صغيرة في لفظها...
كبيرة في مدلولها...
فما معنى أن تنال الإمامة وتصير إماماً؟
معناه أن ينالك عهد اللّه، معناه أن تعيش مع اللّه وللّه; لتبلغ حدّاً يطلق عليك فيه مصطلح (الإنسان الكامل).
وتكون قائداً وأُسوة للبشريّة جمعاء في عقيدتك... وتفكيرك... وجميع تحرّكاتك...
فهل تستطيع؟
____________
1- الميزان في تفسير القرآن 1: 274، والنقل بالمعنى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
لو اطّلعنا على سِيَر جميع القادة والحاكمين والرؤساء والمشايخ و... و... فضلاً عن الناس العاديين، لوجدناها لا تخلو من عمل يتعارض مع الأوامر والتوجيهات الإلهيّة، بغض النظر عن كون هذا العمل كبيراً أو صغيراً، هذا إن لم يعمل بعضهم عكسها متعمداً! إلاّ من وقع عليه الاختيار الإلهيّ، وحمّله مسؤوليّة قيادة مسيرة البشر، فهؤلاء وما أدراك ما هؤلاء؟!
هؤلاء هم القادة الربّانيون والزعماء الإلهيّون، سفراء اللّه في أرضه وحججه على خلقه.
هؤلاء هم الذين عبدوا اللّه حقّ عبادته، وأطاعوه ولم يعصوه طرفة عين، حيث عاشوا العصمة بأسمى معانيها وأبهى تجلّياتها.
كيف لا، وهم الذين نالهم عهد اللّه ـ الامامة ـ بمعناه القيادي الشامل دون غيرهم؟!
في الحقيقة إنّ ما نريد قوله: إنّ اختيار الإمام أمر محصور بالإرادة والقدرة الإلهيّة وحسب; لأنّ البشر غير قادرين على اختيار الأفضل والأجدر لهذا المنصب، وذلك لسطحيّتهم وعدم قدرتهم على الاطلاّع على ضمائر وسرائر بعضهم، إلاّ أن يحدّده اللّه ويعيّنه بذاته.
وما يدلّنا على ذلك في الآية جواب الباري عزّ وجلّ عندما سأله إبراهيم (عليه السلام) الإمامة لذريّته، فقد اقترن الجواب بضمير ياء المتكلّم
في كلمة (عهدي) حين قال: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}، الأمر الذي يعني تخصّصها وانحصارها باللّه سبحانه، فلم يقل (عهدكم) مثلاً، أو (عهد البشر)، بل قال: (عهدي) أي عهدي وحسب. فالإمامة إذاً عهد اللّه ولا شأن لغير اللّه فيها.
كبيرة في مدلولها...
فما معنى أن تنال الإمامة وتصير إماماً؟
معناه أن ينالك عهد اللّه، معناه أن تعيش مع اللّه وللّه; لتبلغ حدّاً يطلق عليك فيه مصطلح (الإنسان الكامل).
وتكون قائداً وأُسوة للبشريّة جمعاء في عقيدتك... وتفكيرك... وجميع تحرّكاتك...
فهل تستطيع؟
____________
1- الميزان في تفسير القرآن 1: 274، والنقل بالمعنى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
لو اطّلعنا على سِيَر جميع القادة والحاكمين والرؤساء والمشايخ و... و... فضلاً عن الناس العاديين، لوجدناها لا تخلو من عمل يتعارض مع الأوامر والتوجيهات الإلهيّة، بغض النظر عن كون هذا العمل كبيراً أو صغيراً، هذا إن لم يعمل بعضهم عكسها متعمداً! إلاّ من وقع عليه الاختيار الإلهيّ، وحمّله مسؤوليّة قيادة مسيرة البشر، فهؤلاء وما أدراك ما هؤلاء؟!
هؤلاء هم القادة الربّانيون والزعماء الإلهيّون، سفراء اللّه في أرضه وحججه على خلقه.
هؤلاء هم الذين عبدوا اللّه حقّ عبادته، وأطاعوه ولم يعصوه طرفة عين، حيث عاشوا العصمة بأسمى معانيها وأبهى تجلّياتها.
كيف لا، وهم الذين نالهم عهد اللّه ـ الامامة ـ بمعناه القيادي الشامل دون غيرهم؟!
في الحقيقة إنّ ما نريد قوله: إنّ اختيار الإمام أمر محصور بالإرادة والقدرة الإلهيّة وحسب; لأنّ البشر غير قادرين على اختيار الأفضل والأجدر لهذا المنصب، وذلك لسطحيّتهم وعدم قدرتهم على الاطلاّع على ضمائر وسرائر بعضهم، إلاّ أن يحدّده اللّه ويعيّنه بذاته.
وما يدلّنا على ذلك في الآية جواب الباري عزّ وجلّ عندما سأله إبراهيم (عليه السلام) الإمامة لذريّته، فقد اقترن الجواب بضمير ياء المتكلّم
تعليق