اللهم صل على محمد وآل محمد
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
( مثل المؤمن كمثل خامة الزرع تكفئها الرياح كذا وكذا وكذلك المؤمن تكفئه الأوجاع والأمراض، ومثل المنافق كمثل الإرزبة المستقيمة التي لا يصيبها شئ حتى يأتيه الموت فيقصفه قصفا ).
الشرح:
قوله (مثل المؤمن كمثل خامة الزرع تكفئها الرياح كذا وكذا وكذلك المؤمن تكفئه الأوجاع والأمراض) مر شرحه في باب أن المؤمنين صنفان. (ومثل المنافق كمثل الإرزبة المستقيمة التي لا يصيبها شئ حتى يأتيه الموت فيقصفه قصفا) الإرزبة بكسر الهمزة مع التثقيل والجمع أرازب وفي لغة: مرزبة بميم مكسورة مع التخفيف، والعامة تثقل مع الميم، قال ابن السكيت: وهو خطأ، والجمع مرازب بالتخفيف أيضا وهي عصية من حديد يكسر بها الحجر والمدر والقصف: الكسر، تقول قصفت العود قصفا فانقصف مثل كسرته فانكسر وزنا ومعنى وربما استعمل لازما أيضا فقيل قصفته فقصف، والمقصود من هذا التمثيل أن المنافق يؤخذ بغتة أخذا شديدا وهو أشد أنواع الأخذ.
ومثل هذه الرواية رواها مسلم عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال
" مثل المؤمن مثل الخامة من الزرع تكفئها الرياح تصرعها مرة وتعدلها حتى يأتيه أجله، ومثل المنافق مثل الأرزة المجذية التي لا تصيبها حتى يكون انجعافها مرة واحدة ".
وفي رواية أخرى " مثل الكافر " قال عياض: الخامة هي الزرع أول ما ينبت، ومعنى " تكفيها " بضم التاء: تميلها الريح وتلقيها بالأرض كالمصروع ثم تقيمه يقوم على سوقه، ومعنى المجذية: الثابتة، يقال أجذى يجذى، والانجعاف: الانقطاع، يقال: جعفت الرجل صرعته.
وقال محي الدين: الأرزة بفتح الهمزة وسكون الراء: شجر معروف بالشام ويسمى بالعراق الصنوبر، والصنوبر انما هو ثمره وسمي الشجر باسم ثمره، وحكى الجوهري في راء الأرزة بالفتح، وقال بعضهم هي الآرزة بالمد وكسر الراء على وزن فاعلة، وأنكره أبو عبيد، قال أهل اللغة: الآرزة بالمد: النابتة، وهذا المعنى صحيح هاهنا، فإنكار أبي عبيد إنكار الرواية لا إنكار اللغة، وقال أبو عبيد: شبه المؤمن بالخامة التي تميلها الريح لأنه يرزأ في نعمته وأهله وماله، وشبه الكافر بالأرزة لأنه لا يرزأ في شئ حتى يموت، وإن رزئ لم يوجر حتى يلقى الله تعالى بذنوب جمة.
------------------------------
[شرح أصول الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح الجزء : 9 صفحة : 215-21
تعليق