إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما معنى قول الإمام السجاد ع عمتي زينب عالمة غير معلمة ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما معنى قول الإمام السجاد ع عمتي زينب عالمة غير معلمة ؟

    العلم من أفضل السجايا الإنسانية، وأشرف الصفات البشرية، به أكمل الله أنبياءه المرسلين، ورفع درجات عباده المخلصين، قال تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات).
    وقد صار العلم بهذه المثابة لأنه يوصل صاحبه إلى معرفة الحقائق، ويكون سببا لتوفيقه في نيل رضا الخالق، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة من أهل بيته (عليهم السلام) يحثون الأمة على طلب العلم، وكانوا يغذّون أطفالهم العلم كما يغذّونهم اللبن.
    والسيدة زينب (عليها السلام) المتربية في مدينة العلم النبوي، في بيت أمير المؤمنين الذي تعلم من رسول الله الف باب من العلم، وتغذت من اللبن الفاطمي (سلام الله عليهما)،فورثت منها مناهل العلم ، وكان هذا الكلام هو نص لها من ابن أخيها الإمام المعصوم علي بن الحسين (عليهما السلام): (أنت بحمد الله عالمة غير معلمة، وفهمه غير مفهمة).
    يمكن أن نستفاد من كلام الإمام السجاد(عليه السلام) في حق عمته زينب (عليها السلام) أموراً:
    ** إن الأنبياء و الرسل و الأوصياء و الأولياء الذين هم وحدهم المختصون بالعلم اللدني يكونون بالنسبة إلى هذا العلم على درجات، فمنهم من قد حاز على درجة منه، و منهم على درجتين، ومنهم على ثلاث درجات، والذي قد حاز على كامل الدرجات وأعلى المراتب، هو أكمل المخلوقات، وأشرف الكائنات، سيد الأنبياء وأشرف المرسلين، حبيب إله العالمين، محمد وأهل بيته المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين).
    والسيدة زينب (عليها السلام) هي من هذا البيت الرفيع: بيت النبوة، وموضع الرسالة، ومعدن العلم، وأهل بيت الوحي، فلا عجب أن تكون قد نالت درجة الإلهام فهي إذن ملهمة بصريح كلام ابن أخيها الإمام السجاد (عليه السلام) حين قال لها: (يا عمة … أنت بحمد الله عالمة غير معلمة) إذ لا يكون العلم بلا تعلّم إلا عن طريق الإلهام.
    وقد ظهر من السيدة زينب (عليها السلام) ما يدل على علمها وفهمها وذلك في مواقع و مواقف:
    عندما كانت حاضرة (عليها السلام) عند أبيها الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) وكان العباس (ع) صبي صغير في حجره، فالتفتت زينب (عليها السلام) إلى أبيها وكانت هي أيضا صغيرة وقالت: أتحبنا يا أبه؟.
    فأجابها أمير المؤمنين (عليه السلام) برأفة: بلى يا بنية.
    فقالت: لا يجتمع حبان في قلب مؤمن حب الله وحب الأولاد، وإن كان ولابد فالحب لله تعالى والشفقة للأولاد، فأعجبه (عليه السلام) كلامها وزاد في حبه وعطفه عليها). وإذا تأمّل احدنا هذا الكلام لوجد فيه علماً كثير، وبالأخص أن عرف صدوره من طفلة كزينب (عليها السلام) يوم ذاك، بانت له منزلتها في العلم والمعرفة.
    و أما في شبابها فكان لها (عليها السلام ) في زمن أبيها أمير المؤمنين(عليه السلام) مجلس درس في الكوفة، فقد جاء في بعض المصادر أنها (عليها السلام) كانت تدير في بيتها أيام خلافة أبيها أمير المؤمنين (عليه السلام) في الكوفة مجلساً نسائياً يحضره نساء أهل الكوفة تفسّر لهن فيه القرآن وتجيب على الأسئلة الفقهية وهذا نفس فعل امها سلام الله عليهن، وقد كان درسها في أحد الأيام تفسير قوله تعالى (كهيعص) وفي الأثناء دخل عليها أمير المؤمنين (عليه السلام) واطلع على موضوع تفسيرها، فقال لها بعد ذلك: نور عيني زينب سمعتك تفسّرين قوله تعالى: (كهيعص) للنساء، فقالت: نعم يا أبه فدتك ابنتك.
    فقال لها: يا نور عيني إن هذه الآية الكريمة ترمز الى المصائب التي سوف ترد عليكم أهل البيت، ثم ذكر لها بعض ما سيجري عليهم من المصائب والرزايا فضجت السيدة زينب (عليها السلام) فبكت سلام الله عليها وفي هذا درس وتهيئة ليوم عاشوراء.
    تذكر الروايات انها كانت نائبة خاصة عن الحسين (عليه السلام) حيث كان الناس يرجعون إليها في الحلال والحرام حتى برئ الإمام زين العابدين (عليه السلام) من مرضه.
    ومثل هذا الفعل لايصدر إلا عن السيدة زينب (عليها السلام) العالمة غير المعلمة، والتي كانت قد تعهدت لله تبارك وتعالى أن تشارك نهضة أخيها الإمام الحسين(عليه السلام) وتكون معه جنبا إلى جنب: حتى انها كانت سند لأمام زمانها الإمام السجاد(عليه السلام) بعد شهادة ابيه الإمام الحسين ـ وهو إمام الصبر ومعلمه ـ عندما رأته يجود بنفسه لما نظر إلى أهله كالأضاحي مجزرين وبينهم ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بحالة تنفطر لها السماوات، والأرض، فقالت له تسلّيه وتصّبره قائلة: مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي و أخوتي، فو الله إن هذا لعهد من الله إلى جدّك و أبيك، ولقد أخذ الله ميثاق أناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض، وهم معروفون في أهل السماوات، أنهم يجمعون هذه الأعضاء المقطّعة، والجسوم المضرّجة، فيوارونها، وينصبون بهذا الطفّ علماً لقبر أبيك سيد الشهداء، لا يدرس اثره، ولا يمحى رسمه، على كرور الليالي والأيام، وليجتهدن أئمة الكفر، وأشياع الضلال في محوه و تطمسه، فلا يزداد إلا علواً).
    كذلك قولها في مجلس يزيد(عليه اللعنة) " فكد كيدك ، واسع سعيك ، وناصب جهدك ، فو الله لا تمحو ذكرنا ،(وفعلاً جاي نشوف اليوم) ولا تميت وحينا ، ..... ثم تقول وهل رأيك الا فند وأيامك الا عدد ، وجمعك إلا بدد ، يوم ينادى المنادي ألا لعنة الله على الظالمين . "
    وقد تحقق كل ما قالته (عليها السلام) مع أنها أمور غيبية لا يطلع عليها أحد إلا من كان ملهماً من الله تعالى.


  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين

    ​​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X