قد روى لنا أمير المؤمنين عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله قد خطب مستقبلاً شهر رمضان المبارك قال: "إن رسول الله صلى الله عليه وآله خطبنا ذات يوم، فقال: أيها الناس، إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، وليا ليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله.
ومع هذا فإنك أيها الصائم في شهر رمضان الذي "أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب".
فينبغي ان تتفرغ لتحصيل هذه الفيوضات ولابد أن تكون جاهزاً لنيل هذه الفيوضات الإلهية للتهيؤ للدعوات حيث قال صلى الله عليه وآله: "فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتاب".
وهذا الامر لا يمكن ان يتحقق وأنت منشغل بمتابعة ما تعرضه القنوات الفضائية من ابتذال في طرحها للمسلسلات التي تحتوي في كثير من مشاهدها على يوقعك في الحرام من لمس وتقبيل وغيرها مما يكسب المرء ذنباً يتنافى مع الدعوة التي وجهها الله تبارك وتعالى لعباده في شهره الفضيل ليكونوا في ضيافته الذي انفاسهم فيه تسبيح أو عملهم فيه مقبول، وقبول الأعمال يتعارض مع الانشغال بمتابعة ما نهي عنه، إذ لا يعبد الله من حيث يعصى، والتنافي واضح في تحول هذا الشهر الفضيل لسباق في طرح تلك الأعمال مبتعدين بها عن حقيقة الشهر الفضيل وخصوصيته ولعل ذلك يوجب انهتاك لشهر الله تعالى.
فعلك أيها الصائم غفلت عن مراعاة هذا الجانب، ولا بد أن تعي أن ضيافة الله خير لك من ضيافة تلك القنوات التي ليس هم سوى طرح ما يخالف امر الله تعالى من برامج ومسلسلات.
السيد علاء تكليف العوادي · 26-03-2023
تعليق