بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُمَّ صلِّ على محمدٍ وآلهِ الطاهرين عجِّل فرجهم
وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد)، (1).
وهذه العقبة صعبة جداً وانّ شدائدها وصعوباتها تحيط بالمحتضر من جميع الجهات.. فمن جهة تواجهه شدة المرض ، وشدة الوجع ، واعتقال اللسان ، وذهاب القوة من الجسم.. ومن جهة اُخرى يواجه بكاء الأهل والعيال ، ووداعهم له ، وغَمَّ يُتم وغربة أطفاله..
ومن جهة اُخرى يواجه غمَّ مفارقته لماله ومنزله وأملاكه ومدّخراته وأشيائه النفسية التي صرف عمره العزيز من أجل تحصيل المزيد منها ، بل ان أكثر ما عنده عائد للآخرين وقد تملّكه منهم بالظلم والغصب .. وكم تعلقت من الحقوق الشرعية بأمواله ولم يؤدها .. وهو الآن في تلك الحالة ينتبه الى ما اتلفته وخربته أعماله
بعدما انقضى الأمر وانسدّ طريق اصلاحه. فكان كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: «يتذكر أمولاً جمعها اغمض في مطالبها وأخذها من مُصرَّحاتها ، ومشتبهاتها قد لزمته تبعات جمعها وأشرف على فراقها تبقى لمن وراءه ينعمون بها فيكون المهنأ لغيره والعبءُ على ظهره»،(2)..
ومن جهة اُخرى فهو يواجه هول قدومه على نشأة اُخرى هي غير هذه النشأة. ثمَّ انّ عينيه تريان أشياءاً لم ترها قبل ذلك:
(فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد) ، (3)
فيرى رسول الله و أهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم وملائكة الرحمة وملائكة العذاب حاضرين عنده ليحكموا فيه وانّه يترقب ايّ حكم يحكمون به ، وأي شيء سوف يوصون به ؟ ومن جهة اُخرى قد اجتمع ابليس واعوانه ليوقعوه في الشك ، وهم يحاولون جاهدين أن يسلبوا إيمانه ليخرج من الدنيا بلا إيمان.
ومن جهة اُخرى يعاني من هول حضور ملك الموت ، وبأي صورة وهيئة سوف يجيئه به ، وبأي نحو سوف يقبض روحه . الى غير ذلك..
قال أمير المؤمين عليه السلام:"فاجتمعت عليه سكرات الموت ، فغير موصوف ما نزل به"،(4).
وروى الشيخ الكليني عن الامام الصادق عليه السلام: «أنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه اشتكى عينيه ، فعاده رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا هو يصيح فقال النبي صلى الله عليه وآله : أجزعاً أم وجعاً ؟ فقال عليه السلام : يا رسول الله ما وجعت وجعاً قط أشدّ منه . فقال صلى الله عليه وآله : يا علي انّ ملك الموت اذا نزل لقبض روح الكافر نزل معه سفود من نار فينزع روحه به فتصيح جهنم . فاستوى علي عليه السلام جالساً فقال : يا رسول الله أعد عليَّ حديثك فقد أنساني وجعي ما قُلت.ثمّ قال : هل يصيب ذلك أحداً من امتك ؟قال : نعم حاكم جائر ، وآكل مال اليتيم ظلماً ، وشاهد زور»، (5).
وأما الأشياء التي تهوِّن سكرات الموت
صلة الرحم :
ما رواه الشيخ الصدوق عن الامام الصادق عليه السلام انّه قال : «مَن أحبَّ أن يخفف الله عز وجلّ عنه سكرات الموت فليكن لقرابته وصولاً ، وبوالديه بارّاً ، فإذا كان كذلك هوَّن الله عليه سكرات الموت ولم يصبه في حياته فقرٌ أبداً»(6).
برّ الوالدين :
وروي : «انّ رسول الله صلى الله عليه وآله حضر شاباً عند وفاته فقال له : قل لا إله إلاّ الله».
قال: فاعتقل لسانه مرارا فقال لامرأة عند رأسه: هل لهذا أم؟ قالت نعم أنا أمه، قال أفساخطة أنت عليه؟ قالت: نعم، ما كلمته منذ ست حجج، قال لها: أرضي عنه، قالت رضي الله عنه برضاك يا رسول الله.
فقال له رسول الله: قل لا إله إلا الله قال فقالها فقال النبي صلى الله عليه وآله ما ترى؟
فقال أرى رجلا أسود قبيح المنظر وسخ الثياب منتن الريح قد وليني الساعة فأخذ بكظمي فقال له النبي صلى الله عليه وآله: قل " يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير اقبل مني اليسير واعف عني الكثير إنك أنت الغفور الرحيم " فقالها الشاب، فقال له النبي صلى الله عليه وآله انظر ما ترى؟ قال أرى رجلا أبيض اللون، حسن الوجه، طيب الريح حسن الثياب، قد وليني وأرى الأسود قد تولى عني قال أعد فأعاد، قال ما ترى قال لست أرى الأسود، وأرى الأبيض قد وليني، ثم طفي على تلك الحال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
اللهُمَّ صلِّ على محمدٍ وآلهِ الطاهرين عجِّل فرجهم
وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد)، (1).
وهذه العقبة صعبة جداً وانّ شدائدها وصعوباتها تحيط بالمحتضر من جميع الجهات.. فمن جهة تواجهه شدة المرض ، وشدة الوجع ، واعتقال اللسان ، وذهاب القوة من الجسم.. ومن جهة اُخرى يواجه بكاء الأهل والعيال ، ووداعهم له ، وغَمَّ يُتم وغربة أطفاله..
ومن جهة اُخرى يواجه غمَّ مفارقته لماله ومنزله وأملاكه ومدّخراته وأشيائه النفسية التي صرف عمره العزيز من أجل تحصيل المزيد منها ، بل ان أكثر ما عنده عائد للآخرين وقد تملّكه منهم بالظلم والغصب .. وكم تعلقت من الحقوق الشرعية بأمواله ولم يؤدها .. وهو الآن في تلك الحالة ينتبه الى ما اتلفته وخربته أعماله
بعدما انقضى الأمر وانسدّ طريق اصلاحه. فكان كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: «يتذكر أمولاً جمعها اغمض في مطالبها وأخذها من مُصرَّحاتها ، ومشتبهاتها قد لزمته تبعات جمعها وأشرف على فراقها تبقى لمن وراءه ينعمون بها فيكون المهنأ لغيره والعبءُ على ظهره»،(2)..
ومن جهة اُخرى فهو يواجه هول قدومه على نشأة اُخرى هي غير هذه النشأة. ثمَّ انّ عينيه تريان أشياءاً لم ترها قبل ذلك:
(فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد) ، (3)
فيرى رسول الله و أهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم وملائكة الرحمة وملائكة العذاب حاضرين عنده ليحكموا فيه وانّه يترقب ايّ حكم يحكمون به ، وأي شيء سوف يوصون به ؟ ومن جهة اُخرى قد اجتمع ابليس واعوانه ليوقعوه في الشك ، وهم يحاولون جاهدين أن يسلبوا إيمانه ليخرج من الدنيا بلا إيمان.
ومن جهة اُخرى يعاني من هول حضور ملك الموت ، وبأي صورة وهيئة سوف يجيئه به ، وبأي نحو سوف يقبض روحه . الى غير ذلك..
قال أمير المؤمين عليه السلام:"فاجتمعت عليه سكرات الموت ، فغير موصوف ما نزل به"،(4).
وروى الشيخ الكليني عن الامام الصادق عليه السلام: «أنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه اشتكى عينيه ، فعاده رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا هو يصيح فقال النبي صلى الله عليه وآله : أجزعاً أم وجعاً ؟ فقال عليه السلام : يا رسول الله ما وجعت وجعاً قط أشدّ منه . فقال صلى الله عليه وآله : يا علي انّ ملك الموت اذا نزل لقبض روح الكافر نزل معه سفود من نار فينزع روحه به فتصيح جهنم . فاستوى علي عليه السلام جالساً فقال : يا رسول الله أعد عليَّ حديثك فقد أنساني وجعي ما قُلت.ثمّ قال : هل يصيب ذلك أحداً من امتك ؟قال : نعم حاكم جائر ، وآكل مال اليتيم ظلماً ، وشاهد زور»، (5).
وأما الأشياء التي تهوِّن سكرات الموت
صلة الرحم :
ما رواه الشيخ الصدوق عن الامام الصادق عليه السلام انّه قال : «مَن أحبَّ أن يخفف الله عز وجلّ عنه سكرات الموت فليكن لقرابته وصولاً ، وبوالديه بارّاً ، فإذا كان كذلك هوَّن الله عليه سكرات الموت ولم يصبه في حياته فقرٌ أبداً»(6).
برّ الوالدين :
وروي : «انّ رسول الله صلى الله عليه وآله حضر شاباً عند وفاته فقال له : قل لا إله إلاّ الله».
قال: فاعتقل لسانه مرارا فقال لامرأة عند رأسه: هل لهذا أم؟ قالت نعم أنا أمه، قال أفساخطة أنت عليه؟ قالت: نعم، ما كلمته منذ ست حجج، قال لها: أرضي عنه، قالت رضي الله عنه برضاك يا رسول الله.
فقال له رسول الله: قل لا إله إلا الله قال فقالها فقال النبي صلى الله عليه وآله ما ترى؟
فقال أرى رجلا أسود قبيح المنظر وسخ الثياب منتن الريح قد وليني الساعة فأخذ بكظمي فقال له النبي صلى الله عليه وآله: قل " يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير اقبل مني اليسير واعف عني الكثير إنك أنت الغفور الرحيم " فقالها الشاب، فقال له النبي صلى الله عليه وآله انظر ما ترى؟ قال أرى رجلا أبيض اللون، حسن الوجه، طيب الريح حسن الثياب، قد وليني وأرى الأسود قد تولى عني قال أعد فأعاد، قال ما ترى قال لست أرى الأسود، وأرى الأبيض قد وليني، ثم طفي على تلك الحال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
(1) سورة ق : الآية 19.
(2) نهج البلاغة : فيض الاسلام ، ص 331 ، وراجع نهج البلاغة : ج 1 ، ص 212 محمّد عبدة ، ونقله عنه في البحار: ج 6 ، ص 164 ، كتاب العدل والمعاد | باب سكرات الموت وشدائده : ح 33 . شرح نهج البلاغة : ابن أبي الحديد : ج 7 ، ص 201.
(3) سورة ق : الآية 22.
(4) راجع بحار الانوار : ج 73 ، ص 109 . كتاب الإيمان والكفر : مساوىء الأخلاق : باب حبّ الدنيا وذمها : ح 109 نقله عن كتابة (عيون الحكم والمواعظ) لعلي بن محمّد الواسطي.
(5) الكافي : ج 3 ، ص 253 ـ 254 ، والإسناد موثق . ونقله عنه المجلسي في البحار : ج 6 ، ص 170 ، ح 46 ، وفي البحار: ج 61 ، ص 49 ، ح 27.
(6) الأمالي للصدوق : ص 318 ، المجلس 61 ، ح 14 . ونقله عنه في البحار: ج 74 ، ص 66 ، ح 33 ، ونقله الفتال النيشابوري في روضة الواعظين ، ص 1367 (مجلس في ذكر وجوب بر الوالدين) ، ورواه الطبري في مشكاة الأنوار : ص 162 ، الفصل 14 (في حقوق الوالدين وبرهما) وعنه في البحار : ج 82 ، ص 65 ، ح 9
(2) نهج البلاغة : فيض الاسلام ، ص 331 ، وراجع نهج البلاغة : ج 1 ، ص 212 محمّد عبدة ، ونقله عنه في البحار: ج 6 ، ص 164 ، كتاب العدل والمعاد | باب سكرات الموت وشدائده : ح 33 . شرح نهج البلاغة : ابن أبي الحديد : ج 7 ، ص 201.
(3) سورة ق : الآية 22.
(4) راجع بحار الانوار : ج 73 ، ص 109 . كتاب الإيمان والكفر : مساوىء الأخلاق : باب حبّ الدنيا وذمها : ح 109 نقله عن كتابة (عيون الحكم والمواعظ) لعلي بن محمّد الواسطي.
(5) الكافي : ج 3 ، ص 253 ـ 254 ، والإسناد موثق . ونقله عنه المجلسي في البحار : ج 6 ، ص 170 ، ح 46 ، وفي البحار: ج 61 ، ص 49 ، ح 27.
(6) الأمالي للصدوق : ص 318 ، المجلس 61 ، ح 14 . ونقله عنه في البحار: ج 74 ، ص 66 ، ح 33 ، ونقله الفتال النيشابوري في روضة الواعظين ، ص 1367 (مجلس في ذكر وجوب بر الوالدين) ، ورواه الطبري في مشكاة الأنوار : ص 162 ، الفصل 14 (في حقوق الوالدين وبرهما) وعنه في البحار : ج 82 ، ص 65 ، ح 9
(7) أمالي الطوسي ج 1 ص 62.
تعليق