اللهم صل على محمد وآل محمد
يحكى أن شاباً صالحاً كان ماراً قرب أحد البساتين فلفتت نظره تفاحة مرمية على الأرض، التقطها من فوره وقضمها فقد كان جائعاً ولا يملك المال ليشتري الطعام،
فجأة شعر بتأنيب الضمير إذ كيف له أن يأكل التفاحة دون إذن من صاحب البستان.
قصد الفلاحين الذين يعملون في البستان وسألهم عن صاحب الملك وحاجته إلى أن يسامحه على أكل التفاحة دون إذنه،
دهش الفلاحين وظنوا أن هذا الشاب معتوهاً، لكنه أصر على لقاء صاحب البستان فأخبروه إنه قاضٍ يقطن في ولاية بعيدة،
فشد الرحال إليه ودخل المجلس مع الأشخاص المتظلمين والشاكين وعندما أتى دوره سأله القاضي عن مشكلته،
قال له إنه أكل تفاحة من بستانه دون إذن ويريد أن يسامحه،
سُر الرجل من أمانة الشاب وقال له لن أسامحك إلا على شرط؟
بهت الشاب وقال سأنفذه إن كان باستطاعتي، قال الرجل: الشرط أن تتزوج ابنتي، لكنها للأسف عمياء، صمّاء، بكماء، عرجاء!
قال الشاب: لكنني غير مؤهل للزواج، فأنا طالب علم فقير وزوجة بهذه المواصفات تحتاج إلى مداراة ورعاية، ثم إنها ستعيقني في تنقلاتي من مدينة إلى أخرى.
أصر الرجل (هذا هو شرطي وإلا لن أسامحك).
استسلم الشاب راضياً بقضاء الله وقدره.. وأقيم حفل الزفاف، وقبل أن يدخل إلى حجرة عروسه صلى صلاة الشكر وحمد ربه ثم أزاح الستار ليدخل على عروسه،
أخذته الدهشة، فالفتاة كانت آية في الجمال والحسن وفي تمام الصحة والعافية، خرج ليستفسر عن الأمر
وكان بانتظاره والد العروس الذي كان يتوقع أنه سيأتي إليه ليسأل، قال:
أعلم أنك ستسألني مدهوشاً، والآن أفسر لك ما قصدت،
فأما قولي لك أنها عمياء فهي مؤمنة غضت بصرها عن مشاهدة كل محرم ومنكر، وصماء بكماء لا تسمع ولا تتحدث بالغيبة والبهتان، وعرجاء فهي جليسة دارها لا تخرج إلا لقضاء حوائج المساكين،
فقد ربيت ابنتي تربية صالحة وكانت عابدة تقية فلم أجد لها زوجاً أميناً صالحاً في مستوى أمانتك حتى ذكرت قصتك التي عبّرت عن دقة أمانتك وخوفك الشديد من الله عز وجل.
فهذه قصة والد السيد (الأردبيلي) وهو عالماً من علماء الفقه والقرآن.
تعليق