بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
المراد من الباب هو المدخل للشيء مادياً كان ام معنوياً , ولا يؤتى الشيء الا من بابه ,والباب موَصل الى الغاية ,اما الولوج من غير الباب فهو غير موَصل ؛ لأن الحكمة الإلهية اقتضت على الدخول من الأبواب حصراً , وجعل الله تبارك وتعالى الحسين عليه السلام باب معرفته وتوحيده , فصارت معرفة سيد الشهداء عند الله تبارك وتعالى بمثابة معرفته جل وعلا , فجعل ثواب معرفة الحسين مساوق لثواب من عرفه تعالى وجعل الدفاع عن الحسين دفاعاً عنه , ونصرته نصرة الله تعالى , فلهذا فاز اصحاب الحسين (عليه السلام ) بهذه المنزلة العظيمة بعد ما وطّنوا انفسهم للدفاع عن الأمام الحسين (عليه السلام ) فجعلهم الله تعالى( سادة الشهداء في الدنيا والآخرة ) (1)
فالحسين (عليه السلام)هو باب الله اي إنه يمثل الله تبارك وتعالى في الوجود بإذن الله فهو الموصل اليه تبارك وتعالى وذلك من خلال معرفته ومتابعته والتسليم اليه ونصرته وتقديسه, وقد اشير لذلك في زيارته(وقد علمت أن قوام ديني التسليم لأمرك ..)(2)
ولا تختص هذه الصفة في عصره بل مطلقاً , وهنى كونه عليه السلام الكلمة التامة اي كلمة التوحيد التامة في جلالها وجمالها وشروطها واركانها وتمجيدها , فقد عبر عن المعصوم عليه السلام بأنه كلمة الله (السلام عليك يا كلمة الله )(3)
وهذه الكلمة التامة أشار الله تبارك وتعالى اليها في القرآن الكريم ,وبذلك تشتد مصيبته اكثر, وذلك لموقعه وعظمته ((ما اعظم مصيبتك عند ابيك رسول الله ,وما اعظم مصيبتك عند من عرف الله عز وجل ,وأجل مصيبتك عند الملأ الأعلى ...)(4)
وهو معنى قول المعصوم في زيارته للحسين (عليه السلام): (( ارادة الرب في مقادير اموره تهبط اليكم وتصدر من بيوتكم والصادر عما فصل من احكام العباد ...)) (5)
أي جميع امر الله (سبحانه وتعالى )بكل مراحله ورتبه يهبط الى مستقر سلطانه وهو الامام المعصوم ومنه يصدر الى العالم فهو (عليه السلام ) باب الله يفتح الى العوالم ,وهو باب من الله الى الخلق صعوداً ونزولاً.
وعلى ضوء هذا صار الوصول الى المقامات الكمالية العالية لابُدّ من ان يكون من بابه الخاص وهو الحسين (عليه السلام ) ولهذا فقد ورد في بعض الزيارات مقولة ((السلام عليك يا باب المقام ))(6)
ولهذه الصفة معنى دقيق وكلما كثر الكلام عنه ازداد الإنسان حيرة وذهولاً , السلام على الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين , السلام على ائمة الهدى وسفينة النجاة .
​