[ أنوار مُحَـمَّدِيَّة وعَـلَوِيَّة ]
" وقد عَلِمْـتُم موضِـعِي مِنْ رسول الله صلى الله عليه وآله بالقرابةِ القَريبَـة ، والمَـنْـزِلَـةِ الخَصيصة. وَضعَني في حِجْرِه وأنا وَلَدٌ ، يَـضُـمُّني إلى صَدرِه ، ويَكْـنُـفُني في فِراشِه ، ويَـمُـسُّني جَسَدَهُ ، ويُشِمُّني عَرْفَـهُ (1) .
وكان يَـمْـضَغُ الشيء ، ثم يُلْـقِمُنيه . وما وَجَـدَ لي كِذْبَـةً في قول ، ولا خَـطْـلَة في فِـعْـل (2) . ولقد قَـرَنَ الله بِـهِ صلى الله عليه وآله مِـنْ لَـدُن أنْ كان فَطيماً أعْـظَـمَ مَـلَكٍ مِنْ ملائكتِه يَـسْـلُـكُ بِـهِ طريقَ المكارمِ ، ومَحاسِنَ أخلاقِ العالَم ، لَـيْلهُ ونَـهَارهُ .
ولقد كُنتُ أتَّبِعُـهُ اتِّـبَاعَ الفَصِيلِ أَثَـرَ أمِّهِ (3) ، يَرفَـعُ لي في كل يومٍ مِنْ أخلاقِـهِ عَـلَـماً ، ويأمُـرُني بالاقتِداءِ بِـهِ .
ولقد كانَ يَجاوِرُ في كُـلِّ سنةٍ بِـحِراءَ (4) فأراهُ ، ولا يَراه غيري . ولَمْ يَـجْـمَـعْ بَـيْتٌ وَاحِدٌ يَومَئِـذٍ في الإسلام غَـيْـرَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وخديجةَ وأنا ثالثُـهُما .
أرى نورَ الوَحي والرسَالَـة ، وأشُـمُّ ريحَ النُّـبُـوَّة . ولقد سَمِعْـتُ رَنَّـةَ الشيطان حِينَ نَـزَلَ الوَحي عَـلَـيْهِ صلى الله عليه وآله ، فَـقُـلْـتُ : يا رسولَ الله ! ما هَذِهِ الرَّنَّـة ؟
فَقالَ : ۞ هذا الشيطان ، أيِسَ مِنْ عِبادَتِـهِ . إنَّكَ تَسْمَـعُ مَا أسْـمَـعُ ، وتَرى مَا أرى ، إلا أنَّـكَ لَسْـتَ بِـنَبِيّ ،
ولَكِـنَّـكَ وَزِير ، وإنَّـكَ لَـعَـلَى خَـيْر . ۞ "
( نهج البلاغة )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
( شرح كلمات )
(1) ـ عَـرْفَـهُ - بالفتح - : رائحتَهُ الذكِـيَّة .
(2) ـ الخطلة : واحدة الخطل ، والخطل : الخطأ ينشأ عن عدم الرَّوِيَّـة .
(3) ـ الفصيل : ولد الناقة .
ـ كُنتُ أتَّبِعُـهُ اتِّـبَاعَ الفَصِيلِ أَثَـرَ أمِّهِ : أي كما يَـتْـبَـعُ فَصيلُ الناقة الناقةَ ، يَـتَـحَـرَّكَ إذَا تَـحَـرَّكَـتْ ، ويَـسْكُن إذَا سَكَـنَـتْ .
(4) ـ حِرَاء : بكسر الحاء ، جبل على القرب من مكة .
............................................
[ لا تَـنْسوني وَوالِدَيَّ مِنْ خالِصِ دُعائِكُم ]
وآخِرُ دَعوَانَا
۞ أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلهِ رَبِّ ٱلۡعَالَمِین ۞
" وقد عَلِمْـتُم موضِـعِي مِنْ رسول الله صلى الله عليه وآله بالقرابةِ القَريبَـة ، والمَـنْـزِلَـةِ الخَصيصة. وَضعَني في حِجْرِه وأنا وَلَدٌ ، يَـضُـمُّني إلى صَدرِه ، ويَكْـنُـفُني في فِراشِه ، ويَـمُـسُّني جَسَدَهُ ، ويُشِمُّني عَرْفَـهُ (1) .
وكان يَـمْـضَغُ الشيء ، ثم يُلْـقِمُنيه . وما وَجَـدَ لي كِذْبَـةً في قول ، ولا خَـطْـلَة في فِـعْـل (2) . ولقد قَـرَنَ الله بِـهِ صلى الله عليه وآله مِـنْ لَـدُن أنْ كان فَطيماً أعْـظَـمَ مَـلَكٍ مِنْ ملائكتِه يَـسْـلُـكُ بِـهِ طريقَ المكارمِ ، ومَحاسِنَ أخلاقِ العالَم ، لَـيْلهُ ونَـهَارهُ .
ولقد كُنتُ أتَّبِعُـهُ اتِّـبَاعَ الفَصِيلِ أَثَـرَ أمِّهِ (3) ، يَرفَـعُ لي في كل يومٍ مِنْ أخلاقِـهِ عَـلَـماً ، ويأمُـرُني بالاقتِداءِ بِـهِ .
ولقد كانَ يَجاوِرُ في كُـلِّ سنةٍ بِـحِراءَ (4) فأراهُ ، ولا يَراه غيري . ولَمْ يَـجْـمَـعْ بَـيْتٌ وَاحِدٌ يَومَئِـذٍ في الإسلام غَـيْـرَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وخديجةَ وأنا ثالثُـهُما .
أرى نورَ الوَحي والرسَالَـة ، وأشُـمُّ ريحَ النُّـبُـوَّة . ولقد سَمِعْـتُ رَنَّـةَ الشيطان حِينَ نَـزَلَ الوَحي عَـلَـيْهِ صلى الله عليه وآله ، فَـقُـلْـتُ : يا رسولَ الله ! ما هَذِهِ الرَّنَّـة ؟
فَقالَ : ۞ هذا الشيطان ، أيِسَ مِنْ عِبادَتِـهِ . إنَّكَ تَسْمَـعُ مَا أسْـمَـعُ ، وتَرى مَا أرى ، إلا أنَّـكَ لَسْـتَ بِـنَبِيّ ،
ولَكِـنَّـكَ وَزِير ، وإنَّـكَ لَـعَـلَى خَـيْر . ۞ "
( نهج البلاغة )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
( شرح كلمات )
(1) ـ عَـرْفَـهُ - بالفتح - : رائحتَهُ الذكِـيَّة .
(2) ـ الخطلة : واحدة الخطل ، والخطل : الخطأ ينشأ عن عدم الرَّوِيَّـة .
(3) ـ الفصيل : ولد الناقة .
ـ كُنتُ أتَّبِعُـهُ اتِّـبَاعَ الفَصِيلِ أَثَـرَ أمِّهِ : أي كما يَـتْـبَـعُ فَصيلُ الناقة الناقةَ ، يَـتَـحَـرَّكَ إذَا تَـحَـرَّكَـتْ ، ويَـسْكُن إذَا سَكَـنَـتْ .
(4) ـ حِرَاء : بكسر الحاء ، جبل على القرب من مكة .
............................................
[ لا تَـنْسوني وَوالِدَيَّ مِنْ خالِصِ دُعائِكُم ]
وآخِرُ دَعوَانَا
۞ أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلهِ رَبِّ ٱلۡعَالَمِین ۞
تعليق