يا إمام العاشقين لجرحه.. عجزت عن فهم كنهك الجراح..
يا لك من جريح ما أجلده.. وصلباً ما ألينه.. ومظلوماً ما أقدره.. ويا بعيداً ما أقربه..
يا لك من جَسور من أحلمه.. ويا لك من ميت ما أحياه..
ها هو صدى الأزمان يتساءل.. أيّ صدر حمل في جوفه شخصية تقف عندها الملمات حيارى..
تعترف المصائب بالعجز عن هدها..
تصرخ النائبات حنقاً على من تحملها.. وتعامل معها..
بحكمة نبوية.. وأناة حيدرية.. وصبر فاطمي.. يحوي تحت طياته حزناً على النبوة المفقودة.. والإمامة المغصوبة..
والضلع المهشم..
والكبد المقطّع.. والجسم المرضرض بحوافر الخيل.. وكفّين هناك على الثرى مقطوعتين، وفتىً على الشريعة جاثمٍ..
وهناك في دروب الشام سلاسل وأغلال جامعة أحاطت بعنق الفضيلة وهي تُسبى..
ترنو إليها عيناه بحزنٍ دام عشرين عاماً.. حزن تترقرق في المآقي لآلئه في كلِّ وقت يُقدّم فيه الطعام لآكليه..
وفي كلّ وقت يتراءى له كوز الماء ليشرب.. فأيّ أحزان كوت هذا القلب الكبير..
تربة، ومسبحة، وقرآن، وصحيفة سجادية، هي كلّ ما يملك في الحياة..
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته البيت يعرفه والحلّ والحرمُ
هذا ابن خير عباد الله كلّهم هذا التقيّ النقيّ الطاهر العلمُ
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله بجدّه أنبياء الله قد خُتموا
قصيدة شعر أقضت مضجع هشام بن عبد الملك.. فأوجعته ضرباً.. فلاح له سم قاتل ظنّاً منه أن السم سيقتله، ولم يعِ بأن صحيفة
السجاد بقيت وتبقى لآخر الدهر سلاحاً للإمام عليه السلام ينتصر بها على السم الغادر وأهله.
تعليق