اللهم صل على محمد وآل محمد
عن أبي عبد الله (عليهالسلام) قال:
" ثلاثة هم أقرب الخلق إلى الله عز وجل يوم القيامة حتى يفرغ من الحساب، رجل لم تدعه قدرة في حال غضبه إلى أن يحيف على من تحت يده ورجل مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما على الآخر بشعيرة ورجل قال بالحق فيما له وعليه" .
« هم أقرب الخلق » أي بالقرب المعنوي كناية عن شمول لطفه ورحمته تعالى لهم ، أو المراد به القرب من عرشه تعالى ، أو من الأنبياء والأوصياء عليهمالسلام الذي إليهم حساب الخلق وعلى الأول ليس المراد بالغاية انقطاع القرب بعده ، بل المراد أن في جميع الموقف الذي الناس فيه خائفون وفارغون ومشغولون بالحساب ، هم في محل الأمن والقرب وتحت ظل العرش وبعده أيضا كذلك بالطريق الأولى.
« لم تدعه » أي لم تحمله « قدرة » أي قدرة على الحيف وهو الجور والظلم ، ويمكن حمله هنا على ما يشمل الانتقام بالمثل المجوز أيضاً ، فإن العفو أفضل.
« ورجل مشى بين اثنين » بالمشي الحقيقي أو كناية عن الحكم بينهما أو الأعم منه ومن أداء رسالة أو مصالحة « بشعيرة » مبالغة مشهورة في القلة ، والمراد ترك الميل بالكلية « فيما له وعليه » أي فيما ينفعه في الدنيا أو يضره فيها.
--------------------------
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول ج٨ ص ٣