منه حسنة ولم يتجاوز له سيئة


    وبإسناده عن أبي عبدالله عليه السلام في حديث قال


    والله لو أن إبليس –لعنه الله- سجد لله بعد المعصية والتكبر عمر الدنيا ما نفعه ذلك ولا قبله الله ما لم يسجد لآدم كما أمره الله عز وجل أن يسجد له، وكذلك هذه الأمة العاصية المفتونة بعد تركهم الإمام الذي نصبه نبيهم له، فلن يقبل الله لهم عملا ولن يرفع لهم حسنة حتى يأتوا الله من حيث أمرهم ويتولوا الإمام الذي أمرهم الله بولايته ويدخلوا من الباب الذي فتحه الله ورسوله لهم


    والأخبار في هذا الموضوع وبهذا المضمون كثيرة، ويستفاد من مجموعها أن ولاية أهل البيت عليهم السلام شرط في قبول الأعمال عند الله سبحانه، بل هو شرط في قبول الإيمان بالله والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم



  • #2
    رزقنا الله واياكم شفاعة علي وال بيته الطيبين الطاهرين وجعلنا واياكم من الثابتين على الولاية ..
    احسنتم وبارك الله فيكم على طرحكم الموفق...

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X