بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم وظالميهم من الأولين والأخرين
قال الشيخ الصدوق المتوفى 381 هـ : « اختلفت الروايات في موضع قبر فاطمة سيّدة نساء العالمين عليها السلام.
1 ـ فمنهم من روى أنّها دفنت في البقيع.
2 ـ ومنهم من روى أنّها دفنت بين القبر والمنبر وأنّ النبي صلّى الله عليه آله إنّما قال : « ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة » لأنّ قبرها بين القبر والمنبر.
3 ـ ومنهم من روى أنّها دفنت في بيتها فلمّا زادت بنو أميّة في المسجد صارت في المسجد ، وهذا هو الصحيح عندي
( من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 336 بعد باب 216 زيارة فاطمة بنت النبي.) .
وقال الشيخ الطوسي المتوفى 460 هـ : « وقد اختلف أصحابنا في موضع قبرها :
1 ـ فقال بعضهم : إنّها دفنت بالبقيع.
2 ـ وقال بعضهم : إنّها دفنت بالروضة.
3 ـ وقال بعضهم : إنّها دفنت في بيتها ، فلمّا زاد بنو أميّة لعنهم الله في المسجد صارت من جملة المسجد » التهذيب للطوسي ج 6 ص 10 باب 3 زيارة رسول الله..
هذا مجمل الأقوال في موضع قبرها ولنحاول أن نستقصي مدارك هذه الأقوال وعرض أدلّتها ونرى ما هو القول الصحيح منها.
القول الأوّل : الدفن في البقيع :
القول الأول من الأقوال الثلاثة أنّها مدفونة في البقيع في دار عقيل بن أبي طالب أو بالقرب منها أو مع ابنها الإمام الحسن عليه السلام ، هذا الرأي قال به أكثر العامّة قديماً وحديثاً ، ولم يقل أحد منهم بغير هذا إلّا القليل النادر ، وقد استدلّوا على ذلك بعدّة أدلّة :
الدليل الأول :
حديث النعش أو الهودج الذي وصفته أو صنعته أسماء بنت عميس وفي هذا عدّة روايات :
الأولى : الرواية التي ذكرها ابن عبد البرّ في الاستيعاب بشيء من التفصيل رواها عن أمّ جعفر بنت محمّد بن جعفر بن أبي طالب زوجة محمّد بن الحنفيّة ، والتي رواها عنها ابنها عون بن محمّد بن الحنفيّة ، روتها عن جدّتها أسماء بنت عميس.
فهذه الرواية لم يذكرها ابن شبّه وإنّما ذكرها ابن عبد البرّ في الاستيعاب ، بسنده إلى محمّد بن اسحاق السّراج ، عن قتيبة بن سعيد ، قال : حدّثنا محمّد بن موسى ، عن عون بن محمّد بن علي بن أبي طالب ، عن أمّه أمّ جعفر بنت محمّد بن جعفر ، وعن عمّار بن المهاجر ، عن أمّ جعفر ـ أنّ فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله قالت لأسماء بنت عميس : يا أسماء ، إنّي قد استقبحْتُ ما يُصنع بالنساء ، إنُه يُطرح على المرأة الثوب فيصفها.
فقالت أسماء : يا بنت رسول الله ، ألا أُريكِ شيئاً رأيته بأرض الحبشة ! فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثمّ طرحت عليها ثوباً.
فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله ! تُعْرَفُ به المرأة من الرجال ، فإذا أنا متُ فاغسليني أنت وعليٌّ ، ولا تدخلي عليَّ أحداً.
فلمّا توفيت جاءت عائشة تدخل ، فقالت أسماء : لا تدخلي. فشكت إلى أبي بكر ، فقالت إن هذه الخثعمية تحول بيننا وبين بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وقد جعلت لها هودج العروس ـ فجاء أبوبكر ، فوقف على الباب ، فقال : يا أسماء ما حملك على أن منعت أزواج النبي صلّى الله عليه وآله أن يدخلن على بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وجعلتِ لها مثل هودج العروس ؟ فقالت : أمرتني ألّا يدخل عليها أحد ، وأريتها هذا الذي صنعت ، وهي حيّة ، فأمرتني أن اصنع ذلك لها.
قال أبو بكر : فاصنعي ما أمرتكِ. ثمّ انصرف ؛ فغسلها عليٌ وأسماء » .
وقال الشيخ الطوسي المتوفى 460 هـ : « وقد اختلف أصحابنا في موضع قبرها :
1 ـ فقال بعضهم : إنّها دفنت بالبقيع.
2 ـ وقال بعضهم : إنّها دفنت بالروضة.
3 ـ وقال بعضهم : إنّها دفنت في بيتها ، فلمّا زاد بنو أميّة لعنهم الله في المسجد صارت من جملة المسجد » التهذيب للطوسي ج 6 ص 10 باب 3 زيارة رسول الله..
هذا مجمل الأقوال في موضع قبرها ولنحاول أن نستقصي مدارك هذه الأقوال وعرض أدلّتها ونرى ما هو القول الصحيح منها.
القول الأوّل : الدفن في البقيع :
القول الأول من الأقوال الثلاثة أنّها مدفونة في البقيع في دار عقيل بن أبي طالب أو بالقرب منها أو مع ابنها الإمام الحسن عليه السلام ، هذا الرأي قال به أكثر العامّة قديماً وحديثاً ، ولم يقل أحد منهم بغير هذا إلّا القليل النادر ، وقد استدلّوا على ذلك بعدّة أدلّة :
الدليل الأول :
حديث النعش أو الهودج الذي وصفته أو صنعته أسماء بنت عميس وفي هذا عدّة روايات :
الأولى : الرواية التي ذكرها ابن عبد البرّ في الاستيعاب بشيء من التفصيل رواها عن أمّ جعفر بنت محمّد بن جعفر بن أبي طالب زوجة محمّد بن الحنفيّة ، والتي رواها عنها ابنها عون بن محمّد بن الحنفيّة ، روتها عن جدّتها أسماء بنت عميس.
فهذه الرواية لم يذكرها ابن شبّه وإنّما ذكرها ابن عبد البرّ في الاستيعاب ، بسنده إلى محمّد بن اسحاق السّراج ، عن قتيبة بن سعيد ، قال : حدّثنا محمّد بن موسى ، عن عون بن محمّد بن علي بن أبي طالب ، عن أمّه أمّ جعفر بنت محمّد بن جعفر ، وعن عمّار بن المهاجر ، عن أمّ جعفر ـ أنّ فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله قالت لأسماء بنت عميس : يا أسماء ، إنّي قد استقبحْتُ ما يُصنع بالنساء ، إنُه يُطرح على المرأة الثوب فيصفها.
فقالت أسماء : يا بنت رسول الله ، ألا أُريكِ شيئاً رأيته بأرض الحبشة ! فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثمّ طرحت عليها ثوباً.
فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله ! تُعْرَفُ به المرأة من الرجال ، فإذا أنا متُ فاغسليني أنت وعليٌّ ، ولا تدخلي عليَّ أحداً.
فلمّا توفيت جاءت عائشة تدخل ، فقالت أسماء : لا تدخلي. فشكت إلى أبي بكر ، فقالت إن هذه الخثعمية تحول بيننا وبين بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وقد جعلت لها هودج العروس ـ فجاء أبوبكر ، فوقف على الباب ، فقال : يا أسماء ما حملك على أن منعت أزواج النبي صلّى الله عليه وآله أن يدخلن على بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وجعلتِ لها مثل هودج العروس ؟ فقالت : أمرتني ألّا يدخل عليها أحد ، وأريتها هذا الذي صنعت ، وهي حيّة ، فأمرتني أن اصنع ذلك لها.
قال أبو بكر : فاصنعي ما أمرتكِ. ثمّ انصرف ؛ فغسلها عليٌ وأسماء » .
تعليق