إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور المنتدى(محمدٌ النور والهدى)552

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محور المنتدى(محمدٌ النور والهدى)552









    • تاريخ التسجيل: 23-05-2010
    • المشاركات: 2486


    #1
    صور رائعة لرحمته العظيمة صلى الله عليه وآله وسلم:

    يوم أمس, 10:18 PM


    بسم الله الرحمن الرحيم







    عن الإمام الحسن الزكي سلام الله عليه عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله، قال:

    «كان دائم البشر – يعني مبتسم، غالبًا مبتسم سهل الخلق لين الجانب...» يعني تستطيع بسرعة أن تأتلف معاه، بعض الناس تحتاج شهر حتى ينكسر حاجز الجليد، يالله ، ويوجد واحد من خلال خمس دقائق تشعر بأنه إنسان أليف حسن المعشر، هكذا كان النبي «لين الجانب سهل الخلق...» يعني سريعًا ما يؤلف.

    وقد ورد عنه صلى الله عليه وآله: «أفاضلكم أحاسنكم أخلاقًا الموطؤون أكنافًا الذي يألفون ويؤلفون» هكذا كان النبي، «دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا بصخاب ولا بفحاش ولا بعياب...» يعني ما في ألفاظه ذكر عيوب الآخرين، ما في ألفاظه فحش، ما في ألفاظه بذاءة، «ليس بصخاب ولا فحاش ولا عياب، وقد ترك من نفسه ثلاث...» ثلاث يلتزم بها إذا جلس، «المراء» يتركه فلا يأتي بمراء، لا يراوغ ولا يلف ويدور، صادق في كلامه، «الإكثار» لا يثرثر حديث، يتكلم فيما يعنيه، «وما لا يعنيه» الشيء الذي لا يعنيه لا يتحدث فيه.

    «وقد ترك من الناس ثلاث» أمور ثلاثة تركها في حديثه مع الناس، «لا يعيب أحدًا ولا يعيره» حتى إذا فعل عيب لا يعيره أمام الناس، «لا يعيب أحدًا ولا يعيره» وإن فعل عيبًا، «ولا يتتبع عثرة أحد ولا عورته» ما يسأل فلان وش سوى، وش فعل، ما يتتبع، «ولا يتحدث إلا فيما يرجى ثوابه» يعني إذا يتحدث عن إنسان يتحدث بالمقدار الذي ينفع ذلك الإنسان، «ولا يتحدث إلا فيما يرجى ثوابه، دمث الخلق لا بالمهين ولا بالجاف» كان سهلاً، وهذا الذي تحدث عنه القرآن الكريم: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} وقال القرآن الكريم: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.

    الرسول الأعظم محمد -صلى الله عليه وآله- كانت رحمته حتى لأعدائه، حتى لمناوئيه، المدينة كانت مجتمع فيه يهود، فيه مسيح، فيه مسلمين، وهذه سمة الدولة الإسلامية، الدولة الإسلامية كل الديانات فيها، كل ديانة تأخذ قسطها من حرية العبادة، جميع الديانات تأخذ قسطتها وحريتها من العبادة ضمن إطار الدولة الإسلامية، كان هناك يهود، كان هناك مسيح، كان هناك مسلمين، كل بحريته الدينية ضمن عقد، عقد ميثاق بين هذه الديانات كلها.

    كان أحد اليهود يؤذيه فيرمي القمامة في طريقه، النبي فقد هذا اليهودي يومًا من الأيام فسأل عنه فقالوا إنه مريض، فزاره النبي في بيته وعاده من مرضه، فلما رأى ذلك اليهودي انكب على يديه يقبلها وقال: « الله أعلم حيث يجعل رسالته فيك يا محمد».



    هذا القائد المحنك، القائد المحنك دائمًا عنده أمل التغيير، أمل التجديد، أم الانطلاق، لا يصيبه اليأس ولا يصيبه الانخذال، «إني لأرجو أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا».

    كان منصفًا للجميع، أقبل له أعرابي وكانت أيام شتاء، الرسول لابس بردة غليظة، شدها الأعرابي على عنق النبي وجرها وقال: يا محمد! أعطني من مال الله فإنه ليس مالك ولا مال أبيك، التفت إليه، قال: «يا أعرابي، أنا أعطيك، ولكن من الذي يقود منك ما فعلت بي؟» يعني من الذي يقتص منك ما فعلت بي؟ قال: لا أحد، قال: «لِمَ؟»، قال: لأنك لا تقابل السيئة بالسيئة وإنما تقابل السيئة بالحسنة {إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، فابتسم رسول الله صلى الله عليه وآله.



    ************************************

    ***********************
    *****************


    أعظم الله لكم الأجر بذكرى وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله​



    مَنْ ذا نُعزِّي وفيكَ الكلُّ قَدْ رُزِئَ ؟!
    يا أوَّلاً كنتَ للإيجادِ مُبْتَدَأَ

    يا سِرَّ "إِقْرَأْ" ألا ليتَ السَّمَّاءَ هَوَتْ
    ونَصُّ نعْيِكَ فوقَ العَرشِ ما قُرِأَ

    "طٰهَ" ، وصَكَّ عليكَ الذِّكرُ جَبْهَتَهُ
    يُصغي إلى نبأٍ عزَّى بهِ "النبَأَ"

    رحلتَ فالكونُ ما انفكتْ نوادِبُهُ
    تبكي وراثيكَ بالإعوالِ ما برِئَ...​


    نعود والعود محمدي حسيني بختام شهر الاحزان والمصائب


    لنكون مع محور ولائي عزائي مع ابي القاسم محمد المصطفى خير خلق الله من الاولين والاخرين ..

    فكونوا معنا ...





















    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	12313770_545293975635438_3089754747601292302_n.jpg 
مشاهدات:	343 
الحجم:	24.4 كيلوبايت 
الهوية:	989384




    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	15230616_228197230938180_2133430020851752737_n.jpg 
مشاهدات:	339 
الحجم:	38.0 كيلوبايت 
الهوية:	989385



    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	12347575_1687328288148535_4863859175173680341_n.jpg 
مشاهدات:	340 
الحجم:	82.9 كيلوبايت 
الهوية:	989386



  • #2
    الصورة الثانية: كيف كانت علاقته مع الله؟
    هنا يتحدث الإمام الحسن الزكي سلام الله عليه عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله، يقول: «كان متواصل الأحزان – ضحكه قليل، فرحه قليل – دائم الفكر طويل الصمت لا يتكلم في غير حاجة، وكان إذا تكلم جمع جوامع الكلم فلا يقول إلا فصلا لا فضول فيه ولا تقصير، كان إذا جلس على مصلاه يبكي كثيرًا حتى يبتل مصلاه بالدموع من غير جرم، وكان يبكي حتى يغشى عليه فقيل له: يا رسول الله لماذا هذا البكاء وقد غفر الله لك ذنبك ما تقدم منه وما تأخر؟ فيبكي ويقول: أفلا أكون عبدًا شكورًا؟» هذا هو محمد -صلى الله عليه وآله-، سيد الخلق يعلمنا على مبدأين :
    1- مبدأ الخلوة.
    2- ومبدأ المحاسبة.

    الأول : - نحن مقصرون في هذين المبدأين- ، كل إنسان منا يحتاج على خلوة، أن يخلو مع نفسه، ليس كل الوقت مع زوجتي وأولادي وتجارتي وأسهمي وأعمالي، لا، الوقت يضيع، العمر قصير، الموت آتٍ لا محالة، أنا أحتاج كل يوم إلى أن أخصص وقتًا لي يسمى الخلوة، أن أخلو بنفسي، أن أفكر بعيوبي، أن أفكر في أخطائي، أن أفكر في مصيري، أن أفكر في نهايتي، الخلوة مع النفس مبدأ محمدي ضروري لتربية كل إنسان.

    الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه وقف على أهل السوق ورآهم مشغولين -تعرف الناس في السوق مشغولين بالدنيا والتجارة-، لما رآهم بكى، قال: «يا أهل السوق، يا عبيد الدنيا، إذا كنتم في النهار تحلفون وبالليل تنامون وما بين ذلك أنتم غافلون فمتى تهيئون الزاد وتفكرون في المعاد؟!»، إذًا مبدأ الخلوة ضروري.

    والمبدأ الثاني -مبدأ محاسبة النفس- : قال النبي محمد -صلى الله عليه وآله-: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا»، مراقبة النفس ومحاسبة النفس كما يقول علماء العرفان: عليك بالمحاسبة والمراقبة والمعاتبة والمحاربة والمجاذبة، هناك طرق لتربية هذه النفس، محاسبة النفس.
    إذن النبي صلى الله عليه وآله يؤكد على مبدأين: مبدأ الخلوة، ومبدأ محاسبة النفس.

    نأتي إلى الصورة الثالثة: علاقته بأهل بيته.
    هنا يتحدث الحسين بن علي عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله، يقول: «إذا دخل بيته جزَّأ وقته ثلاثة أجزاء: فجزء لله، وجزء لأهله، وجزء لنفسه، وجزَّأ جزءه الذي لنفسه إلى جزأين: فأدرج الناس في جزئه، وكان لا يؤثر العامة على الخاصة»، جزء لله وجزء لأهله، ورد عنه صلى الله عليه وآله: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله»، «أحب من دنياكم ثلاث: الطيب، والنساء، وقرة عيني الصلاة».

    كان يهتم بأهله، كثير منا يعرض عن أهله، كثير منا لا يهتم بشؤون أهله، كثير منا قد يعتدي على زوجته بالظلم، بالكلام النابي، بالأعمال المشينة، كل ذلك بعدي عن سيرة النبي صلى الله عليه وآله، «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله».

    وجزء لله، لابد أن تعلم البيت الذي أنت فيه أن هناك نافلة، أنت لابد أن يراك أبناؤك تصلي النافلة، لابد أن يراك أبناؤك تقرأ القرآن، لابد أن يراك أبناؤك تحيي المناسبات الدينية داخل بيتك، تزور الحسين أيام زيارة الحسين، تزور النبي أيام زيارة النبي، إذا رآك أبناؤك داخل المنزل تعنى بالدين وبالمبادئ ترسخت هذه المبادئ في نفوس أبنائك، جزءًا لله داخل المنزل، وجزءًا لأهله، وجزءًا لنفسه.


    zz0.1v0r5slpi32zz

    تعليق


    • #3
      صدى المهدي صدى المهدي
      خادمة اهل البيت











      • تاريخ التسجيل: 13-11-2013
      • المشاركات: 23428


      #1
      ذكرى فقدان الانسانية لرسولها الأعظم صلى الله عليه وآله

      05-10-2021, 08:09 AM






      بسم الله الرحمن الرحيم
      بعد ان تحقق الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله من دنو أجله قدَّم الذكرَ به لأمته، فجعل يقوم مقاماً بعد مقام في المسلمين يحذِّرهم الفتنة بعده والخلاف عليه ويؤكد وصايتهم بالتمسك بسنته والاجماع عليها والوفاق، ويحثَّهم على الاقتداء بعترته والطاعة لهم والنصرة والحراسة والاعتصام بهم في الدين ويزجرهم عن الخلاف والارتداد.
      وكان فيما ذكره من ذلك ما جاءت به الرواة من الاتفاق والاجتماع من قوله صلى الله عليه وآله: «ايها الناس أني فرطكم وانتم واردون عليَّ الحوض، ألا وأنّي سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فانّ اللطيف الخبير نبأني أنّهما لن يفترقا حتى يلقاني وسألت ربّي ذلك فأعطانيه.
      ألا وانّي قد تركتهما فيكم، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ولا تسبقوهم فتفرقوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ولا تعلَّموهم فانهم اعلم منكم.
      ايها الناس لا ألفينكم بعدي ترجعون كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض فتلقوني في كتيبةٍ كبحر السيل الجرَّار الا وانّ عليّ بن أبي طالب أخي ووصيي يقاتل بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله»، وكان صلى الله عليه وآله يقوم مجلساً بعد مجلس بمثل هذا الكلام ونحوه.

      سرية أسامة:
      ثم أنّه عقد لأسامة بن زيد بن حارثة الإمرة وأمره وندبة أن يخرج بجمهور الأمة إلى حيث أصيب أبوه من بلاد الروم واجتمع رأيه صلى الله عليه وآله على اخراج جماعة من مقدمي المهاجرين والانصار في معسكره حتى لا يبقى في المدينة عند وفاته من يختلف في الرئاسة ويطمع في التقدم على الناس بالامارة ويستتب الامر لمن استخلفه من بعده ولا ينازعه في حقه منازع.
      فعقد له الامرة على ما ذكرناه.
      وجدَّ صلى الله عليه وآله في اخراجهم وأمر أسامة بالبروز عن المدينة بمعسكره الى الجرف وحث الناس على الخروج اليه والمسير معه وحذّرهم من التلوّم والابطاء عنه.

      قرب الأجل:
      فبينما هو في ذلك اذ عرضت له الشكاة التي توفي فيها، فلما أحسَّ بالمرض الذي عراه أخذ بيد عليّ عليه السلام واتبعه جماعة من الناس وتوجه الى البقيع، فقال لمن اتبعه: أنّي قد أمرت بالاستغفار لأهل البقيع فانطلقوا معه حتى وقف بين أظهرهم وقال: «السلام عليكم يا أهل القبور ليهنئكم ما أصبحتم فيه، مما فيه الناس، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع أولها آخرها».
      ثم استغفر لأهل البقيع طويلاً وأقبل على أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: انّ جبرئيل عليه السلام كان يعرض عليّ القرآن كل سنة مرّة وقد عرضه عليّ العام مرتين ولا أراه الّا لحضور أجلي.

      وصايا نبوية:
      ثم قال: «ياعلي انّي خيرت بين خزاين الدنيا والخلود فيها أو الجنة فاخترت لقاء ربي والجنة».
      فاذا أنا متّ فاغسلني واستر عورتي فانّه لا يراها أحدٌ الّا أكمه، ثم عاد الى منزله فمكث ثلاثة ايام موعوكاً، ثم خرج الى المسجد معصوب الرأس معتمداً على أمير المؤمنين عليه السلام بيمنى يديه، وعلى الفضل بن العباس باليد الاخرى حتى صعد المنبر فجلس عليه، ثم قال: «معاشر الناس قد حان مني خفوق من بين أظهركم فمن كان له عندي عدة فليأتني أعطه أياها ومن كان له عليّ دين فليخبرني به.
      معاشر الناس ليس بين الله، وبين أحدٍ شيء يعطيه به خيراً أويصرف عنه به شراً الا العمل، ايها الناس لا يدَّعي مدَّع ولا يتمنى متمن والذي بعثني بالحق نبياً لا ينجّي الا عمل مع رحمةٍ ولو عصيت لهويت. اللهم هل بلّغت؟» ثم نزل فصلّى بالناس صلاة خفيفة ودخل بيته وكان اذ ذاك في بيت أم سلمة رضي الله عنها فأقام به يوماً أو يومين.

      تنافس على الدنيا:
      فجاءت عائشة اليها تسألها أن تنقله الى بيتها لتتولى تعليله وسالت أزواج النبي صلى الله عليه وآله في ذلك فأذن لها فانتقل صلى الله عليه وآله الى البيت الذي أسكنه عائشة واستمر المرض فيه أياماً وثقل.
      فجاء بلال عند صلاة الصبح ورسول الله صلى الله عليه وآله مغمور بالمرض، فنادى: الصلاة يرحمكم الله فأوذن رسول الله بندائه، فقال: يصلي بالناس بعضهم فانّي مشغول بنفسي، فقالت عائشة: مروا أبا بكر! وقالت حفصة: مروا عمراً! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله حين سمع كلامهما ورأى حرص كل واحدة منهما على التنويه بابيها وإفتتانهما بذلك ورسول الله صلى الله عليه وآله حيّ: اكفُفن فانكنّ كصويحبات يوسف.
      ثم قام صلى الله عليه وآله مبادراً خوفاً من تقدم أحد الرجلين وقد كان أمرهما بالخروج مع أسامة ولم يك عنده انهما قد تخلّفا، فلمّا سمع من عائشة وحفصة ما سمع علم انهما متأخران عن أمره! فبدر لكف الفتنة وازالة الشبهة فقام صلى الله عليه وآله انّه لا يستقل على الارض من الضعف، فأخذ بيده عليّ بن ابي طالب عليه السلام والفضل بن العباس فاعتمد عليهما ورجلاه تخطان الارض من الضعف.
      فلمّا خرج الى المسجد وجد أبابكر قد سبق الى المحراب فأومأ اليه بيده أن تأخر عنه فتأخر أبو بكر وقام رسول الله صلى الله عليه وآله مقامه فكبّر وابتدأ الصلاة التي كان قد ابتدأها أبو بكر ولم يبن على مامضى من فعاله.

      كتاب النبي:
      فلما سلم انصرف الى منزله واستدعى ابابكر وعمر وجماعة ممن حضر بالمسجد من المسلمين ثم قال: ألم آمركم أن تنفذوا جيش أسامة؟ فقالوا: بلى يارسول الله، قال: فلم تأخرتم عن أمري؟ قال أبو بكر: انّي كنت خرجت ثم رجعت لأجدد بك عهداً وقال عمر: يارسول اله انّي لم اخرج لانني لم أحب أن أسأل عنك الركب، فقال النبي صلى الله عليه وآله: نفّذوا جيش أسامة، نفذوا جيش أسامة، يكررها ثلاث مرات، ثم أغمى عليه من التعب الذي لحقه والأسف الذي ملكه فمكث هنيئة مغمى عليه وبكى المسلمون وارتفع النحيب من أزواجه وولده ونساء المسلمين وجميع من حضر من المسلمين.

      كتفٌ ودواة:
      فأفاق رسول الله صلى الله عليه وآله فنظر اليهم ثم قال:
      ائتوني بدواة وكتف لأكتب اليكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداّ ثم أغمى عليه، فقام بعض من حضر يلتمس دواة وكتفاً فقال له عمر: ارجع فانّه يهجر!!
      فرجع وندم من حضر على ماكان منهم من التضجيع (أي التقصير) في احضار الدواة والكتف وتلاوموا بينهم وقالوا: انّا الله وانّا اليه راجعون، لقد أشفقنا من خلاف رسول الله صلى الله عليه وآله.
      فلمّا أفاق قال بعضهم: ألا نأتيك بدواة وكتف يا رسول الله؟ فقال: أبعد الذي قلتم، لا ولكنّي أوصيكم بأهل بيتي خيراً وأعرض بوجهه عن القوم فنهضوا وبقي عنده العباس والفضل بن العباس وعلي بن ابى طالب عليه السلام وأهل بيته خاصة، فقال له العباس: يا رسول الله ان يكن هذا الامر فينا مستقراً من بعدك فبشرنا وان كنت تعلم انا نغلب عليه فاقض بنا، فقال: انتم المستضعفون من بعدي وأصمت فنهض القوم وهم يبكون قد يئسوا من النبي صلى الله عليه وآله.

      علي والعباس:
      فلمّا خرجوا من عنده، قال صلى الله عليه وآله: ردّوا عليّ أخي وعمّي فانفذوا من دعاهما فحضرا فلمّا استقرّ بهما المجلس قال صلى الله عليه وآله: يا عمّ رسول الله تقبل وصيتي وتنجز عدتي وتقضي ديني؟ فقال العباس: يارسول الله عمّك شيخ كبير ذو عيال كثير وانت تباري الريح سخاءً وكرماً وعليك وعد لا ينهض به عمّك.
      فأقبل على عليّ بن ابي طالب عليه السلام فقال: يا أخي تقبل وصيتي وتنجز وتقضي عنّي ديني وتقوم بأمر أهلي من بعدي؟ فقال: نعم يا رسول الله، فقال: ادن منّي، فدنا فضمّه اليه ثم نزع خاتمه من يده، فقال: له: خذ هذا فضعه في يدك ودعا بسيفه ودرعه وجميع لامته فدفع ذلك اليه والتمس عصابة كان يشدها على بطنه اذا لبس سلاحه وخرج الى الحرب، فجيء بها اليه فدفعها الى أمير المؤمنين عليه السلام، وقال له: امض على اسم الله تعالى الى منزلك.

      الرسول يفتقد علياً:
      فلمّا كان من الغد حجب الناس عنه وثقل في موضعه وكان أمير المؤمنين عليه السلام لا يفارقه الا لضرورة فقام في بعض شؤونه فأفاق رسول الله صلى الله عليه وآله افاقة، فافتقد علياً عليه السلام فقال وأزواجه حوله: ادعوا لي أخي وصاحبي وعاوده الضعف فأصمت.
      فقالت عائشة: ادعو له ابابكر! فدعي، فدخل عليه وقعد عند رأسه فلمّا فتح عينه نظر اليه فأعرض عنه بوجهه فقام أبو بكر فقال: لو كان له اليّ حاجة لأفضى بها اليّ فلمّا خرج أعاد رسول الله القول ثانية وقال: ادعو لي أخي وصاحبي، فقالت حفصه ادعوا له عمراً، فدعي فلمّا حضر ورأه رسول الله أعرض عنه فانصرف، ثم قال: ادعو لي أخي وصاحبي فقالت ام سلمة رضي الله عنها: ادعو له عليّاً فانّه لا يريد غيره فدعي أمير المؤمنين عليه السلام.
      فلمّا دنا منه أومأ اليه فأكبّ عليه فناجاه رسول الله عليه وآله طويلاً ثم قام فجلس ناحية حتى اغفى رسول الله عليه وآله فلمّا اغفى خرج فقال له الناس: ما الذي أوعز إليك يا ابا الحسن؟ فقال: علّمني الف باب من العلم فتح لي كل باب الف باب، وأوصاني بما أنا قائم به ان شاء الله تعالى.

      الساعة الأخيرة:
      ثم ثقل صلى الله عليه وآله وحضره الموت وأمير المؤمنين عليه السلام حاضر عنده فلمّا قرب خروج نفسه قال له: ضع يا علي رأسي في حجرك فقد جاء امر الله تعالى، فاذا فاضت نفسي فتناولها بيدك وامسح بها وجهك ثم وجّهني الى القبلة وتولّ امري وصلّ عليّ أول الناس ولاتفارقني حتى تواريني في رمسي واستعن بالله تعالى.

      فاطمة تبكي:
      فأخذ عليّ عليه السلام رأسه فوضعه في حجره فأغمي عليه فأكبت فاطمة عليها السلام تنظر في وجهه وتندبه وتبكي وتقول:
      وأبيض يستقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل
      ففتح رسول الله صلى عليه وآله عينه وقال بصوت ضئيل: يا بنية هذا قول عمك ابي طالب لا تقوليه ولكن قولي:
      (وَمَا مُحمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ) آل عمران الاية 144.
      فبكت طويلاً فأومأ اليها بالدنوّ منه فدنت منه فأسرّ اليها شيئاً تهلل وجهها له، ثم قبض صلى الله عليه وآله ويد أمير المؤمنين عليه السلام اليمني تحت حنكه ففاضت نفسه فيها ترفعها الى وجهه فمسحه بها ثم وجّهه وغمّضه ومد عليه أزاره واشتغل بالنظر في أمره.


      بشارة لفاطمة:
      فجاءت الرواية انّه قيل لفاطمة عليها السلام ما الذي أسرّ إليك رسول الله صلى الله عليه وآله فسرى عنك به ما كنت عليه من الحزن والقلق بوفاته؟ قالت: انّه أخبرني انني أول أهل بيته لحوقاً به، وانّه لن تطول المدة بي بعده حتى أدركه فسرى ذلك عنّي، فلمّا أراد أمير المؤمنين عليه السلام غسله استدعا الفضل بن العباس فأمره أن يناوله الماء لغسله بعد ان عصبت عينه ثم شقّ قميصه من قبل جيبه حتى بلغ الى سرته وتولىّ غسله وتحنيطه وتكفينه والفضل يعاطيه الماء ويعينه عليه فلمّا فرغ من غسله وتجهيزه تقدم فصلّى عليه وحده لم يشركه معه أحد في الصلاة عليه.

      المسلمون يصلون على النبي:
      وكان المسلمون في المسجد يخوضون فيمن يؤمهم في الصلاة عليه وأين يدفن، فخرج اليهم أمير المؤمنين عليه السلام وقال لهم: انّ رسول الله صلى الله عليه وآله امامنا حيّاً وميّتاً فليدخل عليه فوجاً بعد فوج منكم فيصلون عليه بغير امام وينصرفون وانّ الله لم يقبض نبياً في مكان الّا وقد ارتضاه لرمسه فيه واني لدافنه في حجرته التي قبض فيها، فسلم القوم لذلك ورضوا به.

      المثوى الأخير:
      ولمّا صلّى المسلمون عليه أنفذ العباس بن عبد المطلب برجل الى ابي عبيدة بن الجراح وكان يحفر لأهل مكة ويضرع وكان ذلك عادة أهل مكة وأنفذ الى زيد بن سهل وكان يحفر لأهل المدينة ويلحد، فاستدعاهما وقال: اللهم خر لنبيّك فوجد أبو طلحة زيد بن سهل وقال له: احفر لرسول الله صلى الله عليه وآله فحفر له لحداً ودخل أمير المؤمنين عليه السلام والعباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس وأسامه بن زيد، ليتولوا دفن رسول الله صلى الله عليه وآله.

      الأنصار ومواراة الرسول:
      فنادت الانصار من وراء البيت يا علي انا نذكرك الله وحقنا اليوم من رسول الله صلى الله عليه وآله أن يذهب، أدخل منّا رجلاً يكون لنا به حظ من مواراة رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ليدخل أوس بن خولي وكان بدرياً فاضلاً من بني عوف من الخزرج.
      فلما دخل قال له عليّ عليه السلام: انزل القبر فنزل ووضع أمير المؤمنين رسول الله على يديه وأدلاه في حفرته فلمّا حصل في الارض قال له: أخرج فخرج ونزل عليّ عليه السلام القبر فكشف عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله ووضع خدّه على الارض موجهاً الى القبلة على يمينه ثم وضع عليه اللبن وأهال عليه التراب.







      الملفات المرفقة

      تعليق


      • #4
        عطر الولايه عطر الولايه
        عضو ماسي











        • تاريخ التسجيل: 20-09-2010
        • المشاركات: 8108


        #1
        محمد (صلى الله عليه وآله) الرسول والقدوة

        10-10-2020, 10:38 AM


        بسم الله الرحمن الرحيم
        اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
        وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
        وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
        السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


        قال الله تعالى: ﴿أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾1


        وقال تعالى:
        ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾2

        تعرّض القرآن الكريم في كثير من آياته لموضوع الاقتداء والتأسّي الذي يعني أن يتخذ الإنسان ما يراه نموذجاً يحتذى به، ليسير بهدف أن يقترب منه، أو يصل إليه، أو يصير مثله.

        ومسألة الاقتداء أساسية في حياة الإنسان منذ طفولته، فالصغير يبدأ منذ شهوره الأولى بمحاكاة أفعال الآخرين وتقليدهم فيها. ثم بعد ذلك يتخذ ابويه قدوة له في حياته، إلى أن يصبح في عمر يحاول أن يعبِّر عن استقلاليته، باحثاً عن تقدير الآخرين له. فإذا به قد يجد نفسه مقتدياً بشخص يتبعه ويقتدي به وقد يكون قائداً أساسياً أو دينياً أو شخصية رياضية أو فنية وهنا تكون الخطورة في مستقبل هذا الإنسان حينما يسير في طريق الاقتداء دون وعي ونضوج، مما يؤثّر الأثر الكبير على مصيره في الدنيا والآخرة.


        بناءً على ما تقدّم تعرّض القرآن الكريم لنقاط أساسية في موضوع الاقتداء هي:

        أ-معيار الاقتداء
        أوضح القرآن الكريم أن معيار الاقتداء يرتبط بالهداية، قال تعالى:"
        بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ "3

        قال تعالى:
        ﴿وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ﴾4.

        ومن الواضح أن الهداية هي الإرشاد إلى ما يراه الإنسان كمالاً، على قاعدة أن الإنسان مفطور على الانشداد نحو الكمال، من هنا أورد القرآن في حوار الله تعالى مع هؤلاء الذي اقتدوا بآبائهم وعلى آثارهم مسألة الهداية إلى الأكمل فحاورهم حول الأهدى إلى كمال الإنسان بقوله عز وجل : ﴿ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ﴾5.

        إذاً بيّن القرآن الكريم أن معيار الهداية هو الأهدى إلى الكمال.

        ب-أنواع الاقتداء
        إنّ القدوة في حياة الإنسان قد تكون:
        1-موقفاً فكرياً كتكفير الآخرين، والتعصب في المعتقد.
        2-سلوكاً فردياً، كالزيّ، كقصّة الشعر والاستهلاك shopping
        3-نمطاً اجتماعياً كالتظاهرات الاحتجاجية.
        4-إنساناً مميزاً، كالعالم، والقائد، والمقاوم، والرياضي المتألّق، والفنّان.

        كل ذلك بحسب ما يعتقد الإنسان من كمالات قد تكون حقيقة وقد تكون موهومة.

        من هنا حينما عرض القرآن الكريم موضوع القدوة لم يقتصر على الإنسان بل تعدّاه للموقف الفكري والسلوكي، وهذا ما نلاحظه فيما مرّ من آيات كما نلاحظه في الآيتين الآتيتين:
        • قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ﴾6.
        • وقال تعالى:
        ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ﴾7.

        فهاتان الآيتان تعرضان القدوة في الإنسان الرسول. وهي قدوة عامة في الفكر والسلوك، إلا أن مورد الآية الأولى هو الموقف الجهادي لرسول الله (ص) فالآية واقعة بين آيات سورة الأحزاب الجهادية
        ﴿يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِن يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُم مَّا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيماً﴾.

        والآية الثانية تتحدث عن التأسّي والاقتداء بالموقف الفكري العقائدي لنبي الله ابراهيم (ع) والاقتداء في هاتين الآيتين هو على قاعدة الهداية التي تعبّر عن معيار الاقتدء، من هنا قال تعالى: ﴿أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾8

        أولوية الاقتداء
        في إطار إرشاد القرآن الكريم أنَّ الاقتداء إنما هو باعتبار الهداية إلى كمال يراه الإنسان، بغضّ النظر عن واقعية ذلك، قال تعالى: ﴿لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾9.

        والسوء مصدر ساء يسوء، والسوء إسم المصدر، وهنا الآية تشير إلى أن المثل مثلان، مثل سوء وقبح، مثل حسن ومثل السوء، والقبح يمثّل الانحراف في الاقتداء، بينما مثل الحسن يمثّل التكامل فيه.


        ومن الآية إشارتان لطيفتان:
        الأولى: إنّ التكامل الإنساني في اقتداء الإنسان لا بدّ أن ينطلق من الإيمان بالآخرة، أي من الإيمان بوسع الحياة التي لا تقتصر على الدنيا، فكمال الإنسان هو ما يُلاحظ فيه الدنيا والآخرة، وعليه فالقدوة لا بدّ فيها من ملاحظة الدارين.
        الثانية: إنّ مثل الحسن والاقتداء والتكامل هو الذي يقرّب نحو الله تعالى الذي هو الكمال المطلق (ولله المثل الأعلى). فكلّما كانت الفكرة والسلوك أقرب إلى الله تعالى كلمّا كان الاقتداء هو الأولى للإنسان.

        القدوة الأولى
        بناءً على صفات القدوة الأولى عرض الله تعالى مقارنة بين الإنسان والجماد مقدّماً الإنسان في قابلية التكامل، قال تعالى:
        ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولً﴾10

        بعد أن تميّز الإنسان عن الجماد أراد الله تعالى أن يميّزه عن الملائكة لكثرة عبادته وأمرهم بالسجود للإنسان الأول لأنه يحمل فيه القدوة الأولى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ﴾.

        هذه الأسماء هي سرّ السجود لآدم، وسرّ تفضيل الإنسان على الملائكة والجن والإنس والجماد.

        وهذه الأسماء هي الأقرب إلى الله تعالى، والأعلى كمالاً بين عالم الخلق، فهي محلُّ الاقتداء الأول إنساناً وفكراً وسلوكاً.

        وحينما أراد الله تعالى أن تُعرف الأسماء، وبالتالي يُعرف القدوة الأولى في عالم الخلق أمر آدم أن ينبئ بالأسماء، فإذا بآدم ينطق بأول الأسماء الأرفع كمالاً والأقرب لله مرتبة فإذا هو اسم محمد (ص).

        من هنا كان محمد (ص) هو القدوة في كلّ كمال، وكلُّه كمال.

        -فهو القدوة في الإسم فاسم محمد (ص) أجمل وأفضل الأسماء.

        -هو القدوة في الفكر، ففكر محمد (ص) هو الحقيقة الكاملة الثابتة.

        -وهو القدوة في التشريع، فسنّته مع كتاب الله هي قاعدة كمال الإنسان.

        -وهو القدوة في العبادة التي نشهد له بها قبل الرسوليّة في كلّ صلاة بقولنا فيها: أشهد أن محمّداً عبده ورسوله" فهو الذي عبد الله عبادة عاتبه ربه بقوله:
        ﴿ طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ﴾11.

        -وهو القدوة في الخُلُق الذي شهد الله له بقوله
        : ﴿وإنك لعلى خُلق عظيم﴾12.

        روي أن يهودياً جاء إلى بلال الحبشي طالباً: أخبرني عن أخلاق رسولكم"، فدلّه على السيدة فاطمة (ع) فطلب منها ذلك، فدلّته على أمير المؤمنين (ع) الذي سأل اليهودي: صف لي متاع هذه الدنيا حتى أصف لك أخلاقه. فقال الرجل: هذا لا يتيسر لي، فقال الإمام علي (ع): عجزت عن وصف متاع الدنيا، وقد شهد الله على قلَّته حيث قال: "قل متاع الدنيا قليل"13، فكيف أصف أخلاق النبي (ص) وقد شهد الله تعالى بأنه عظيم حيث قال: "وإنك لعلى خُلق عظيم"14.

        وهو قدوة في كلّ تفاصيل حياته زوجا وأباً ورحماً ومصاحباً وقائداً ومجاهداً وعاملاً وهادياً.


        فسلام الله تعالى وصلواته الدائمات على محمد وآله الطاهرين.







        الملفات المرفقة

        تعليق


        • #5
          خادمة ام أبيها خادمة ام أبيها
          عضو ماسي











          • تاريخ التسجيل: 23-05-2015
          • المشاركات: 8905


          #1
          قصص من اخلاق الرسول

          20-12-2015, 11:25 PM


          قال رسول الله


          (ص) :






          أنا أديب الله, أمرني بالسخاء والبر ونهاني عن البخل والجفاء وما شيء أبغض إلى الله عز وجل
          من البخل وسوء الخلق ... وأنه ليفسد العمل كما يفسد الطين العسل




          ولقد كانت الأخلاق الكريمة مجسدة في أعماله ومواقفه وعلاقاته فإذا بكل خطوة يخطوها تعبر عن مفردة من مفردات الخلق الرفيع
          مما يجعله الشاهد على من عاصره ومن يأتي بعده يوم القيامة , ألم يقل عنه ربنا في محكم آياته
          (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا )




          وإليكم بعض المواقف عن أخلاق رسول الله(ص) في صورة مواقف له هنا وهناك .




          * التعاون مع الصديق
          يقول حذيفة بن اليمان : ذهبت مع رسول الله(ص) إلى بئر وأردنا أن نغتسل ولكن لم يكن عندنا ساتر ,
          فأخذت له الثوب فسترته حتى اغتسل وحينما أكمل أخذ لي الثوب فأبيت وقلت :
          " بأبي أنت وأمي يارسول الله أنت رسول الله"
          ولكنه أبى إلا أن يفعل ثم قال (ص)
          "ما اصطحب اثنان قط إلا وكان أحبهما إلى الله أرفقهما بصاحبه"




          * حسن العهد
          روي : أن عجوزا دخلت على النبي (ص) فألطفها فلما خرجت سألته عائشة عنها فقال (ص):
          " إنها كانت تأتينا في زمن خديجة , وإن حسن العهد من الإيمان"




          * الوفاء بالوعد
          عن أبي الحمساء قال : "بايعت النبي (ص) قبل أن يبعث فواعدنيه مكانا فنسيته يومي والغد فأتيته اليوم الثالث ,
          فقال (ص) "يا فتى لقد شققت علي أنا ها هنا منذ ثلاثة أيام "
          وعن أبي عبد الله
          "إن رسول الله(ص) وعد رجلا إلى صخرة , فقال :" أنا لك ها هنا حتى تأتي " فاشتدت الشمس عليه .
          فقال له أصحابه :" يا رسول الله لو أنك تحولت إلى الظل ؟"
          فقال (ص):" وعدته إلى ها هنا وإن لم يجيء كان منه المحشر "




          * الحياء
          عن أبي سعيد الخدري قال:
          " كان رسول الله(ص) أشد حياء من العذراء في خدرها , وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه"
          وقال:
          " كان رسول الله(ص) حييا لا يُسأل شيئا إلا أعطاه "




          * لا يخجل أحدا ولا يعاتب
          عن أنس بن مالك قال :
          " كانت لرسول الله(ص) شربة يفطر عليها وشربة للسحر وربما كانت واحدة ...
          فهيئتها له ذات ليلة فاحتبس ( تأخر ) النبي فظننت أن بعض أصحابه دعاه ,
          فشربتها فجاء بعد العشاء بساعة فسألت بعض من كان معه هل كان النبي أفطر في مكان أو دعاه أحد ؟ فقال : لا
          فبت بليلة لا يعلمها إلا الله
          وعن أنس أيضا قال : " خدمت رسول الله(ص) عشر سنين فو الله ما قال لي " أفٍ " قط ولا قال لي لشيء : ( لم فعلت كذا ؟ و " هلا فعلت كذا ؟"




          * الاحترام المتبادل في حدودها المعقولة
          دخل رجل المسجد والنبي (ص) جالس وحده فتزحزح له , فقال الرجل :
          في المكان سعة يا رسول الله, فقال (ص)
          " إن حق المسلم على المسلم إذا رآه يريد الجلوس إليه أن يتزحزح له"
          وروي عن أبي عبد الله (ع) قال : " كان رسول الله(ص) إذا دخل منزلا قعد في أدنى المجلس حين يدخل "




          * التواضع
          كان رسول الله (ص) يتواضع مع الجميع ويقول:
          " إن الله تعالى أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد"
          ولقد أتاه جبرائيل (ع) بمفاتيح خزائن الأرض ثلاث مرات ,
          يخيره من غير أن ينقصه اللهتبارك وتعالى مما أعد له يوم القيامة شيئا ,فيختار التواضع لربه جل وعز .
          وعن يحيى بن كثير أن رسول الله(ص) قال :" آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد فإنما أنا عبد"




          * إيثار بالمال والنفس والأهلين
          من كتاب لأمير المؤمنين (ع) إلى معاوية
          " كان رسول الله(ص) إذا أحمرت البأس وأحجم الناس قدم أهل بيته فوقى بهم أصحابه حر السيوف والأسنة
          فقتل عبيدة بن الحارث يوم بدر وقتل حمزة يوم أحد وقتل جعفر يوم مؤتة ...."




          * الغضب لله
          روي أن النبي (ص) كان يغضب لربه ولا يغضب لنفسه
          وجاء في وصفه " ما انتصر نفسه من مظلمة حتى ينتهك محارم الله فيكون حينئذ غضبه لله تبارك وتعالى "




          *الصبر وتحمل الأذى
          يقول رسول الله(ص) " ما أوذي أحد مثل ما أوذيت في الله"
          وعن إسماعيل بن عياش قال : " كان رسول الله(ص) أصبر الناس على أوزار الناس "






          * السخاء والكرم
          قال أمير المؤمنين (ع) " كان رسول الله (ص) أجود الناس كفا وأكرمهم عشرة من خالطه فعرفه أحبّه"
          وعن أبي عبد الله(ع) قال:
          " إن رسول الله(ص) كان لا يسأله أحد من الدنيا شيئا إلا أعطاه فأرسلت إليه امرأة ابنا لها فقالت :
          انطلق إليه فاسأله فإن قال لك : " ليس عندنا شيء" فقل "
          " اعطني قميصك" ففعل ابنها ما طلبت منه ولم يكن عند رسولشيء فأخذ قميصه فرمى به إليه"




          * الانتصار للمستضعفين
          كان رسول الله يحب المستضعفين ويدعو لهم ويجلس معهم ويساوي بينهم وغيرهم..
          وقد روي أنه لما قسم (ص) غنائم بدر, قال سعد بن أبي وقاص :
          يا رسول الله أتعطي فارس القوم الذي يحميهم مثل ما تعطي الضعيف ؟
          فقال النبي (ص) " ثكلتك أمك وهل تنصرون إلا بضعفائكم؟"







          الملفات المرفقة

          تعليق


          • #6
            خادمة ام أبيها خادمة ام أبيها
            عضو ماسي











            • تاريخ التسجيل: 23-05-2015
            • المشاركات: 8905


            #1
            نموذج من اخلاق الرسول

            20-12-2015, 07:27 PM




            نموذج من أخلاق الرّسول
            بالرغم من أنّ الإنتصارات التي تمّت على يد الرّسول محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت برعاية الله سبحانه وإمداده، إلاّ أنّ ذلك كان اقتراناً بعوامل عديدة أيضاً، ولعلّ أحد أهمّ هذه العوامل هو: سمو الأخلاق عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجاذبيته الشخصية، إنّ أخلاقيته (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت من العلو والصفات الإنسانية السامية لدرجة أنّ ألدّ أعدائه كان يقع تحت تأثيرها كما أنّ مكارم الأخلاق التي أودعت فيه كانت تجذب وتشدّ المحبّين والمريدين إليه بصورة عجيبة.
            وإذا ما ذهبنا إلى القول بأنّ السمو الأخلاقي لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان معجزة أخلاقية، فإنّنا لا نبالغ في ذلك، كما سنوضّح لذلك نموذجاً من هذا الإعجاز الأخلاقي .. ففي فتح مكّة وعندما إستسلم المشركون أمام الإرادة الإسلامية، ورغم كلّ حربهم للإسلام والمسلمين وشخص الرّسول الكريم بالذات، وبعد تماديهم اللئيم وكلّ ممارساتهم الإجرامية ضدّ الدعوة الإلهية .. بعد كلّ هذا الذي فعلوه، فإنّ رسول الإنسانية أصدر أمراً بالعفو العامّ عنهم جميعاً، وغضّ الطرف عن جميع الجرائم التي صدرت منهم، وكان هذا مفاجأة للمقرّبين والبعيدين، الأصدقاء والأعداء، وكان سبباً في دخولهم في دين الله أفواجاً، بمصداق قوله تعالى: ( ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً).
            لقد وردت في كتب التّفسير والتاريخ قصص كثيرة حول حسن خُلُق الرّسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) في عفوه وتجاوزه وعطفه ورأفته، وتضحيته وإيثاره وتقواه ... بحيث أنّ ذكرها جميعاً يخرجنا عن البحث التّفسيري .. إلاّ أنّنا سنكتفي بما يلي:
            وجاء في حديث عن الحسين بن علي (عليه السلام) أنّه قال: سألت أبي أمير المؤمنين عن رسول الله كيف كان سيرته في جلسائه؟ فقال: كان دائم البِشر، سهل الخُلُق، ليّن الجانب، ليس بفظّ، ولا غليظ ولا صخّاب، ولا فحّاش، ولاعيّاب، ولا مدّاح، يتغافل عمّا لا يشتهي، فلا يؤيّس منه ولا يخيب فيه مؤمّليه، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء والإكثار وما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث كان لا يذمّ أحداً ولا يعيّره، ولا يطلب عثراته ولا عورته ولا يتكلّم إلاّ في ما رجا ثوابه، إذا تكلّم أطرق جلساؤه كإنّما على رؤوسهم الطير، فإذا سكت تكلّموا، ولا يتنازعون عنده الحديث ...»
            نعم لو لم تكن هذه الأخلاق الكريمة وهذه الملكات الفاضلة، لما أمكن تطويع تلك الطباع الخشنة والقلوب القاسية، ولما أمكن تليين اُولئك القوم الذين كان يلفّهم الجهل والتخلّف والعناد، ويحدث فيهم إنعطافاً هائلا لقبول الإسلام .. ولتفرّق الجميع من حوله بمصداق قوله تعالى:
            ( لانفضّوا من حولك).
            وكم كان رائعاً لو أحيينا والتزمنا بهذه الأخلاق الإسلامية القدوة، وكان كلّ منّا يحمل قبساً من إشعاع خلق وأخلاق رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين الذين جسدوا أخلاقه وكانوا حملة للقرآن الكريم وجسدوا تعاليمه







            الملفات المرفقة

            تعليق


            • #7
              ومضت الأيام وها نحن نختم
              مصائب آل بيت رسول الله

              بدأنا باأخر أصحاب الكساء
              ونختم بأول أصحاب الكساء

              بدأنا ﺑمُصاب عظِيم هزّ الكون بأكمله
              بدأنا بصرخة أليمة خرجت من كربلاءْ

              وختمنا بمصاب حزين
              ومنذ هذا المُصاب لم تذق الزهراء
              وأهل بيتها الراحة أبداً -!!!!

              يا أهل بيت آل محمد مُصابكم بقلوبنا
              دائمًا و يتجدد للأبد ...

              اللهم إجعلنا من التابعين لهم والمعادين لأعدائهم والسائريين على دربهم والمتمسكين بولائهم وحبهم
              ولاجعله الله آخر العهد منا ..
              يارب العالمين ؛ وياأكرم الأكرمين​.

              ••••••••••••••••••••






              تعليق


              • #8
                من صفاته قال النبي صلى الله عليه
                واله ( أدِ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك )... جعل الرسول عليه الصلاة و السلام الإمانة هي الإيمان، ونفى الإيمان عمن لا أمانة لديه

                🔷️فقال صلى الله عليه واله وسلم:
                ( لا إيمان لمن لا أمانة له،
                ولا دين لمن لا عهد له ).

                فهذه الأمانة وهذا الخلق العظيم اتصف به الرسول الأعظم وأهل بيته الاطهار عليهم افضل الصلاة والسلام.




                تعليق


                • #9
                  وَصية النّبي الأعظم صَلّى الله عَليه وَآله وَسَلّم
                  لأبي ذَرّ الغـفـاري رَضـيَ الله عَنـه

                  ●●●●●●●

                  يا أبا ذر : أعبد الله كأنك تراه . فان كنت لا تراه ، فانه عزَّ وجل يراك ، واعلم أن أول عبادة الله المعرفة به . إنه الأول قَبل كل شيء ، فلا شيء قبله ، والفرد ، فلا ثاني معه ، والباقي لا الى غاية ، فاطر السموات والأرض وما فيهما ، وما بينهما من شيء ، وهو اللطيف الخبير . وهو على كل شيء قدير . ثم الإيمان بي ، والإقرار بأنَّ الله عزّ وجل أرسلني الى كافة الناس ، بشيراً ونذيراً ، وداعياً الى الله باذنه وسراجاً منيراً ، ثم أحِبَّ أهل بيتي الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .

                  واعلم يا أبا ذر :
                  أنّ الله جعل أهل بيتي كسفينة النجاة في قوم نوح ، من ركبها نجى ، ومن رَغِبَ عنها غَرِق ، ومثل باب حِطَّة في بني اسرائيل ، من دخله كان آمنا .

                  يا أبا ذر : أحفظ ما أوصيك به ، تكن سعيداً في الدنيا والآخرة .

                  يا أبا ذر : نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ، الصحة والفراغ .

                  يا أبا ذر : إغتنم خمساً قبل خمس : شبابك قبل هَرَمِك ، وصِحتك قبل سَقَمِك وغِنَاكَ قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك .

                  يا أبا ذر : إيَّاك والتسويف بأمَلِك ، فانك بيومك ، ولست بما بعده ، فان يكن غد لك ، فكن في الغد كما كنت في اليوم ، فان لم يكن غد لك ، لم تندم على ما فرَّطت في اليوم .

                  يا أبا ذر : كم من مستقبل يوماً لا يستكمله ، ومنتظر غداً لا يبلغه .

                  يا أبا ذر : لو نظرت الى الأجل ومسيره ، لأبغضت الامل وغروره .
                  يا أبا ذر : كن في الدنيا كأنك غريب ، أو كعابر سبيل ، وعُدّ نفسك في أهل القبور .

                  يا أبا ذر : اذا أصبحت ، فلا تحدِّث نفسك بالمساء ، واذا أمسيت فلا تحدِّث نفسك بالصباح ، وخذ من صحتك قَبلَ سَقَمِك ، ومن حياتك قبل موتك ، فانك لا تدري ما اسمك غداً .​


                  📚📚📚📚📚
                  موسوعة اهل البيت عليهم السلام





                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                  x
                  يعمل...
                  X