بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على
أعداهم ،
ومخالفيهم ، ومعانديهم ، وظالميهم ، ومنكري فضائلهم ومناقبهم ،
ومدّعي مقامهم ومراتبهم ،
من الأولين والأخرين أجمعين إلى يوم الدين .
وبعد :
وقعت ثورات عديدة في عصر الإمام الصادق عليه السلام ضد الظالمين ، وكان الإمام الصادق عليه السلام يؤيد هذه الثورات . ومنها ثورة زيد الشهيد : وزيد هو ابن الإمام السجاد علي بن الحسين عليهم السلام ثار ضد حكومة هشان بن عبد الملك ونال وسام الشهادة في عصر الإمام الصادق عليه السلام ،
فقد روي عن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام أنه سمع أباه جعفر بن محمد يقول: رحم الله عمي زيدا إنه دعا إلى الرضا من آل محمد، ولو ظفر لوفى بما دعا إليه، وقد استشارني في خروجه، فقلت له: يا عم إن رضيت أن تكون المقتول المصلوب بالكناسة فشأنك. فلما ولى قال جعفر بن محمد: ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه
وروي عنه عليه السلام أنه لما استشهاد زيد ، حزن عليه حزنا عظيما، حتى بان عليه، وفرق من ماله في عيال من اصيب معه من أصحابه ألف دينار،
وكذلك قال الإمام الصادق عليه السلام لفضيل بن يسار ـ وهو أحد أصحاب زيد الشهيد ـ حيث قتل ستة من أهل الشام في ثورة زيد فقال له الإمام عليه السلام فلعلك شاك في دمائهم ؟ فقال : لو كنت شاكاً ما قتلتهم . فقال الإمام عليه السلام : أشركني الله في تلك الدماء مامضى والله زيد عمي وأصحابه إلا شهداء مثل من مضى عليه علي بن أبي طالب عليه السلام وأصحابة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
1ـ البحار ج 41 ص 281 ،
2 ـ عيون أخبار الرضا ج 1 ص 249 .