تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
قرآننا عزنا وشرفنا
سؤال: هل صحيح ما يقال ان الامام علي (عليه السلام) قال: (أن أهل العراق هم أهل الشقاق والنفاق) أو ان احد الائمة (عليهم السلام)قد قال ذلك؟ وان كان الجواب كلا فمن اين اتى مصدر هذا الكلام؟
لم نر حديثا عن أمير المؤمنين (عليه السلام) بهذا النص، بل نقل في المصادر انها صادرة عن أعداء أهل البيت الذين يكيلون التهم والسب لأهل العراق لان فيهم جذوة الثورة ورفض الظلم ولم يتقبلوا الحكام المتسلطين وانكروا الاسلام المزيف الذي حاولوا الترويج له، ومن أولئك الأعداء :
1ـ معاوية : فانه قال للوليد بن جابر الطائي : ((وانك لتهددني يا أخا طي بأوباش العراق، أهل النفاق ومعدن الشقاق ... ))[1].
2ـ الحجاج: فانه قال في احدى خطبة : (يا أهلَ العراقِ، ومَعْدِنَ الشِّقَاقِ والنِّفَاقِ، وَمَساوِئِ الأَخْلاقِ، أَمَا واللهِ لأَلْحُونَّكم لَحْوَ العَصَا، ولأَقْرَعَنَّكم قَرْعَ المُرُوءَةِ، ولأَعْصِبَنَّكم عَصْبَ السَّلَمَةِ، ولأَضْرِبَنَّكم ضَرْبَ غَرَائِبِ الإبلِ...). وفي خطبة اخرى : (يا أهل العراق يا أهل الشقاق والنفاق ، ان الشيطان استبطنكم ...)[2] .
3 ـ الجلاد عثمان بن حيان والي المدينة من قبل الوليد بن عبد الملك: قال في خطبة له عند ما وصل المدينة : (أيها الناس انا وجدناكم اهل غش لأمير المؤمنين في قديم الدهر وحديثه وقد ضوى اليكم من يزيدكم خبالاً أهل العراق، أهل الشقاق والنفاق، هم والله عش النفاق ...)
ولو افترضنا صدور مثل هذا الكلام من أحد المعصومين فانه لا يشمل الموالين لأهل البيت (عليهم السلام)، بل هو خاص بأعدائهم من أهل العراق، فان العراق في ذلك الوقت بعد لم يكن كل أهله من الموالين لأهل البيت(عليهم السلام)، بل فيه الكثير من المعاندين، وعلى هذا الأساس يفسر ما ورد في الزيارة (فقد تآزر عليه من عزّته الدنيا ... واطاع من عبادك اهل الشقاق والنفاق) وهم أعداء أهل البيت ولم يقل في الزيارة ان كل أهل العراق أو بعضهم من اهل الشقاق والنفاق، بل ان المطاعين أمثال عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد وشمرا المتسلطين من قبل السلطة الأموية هم أهل الشقاق والنفاق .
والخلاصة: ان منهج أهل البيت (عليهم السلام) واضح، وهو منهج القرآن الذي لا يرى للقوميات والاعراق والبلدان اثر في ايمان أو نفاق الشخص، فقد رفع الاسلام سلمان واذل ابا لهب، وعلى هذا لا يمكن ان يصدر من اهل البيت (عليهم السلام) مثل هكذا قول، فينسب امة بكاملها الى الشقاق والنفاق، بل قد حدّد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المقياس في ذلك بقوله في خطبة الغدير (ألاَ إنَّ حِزْبَ اللّٰهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ألاَ إنَّ أَعْدَاءَ عَليِ هُمْ أَهْلُ الشِّقَاقِ وَهُمُ الْعَادُونَ وَاخِوْانُ الشَّيَاطِينِ ...)[3].
نعم نسب هذا القول الى أمير المؤمنين (عليه السلام) الطوسي(رحمه الله) في (تفسيره التبيان) ولكن أورده مرسلا دون ذكر طريق له أو من اين اخذه، مع ان المصادر عليه كـ(البيان والتبيين) للجاحظ و (تاريخ الطبري) واللاحقة له كـ(شرح نهج البلاغة) لابن أبي الحديد و(البداية والنهاية) لابن كثير أوردت نفس الكلام عن الحجاج مخاطبا به أهل العراق (وهو الذي مر سابقاً) ، فلاحظ وتأمل .
-----------------------------------------
[1] انظر شرح نهج البلاغة، ج16، ص 130.
[2] انظر شرح نهج البلاغة، ج1، ص 243 ـ 345.
[3] الاحتجاج، ج1، ص79.
اللهم صل على محمد وآل محمد
قرآننا عزنا وشرفنا
سؤال: هل صحيح ما يقال ان الامام علي (عليه السلام) قال: (أن أهل العراق هم أهل الشقاق والنفاق) أو ان احد الائمة (عليهم السلام)قد قال ذلك؟ وان كان الجواب كلا فمن اين اتى مصدر هذا الكلام؟
لم نر حديثا عن أمير المؤمنين (عليه السلام) بهذا النص، بل نقل في المصادر انها صادرة عن أعداء أهل البيت الذين يكيلون التهم والسب لأهل العراق لان فيهم جذوة الثورة ورفض الظلم ولم يتقبلوا الحكام المتسلطين وانكروا الاسلام المزيف الذي حاولوا الترويج له، ومن أولئك الأعداء :
1ـ معاوية : فانه قال للوليد بن جابر الطائي : ((وانك لتهددني يا أخا طي بأوباش العراق، أهل النفاق ومعدن الشقاق ... ))[1].
2ـ الحجاج: فانه قال في احدى خطبة : (يا أهلَ العراقِ، ومَعْدِنَ الشِّقَاقِ والنِّفَاقِ، وَمَساوِئِ الأَخْلاقِ، أَمَا واللهِ لأَلْحُونَّكم لَحْوَ العَصَا، ولأَقْرَعَنَّكم قَرْعَ المُرُوءَةِ، ولأَعْصِبَنَّكم عَصْبَ السَّلَمَةِ، ولأَضْرِبَنَّكم ضَرْبَ غَرَائِبِ الإبلِ...). وفي خطبة اخرى : (يا أهل العراق يا أهل الشقاق والنفاق ، ان الشيطان استبطنكم ...)[2] .
3 ـ الجلاد عثمان بن حيان والي المدينة من قبل الوليد بن عبد الملك: قال في خطبة له عند ما وصل المدينة : (أيها الناس انا وجدناكم اهل غش لأمير المؤمنين في قديم الدهر وحديثه وقد ضوى اليكم من يزيدكم خبالاً أهل العراق، أهل الشقاق والنفاق، هم والله عش النفاق ...)
ولو افترضنا صدور مثل هذا الكلام من أحد المعصومين فانه لا يشمل الموالين لأهل البيت (عليهم السلام)، بل هو خاص بأعدائهم من أهل العراق، فان العراق في ذلك الوقت بعد لم يكن كل أهله من الموالين لأهل البيت(عليهم السلام)، بل فيه الكثير من المعاندين، وعلى هذا الأساس يفسر ما ورد في الزيارة (فقد تآزر عليه من عزّته الدنيا ... واطاع من عبادك اهل الشقاق والنفاق) وهم أعداء أهل البيت ولم يقل في الزيارة ان كل أهل العراق أو بعضهم من اهل الشقاق والنفاق، بل ان المطاعين أمثال عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد وشمرا المتسلطين من قبل السلطة الأموية هم أهل الشقاق والنفاق .
والخلاصة: ان منهج أهل البيت (عليهم السلام) واضح، وهو منهج القرآن الذي لا يرى للقوميات والاعراق والبلدان اثر في ايمان أو نفاق الشخص، فقد رفع الاسلام سلمان واذل ابا لهب، وعلى هذا لا يمكن ان يصدر من اهل البيت (عليهم السلام) مثل هكذا قول، فينسب امة بكاملها الى الشقاق والنفاق، بل قد حدّد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المقياس في ذلك بقوله في خطبة الغدير (ألاَ إنَّ حِزْبَ اللّٰهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ألاَ إنَّ أَعْدَاءَ عَليِ هُمْ أَهْلُ الشِّقَاقِ وَهُمُ الْعَادُونَ وَاخِوْانُ الشَّيَاطِينِ ...)[3].
نعم نسب هذا القول الى أمير المؤمنين (عليه السلام) الطوسي(رحمه الله) في (تفسيره التبيان) ولكن أورده مرسلا دون ذكر طريق له أو من اين اخذه، مع ان المصادر عليه كـ(البيان والتبيين) للجاحظ و (تاريخ الطبري) واللاحقة له كـ(شرح نهج البلاغة) لابن أبي الحديد و(البداية والنهاية) لابن كثير أوردت نفس الكلام عن الحجاج مخاطبا به أهل العراق (وهو الذي مر سابقاً) ، فلاحظ وتأمل .
-----------------------------------------
[1] انظر شرح نهج البلاغة، ج16، ص 130.
[2] انظر شرح نهج البلاغة، ج1، ص 243 ـ 345.
[3] الاحتجاج، ج1، ص79.