عزاء طويريج أو ركضة طويريج، إنّ أول من قام بهذا العزاء هو السيد صالح القزويني حيث كان في كل عام يقيم مجلس عزاء
حسيني وتكون ذروته في يوم العاشر، وكان في أحد السنين وعلى اثر تفاعل الموجودين بالعزاء مع فاجعة الطف خرج المعزون
يتقدمهم صاحب العزاء ركضاً نحو كربلاء، وبقي الناس في كل سنة يسعون ركضاً للإمام يتقدمهم عميد أسرة السادة (آل قزوين).
وازدادت الركضة شرفاً وعزاً وأهمية بعد رؤية السيد (مهدي بحر العلوم) للإمام الحجة عليه السلام وهو يركض مع المعزين حاسر
الرأس حافي القدمين، يلطم على الرأس (بأبي وأمي) فنال العزاء الشرف السامي والمرتبة العليا. امتدت عهود سابقة ومرت عصور
طويلة وأنظمة سلطات، تارة تحييها وتارة تستخدم معها كل أنواع التعسف في سبيل اندثارها، ولكن ظلت هذه الشعيرة صامدة منذ ذلك
التاريخ وإلى وقتنا هذا حيث عادة لتوهجها تارة أخرى بعد سقوط اللانظام.
نعم لم يستطع خفافيش الظلام إخماد شعلتها شعلة الحق، فهذه الركضة هي رمز لما حدث بعد حرق الخيام من تشريد لأطفال الحسين
عليه السلام وعيالاته، فكل من يشارك في هذه الركضة فهو يواسي السيدة زينب عليها السلام في مصابها فهو يقول: يا رقية لم تفري
وحدك نحن معك ويا أولاد مسلم نحن معكم ندوس على الأشواك مثلما دستم، وتحرق أقدامنا حرارة الأرض مثلما أحرقت أقدامكم
الشريفة، ويا سكينة نحن معكم حينما أرعبكم بن سعد وداست سنابك خيله على الأطفال، فهذه لعنات التأريخ تلاحق آل أمية وآل
مروان، ومن سعى سعيهم وهذه أقدامنا تسعى لكم ومعكم لتواسيكم وتقول للزهراء (ابد والله يا زهراء ما ننسى حسيناه) ونطلب من
قمر بني هاشم جلب الماء لعيالات الحسين عليه السلام.
ونجاح هذه الشعيرة هي من بركات الإمام الحجة عليه السلام ففي كل عام يزداد أعداد المشاركين في هذا العزاء على الرغم من أنهم
لم يخضعوا لتدريبات معينة أو استعدادات رياضية، ولكن مواساة الحسين عليه السلام هو ما يدفعهم للمشاركة بكل هذه الروحية
العالية، وإحساسهم بما جرى على عيالات الحسين عليه السلام هو ما يؤهلهم للمشاركة، وعقيدتهم الراسخة في نفوسهم هو التدريب
الذي يتلقونه، (يا ليتنا كنا معكم) هو الاستعداد الرياضي الوحيد الذي لديهم. فهنيئاً للمشاركين بهذا الفوز، (حب الحسين عليه السلام)
هو الميدالية الذهبية التي يسعى إليها المشاركون في اقتنائها، وحقيقةً كلهم فائزون بهذه الميدالية؛ لأن حب الحسين ليس حكراً على الأوائل.
تعليق