عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اَلْمِنْقَرِيِّ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) يَقُولُ:
وَجَدْتُ عِلْمَ اَلنَّاسِ كُلَّهُ فِي أَرْبَعٍ:
أَوَّلُهَا أَنْ تَعْرِفَ رَبَّكَ (١).
وَاَلثَّانِي أَنْ تَعْرِفَ مَا صَنَعَ بِكَ (٢).
وَاَلثَّالِثُ أَنْ تَعْرِفَ مَا أَرَادَ مِنْكَ (٣).
وَاَلرَّابِعُ أَنْ تَعْرِفَ مَا يُخْرِجُكَ مِنْ دِينِكَ (٤).
📚: الكافي، ج 1، ص 50.
------------------------------------------------
شرح الحديث:
(١) بوجوده وصفاته الكماليّة الذاتيّة والفعليّة بحسب طاقتك، قال أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام):
((أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ، وَكَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْدِيقُ بِهِ، وَكَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ، وَكَمَالُ تَوْحِيدِهِ الإِخْلاَصُ لَهُ، وَكَمَالُ الإِخْلاَصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ؛ لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّهَا غَيْرُ الْمَوْصُوفِ، وَشَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ، فَمَنْ وَصَفَ اللهَ فَقَدْ قَرَنَهُ، وَمَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ، وَمَنْ ثَنَّاهُ فَقَدْ جَزَّأَهُ، وَمَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ، وَمَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ، وَمَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ، وَمَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ))، الأمالي، ص: 353.
(٢) من إعطاء العقل والحواسّ والقدرة واللطف بإرسال الرسل وإنزال الكتب وسائر نعمه العظام، لقوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّـهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ﴾ سورة لقمان، آية 20.
(٣) وطلب فعله أو الكفّ عنه، وبما أراد من طريق معرفته وأخذه من مأخذه المعلومة بالعقل والنقل.
(٤) كاتّباع أئمّة الضلال، والأخذ من غير المأخذ، وإنكار ضروريّ الدين.
تعليق