اللهم صل على محمد وآل محمد
سمعت هذه القضية من "السيد فاله" وهو من خطباء المنبر الأتقياء في مشهد، كان يقول: اتفق بعض أصحاب محلات بيع الكتب مع المرحوم الحاج الميرزا علي المحدّث [ابن المرحوم الشيخ عباس القمي] على آن يقوم بتكميل بعض نواقص كتاب مفاتيح الجنان، (حسبما أتذكر أنّ السيد فاله قال "المفاتيح" ولكن سمعت من شخص آخر أنّه قال: منتهى الآمال)
فعلى سبيل المثال إذا جاء في الكتاب شعرٌ ما ولم يذكر اسم الشاعر تتم إضافة الاسم، أو مثلاً إذا جاء في مكان ما "راجع كتاب الإقبال لرؤية هذا المطلب" يتم إيراد الدعاء كيلا تكون هناك حاجة لمراجعة كتاب آخر، لأنّ تلك الكتب ليست في متناول الجميع، والسيد الحاج الميرزا علي قبل بذلك
وفي الليل رأى الحاج الميرزا علي والده في عالم الرؤيا؛ حيث قال له المرحوم الشيخ عباس: لا تفعل هذا الأمر، فأنا صنّفت الكتاب على هذا الشكل عن عمد؛ فعندما لم أذكر اسم الشاعر واكتفيت بنقل أبياته فذلك لأنّ شعره كان جيداً بينما كان الشاعر درويشاً صوفياً أو منحرفاً، وجودة بعض أبيات الشعر لا تعني أنّه يجوز لنا الترويج لقائلها، بالتالي لم أشأ عامدا أن أذكر اسم الشاعر
أمّا سبب عدم نقل بعض الأدعية كاملةً فذلك لأنّ أصحاب كتب الأدعية لهم حق علينا، ويجب أن تُصان حقوقهم، فأنا شعرت أنّه إذا ما انتشر هذا الكتاب يمكن أن تصير تلك الكتب طيّ النسيان، وتُهجر بالتدريج، ومن أجل هذا قمت بهذا العمل عامدا؛ فإذا ما كان لشخص إمكانية الوصول إلى تلك الكتب يقوم بمراجعتها
السبب في الانتشار الواسع لكتب المرحوم الشيخ عباس القمي هو ما تميّز به من إخلاص ومراعاة لهذه الأمور رضوان الله عليه
-----------------------------------
(رشفة من البحر) ج2 ص513
السيد الشبيري الزنجاني
تعليق