بما أن الإنسان معنيّ بالتأمل في مأكله الذي يدخل ويستقر في جوفه، كذلك وبنفس الاهتمام معني أيضاً بالتثبت والتأمل في العلم الذي يدخل إلى ذهنه وقلبه، فتنطبق هذه الحقيقة في أيامنا هذه على تعلم الناس وأخذهم الأحكام والآراء في الدين ممن ليسوا بأهل للحديث والحكم؛ وذلك من جهتين:
١- لأنهم يفتقرون إلى الحكمة والبصيرة والوعي اللازم لطرح المسائل والأحكام، وبالتالي فلا يصح التزود منهم.
٢- افتقارهم للتقوى التي هي عماد العالم والمتحدث في الدين.
ونرى في أيامنا هذه سلسلة اضطرابات ومشاكل من أشخاص قد نصبوا أنفسهم دعاة لدين الله سبحانه، وهم أحوج إلى التوجيه والتوعية والتبصرة، وقد ماجوا في الوحل وتوغلوا في مساحات ليس من صلاحيتهم الخوض فيها، وربما أُعجب بعضهم بتصفيق الآخرين له فأدرج نفسه في عداد العلماء والأفاضل من أهل العلم.
فعن زيد الشحّام عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) في قول اللَّـهِ عزّ وجلّ: ﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ﴾، قَالَ: قُلْتُ: مَا طَعَامُهُ؟ قَالَ (عليه السلام): «عِلْمُهُ الَّذِي يَأْخُذُهُ عَمَّنْ يَأْخُذُهُ» (الكافي: ج١/ص٥٠/ ح8).
تعليق