بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
((انّ هذا يوم تبركت به بنو امية..))..
لا يخفى عليكم بأنّ هذه الفقرة قد وردت في زيارة عاشوراء، فما الذي يريد أن يوضّحه الامام الباقر عليه السلام؟
انّ المتتبع للتاريخ الإسلامي والأحاديث والروايات لا تدل على انّ هناك تبركاً وفرحاً في يوم عاشوراء، بل حتى الصوم المزعوم لا وجود له.. فهذا اليوم (عاشوراء) لم يكن عيداً قبل عاشوراء الامام الحسين عليه السلام، وإنّما إتخذ يوم فرح وسرور هو بعد قتل الامام الحسين عليه السلام من قبل هذه الفئة الباغية المرتدة عن جادة الإسلام (إن كان قد دخلوا الإسلام أصلاً)..
فالطغمة الأموية ظنّت بأنّها قد حققت أعظم انتصار لها، عندما إعتقدوا انّهم قد قضوا على الخط المحمدي العلوي بقتلهم الامام الحسين عليه السلام، فهم ينظرون بعين عوراء الى النصر الميداني والسياسي آنذاك ولم يعرفوا بأنّ النتائج المترتبة على هذا الأمر لهي أكبر من تصوراتهم وأبعد من عقولهم العفنة..
فهل نسوا أو تناسوا بأنّ من قتلوه هو ريحانة الرسول صلّى الله عليه وآله وإنّه قد قال في حقّه انّه مني وأنا منه، إذن في الحقيقة انّهم لم يقصدوا الامام الحسين عليه السلام فقط بل قد قصدوا النبي محمد صلّى الله عليه وآله، فهو في الحقيقة انتصار الجاهلية الوثنية على الأنوار المحمدية، انتصار للشيطان على عباد الرحمن..
وهذا اليوم (عاشوراء الحسين) لم يكن وليد الساعة، بل هو تراكمات بُذرت بذرتها من يوم السقيفة المشؤوم، يوم الانقلاب على الإرادة الإلهية والانتصار للإرادة الشيطانية، وقد آتت أكلها في هذا اليوم..
لذا فحقّ لهم أن يتبركوا مع شياطينهم في هذا اليوم العظيم الذي سفك فيه دم الرسول صلّى الله عليهم وآله، لأنّهم باعتقادهم قد أعادوا الأمور الى سابق عهدها قبل الإسلام..
لذلك جعلوا هذا اليوم يوم تبرك وفرح وسرور حتى يغطّوا على جريمتهم الشنعاء، ويطفؤوا أشعة ثورة الامام عليه السلام..
وكلمات الزيارة هذه (وهذا يوم تبركت به بنو أمية..) التي جاء بها الامام الباقر عليه السلام لكي يعرّف العالم كذب وافتراء من أسّس لهذا الفرح في هذا اليوم. لذا فانّ كلّ من سار على هذا النهج فانّه سيُحسب من هذا الخط وان لم ينتمِ نسباً الى بني أمية، لأنّ الفرح في هذا اليوم هو تأييد صريح لما فعله الأمويون وأتباعهم بالامام الحسين عليه السلام..
ولكن هيهات لثورة الامام الحسين عليه السلام أن تنطفئ بقتله سلام الله عليه، بل انّها بدأت حين أُستشهد عليه السلام، فصارت مناراً لكلّ الأحرار ولكلّ الإنسانية.. لأنّ الامام عليه السلام لم يثر إلا لكشف النقاب عن هؤلاء المتخفون باسم الإسلام، الذين حاولوا أن يبدّلوا شرع الله تعالى بشرع الشيطان، ويخلطوا بين الحق والباطل حتى يلتبس الأمر على الناس فلا يستطيعوا أن يميّزوا بينه، فيتسلّطوا على عقولهم وعقيدتهم كما تسلّطوا على خلافتهم سياسياً..
من هنا نعرف أهمية ما جاء في زيارة عاشوراء من كلمات تكشف عن مضامين رائعة وتؤسّس لقواعد مهمة، على الأمة الإسلامية أن تعيها بقلب خالٍ من الضغوطات والاملاءات..
وإن كانت الأمة تستعظم هذه الأخبار وتعدّها من تآليف الشيعة، فلينظروا بعين الانصاف ما يفعله أتباع بني أمية في وقتنا الحاضر، من قتل وقطع رؤوس وحرق وإبادة للإنسانية (ولا فرق بين طفل رضيع أو مسنّ كبير أو امرأة) وبثّ روح الجاهلية العمياء من قوانين وممارسات قد أنكرها الإسلام وحاربها..
إذن من يجعل هذا اليوم يوم عيد وفرح هو يشترك في قتل ريحانة الرسول صلّى الله عليه وآله...
...............
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
اللّهم اجعلنا ممن يسير على خطاهم ويهتدي بهديهم بجاه محمد وآل محمد عليهم السلام...
تعليق