🔹من أنا🔹
💫الحلقة 2
🔅زينب أخت قاسم تشعر بخجل كبير من وقاحة الفتيات، فتقترب من آمال لتأخذ بخاطرها، إلا أنها تتفاجأ بكلام آمال:
😄عزيزتي زينب، لا عليكِ، اهتمي بضيوفكِ، أنا لا أبالي بهذه الترهات"
☺ تبتسم آمال فتبادلها زينب الإبتسامة: أنتِ رائعة يا آمال كما عهدتكِ"
⭕في هذه الأثناء تدخل الخالة حياة إلى الصالة التي تجتمع فيها الفتيات فتتهافت البنات عليها، كل واحدة تحاول أن تتودد إليها، علها تكون زوجة ولدها الوحيد
🔺 فالخالة حياة لديها إبنتان وولد هم، فاطمة إبنتها الكبرى متزوجة ومسافرة مع زوجها الذي يكمل دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية، و قاسم هو الإبن الوحيد، ومن ثم زينب في سنة ثانية جامعة، وهي في عمر آمال تقريباً، بينما ترحب الخالة حياة بالجميع كعادتها ولا تستثني أحدا.
🌹أما آمال فلم تغادر مكانها إلا حينما اقتربت منها الخالة فوقفت احتراماً لها وقبلت جبينها، وعادت إلى حيث كانت تجلس، في هذه الأثناء بدأت الفتيات بالغمز واللمز مجدداً، وفجأة تدخل الخالة نرجس بضوضائها وهرجها ومرجها ، تمازح تلك وتضحك مع تلك.
🔷الخالة نرجس هي جارة العائلة، و هي شخصية مرحة، فضولية، ثرثارة، لا تترك أحداً في حاله، وقد اعتاد الجميع عليها، وتقبلها كما هي، أخذت جولة في الصالة ومن ثم تحولت إلى مجلس الأمهات.
➰مر الوقت وإذا بهاتف زينب يرن، ترفعه وتقفز فرحاً، وتركض ناحية أمها:
👏ماما ماما البابا اتصل يقول أن قاسم قد وصل وهم في طريقهم من المطار إلى البيت عشر دقائق تقريباً و ويكونون عند باب البيت
🔺 فتبدأ حالة الإستنفار في كل أنحاءه، البخور يدور، والعاملات يجهزنّ البوفيه المعد خصيصاً لهذا اليوم، وتبدأ الخالة حياة في تجهيز المبالغ النقدية التي ستنثرها على رأس قاسم، بينما الفتيات كلُ واحدة ترتب هندامها مجدداً، وآمال تراقب الوضع عن كثب وتتبسم بينها وبين نفسها وتقول في أعماقها:
❀ما كذبت والله، الحال يشبه تماما" أخوات سندريلا
🔷الخالة نرجس تلتفت إلى آمال فتقترب منها: ها يا آمال كل الفتيات يتزين للأمير قاسم إلا أنتِ يبدو أنكِ غير مهتمة"
😂 هنا تنفجر آمال من الضحك، وكأنّ الخالة نرجس قرأت ما بداخلها، و بينما آمال في غمرة ضحكها، وإذا بصوت الهلاهل والصلوات وأصوات تكرر: حمداً لله على سلامتك يا دكتور، نورت البلد بعودتك، أهلا وسهلاً
✨وأخيراً تشرق شمس قاسم، يدخل في وسط العائلة التي تهافتت فرداً فرداً للسلام عليه، والخالة حياة تنثر النقود والورد عليه، بينما تمسح الجدة دموعها، أما زينب فلم تتمالك نفسها فقد دفعها الشوق إلى ان ترتمي في حضن أخيها، أمسك قاسم بكتفيها برفق ونظر في وجهها وهو يمازحها: ها لقد ازداد طولكِ قليلاً، وإذا به يلمح دمعة اللقاء في عينيها، فيمسحها بحنان، بينما الفتيات يتغامزن بعد هذا المشهد، ثم يعرج قاسم على والدته يقبل رأسها وكفيها، فتتهافت نساء العائلة للسلام على قاسم
🔺 ثم تتملق كل واحدة من الفتيات بطريقتها، وتتفنن في طريقة إلقاء التحية، وبينما كان قاسم يرحب في كل واحدة منهن، ويرد التحية عليهن بأدب واحترام، كانت عيناه تبحث عن أحدٍ ما، فجأة يمشي خطوات نحو زاوية السلالم، كانت آمال تقف جانباً تبدو خجلة وكأنها تريد ان تتوارى عن الأنظار، إلا أنّ قاسم لمحها من بعيد واقترب ليخصها بتحيته: كيف حالكِ يا آمال؟ هل أنتِ بخير؟✋
😳فارتجفت آمال، واحمرت وجنتيها، ولم تعرف بما تجيب، فأجابت بعفويتها: من أنا ؟
😄فابتسم قاسم: ها أنتِ كما أنتِ لم تتغيري، هههه، نعم أنتِ، وهل هناك آمال غيركِ هنا؟!
☺فابتسمت وأنزلت رأسها خجلاً وردت: شكراً لك قاسم، أنا بخير وحمداً لله على سلامتك.
🔷هنا قطعت هدوء الموقف كعادتها الخالة نرجس: هاااا ماذا تقصدون، أتنثرون النقود ولا أحصل على شيء مما أنثرتم، أين حلاوة الوصول، وإلا إنكم ستضيعونها عليّ"
يضحك الجميع ابتهاجا" وفرحاً، ويتجه قاسم إلى ديوانية الرجال بينما تعود النساء للإستعداد لتناول وجبة الغداء على شرف الدكتور قاسم.
😇كانت آمال في عالمٍ آخر، فهي لا تصدق ما حدث، بينما كنّ بنات العائلة يشتطنّ غضباً، فقد كانت وردة تقول متذمرة: نحن نتقرب منه ونرحب به، فيرد علينا من طرف أنفه، بينما هذه السمينة القبيحة، هو من يقترب منها، ويلاطفها ويمدحها، وعععع.
✵ترد عليها ندى: أعتقد أنه يشفق عليها، وهل تريدني أن أصدق أن مثل قاسم يهتم لأمر واحدة بمستوى آمال، وهو من رأى وعاشر في الغربة أجمل الجميلات، لاااا مستحيل.
✨آمال ما زالت تسرح في عالمها الجميل، وإذا بليلى مع بقية الفتيات يقتربنّ منها، بينما كانت ليلى تحمل في يدها وردة طبيعية، وتنتف بتلاتها واحدة تلو الأخرى، وترميها في وجه آمال استهزاءً بها وتقول: يحبني، لا يحبني، يحبني، لا يحبني، وااااهااااااهههههها .
إلى أين وصل بكِ خيالكِ ها ؟ اسمعي حبيبتي ، ليس معنى أنه خصك بالتحية، أن يكون معجبا" بكِ.
فتواصل وردة: معجب !! معجب بماذا مثلاً
😠✋فترفع آمال رأسها ومن ثم تقف من على الكرسي بغضب وتق ول: كفى، إلى هنا ويكفي تجريح.
➰في اليوم الثاني استيقظت آمال متأخرة قليلاً فقد كانت محاضرتها تبدأ عند العاشرة صباحاً، وما إن وصلت إلى ساحة الجامعة، حتى رأت مجموعة من زميلاتها وقد احتدم النقاش فيما بينهن،
❀ اقتربت آمال منهنّ: السلام عليكنّ، فيردنّ عليها السلام، ومن ثم تقترب بتول منها:
"آمال، هل عرفتِ بموضوع المسابقة الأدبية في الجامعة لقسم اللغة الإنجليزية؟"
❀ آمال: لا يا صديقتي، ما الأمر؟
❁فترد عليها بتول بحماس: إنها مسابقة من عدة أقسام، الآن تم نشر شروطها، أنصحكِ يا آمال بالمشاركة، أنت متميزة وذكية، وبصراحة الجائزة شيء على مستوى، فالحائز على المركز الأول سيحصل على كورس مجاني مكثف في الصيف في جامعة أكسفورد في لندن.
❀ آمال: حقاً، أممم لقد حمستني كثيراً يا بتول، يبدو أنني سأتوكل على الله وسأسجل اسمي، وحتى لو لم أفز لن أخسر شيئا.
📲في هذه الأثناء يرنّ هاتف آمال: ألو، أهلا زينب وعليكم السلام والرحمة، كيف حالكِ وكيف حال الخالة حياة، أنا بخير، أنتِ كيف هي أخباركِ وأخبار الجامعة، حياكِ الله عزيزتي، لا لا يوجد لديّ أي برنامج عصراً، تفضلي، سأكون في انتظارك عزيزتي.
🔺تنهي آمال محاضرتها الأولى مع وقت الصلاة تقريباً، فتتوجه مباشرة إلى مصلى الجامعة لأداء فريضتي الظهر والعصر، في المصلى تقف آمال إلى جنب فتاة من الطائفة السنية وتضع تربة الصلاة وتشرع في صلاتها، وما إن انتهت من فرض الظهر، حتى استدارت إليها الأخت وبادرتها بالسلام، فردت آمال عليها السلام بأحسن منه
🔹 وقالت: غفر الله لكِ أختاه، إسمي آمال وأدرس الأدب الإنجليزي.
🔺فردت عليها زميلتها : أما أنا فأسمي نوره من قسم إدارة الأعمال.
🔹آمال: تشرفت بمعرفتكِ.
🔺نوره: الشرف لي أختاه، أختي هل لي بسؤال؟
🔹آمال: بالطبع نوره على الرحب والسعة تفضلي.
🔺نوره: اعذريني، ولكن ثمة سؤال يحيرني، يبدو أنكِ من الطائفة الشيعية، ولقد تاكدت من هذا الأمر حين وجدتكِ تصلين على قطعة الحجر تلك.
🔹آمال: نعم أنا من الطائفة الشيعية، وقطعة الحجر تلك هي من تراب كربلاء.
🔺نوره: كربلاء؟! وهل هو سبب صلاتكم عليها؟
🔹تبسمت آمال في وجه نوره وقالت: سؤالكِ وجيه يا نوره، وشكراً لأنكِ سألتِ، وإليكِ الإجابة عزيزتي، واعذريني لأنني سأجيب حسب ما لديّ من معلومات.
🔺نوره:وأنا كلي آذان صاغية أخيتي.
🔹آمال: عزيزتي نوره، إننا نصلي على قطعة الحجر حسب تعبيركِ لأننا وحسب رأي علمائنا لا يجوز أن نصلي على ما يؤكل أو يلبس، ولذا فإن أفضل شيء للسجود هو التراب، لو عدتِ لسنة رسول الله ستجدينه يصلي على حفنة تراب.
➰وبعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء سبط رسول الله، وبعد أن سالت دماءه الطاهرة عليها، اتخذ شيعة محمد وآل محمد تراب كربلاء لقداسته مكانا" لسجودهم، ولكن لا يعني ذلك أن شرط السجود على هذا التراب، فيجوز كما قلت لكِ أن نسجد على أي شيء مما لا يؤكل أو يلبس.
🔺نوره: أها الآن فهمت، يعني الموضوع اختلاف فقهي بيننا وبينكم، لأنّ علمائنا يجوزون السجود على القماش، فنحن نسجد على السجادة، شكرا" لكِ أختي، تشرفت بمعرفتكِ، وأتمنى أن نجلس أكثر ونتطارح مثل هذه المواضيع.
🔹آمال: أنا أسعد منكِ حقيقة، وحاضرة إليكِ في أي وقت، ولديّ مجموعة من الكتب ستختصر عليكِ الكثير، و سأبدأ بإعطائكِ كتاب المراجعات للسيد عبد الحسين شرف الدين، كتاب رائع جداً سيجيب على الكثير من الأسئلة التي تدور في ذهنكِ.
🔺نوره: حقاً، رائع جداً، ولكن اممم كيف لي أن أتأكد أنّ الكتاب موضوعي في طرحه؟
🔹آمال: عزيزتي، الكتاب عبارة عن مطارحات بين عالم سني وعالم شيعي على هيئة مراسلات حقيقية، ولذا فإنكِ ستعيشين الدورين معاً، وستجدين ضالتكِ بإذن الله.
🔺نوره: لقد حمستني كثيراً لقرائته، شكراً لأنكِ منحتني من وقتكِ الثمين، وأعتذر لأنني أخرتكِ عن إكمال صلاتكِ.
😄ضحكت آمال وقالت: نعم صليت الظهر، وبقيت صلاة العصر، وأنت تعرفين أننا نجمع بين الصلاتين، فالجلسة القادمة يبدو أنها ستكون حول الجمع بين الصلاتين.
☺ضحكت نوره وطلبت رقم آمال للتواصل معها، فتبادلا الأرقام وودعتها.
📖أكملت آمال محاضراتها وعادت إلى البيت وإذا بمنتظر ينتظر وصولها ليتناولا وجبة الغذاء معاً، وحين اجتمعا بادرته آمال: آه لقد نسيت أن أخبرك أن زينب ابنة الخالة حياة ستزورني اليوم.
😳وإذا بمنتظر يرتبك، ويتعلثم، وينزلق كوب الماء من يديه، فتتبسم آمال وتنظر إليه بنظرة جانبية:
❀ منتظر، ما بك، لم كل هذا الإرتباك، أمممم ما الخبر أخي هاااا .
وتبدأ في الضحك
● منتظر: أنا لست مرتبكاً ولا هم يحزنون، أنتِ تتوهمين.
😄آمال: لا بأس أتوهم، المهم سأنهي غدائي بسرعة، لأنها على وصول في أي وقت.
🍴 تنهي وجبتها، وتقترب من منتظر شيئاً فشيئاً وهي تمازحه وتردد إحدى القصائد الحسينية التي تحفظها: خذني وياك أريد أبقى وياك، غربة هالدنيا غربة بلا أياك.
😤فينقض منتظر عليها ليضربها مزاحاً، فتحاول الهروب ركضاً عبر السلالم متجهة إلى غرفته
♻يتبع...
💫الحلقة 2
🔅زينب أخت قاسم تشعر بخجل كبير من وقاحة الفتيات، فتقترب من آمال لتأخذ بخاطرها، إلا أنها تتفاجأ بكلام آمال:
😄عزيزتي زينب، لا عليكِ، اهتمي بضيوفكِ، أنا لا أبالي بهذه الترهات"
☺ تبتسم آمال فتبادلها زينب الإبتسامة: أنتِ رائعة يا آمال كما عهدتكِ"
⭕في هذه الأثناء تدخل الخالة حياة إلى الصالة التي تجتمع فيها الفتيات فتتهافت البنات عليها، كل واحدة تحاول أن تتودد إليها، علها تكون زوجة ولدها الوحيد
🔺 فالخالة حياة لديها إبنتان وولد هم، فاطمة إبنتها الكبرى متزوجة ومسافرة مع زوجها الذي يكمل دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية، و قاسم هو الإبن الوحيد، ومن ثم زينب في سنة ثانية جامعة، وهي في عمر آمال تقريباً، بينما ترحب الخالة حياة بالجميع كعادتها ولا تستثني أحدا.
🌹أما آمال فلم تغادر مكانها إلا حينما اقتربت منها الخالة فوقفت احتراماً لها وقبلت جبينها، وعادت إلى حيث كانت تجلس، في هذه الأثناء بدأت الفتيات بالغمز واللمز مجدداً، وفجأة تدخل الخالة نرجس بضوضائها وهرجها ومرجها ، تمازح تلك وتضحك مع تلك.
🔷الخالة نرجس هي جارة العائلة، و هي شخصية مرحة، فضولية، ثرثارة، لا تترك أحداً في حاله، وقد اعتاد الجميع عليها، وتقبلها كما هي، أخذت جولة في الصالة ومن ثم تحولت إلى مجلس الأمهات.
➰مر الوقت وإذا بهاتف زينب يرن، ترفعه وتقفز فرحاً، وتركض ناحية أمها:
👏ماما ماما البابا اتصل يقول أن قاسم قد وصل وهم في طريقهم من المطار إلى البيت عشر دقائق تقريباً و ويكونون عند باب البيت
🔺 فتبدأ حالة الإستنفار في كل أنحاءه، البخور يدور، والعاملات يجهزنّ البوفيه المعد خصيصاً لهذا اليوم، وتبدأ الخالة حياة في تجهيز المبالغ النقدية التي ستنثرها على رأس قاسم، بينما الفتيات كلُ واحدة ترتب هندامها مجدداً، وآمال تراقب الوضع عن كثب وتتبسم بينها وبين نفسها وتقول في أعماقها:
❀ما كذبت والله، الحال يشبه تماما" أخوات سندريلا
🔷الخالة نرجس تلتفت إلى آمال فتقترب منها: ها يا آمال كل الفتيات يتزين للأمير قاسم إلا أنتِ يبدو أنكِ غير مهتمة"
😂 هنا تنفجر آمال من الضحك، وكأنّ الخالة نرجس قرأت ما بداخلها، و بينما آمال في غمرة ضحكها، وإذا بصوت الهلاهل والصلوات وأصوات تكرر: حمداً لله على سلامتك يا دكتور، نورت البلد بعودتك، أهلا وسهلاً
✨وأخيراً تشرق شمس قاسم، يدخل في وسط العائلة التي تهافتت فرداً فرداً للسلام عليه، والخالة حياة تنثر النقود والورد عليه، بينما تمسح الجدة دموعها، أما زينب فلم تتمالك نفسها فقد دفعها الشوق إلى ان ترتمي في حضن أخيها، أمسك قاسم بكتفيها برفق ونظر في وجهها وهو يمازحها: ها لقد ازداد طولكِ قليلاً، وإذا به يلمح دمعة اللقاء في عينيها، فيمسحها بحنان، بينما الفتيات يتغامزن بعد هذا المشهد، ثم يعرج قاسم على والدته يقبل رأسها وكفيها، فتتهافت نساء العائلة للسلام على قاسم
🔺 ثم تتملق كل واحدة من الفتيات بطريقتها، وتتفنن في طريقة إلقاء التحية، وبينما كان قاسم يرحب في كل واحدة منهن، ويرد التحية عليهن بأدب واحترام، كانت عيناه تبحث عن أحدٍ ما، فجأة يمشي خطوات نحو زاوية السلالم، كانت آمال تقف جانباً تبدو خجلة وكأنها تريد ان تتوارى عن الأنظار، إلا أنّ قاسم لمحها من بعيد واقترب ليخصها بتحيته: كيف حالكِ يا آمال؟ هل أنتِ بخير؟✋
😳فارتجفت آمال، واحمرت وجنتيها، ولم تعرف بما تجيب، فأجابت بعفويتها: من أنا ؟
😄فابتسم قاسم: ها أنتِ كما أنتِ لم تتغيري، هههه، نعم أنتِ، وهل هناك آمال غيركِ هنا؟!
☺فابتسمت وأنزلت رأسها خجلاً وردت: شكراً لك قاسم، أنا بخير وحمداً لله على سلامتك.
🔷هنا قطعت هدوء الموقف كعادتها الخالة نرجس: هاااا ماذا تقصدون، أتنثرون النقود ولا أحصل على شيء مما أنثرتم، أين حلاوة الوصول، وإلا إنكم ستضيعونها عليّ"
يضحك الجميع ابتهاجا" وفرحاً، ويتجه قاسم إلى ديوانية الرجال بينما تعود النساء للإستعداد لتناول وجبة الغداء على شرف الدكتور قاسم.
😇كانت آمال في عالمٍ آخر، فهي لا تصدق ما حدث، بينما كنّ بنات العائلة يشتطنّ غضباً، فقد كانت وردة تقول متذمرة: نحن نتقرب منه ونرحب به، فيرد علينا من طرف أنفه، بينما هذه السمينة القبيحة، هو من يقترب منها، ويلاطفها ويمدحها، وعععع.
✵ترد عليها ندى: أعتقد أنه يشفق عليها، وهل تريدني أن أصدق أن مثل قاسم يهتم لأمر واحدة بمستوى آمال، وهو من رأى وعاشر في الغربة أجمل الجميلات، لاااا مستحيل.
✨آمال ما زالت تسرح في عالمها الجميل، وإذا بليلى مع بقية الفتيات يقتربنّ منها، بينما كانت ليلى تحمل في يدها وردة طبيعية، وتنتف بتلاتها واحدة تلو الأخرى، وترميها في وجه آمال استهزاءً بها وتقول: يحبني، لا يحبني، يحبني، لا يحبني، وااااهااااااهههههها .
إلى أين وصل بكِ خيالكِ ها ؟ اسمعي حبيبتي ، ليس معنى أنه خصك بالتحية، أن يكون معجبا" بكِ.
فتواصل وردة: معجب !! معجب بماذا مثلاً
😠✋فترفع آمال رأسها ومن ثم تقف من على الكرسي بغضب وتق ول: كفى، إلى هنا ويكفي تجريح.
➰في اليوم الثاني استيقظت آمال متأخرة قليلاً فقد كانت محاضرتها تبدأ عند العاشرة صباحاً، وما إن وصلت إلى ساحة الجامعة، حتى رأت مجموعة من زميلاتها وقد احتدم النقاش فيما بينهن،
❀ اقتربت آمال منهنّ: السلام عليكنّ، فيردنّ عليها السلام، ومن ثم تقترب بتول منها:
"آمال، هل عرفتِ بموضوع المسابقة الأدبية في الجامعة لقسم اللغة الإنجليزية؟"
❀ آمال: لا يا صديقتي، ما الأمر؟
❁فترد عليها بتول بحماس: إنها مسابقة من عدة أقسام، الآن تم نشر شروطها، أنصحكِ يا آمال بالمشاركة، أنت متميزة وذكية، وبصراحة الجائزة شيء على مستوى، فالحائز على المركز الأول سيحصل على كورس مجاني مكثف في الصيف في جامعة أكسفورد في لندن.
❀ آمال: حقاً، أممم لقد حمستني كثيراً يا بتول، يبدو أنني سأتوكل على الله وسأسجل اسمي، وحتى لو لم أفز لن أخسر شيئا.
📲في هذه الأثناء يرنّ هاتف آمال: ألو، أهلا زينب وعليكم السلام والرحمة، كيف حالكِ وكيف حال الخالة حياة، أنا بخير، أنتِ كيف هي أخباركِ وأخبار الجامعة، حياكِ الله عزيزتي، لا لا يوجد لديّ أي برنامج عصراً، تفضلي، سأكون في انتظارك عزيزتي.
🔺تنهي آمال محاضرتها الأولى مع وقت الصلاة تقريباً، فتتوجه مباشرة إلى مصلى الجامعة لأداء فريضتي الظهر والعصر، في المصلى تقف آمال إلى جنب فتاة من الطائفة السنية وتضع تربة الصلاة وتشرع في صلاتها، وما إن انتهت من فرض الظهر، حتى استدارت إليها الأخت وبادرتها بالسلام، فردت آمال عليها السلام بأحسن منه
🔹 وقالت: غفر الله لكِ أختاه، إسمي آمال وأدرس الأدب الإنجليزي.
🔺فردت عليها زميلتها : أما أنا فأسمي نوره من قسم إدارة الأعمال.
🔹آمال: تشرفت بمعرفتكِ.
🔺نوره: الشرف لي أختاه، أختي هل لي بسؤال؟
🔹آمال: بالطبع نوره على الرحب والسعة تفضلي.
🔺نوره: اعذريني، ولكن ثمة سؤال يحيرني، يبدو أنكِ من الطائفة الشيعية، ولقد تاكدت من هذا الأمر حين وجدتكِ تصلين على قطعة الحجر تلك.
🔹آمال: نعم أنا من الطائفة الشيعية، وقطعة الحجر تلك هي من تراب كربلاء.
🔺نوره: كربلاء؟! وهل هو سبب صلاتكم عليها؟
🔹تبسمت آمال في وجه نوره وقالت: سؤالكِ وجيه يا نوره، وشكراً لأنكِ سألتِ، وإليكِ الإجابة عزيزتي، واعذريني لأنني سأجيب حسب ما لديّ من معلومات.
🔺نوره:وأنا كلي آذان صاغية أخيتي.
🔹آمال: عزيزتي نوره، إننا نصلي على قطعة الحجر حسب تعبيركِ لأننا وحسب رأي علمائنا لا يجوز أن نصلي على ما يؤكل أو يلبس، ولذا فإن أفضل شيء للسجود هو التراب، لو عدتِ لسنة رسول الله ستجدينه يصلي على حفنة تراب.
➰وبعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء سبط رسول الله، وبعد أن سالت دماءه الطاهرة عليها، اتخذ شيعة محمد وآل محمد تراب كربلاء لقداسته مكانا" لسجودهم، ولكن لا يعني ذلك أن شرط السجود على هذا التراب، فيجوز كما قلت لكِ أن نسجد على أي شيء مما لا يؤكل أو يلبس.
🔺نوره: أها الآن فهمت، يعني الموضوع اختلاف فقهي بيننا وبينكم، لأنّ علمائنا يجوزون السجود على القماش، فنحن نسجد على السجادة، شكرا" لكِ أختي، تشرفت بمعرفتكِ، وأتمنى أن نجلس أكثر ونتطارح مثل هذه المواضيع.
🔹آمال: أنا أسعد منكِ حقيقة، وحاضرة إليكِ في أي وقت، ولديّ مجموعة من الكتب ستختصر عليكِ الكثير، و سأبدأ بإعطائكِ كتاب المراجعات للسيد عبد الحسين شرف الدين، كتاب رائع جداً سيجيب على الكثير من الأسئلة التي تدور في ذهنكِ.
🔺نوره: حقاً، رائع جداً، ولكن اممم كيف لي أن أتأكد أنّ الكتاب موضوعي في طرحه؟
🔹آمال: عزيزتي، الكتاب عبارة عن مطارحات بين عالم سني وعالم شيعي على هيئة مراسلات حقيقية، ولذا فإنكِ ستعيشين الدورين معاً، وستجدين ضالتكِ بإذن الله.
🔺نوره: لقد حمستني كثيراً لقرائته، شكراً لأنكِ منحتني من وقتكِ الثمين، وأعتذر لأنني أخرتكِ عن إكمال صلاتكِ.
😄ضحكت آمال وقالت: نعم صليت الظهر، وبقيت صلاة العصر، وأنت تعرفين أننا نجمع بين الصلاتين، فالجلسة القادمة يبدو أنها ستكون حول الجمع بين الصلاتين.
☺ضحكت نوره وطلبت رقم آمال للتواصل معها، فتبادلا الأرقام وودعتها.
📖أكملت آمال محاضراتها وعادت إلى البيت وإذا بمنتظر ينتظر وصولها ليتناولا وجبة الغذاء معاً، وحين اجتمعا بادرته آمال: آه لقد نسيت أن أخبرك أن زينب ابنة الخالة حياة ستزورني اليوم.
😳وإذا بمنتظر يرتبك، ويتعلثم، وينزلق كوب الماء من يديه، فتتبسم آمال وتنظر إليه بنظرة جانبية:
❀ منتظر، ما بك، لم كل هذا الإرتباك، أمممم ما الخبر أخي هاااا .
وتبدأ في الضحك
● منتظر: أنا لست مرتبكاً ولا هم يحزنون، أنتِ تتوهمين.
😄آمال: لا بأس أتوهم، المهم سأنهي غدائي بسرعة، لأنها على وصول في أي وقت.
🍴 تنهي وجبتها، وتقترب من منتظر شيئاً فشيئاً وهي تمازحه وتردد إحدى القصائد الحسينية التي تحفظها: خذني وياك أريد أبقى وياك، غربة هالدنيا غربة بلا أياك.
😤فينقض منتظر عليها ليضربها مزاحاً، فتحاول الهروب ركضاً عبر السلالم متجهة إلى غرفته
♻يتبع...
تعليق