🔹من أنا🔹
💫الحلقة 9💫
🏢 في المستشفى استيقظت آمال، إلا أنّ الظلام كان يلفها، تذكرت حينها أنها لم تعد ترى، شعرت بآلام شديدة، كان الطبيب ينتظر أن تستيقظ، فكلّمها بلطف:
❂ آمال، معك دكتور جون، هل انتِ بخير؟
❀فردت بهدوء: أشعر بألم يا دكتور"
❂ فرد عليها:" هذا هو الألم الطبيعي عزيزتي، ولكن ثقي أنّ الله يحبكِ، فقد كتب لكِ عمراً جديداً للمرة الثالثة، ولكن هذه المرة يعود الفضل إلى هذا الشاب الشهم الذي لم يفارقكِ أبداً"
فأبدت آمال استغرابها:" إبراهيم؟!😳
👴 فيرد الطبيب :" نعم ، هو صديق أخيكِ منتظر، وكان معه منذ بداية وصولكِ إلى هنا، وحينما سافر منتظر، كان هو من يرعاكِ ويتابع أحوالكِ، حتى حدث ما حدث"
❀ فتسائلت آمال:" وما الذي حدث دكتور بيتر؟"😕
👴فردّ عليها:" لقد توقفت كليتيكِ فجأة عن العمل، وكدتّ أن تموتِ، فما كان من هذا الشاب الشهم إلا أن يبادر بالتبرع إليكِ بإحدى كليتيه، وها انتما ولله الحمد على قيد الحياة"
❀ فدمعت عيناها :" وهل إبراهيم بخير"😢
👴 فرد الطبيب:" بخير بإذن الله، لا أخفيكِ سراً، لقد استيقظتِ قبله، وما زال هو تحت الرقابة، فلنصلي من اجل سلامته"
😔 حزنت آمال كثيراً، فحاول الطبيب تهدأتها، وطلب من الممرضة أن تحقنها إبرة مهدأة حتى لا تتعرض إلى أية ضغوط نفسية.
🌌 وما إن حلّ المساء حتى كان منتظر برفقة زينب قد وصلا إلى المستشفى، كان منتظر يهرول باحثاً عن الطبيب، الذي أخذهما بدوره إلى حيث كانا، فما كان من منتظر إلا أن يبدأ بالسؤال عن إبراهيم، وحين وجده في تلك الحال تحت العناية المركزة، اعتصر قلبه الألم، إقترب منه قبل جبينه، وغادر غرفته، واتجه الى غرفة آمال، اقتربا منها هو وزينب، وأمسك كل واحد منهما كفا"، استيقظت آمال فشعرت بدفئهما، وهمست:
❀" من، من الذي يمسك كفاي..
✿ فصرخت زينب:" آمال، حبيبة قلبي" 😭 ولم تتمالك نفسها، بكت زينب بحرقة، فآمال ليست آمال، وصرخت آمال بصرخة مبحوحة متعبة:
❀ " زينب، زينب، هل أنتِ حقاً زينب؟! كيف؟! لا أصدق!!😭
➰فبادر منتظر:" أخيتي قرت أعيننا بسلامتكِ، آمال، حبيبتي، لقد تحقق حلمكِ، كنتِ سبباً في أن تكون زينب زوجتي خلال أيام، شاءت الأقدار أن نعقد قراننا سريعاً، كي نكون قربكِ ولتشعري بالأمن والأمان..
😭فبكت آمال كثيراً، فاعتنقتها زينب:
✿ " أو تبكين يا أغلى الحبيبات؟
❀ فقالت آمال:" إنها دموع الفرح، ودموع الألم، فبسببي حُرمتما من إقامة حفلة تليق بكما
➰فقال منتظر:" بل بسببكِ كانت زينب من نصيبي بهذه السرعة بعد طول إنتظار "
👈هنا التفتت آمال إلى منتظر:" هل عرفت بما فعله صديقك"
😢 واختنقت بعبرتها وأكملت:" لقد تبرع لي بكليته"
🔺فرد عليها:" نعم عزيزتي، كنتُ للتو عنده، لا تخافي هو بخير، ولن أنسى صنيعه ما حييت"
❀ فردت آمال:" أرجوك اخي، ها هي زينب معي تؤنس وحشتي، إذهب أنت مع إبراهيم، فهو بحاجة إليك، وأتمنى منك ان تطمئني عليه أولاً باوّل.
🔺منتظر:" سمعاً وطاعة غاليتي، لا تبالي سأكون معه، فقط كوني بخير.
➰يخرج منتظر، لتبقى آمال ممسكة بيد زينب، وهي لا تكاد تصدق فبعد قرابة الأربعة أشهر من العزلة والغربة والظلام، ها هي أعز صديقة بجوارها، بل وصارت زوجة أخيها ، أحلم ما تعيشه؟ أم حقيقة؟ وفي أثناء هذه اللحظات يرنّ 📞 هاتف زينب:" ألو، قاسم، نحنُ بخير، نعم نعم نحن في المستشفى، لا تخف آمال بخير، نعم أنا ممسكة بيدها وهي مستيقظة، نعم متعبة قليلاً، هاهي تفضل"
😳تتفاجأ آمال بالهاتف على أذنها وصوت قاسم يخترقها، فبهتت وهو يكرر:" ألو، ألو آمال، هل تسمعينني؟"
❀ بعد هنيئة تردّ عليه بصوت مخنوق منهك:" قاسم..
😢ما إن سمع صوتها الذي تبدل كثيراً حتى اختنق بعبرته:" آمال، آمال، هل أنتِ هي؟!
❀ فردت وهي تبكي:" نعم يا أخي، أنا هي، وما زلت أصارعُ الموت
➰العبرة تخنق قاسم إلى درجة أنّه لم يستطع أن يكمل حديثه، وكذلك آمال، فكانت الدموع هي من تتكلم بدلهما، أخذت زينب الهاتف من آمال وخرجت خارج الغرفة، وبدأت تعاتب قاسم:
✿ " قاسم أخي ما الذي حدث؟ ما بك؟ آمال في وضع صحي صعب جداً ما كان ينبغي منك أن تجعلها تتوتر"
📞أكملت زينب مكالمتها وعادت سريعا" إلى الغرفة، فكانت آمال بالفعل في وضع صعب، هدأتها قدر الإمكان، وأخذتها في حضنها، وقالت:
✿ " حبيبتي، وصديقتي ونور عيني، ستعودين أفضل مما كنتِ، وحينها سأقول لكِ: او تتذكرين آمال السمينة، وسنضحك طويلاً
❀ هنا ردت آمال بانكسار:" ليتها تعود، ليت آمال تعود، لقد تعبت يا زينب، تعبت"😭
✋فضغطت زينب على كفها:" ولكننا منكِ نتعلم الصبر، أعلم أنّ ما مررتِ به ليس بالسهل، ولكن الله ابتلاكِ ليعلمك كيف تسلمين له، كيف ترضين بما سجلّ إليك في لوح السماء..
➰فتردد آمال: ولا نقول إلا الحمد لله ربّ العالمين
🔹اقتربت زينب من آمال أكثر، وجلست إلى جانبها على السرير وأخذتها في حضنها، حينها شعرت آمال بدفء الوطن الذي اشتاقت إليه كثيراً، شعرت باشتياقها إلى الأهل والحبة الذين حنّت إليهم، حينها فقط ش عرت انّ الغربة طعمها مرّ، مرٌ جداً، تأوهت وأنت وهي في حضن أختها وصديقتها زينب، فقالت لها زينب بكلّ حنان:" عزيزتي آمال، أو تعرفين ما قاله الطبيب عنك حين انتشلوك من تحت أنقاض الباص؟" فقالت آمال:" يااااه، أعدتني إلى يوم الحادث المشؤوم يا زينب، وماذا قال الطبيب؟
🔺فقالت لها زينب: قال وكما نقل لي منتظر، أنّك نجوتِ من الموت بأعجوبة، وقد كان جسدكِ مغطى بالدم، إلا أنكِ كنتِ تحتضنين كتاب الله بين يديكِ، وإلى آخر لحظة"
😳فانتفضت آمال:" نعم هو القرآن الذي أعطانيه لي قاسم في المطار، وأين هو؟"
🔺فقالت لها زينب:" لقد احتفظ به منتظر لكِ، نعم غاليتي، هو ذاته القرآن الذي أعطاكِ إياه قاسم، عزيزتي، لو تعلمين كم يعزكِ، لقد باح بكلّ ما يشعر اتجاهك إلى أخيكِ منتظر"
😊هنا شعرت آمال بقشعريرة تسري في بدنها، وحاولت أن تغيّر الموضوع:" وأنا أيضاً، أعزه كما أخي، وأسأل الله أن يوفقه مع خطيبته مروة وأن يسعدهما دنيا وآخرة
🚪لحظات وإذا بالباب يطرق، ليدخل منتظر، فسارعت آمال للسؤال عن إبراهيم، فطمئنها منتظر، وقال لها:" عزيزتي، طلب منا الدكتور المغادرة، حيث سيعطونكِ الآن ادويتكِ، وإبرة مسكنة، لترتاحي، ونحن سنعود للفندق وغدا" من الصباح الباكر سنكون هنا لنطمئن عليكما.
👋ودعاها وخرجا، وفي الطريق أبدى منتظر قلقاً على حالة إبراهيم،🙍 فشعرت زينب بالقلق والتوتر:" وهل يمكن أن يصيبه أي مكروه لا سمح الله، وأنت كما قلت أنه وحيد أمه ، ووالده متوف"
😔فقال منتظر:" لا أعرف الحالة بالضبط، إلا أنّ الطبيب أكد انّ إبراهيم يمر بوضع حرج وننتظر إلى صباح الغد حتى نطمئن تماماً عليه
🌞في صباح اليوم التالي، وصل كل من زينب ومنتظر مبكراً كما وعدا آمال، فدخلت زينب إلى غرفة آمال، بينما توجّه منظر مباشرة إلى غرفة إبراهيم، الذي كان مستيقظاً مبتسماً كعادته، معتدلاً في جلسته على السرير، فانقض منتظر عليه شوقاً وشكراً وتقبيلا"، وأخذه إبراهيم بالأحضان، لم يستطع منتظر أن يتمالك دموعه، وظلّ يردد :" صدق الله حين قال في كتابه { إنّ خير من استأجرت القويّ الأمين} وأشكر الله الذي وفقني لأن أتعرف عليك، والشكر لأخي قاسم الذي جمع بيننا، لولاك أخي ، لما كنت أعلم ما الذي سيحدث لآمال"
😀فردّ عليه إبراهيم:" الشكر لله أيها الأخ الكريم، وكل ما حدث إنما هو سيناريو إلهي مكتوب في السماء"
🚪في هذه الأثناء يُطرق الباب، فيهمّ منتظر إلى فتحه، وإذا بها زينب، فخرج منتظر متسائلا": هل ثمة مكروه عزيزتي؟ فردت زينب:" لا يا نور عيني لا تخف، إنما جئت من أجل خاطر آمال فهي قلقة جداً على وضع إبراهيم، فقد سمعت البارحة همساً بين الممرضات، حيث كانوا يعتقدونها نائمة، بأنّ إبراهيم في وضع حرج"
😄فابتسم منتظر وطلب من زينب أن تعود لتطمئنها، بينما دخل هو إلى غرفة إبراهيم، ليخبره بما قالت زينب، فابتسم إبراهيم وقال:" أخي، هل لي من طلب بعد إذنك؟
😀فقال منتظر:" أنت لو تطلب عيناي أرخصهما لك"
😀فقال إبراهيم:" خذني إلى غرفة آمال، لن تطمئن، إلا إذا ذهبت"
😳فتعجب منتظر:" وانت في هذه الحالة؟!
😌فأصرّ إبراهيم:" نعم يا منتظر، اجلب لي كرسياً متحركاً، وخذني إليها"
😨فرد منتظر متخوفاً:" طيب، دعني أستأذن الطبيب"
😌فقال إبراهيم:" لا داعي لذلك أخي، أنا بخير صدقني، ثق بي، أشعر بتحسن كبير.
⭕امتثل منتظر إلى طلب إبراهيم، وساعده ليجلس على الكرسي المتحرك، وسار به في ذلك الممر الطويل وصولاً إلى غرفة آمال، أوقف الكرسي جانباً، ودخل منتظر إلى غرفة أخته ، قبّل جبينها، وجلس على أحد جانبيّ السرير، وقال مبتسماً:" أحمل لكِ خبراً سعيداً"
🔹فقالت آمال:" حقاً يا أخي، ما هو؟ صار لي زمناً طويلاً وأنا أتوق إلى سماع خبراً سعيداً"
🔸فقال إليها:" أو تعرفين، من الذي ينتظر خارج الغرفة ويريد ان يراكِ؟
😯فقالت متحيرة:" هنا في لندن، ويريد أن يراني؟ أنا ؟ من يا ترى؟
🌀فطلب منتظر من زينب أن تترتب وضع آمال وتضبط حجابها، وخرج هو ليحضر إبراهيم، استعدت آمال لاستقبال زائرها، وها هو الباب يطرق، في هذه اللحظة شعرت آمال بشعور غريب لا تعرف كنهه، ولكنه شعورٌ داخلي، شعورٌ غيبي حرّك مشاعرها، دخل منتظر يجرّ إبراهيم
🙌فبدأ إبراهيم بالسلام:" السلام عليكم
✋فرد الجميع :" وعليكم السلام والرحمة" آمال لا ترى، وعيناها مصمدتان بالشاش، إلا أنّها استجمعت كلّ حواسها لتتعرف على الزائر الغريب، 🙎فتمتمت بهدوء:" أو يكونُ إبراهيم؟"
فردّ إبراهيم :" إنه هو بشحمه ولحمه، جئتُ خصيصاً كي أطمئنكِ أنّي بخير، بعد أن سمعت أنكِ قلقة بشأني
😢فاختنقت آمال بعبرتها وقالت :" وكيف لا أقلق عليك، وقد منحتني قطعة منك لتنقذ حياتي، وكيف لا أقلق
♻يتبع...
📜📜📜📜📜📜📜📜📜
💫الحلقة 9💫
🏢 في المستشفى استيقظت آمال، إلا أنّ الظلام كان يلفها، تذكرت حينها أنها لم تعد ترى، شعرت بآلام شديدة، كان الطبيب ينتظر أن تستيقظ، فكلّمها بلطف:
❂ آمال، معك دكتور جون، هل انتِ بخير؟
❀فردت بهدوء: أشعر بألم يا دكتور"
❂ فرد عليها:" هذا هو الألم الطبيعي عزيزتي، ولكن ثقي أنّ الله يحبكِ، فقد كتب لكِ عمراً جديداً للمرة الثالثة، ولكن هذه المرة يعود الفضل إلى هذا الشاب الشهم الذي لم يفارقكِ أبداً"
فأبدت آمال استغرابها:" إبراهيم؟!😳
👴 فيرد الطبيب :" نعم ، هو صديق أخيكِ منتظر، وكان معه منذ بداية وصولكِ إلى هنا، وحينما سافر منتظر، كان هو من يرعاكِ ويتابع أحوالكِ، حتى حدث ما حدث"
❀ فتسائلت آمال:" وما الذي حدث دكتور بيتر؟"😕
👴فردّ عليها:" لقد توقفت كليتيكِ فجأة عن العمل، وكدتّ أن تموتِ، فما كان من هذا الشاب الشهم إلا أن يبادر بالتبرع إليكِ بإحدى كليتيه، وها انتما ولله الحمد على قيد الحياة"
❀ فدمعت عيناها :" وهل إبراهيم بخير"😢
👴 فرد الطبيب:" بخير بإذن الله، لا أخفيكِ سراً، لقد استيقظتِ قبله، وما زال هو تحت الرقابة، فلنصلي من اجل سلامته"
😔 حزنت آمال كثيراً، فحاول الطبيب تهدأتها، وطلب من الممرضة أن تحقنها إبرة مهدأة حتى لا تتعرض إلى أية ضغوط نفسية.
🌌 وما إن حلّ المساء حتى كان منتظر برفقة زينب قد وصلا إلى المستشفى، كان منتظر يهرول باحثاً عن الطبيب، الذي أخذهما بدوره إلى حيث كانا، فما كان من منتظر إلا أن يبدأ بالسؤال عن إبراهيم، وحين وجده في تلك الحال تحت العناية المركزة، اعتصر قلبه الألم، إقترب منه قبل جبينه، وغادر غرفته، واتجه الى غرفة آمال، اقتربا منها هو وزينب، وأمسك كل واحد منهما كفا"، استيقظت آمال فشعرت بدفئهما، وهمست:
❀" من، من الذي يمسك كفاي..
✿ فصرخت زينب:" آمال، حبيبة قلبي" 😭 ولم تتمالك نفسها، بكت زينب بحرقة، فآمال ليست آمال، وصرخت آمال بصرخة مبحوحة متعبة:
❀ " زينب، زينب، هل أنتِ حقاً زينب؟! كيف؟! لا أصدق!!😭
➰فبادر منتظر:" أخيتي قرت أعيننا بسلامتكِ، آمال، حبيبتي، لقد تحقق حلمكِ، كنتِ سبباً في أن تكون زينب زوجتي خلال أيام، شاءت الأقدار أن نعقد قراننا سريعاً، كي نكون قربكِ ولتشعري بالأمن والأمان..
😭فبكت آمال كثيراً، فاعتنقتها زينب:
✿ " أو تبكين يا أغلى الحبيبات؟
❀ فقالت آمال:" إنها دموع الفرح، ودموع الألم، فبسببي حُرمتما من إقامة حفلة تليق بكما
➰فقال منتظر:" بل بسببكِ كانت زينب من نصيبي بهذه السرعة بعد طول إنتظار "
👈هنا التفتت آمال إلى منتظر:" هل عرفت بما فعله صديقك"
😢 واختنقت بعبرتها وأكملت:" لقد تبرع لي بكليته"
🔺فرد عليها:" نعم عزيزتي، كنتُ للتو عنده، لا تخافي هو بخير، ولن أنسى صنيعه ما حييت"
❀ فردت آمال:" أرجوك اخي، ها هي زينب معي تؤنس وحشتي، إذهب أنت مع إبراهيم، فهو بحاجة إليك، وأتمنى منك ان تطمئني عليه أولاً باوّل.
🔺منتظر:" سمعاً وطاعة غاليتي، لا تبالي سأكون معه، فقط كوني بخير.
➰يخرج منتظر، لتبقى آمال ممسكة بيد زينب، وهي لا تكاد تصدق فبعد قرابة الأربعة أشهر من العزلة والغربة والظلام، ها هي أعز صديقة بجوارها، بل وصارت زوجة أخيها ، أحلم ما تعيشه؟ أم حقيقة؟ وفي أثناء هذه اللحظات يرنّ 📞 هاتف زينب:" ألو، قاسم، نحنُ بخير، نعم نعم نحن في المستشفى، لا تخف آمال بخير، نعم أنا ممسكة بيدها وهي مستيقظة، نعم متعبة قليلاً، هاهي تفضل"
😳تتفاجأ آمال بالهاتف على أذنها وصوت قاسم يخترقها، فبهتت وهو يكرر:" ألو، ألو آمال، هل تسمعينني؟"
❀ بعد هنيئة تردّ عليه بصوت مخنوق منهك:" قاسم..
😢ما إن سمع صوتها الذي تبدل كثيراً حتى اختنق بعبرته:" آمال، آمال، هل أنتِ هي؟!
❀ فردت وهي تبكي:" نعم يا أخي، أنا هي، وما زلت أصارعُ الموت
➰العبرة تخنق قاسم إلى درجة أنّه لم يستطع أن يكمل حديثه، وكذلك آمال، فكانت الدموع هي من تتكلم بدلهما، أخذت زينب الهاتف من آمال وخرجت خارج الغرفة، وبدأت تعاتب قاسم:
✿ " قاسم أخي ما الذي حدث؟ ما بك؟ آمال في وضع صحي صعب جداً ما كان ينبغي منك أن تجعلها تتوتر"
📞أكملت زينب مكالمتها وعادت سريعا" إلى الغرفة، فكانت آمال بالفعل في وضع صعب، هدأتها قدر الإمكان، وأخذتها في حضنها، وقالت:
✿ " حبيبتي، وصديقتي ونور عيني، ستعودين أفضل مما كنتِ، وحينها سأقول لكِ: او تتذكرين آمال السمينة، وسنضحك طويلاً
❀ هنا ردت آمال بانكسار:" ليتها تعود، ليت آمال تعود، لقد تعبت يا زينب، تعبت"😭
✋فضغطت زينب على كفها:" ولكننا منكِ نتعلم الصبر، أعلم أنّ ما مررتِ به ليس بالسهل، ولكن الله ابتلاكِ ليعلمك كيف تسلمين له، كيف ترضين بما سجلّ إليك في لوح السماء..
➰فتردد آمال: ولا نقول إلا الحمد لله ربّ العالمين
🔹اقتربت زينب من آمال أكثر، وجلست إلى جانبها على السرير وأخذتها في حضنها، حينها شعرت آمال بدفء الوطن الذي اشتاقت إليه كثيراً، شعرت باشتياقها إلى الأهل والحبة الذين حنّت إليهم، حينها فقط ش عرت انّ الغربة طعمها مرّ، مرٌ جداً، تأوهت وأنت وهي في حضن أختها وصديقتها زينب، فقالت لها زينب بكلّ حنان:" عزيزتي آمال، أو تعرفين ما قاله الطبيب عنك حين انتشلوك من تحت أنقاض الباص؟" فقالت آمال:" يااااه، أعدتني إلى يوم الحادث المشؤوم يا زينب، وماذا قال الطبيب؟
🔺فقالت لها زينب: قال وكما نقل لي منتظر، أنّك نجوتِ من الموت بأعجوبة، وقد كان جسدكِ مغطى بالدم، إلا أنكِ كنتِ تحتضنين كتاب الله بين يديكِ، وإلى آخر لحظة"
😳فانتفضت آمال:" نعم هو القرآن الذي أعطانيه لي قاسم في المطار، وأين هو؟"
🔺فقالت لها زينب:" لقد احتفظ به منتظر لكِ، نعم غاليتي، هو ذاته القرآن الذي أعطاكِ إياه قاسم، عزيزتي، لو تعلمين كم يعزكِ، لقد باح بكلّ ما يشعر اتجاهك إلى أخيكِ منتظر"
😊هنا شعرت آمال بقشعريرة تسري في بدنها، وحاولت أن تغيّر الموضوع:" وأنا أيضاً، أعزه كما أخي، وأسأل الله أن يوفقه مع خطيبته مروة وأن يسعدهما دنيا وآخرة
🚪لحظات وإذا بالباب يطرق، ليدخل منتظر، فسارعت آمال للسؤال عن إبراهيم، فطمئنها منتظر، وقال لها:" عزيزتي، طلب منا الدكتور المغادرة، حيث سيعطونكِ الآن ادويتكِ، وإبرة مسكنة، لترتاحي، ونحن سنعود للفندق وغدا" من الصباح الباكر سنكون هنا لنطمئن عليكما.
👋ودعاها وخرجا، وفي الطريق أبدى منتظر قلقاً على حالة إبراهيم،🙍 فشعرت زينب بالقلق والتوتر:" وهل يمكن أن يصيبه أي مكروه لا سمح الله، وأنت كما قلت أنه وحيد أمه ، ووالده متوف"
😔فقال منتظر:" لا أعرف الحالة بالضبط، إلا أنّ الطبيب أكد انّ إبراهيم يمر بوضع حرج وننتظر إلى صباح الغد حتى نطمئن تماماً عليه
🌞في صباح اليوم التالي، وصل كل من زينب ومنتظر مبكراً كما وعدا آمال، فدخلت زينب إلى غرفة آمال، بينما توجّه منظر مباشرة إلى غرفة إبراهيم، الذي كان مستيقظاً مبتسماً كعادته، معتدلاً في جلسته على السرير، فانقض منتظر عليه شوقاً وشكراً وتقبيلا"، وأخذه إبراهيم بالأحضان، لم يستطع منتظر أن يتمالك دموعه، وظلّ يردد :" صدق الله حين قال في كتابه { إنّ خير من استأجرت القويّ الأمين} وأشكر الله الذي وفقني لأن أتعرف عليك، والشكر لأخي قاسم الذي جمع بيننا، لولاك أخي ، لما كنت أعلم ما الذي سيحدث لآمال"
😀فردّ عليه إبراهيم:" الشكر لله أيها الأخ الكريم، وكل ما حدث إنما هو سيناريو إلهي مكتوب في السماء"
🚪في هذه الأثناء يُطرق الباب، فيهمّ منتظر إلى فتحه، وإذا بها زينب، فخرج منتظر متسائلا": هل ثمة مكروه عزيزتي؟ فردت زينب:" لا يا نور عيني لا تخف، إنما جئت من أجل خاطر آمال فهي قلقة جداً على وضع إبراهيم، فقد سمعت البارحة همساً بين الممرضات، حيث كانوا يعتقدونها نائمة، بأنّ إبراهيم في وضع حرج"
😄فابتسم منتظر وطلب من زينب أن تعود لتطمئنها، بينما دخل هو إلى غرفة إبراهيم، ليخبره بما قالت زينب، فابتسم إبراهيم وقال:" أخي، هل لي من طلب بعد إذنك؟
😀فقال منتظر:" أنت لو تطلب عيناي أرخصهما لك"
😀فقال إبراهيم:" خذني إلى غرفة آمال، لن تطمئن، إلا إذا ذهبت"
😳فتعجب منتظر:" وانت في هذه الحالة؟!
😌فأصرّ إبراهيم:" نعم يا منتظر، اجلب لي كرسياً متحركاً، وخذني إليها"
😨فرد منتظر متخوفاً:" طيب، دعني أستأذن الطبيب"
😌فقال إبراهيم:" لا داعي لذلك أخي، أنا بخير صدقني، ثق بي، أشعر بتحسن كبير.
⭕امتثل منتظر إلى طلب إبراهيم، وساعده ليجلس على الكرسي المتحرك، وسار به في ذلك الممر الطويل وصولاً إلى غرفة آمال، أوقف الكرسي جانباً، ودخل منتظر إلى غرفة أخته ، قبّل جبينها، وجلس على أحد جانبيّ السرير، وقال مبتسماً:" أحمل لكِ خبراً سعيداً"
🔹فقالت آمال:" حقاً يا أخي، ما هو؟ صار لي زمناً طويلاً وأنا أتوق إلى سماع خبراً سعيداً"
🔸فقال إليها:" أو تعرفين، من الذي ينتظر خارج الغرفة ويريد ان يراكِ؟
😯فقالت متحيرة:" هنا في لندن، ويريد أن يراني؟ أنا ؟ من يا ترى؟
🌀فطلب منتظر من زينب أن تترتب وضع آمال وتضبط حجابها، وخرج هو ليحضر إبراهيم، استعدت آمال لاستقبال زائرها، وها هو الباب يطرق، في هذه اللحظة شعرت آمال بشعور غريب لا تعرف كنهه، ولكنه شعورٌ داخلي، شعورٌ غيبي حرّك مشاعرها، دخل منتظر يجرّ إبراهيم
🙌فبدأ إبراهيم بالسلام:" السلام عليكم
✋فرد الجميع :" وعليكم السلام والرحمة" آمال لا ترى، وعيناها مصمدتان بالشاش، إلا أنّها استجمعت كلّ حواسها لتتعرف على الزائر الغريب، 🙎فتمتمت بهدوء:" أو يكونُ إبراهيم؟"
فردّ إبراهيم :" إنه هو بشحمه ولحمه، جئتُ خصيصاً كي أطمئنكِ أنّي بخير، بعد أن سمعت أنكِ قلقة بشأني
😢فاختنقت آمال بعبرتها وقالت :" وكيف لا أقلق عليك، وقد منحتني قطعة منك لتنقذ حياتي، وكيف لا أقلق
♻يتبع...
📜📜📜📜📜📜📜📜📜
تعليق