بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
ما ان التحق الرسول (صلى الله عليه وآله) بربه ، حتى بدأ العد العكسي يأخذ مجراه.
فبدأت النوازع العصبية تبرز على الساحة بكل ما تحمل من أخطار ، تشتت الوحدة ، وتفرق الكلمة ، وهذا ما جرى في سقيفة بني ساعدة ، فقد تنازع المهاجرون والانصار في الامر من جهة ، وثارت ثائرة الاوس والخزرج ـ التي أطفأ الاسلام نائرتها ـ من جهة أخرى.
واليك لقطات سريعة عن ذلك ـ كما في شرح النهج :
قال سعد بن عبادة ـ سيد الخزرج ـ في خطبته : « فشدوا يدْيكم بهذا الامر ، فانكم أحق الناس ، وأولاهم به ! »
وقال الحباب بن المنذر : « فمنا أمير ومنهم أمير !! »
فقال عمر : « هيهات ! لا يجتمع سيفان في غمد ، إن العرب لا ترضى أن تؤمركم ونبيها من غيركم. ! »
فقام الحباب ، وقال : « لا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه ، فيذهبوا بنصيبكم من الامر. »
فلما رأى بشير بن سعد الخزرجي ، ما اجتمعت عليه الانصار من تأمير سعد بن عبادة ـ وكان حاسدا له ـ قال : إن محمداً ص رجل من قريش ، وقومه أحق بميراث أمره.
فقام أبو بكر ، وقال : هذا عمر وابو عبيدة ، بايعو أيهما شئتم. فقالا : والله لا نتولى هذا الامر عليك .. أبسط يدك حتى نبايعك. فلما بسط يده، وذهبا يبايعانه، سبقهما بشير بن سعد فبايعه. فناداه الحباب بن المنذر : يا بشير، عقَّك عَقاق * والله ما اضطرك الى هذا الامر ، إلا الحسد لابن عمك. « يعني سعداً ». ولما رأت الأوس ، أن رئيسا من رؤساء الخزرج قد بايع ، قام أسيد بن حضير ـ وهو رئيس الأوس ـ فبايع حسداً لسعد أيضا ، ومنافسة له ان يلي الامر ، فبايعت الأوس كلها لما بايع أُسَيد. وحُمل سعد بن عبادة ـ وهو مريض ـ فأدخل الى منزله ، فامتنع عن البيعة في ذلك اليوم وفيما بعد (1). قال البراء بن عازب ـ وكان خارج السقيفة ـ في حديث له : فلم ألبث، واذا أنا بأبي بكر قد أقبل ومعه عمر، وأبو عبيدة ، وجماعة من أصحاب السقيفة ، وهم محتجزون بالأزُرِ الصنعانية، لا يمرون بأحد إلا خبطوه وقدموه، فمدوا يده، فمسحوها على يد أبي بكر يبايعه شاء ذلك، أو أبى.
فانكرت عقلي ! ورأيت في الليل، المقداد، وسلمان ، وأبا ذر، وعبادة بن الصامت، وأبا الهيثم بن التيهان وحذيفة، وعمارا، وهم يريدون أن يعيدوا الامر شورى بين المهاجرين (2).
هذه صورة مختصرة أخذناها من شرح النهج ، وفيها تعبير واضح عن الطريقة التي استخدمت في عقد البيعة لأبي بكر، وانها لم تكن عن طريق الاختيار ـ كما يدعى ـ بل تدخَّل فيها عنصر القوة والإجبار.
__________________
* من العقوق : وهو شق عصا طاعة الوالد وكل ذي رحم.
(1) شرح النهج، ج ٦، من ص ٦ الى ١٠.
(2) نفس المصدر، ج ١، ص ٢١٩ / ٢٢٠.
اللهم صل على محمد وآل محمد
ما ان التحق الرسول (صلى الله عليه وآله) بربه ، حتى بدأ العد العكسي يأخذ مجراه.
فبدأت النوازع العصبية تبرز على الساحة بكل ما تحمل من أخطار ، تشتت الوحدة ، وتفرق الكلمة ، وهذا ما جرى في سقيفة بني ساعدة ، فقد تنازع المهاجرون والانصار في الامر من جهة ، وثارت ثائرة الاوس والخزرج ـ التي أطفأ الاسلام نائرتها ـ من جهة أخرى.
واليك لقطات سريعة عن ذلك ـ كما في شرح النهج :
قال سعد بن عبادة ـ سيد الخزرج ـ في خطبته : « فشدوا يدْيكم بهذا الامر ، فانكم أحق الناس ، وأولاهم به ! »
وقال الحباب بن المنذر : « فمنا أمير ومنهم أمير !! »
فقال عمر : « هيهات ! لا يجتمع سيفان في غمد ، إن العرب لا ترضى أن تؤمركم ونبيها من غيركم. ! »
فقام الحباب ، وقال : « لا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه ، فيذهبوا بنصيبكم من الامر. »
فلما رأى بشير بن سعد الخزرجي ، ما اجتمعت عليه الانصار من تأمير سعد بن عبادة ـ وكان حاسدا له ـ قال : إن محمداً ص رجل من قريش ، وقومه أحق بميراث أمره.
فقام أبو بكر ، وقال : هذا عمر وابو عبيدة ، بايعو أيهما شئتم. فقالا : والله لا نتولى هذا الامر عليك .. أبسط يدك حتى نبايعك. فلما بسط يده، وذهبا يبايعانه، سبقهما بشير بن سعد فبايعه. فناداه الحباب بن المنذر : يا بشير، عقَّك عَقاق * والله ما اضطرك الى هذا الامر ، إلا الحسد لابن عمك. « يعني سعداً ». ولما رأت الأوس ، أن رئيسا من رؤساء الخزرج قد بايع ، قام أسيد بن حضير ـ وهو رئيس الأوس ـ فبايع حسداً لسعد أيضا ، ومنافسة له ان يلي الامر ، فبايعت الأوس كلها لما بايع أُسَيد. وحُمل سعد بن عبادة ـ وهو مريض ـ فأدخل الى منزله ، فامتنع عن البيعة في ذلك اليوم وفيما بعد (1). قال البراء بن عازب ـ وكان خارج السقيفة ـ في حديث له : فلم ألبث، واذا أنا بأبي بكر قد أقبل ومعه عمر، وأبو عبيدة ، وجماعة من أصحاب السقيفة ، وهم محتجزون بالأزُرِ الصنعانية، لا يمرون بأحد إلا خبطوه وقدموه، فمدوا يده، فمسحوها على يد أبي بكر يبايعه شاء ذلك، أو أبى.
فانكرت عقلي ! ورأيت في الليل، المقداد، وسلمان ، وأبا ذر، وعبادة بن الصامت، وأبا الهيثم بن التيهان وحذيفة، وعمارا، وهم يريدون أن يعيدوا الامر شورى بين المهاجرين (2).
هذه صورة مختصرة أخذناها من شرح النهج ، وفيها تعبير واضح عن الطريقة التي استخدمت في عقد البيعة لأبي بكر، وانها لم تكن عن طريق الاختيار ـ كما يدعى ـ بل تدخَّل فيها عنصر القوة والإجبار.
__________________
* من العقوق : وهو شق عصا طاعة الوالد وكل ذي رحم.
(1) شرح النهج، ج ٦، من ص ٦ الى ١٠.
(2) نفس المصدر، ج ١، ص ٢١٩ / ٢٢٠.
تعليق