تنظر بعينها إلى بعيد، تسترجع صور الأيام الخوالي..
كانت تفترش قلبها مع سجادة الصلاة، وتراقب جبلاً شامخاً وهو يغرق في حبّ معشوق أفنى عمره في حبّه..
عادت الذكريات بها إلى أرجاء البيت الذي كان مهبطاً لجبرئيل عليه السلام وسائر الملائكة..
وكان لفطرس عليه السلام فيه حضور مميّز..
فجأة.. وبدون سابق إنذار صحت على واقع مؤلم، آلامه ليست ككلّ الآلام..
وعبراته غير كلّ العبرات، وفجائعه غطّت على فجائع الدنيا..
لملمت قلبها الصغير الذي افترشته مع السجادة فوقع منها..
وتحوّل إلى حطام، وحاولت أن تداوي جرحها ولكنها لم تستطع؛ فالجراح أكبر من يديها الناعمتين..
فلاحت في أفق المنايا رياحٌ تحمل غيوماً سوداء في ليلة زاد من وحشتها الظلام..
اتحدّ مع الحزن ليغتالا براءة طفولة مقدّسة..
لم تحتمل الحقيقة الموجعة؛ لأنها أغرب من الخيال وأوسع..
وكأني بدموع عزرئيل عليه السلام وهي تتساقط على رأس سيّد الشهداء عليه السلام حينما تولى مراسيم طوي صفحات حياة هذه الصغيرة..
لأنه تألم من أشواك طفّ نينوى وهي مغروسة في أقدامها الشريفة حينما لاذت بالفرار أثناء حرق الخيام.
تعليق