إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور المنتدى( تأمل وتفكّر )527

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محور المنتدى( تأمل وتفكّر )527

    يازهراء
    مشرفة قسم المجتمع





    • تاريخ التسجيل: 23-05-2010
    • المشاركات: 2397


    #1
    (تعميق الشعور بالله سبحانه في عقل الإنسان وقلبه)

    05-03-2023, 11:08 PM





    يستطيع الإنسان وفق المنظور الديني العقلاني من أن يعمّق هذا الإدراك في داخله بحيث يشهد الله سبحانه في كلّ ما يراه فيكون حاله تجاه الكائنات كلّها ـ ومنها الإنسان نفسه ـ حال من يدخل في معرض لصناعات شركةٍ، فيرى كلّ شيء فيه مقروناً بالالتفات إلى أنّها من إنتاج تلك الشركة ،


    فهذا الاستحضار وعيٌ دائمٌ ومستمرٌّ بحقيقة تمثّل قدرات الصانع وفاعليّته في آثاره.
    ومن ثَمّ فإنّ من وعي الإنسان أن ينظر إلى الكون والكائنات في كلّ تفاصيلها بهذه النظرة، ويشهد آيات الله سبحانه في الأنفس والآفاق.

    وفي كلّ شيء له آيةٌ تدلّ على أنّه واحد

    وإنّ أهم عامل يؤثر في سعادة الإنسان هو معرفة الإنسان بصاحب هذه الحياة في كل مكوناتها وتفاصيلها والخالق له المتفضل عليه بصنوف النعم وأنواعها،
    فمعرفة الله سبحانه والإذعان له يترك ظلاً ظليلاً على حياته الآخرة، فمن عرف الله تعالى وأذعن له فقد حصل على رأس مال رابح وخالد .

    وفي حكم معرفته سبحانه الوقوف على رسالته إلى الخلق في أمر هذا العالم وأبعاده وشؤونه، لأن هذه الرسالة تكشف للمرء أبعاداً ضرورية لن ينالها العقل، كما إنها تقي المرء من الشكوك والشبهة في ما يدركه، فإن العقل لن يهتدي إلى كثير من الحقائق المهمة والمؤثرة في مسيرة الإنسان ، على أنه قد يصاب أكثر الناس في مدركاته الحقة بالتشويش والشبهة كما تقدم ذلك، فالسبيل إلى معرفة حقائق هذه الحياة منحصر بالوقوف على رسالته .

    ثم في الوقوف على رسالته تعالى إلى خلقه والإذعان لها وتقديرها تأدب معه سبحانه وتقدير لمخاطبته سبحانه للإنسان ولطفه به، وقد عرفت أن مقولة الأدب مع الله تعالى من أهم ركائز علاقته سبحانه بخلقه، فمن انتهك الأدب معه سبحانه فقد هتك نفسه وأفسد حياته .​



    ***********************************
    *****************************
    ******************

    اللهم صل على محمد وال محمد

    اهلا وسهلا ومرحبا حياكم الله وعافاكم

    هانحن ذا نعود بمحور جديد يحمل في طياته النور والسعادة

    عبر موضوعة التفكر والتأمل والتدبر في ملكوت الله

    وفيما حولنا من امور تدل على جميل خلقه وعظيم تاثيره جل وعلا

    في كل شي ..


    فكونوا معنا ..






    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	هين.jpg 
مشاهدات:	292 
الحجم:	30.3 كيلوبايت 
الهوية:	969306





    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	12020035_897757746939510_1447020421099570467_n.jpg 
مشاهدات:	284 
الحجم:	53.2 كيلوبايت 
الهوية:	969307





    الملفات المرفقة

  • #2
    يازهراء
    مشرفة قسم المجتمع











    • تاريخ التسجيل: 23-05-2010
    • المشاركات: 2397


    #1
    مخارج الأزمات

    12-02-2023, 08:52 AM




    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد


    يقول تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ‎﴿٢﴾‏ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾. [الطلاق: 2-3].
    تتحدّث آيات قرانيه كثيرة عن آثار التقوى وعوائدها على الإنسان في الآخرة، وأنّها سبيل النجاة من النار والعذاب، وطريق الفوز بالجنة ونعيمها الدائم.
    كقوله تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا﴾. [الطلاق: 5].
    وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ ‎﴿١٧﴾‏ فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ‎﴿١٨﴾‏ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ‎﴿١٩﴾‏ مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ ۖ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ﴾. [الطور: 17- 20].
    هذه الآثار والعوائد الأخروية للتقوى ضمن دائرة عالم الغيب الذي نؤمن به، ومعادلاته تختلف عن عالم الشهود والحياة المادية التي نعيشها.
    لكنّ هناك آيات أخرى في القران الكريم، تتحدّث عن آثار التقوى، وعوائدها على الإنسان في هذه الحياة، ومن أبرز وأهم تلك الآثار والعوائد، ما تتحدّث عنه الآية الكريمة، أنّ التقوى تفتح أمام الإنسان المخارج من أزمات الحياة وتحدّياتها، يقول الله تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ‎﴿٢﴾‏ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾.
    وهنا قد يفهم البعض من مثل هذه الآية الكريمة، أنّ هناك تدخلًا غيبيًّا ينقذ الإنسان المتقي من مشاكل الحياة وأزماتها، ولا يمكن إنكار إمكان التدخل الإلهي الغيبي، فالأمور بيد الله تعالى: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾. [يس: 82].
    ويقول تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‎﴾. [البقرة: 20].
    ويقول تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا﴾. [فاطر: 44].
    التقوى وصياغة الشخصية
    لكن ما يمكن فهمه من مجمل النصوص والمفاهيم الدينية، أنّ الله يسيّر الحياة ضمن سنن وقوانين، وأنّ المقصود في اهذه الآية الكريمة وأمثالها: أنّ التقوى تصوغ شخصية الإنسان المتقي، بشكل يؤهله لمواجهة تحدّيات الحياة بالطريقة المثلى، والنهج السليم، من خلال رؤيته العقدية، ونفسيته المطمئنة الواثقة، وأدائه السلوكي المنضبط، المنسجم مع السنن والقوانين الإلهية.
    قد يواجه الإنسان عائقًا قاهرًا يصعب اقتلاعه وتجاوزه، إما لطبيعة ذلك العائق، كالعاهات والإعاقات الجسمية، وأما لاستلزامه ظرفًا وقدرة لا يمتلكها الإنسان بالفعل.
    وهنا يتحلّى الإنسان المتقي بالثبات والطمأنينة وبالتفكير الواقعي، فلا يصبح أسيرًا لتلك المشكلة التي لا يمتلك حلّها بالفعل، بل يخرج عن سيطرتها على نفسه ومشاعره، ويلتفت إلى سائر نقاط قوته، وإلى الإمكانات المتوفرة لديه، والفرص الأخرى المتاحة أمامه، مفوضًا أمره إلى الله ﴿إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾. [غافر: 44]. وهنا سيحقق لنفسه تقدّمًا ونموًّا يعوّض عليه ما فقده، وقد يجد نفسه في موقع أفضل ومستوى أعلى من حالته قبل المشكلة.
    إن الله تعالى يقول: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴿٥﴾ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾. [الشرح: 5-6].
    ويقول تعالى: ﴿سَيَجْعَلُ اللَّـهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾. [الطلاق: 7].

    المحن طريق العظمة والتألق
    ولو قرأنا تاريخ العظماء والقادة البارزين، لوجدنا أنّ كثيرًا منهم كانت المحن والآلام طريقه إلى التألّق والتقدّم، فلم يولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب، ولا نشأوا في أجواء فارهة مترفة، بل تحدّوا المشاقّ والصّعاب وحقّقوا المكاسب والإنـجازات، حتى أحبّ الخلق إلى الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم شاء الله له أن يعيش حياة الآلام والمتاعب، قبل أن يبعثه نبيًّا.
    يقول تعالى: ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ ﴿٦﴾ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ ﴿٧﴾ وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى﴾. [الضحى: 6-8].
    ونبي الله إبراهيم الخليل ، لم يصل إلى مقام الإمامة إلّا عبر طريق التحدّيات والابتلاءات.
    يقول تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا﴾. [البقرة: 124].
    ونقرأ في التاريخ المعاصر عن كثير من الأشخاص، أصابتهم المحن وحلّت بهم الأزمات، فكانت طريقهم إلى التقدم والتألق.

    الشدائد تصنع الأقوياء
    1/ لا يمكنك أبدًا أن تمنع المصائب من الحدوث أو تبعد ضررها عنك، ولكن استجابتك لها هو اختيارك أنت.
    فكيف تريد أن تتعامل مع المشكلة؟
    2/ إنّ الحياة لا تفرض علينا شيئًا نعجز عن احتماله إذا توفرت لدينا النظرة الصحيحة للأمور، فعلى الإنسان ألّا يتسرّع للقول بأنه لا يستطيع تحمّل المشكلة، إنك تستطيع أن تتحمّل، ولو استعدت شريط حياتك لوجدت أنّ مشكلات صعبة قد تجاوزتها، وأصبحت من ذكريات الماضي والتاريخ.
    3/ باستطاعتنا أن نعثر على فوائد مخبّأة في أيّ محنة إذا دربنا أنفسنا على رؤية الشدائد بنظرة جديدة والاستجابة لها بإبداع.
    4/ أسوأ الظروف قد تبرز فينا أفضل ما لدى الإنسان وتلهمه وتبث فيه الشجاعة والتعاطف والرحمة.
    كيف تصبح المحنة منحة؟
    وهنا نستحضر ما روي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام: «الْمَصَائِبُ مِنَحٌ مِنَ اللهِ».
    إنّ النصوص الدينية والتجارب البشرية الناجحة عبر العصور تبعث رسالة واضحة لكلّ من تحلّ به أزمة قاهرة ألّا يصاب بالإحباط واليأس، وأن يتحلّى بالثبات النفسي والأمل والتفاؤل، والرضا بما قسمه الله تعالى له.
    كما ورد في دعاء كميل المروي عن الإمام علي عليه السلام: «وَتَجْعَلَني بِقِسْمِكَ راضِيًا قانِعًا».
    وأن يفتش الإنسان عن فرص يعوّضه الله بها عمّا حلّ به.
    يقول تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا﴾ أي طريقًا لتجاوز محنته، لكن عليه أن يسعى لاكتشاف ذلك الطريق.
    ﴿وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ يعني: تأتيه فرص لم تكن متوقعة في حالته العادية.
    ورد في الحديث عن سول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنِّي لَأَعْلَمُ آيَةً لَوْ أَخَذَ بِهَا النَّاسُ لَكَفَتْهُمْ: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾، فَمَا زَالَ يَقُولُهَا وَيُعِيدُهَا».
    وورد أنّ الإمام موسى الكاظم عليه السلام سُئلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ-﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾‌ فَقالَ: «أنْ تَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ في امُورِكَ كُلِّها، فَما فَعَلَ بِكَ، كُنْتَ عَنْهُ راضِياً، تَعْلَمُ أنَّهُ لا يَأْلُوكَ خَيْراً وَفَضْلًا، وَتَعْلَمُ أنَّ الْحُكْمَ فِي ذلِكَ لَهُ، فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ بِتَفْويضِ ذلِكَ إلَيْهِ وَثِقْ بِهِ فيها وَفِي غَيْرِها»​



    الملفات المرفقة

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      الفكر معيار قيمة الإنسان
      تقاس قيمة الإنسان بما يحمله من أفكار في الأمور المعنوية؛ فهو بواسطة هذا الفكر يتجاوز حدود الحيوانية والصغائر، ليرقى إلى الدرجات الإنسانية العليا؛ والترقّي المعنوي لابن آدم إنّما يتحقّق بفضل تفكيره في الأمور الباقية. يقول الشاعر:
      يبقى.. فلست سوى عظام وعروق معيار شخصك بالتفكّر في الذي




      ولدينا آيات متعددة في القرآن المجيد، يعبر فيها سبحانه وتعالى أنّ مخلوقاته كافّة إنّما هي أدلّة وآيات حقّ، لمن يتفكّر فيها ويتدبّرها. يقول سبحانه:
      (إنّ في ذلك لآيةً لقوم يتفكّرون)[1].
      كما يمتدح عزّ وجل أولئك الذين يذكرون الله (.. ويتفكّرون في خلق السموات والأرض)[2].
      بل هو يذمّ أولئك الذين يعرضون عن التفكّر والتدبّر بقوله:
      (أفلا يتدبّرون القرآن، أم على قلوب أقفالها)؟![3].

      التفكّر في المجرّدات مفيد

      ما أكثر ما يختلط الأمر على البعض بين موضوع التفكّر، ونسج الخيال؛ فالفكر هو البحث عن العلم واليقين، وعلى أساس (مبادئ معلومة)، للوصول إلى المراد المجهول؛ فما لم ينطلق الفكر من مبدأ صحيح واضح فسيخفف في الوصول إلى النتيجة المتوخّاه، كما سيجر صاحبه ـ إلى حدّ ما ـ للوقوع في نسج الخيال.
      ومن التفكّر الذي يبعث على سمّو الإنسان، التفكّر في المجرّدات؛ وإلاّ، فأين ما هو خير من عبادة ستين سنة[4]، وأين ما يدعى بمخّ العبادة[5]؟.
      والتفكّر هو المسير من الباطل نحو الحق؛ هو التخلّص من الباطل، والوصول إلى الحقّ نتيجة لهذا التفكّر؛ في حين أنّ الخيال يبلغ بصاحبه إلى ظلمات الجهل والأوهام الباطلة، ويقعد به عن الوصول إلى أي نتيجة.
      أوّل التفكّر: التنّبه إلى جهل النفس

      أوّل التفكّر والسير في الطريق الصحيح إنّما ينطلق ـ ومنذ البداية ـ بالخروج من الجهل المركّب للنفس؛ أي: اعتراف الإنسان وإحساسه بجهله لأمور كثيرة، وأنّ عليه التصدي لها للخروج من هذا الجهل؛ فيبعث هذا الإحساس لديه تحرّكا يدفعه للتفكّر، وبعد التأمل في النتائج تظهر له موجباتها، ويتضح الطريق أمامه.
      وبديهيّ أنّ أدلَّة وبراهين (الميزان) وعلم المنطق والقواعد التي تتصل بهذا الموضوع، هي عوامل مساعدة على الارتقاء بالفكر وتصحيحه، غير أن ما هو أكثر منها أهميّة وبعثاً على الرضا، إنّما هو رعاية الله عزّ وجلّ وعنايته، فالطريق ـ في الحقيقة ـ هو الطريق الذي يرسمه الله جلّ وعلا.

      السيد محمد هاشم دستغيب -بتصرف

      [1] سورة النحل: الآية 11.


      [2] سورة آل عمران: الآية 191.


      [3] سورة محمد: الآية 24.


      [4] إشارة إلى الحديث الشريف: (تفكّر ساعة خير من عبادة ستّين سنة [سبعين سنة] ).


      [5] إشارة إلى الحديث الشريف: (مخ العبادة التفكّر).



      تعليق


      • #4
        التفكُّر في الخلق من أفضل العبادات:
        يقول أمير المؤمنين(ع) (نبه قلبك بالتفكُّر) ويقول الإمام الصادق(ع): (أفضل العبادة إدمان الفكر في الله وفي قدرته)[10] والإمام الرضا(ع) يقول: (ليست العبادة بكثرة الصلوات والصوم، إنما العبادة التفكُّر في أمر الله).
        وروي عن الإمام الصادق(ع) أنه: (كان أكثر عبادة أبي ذر رحمه الله التفكّر والإعتبار)[11]. وكان عليه السلام يقول: (تفكّر ساعة خير من عبادة سنة، إنما يتذكّر أولو الألباب)[12]. ربما يكون هذا الحديث إشارة إلى أنه من الممكن في بعض الأحيان أنّ لا تبلغ قيمة المعرفة التي يكتسبها الإنسان من عبادة سنة دون تفكُّر، تلك التي يكتسبها من تفكّر ساعة في صنع الله. يقول أمير المؤمنين(ع): ((ولو فكّروا في عظيم القدرة وجسيم النعمة لرجعوا إلى الطريق ـ معرفة الله ـ وخافوا عذاب الحريق)[13]. أي إنّهم لأدركوا أنّ ما بعد هذا العالم عالم جزاءٍ وثوابٍ وعقاب ولخافوا من ذلك.
        الجذور المتنوَّعة للتفكُّر:
        ويقول الإمام أمير المؤمنين(ع) أيضاً: (التفكُّر يدعو إلى البِّر والعمل به)[14] يقول المجلسي(ره) في شرح هذا الحديث: التفكّر المذكور في هذا الحديث المأثور يشتمل على جميع أنواع التفكّر الصحيح.
        التفكُّر في عظمة الله الذي يحمل الإنسان على خوف الله وطاعته، والتفكُّر في زوال الدنيا ولذّاتها الذي يحمل الإنسان على تركها وتجنبها،
        والتفكُّر في عاقبة الناس الطيبين الذين كانوا فيما مضى حيث يحمل ذلك الإنسان على إتِّباع آثارهم والإقتداء بأعمالهم،
        والتفكُّر في عاقبة المذنبين والمسيئين حيث يوجب ذلك الورع عما كانوا يفعلون،
        وكذلك التفكّر في عيوب النفس وآفاتها الذي يوجب الإهتمام بإصلاحها،
        والتفكّر في أسرار العبادات وأهدافها مما يتسبَّب في الإتيان بها على وجه أفضل،
        والتفكّر في الدرجات الأخروية الرفيعة الذي يحمل الإنسان على تحصيلها،
        والتفكُّر في الأحكام والمسائل الشرعية الذي يدعو الإنسان إلى العمل بها،
        والتفكّر في الأخلاق المرضية الذي يدعو الإنسان إلى تحصيلها التجمُّل بها. السابقون... أين هم؟

        يقول حسن الصيقل: سألت أبا عبد الله(ع) عمّا يرى الناس أنّ تفكّر ساعة خير من قيام ليلة قلت كيف يتفكّر؟ قال(ع) يمر بالخربة أو بالدار فيقول: أين ساكنوك؟ أين بانوك؟ مالك لا تكلمين؟ (ليس فيك من متكلم فالكل قد رحلوا)[15]. يفهم مما مضى تفوُّق الفكر ومراتبه وأنواعه. ولأن التفكّر هو الوسيلة الوحيدة لمعرفة الله، فإننا نذكّر هنا وبشكل مختصر بطريقته.
        طريقة التفكّر ومعرفة الله:
        على الإنسان أنّ يلفت إلى أنّ كلّ موجود يراه، حقيراً كان أم عظيماً، عليه أنّ يلتفت إلى كينونته آية بحد ذاته[16]، وذلك بأن يفكّر أنّ لكل حادث محدثاً، وأنّ كل متحرك يحتاج إلى محرّك. ولأنه يشاهد أنّ لكل موجود حكمة وهدفاً ومنافع من وجوده، يدرك حينئذٍ أنّ مالك العالم هو صاحب إرادة وعلم وقدرة لا متناهية، وهو سيدرك هذا إذا ما تفكّر خاصة في تلك الموجودات صاحبة الإرادة والعلم والقدرة كالحيوانات أو ما كان منها أرفع شأناً كالإنسان.
        الإنسان الذي هو ذو إرادة وشعور، والذي هو واحدٌ من حوادث عالم الخلق، هل يعقل أنْ يكون محدث هذا الإنسان فاقداً للإرادة والشعور؟ بينما هذه الإرادة وهذا الشعور هما أيضاً حادثان أحدثهما خالق، عالم الوجود.

        [10] أصول الكافي/ باب التفكّر..


        [11] بحار الأنوار، المجلد رقم15، ص195.


        [12] بحار الأنوار، ج15، ص195.


        [13] نهج البلاغة.


        [14] الكافي.


        [15] الكافي.


        [16] وعن أشهر فلاسفة وكتّاب فرنسا (1994م ـ 1778م) الذي يعد من أعظم العقول البشرية كتب في كتابه (القاموس الفلسفي) يقول: إن السبل الطبيعية للوصول إلى معرفة الله وأكثر الطرق ملاءمة لتنمية الإدراكات والمشاعر العامة هي أنّ لا نحصر غاية دراستنا وتدقيقنا في نظام الخلق فقط بل علينا أنّ نتوجه بأنفسنا وآذهاننا إلى الغايات والحكم التي من أجلها خلق كل موجود من الموجودات.
        ويكتب أيضاً: إني عندما أنظُر إلى الساعة تشير عقاربها إلى الأوقات المختلفة أصل حتماً إلى هذه النتيجة وهي أنه لا بد أنّ العقل هو الذي نظم عمل دوائر هذا الجهاز حيث على إثر هذا النظم والترتيب تعلم العقارب أنّ تحدّد الوقت والساعة وكذلك الأمر إذا ما دققت في أعضاء البدن أستنتج أنه لا بد أنّ هناك عقلاً نظّم هذه الأعضاء والأجزاء والأجهزة وجعلها جاهزة للحياة. (ثقافة القرآن، ص356).

        تعليق


        • #5
          🪷🪷🪷🪷
          (التفكر في الله وقدرته )
          🪷🪷🪷🪷🪷🪷

          - قال الإمام علي (عليه السلام):
          (لا عبادة كالتفكر في صنعة الله عز وجل )


          قال الإمام الصادق (عليه السلام): تفكر ساعة خير من عبادة سنة * (إنما يتذكر أولوا الألباب)

          - قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
          ( فكرة ساعة خير من عبادة سنة )

          - الإمام علي (عليه السلام)
          ( فكر ساعة قصيرة خير
          من عبادة طويلة ).

          🌲🌲🌲
          المصدر /غرر الحكم






          تعليق


          • #6
            (تفكّر ساعة خير من عبادة سنة" )

            🌺🌺🌺🌺
            ينطلق من قاعدة،
            وهي أنَّ الإنسان يقترب إلى الله بمقدار ما يعيش فكره العقيدة بالله والمفاهيم الّتي يريد الله للإنسان أن يحملها، والخطوط التي يريد للإنسان أن يتحرَّك فيها، حتّى العباد ،

            فإنّ العبادة ليست مجرّد كلمات وحركات، ولكنّها عمق في الوعي في كلّ ما توحي به هذه الكلمات والحركات،

            وإلّا ما معنى أن تكون {الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ}، كيف يمكن أن تنهى الصلاة عن الفحشاء والمنكر إذا دخلت إلى صلاتك ولم تفهم معنى الجوّ الصلاتي والكلمة الصلاتية والفعل الصلاتي، وكلّ ما يعيش من أحاسيس ومشاعر في قلب الصلاة، كيف يمكن ذلك؟

            🌼🌼🌼🌼🌼🌼


            لذلك، عندما تفكّر فكراً واعياً عميقاً في الله وفي رسله وفي كتبه وفي إنسانيَّتك، وفي كل المفاهيم التي يريد الله لك أن تحملها في نفسك، وكلّ الخطوط التي تريد أن تسير فيها، عند ذلك، تكون الرّكعتان اللّتان تصلّيهما بوعي، خير من ألف ركعة تصلّيها من دون وعي، وقد ورد: "ركعتان يصلّيهما العالم - والمراد به العارف بالله ـــ أفضل من سبعين ركعة ـــ يصلّيها العابد".

            لذلك، فكّر حتى تعيش عبادة الله تعالى في هذه العقلانيّة الفكريّة والروحيّة، حتى تكون القريب إلى الله بعقلك، لتكون القريب إلى الله بعبادتك وبحياتك، والله العالم.

            *من كتاب "النّدوة"، ج 3.





            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
            x
            يعمل...
            X