تقول الزهراء (عليها السلام):
( أيّها الناس! اعلموا أنّي فاطمةّ! وأبي محمّد أقول عَوداً وبدءاً. ولا أقول ما أقول غلطاً، ولا أفعل ما أفعل شططاً، (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ).
وقد تطرقنا سابقا إلى هذا المعنى (واعلموا أني فاطمة)، وهو معرفة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ومن هي.
وقد أرجعتنا إلى البدايات من أجل الوصول إلى النهايات (عودا وبدءا)، لأنها كلها مرتبطة ببعضها، النهاية تكون مرتبطة بالبداية، والبداية تؤدي إلى النهاية، فلذلك لابد أن تكون البدايات صحيحة من أجل الوصول إلى نهايات صحيحة.
الغلط يؤدي الى الشطط
وهنا نصل إلى هذا الكلام للسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام): (ولا أقول ما أقول غلطا، ولا أفعل ما أفعل شططا).
ومعنى الغلط هو الخطأ في الكلام من كذب وخديعة ومغالطة، والشطط هو الخروج عن الحد والابتعاد عن الحق، والبعد عن الحقيقة، فالغلط يكون في القول، والشطط يكون في الفعل، والمقصود من الغلط هنا انه يؤدي سواء كان في القول أو في التوجيه أو في الفكرة إلى الشطط في الفعل وتجاوز الحد في الابتعاد عن الحق وعن الحقيقة، وهناك من يستخدم فن المغالطة وأسلوب المغالطة من أجل الابتعاد والانحراف عن الحقيقة.
والسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) أرادت تسليط الضوء على الحقائق السليمة من خلال بيان الواقع، عبر بيان الأسس والنتائج والأسباب والمسببات الصحيحة، والسليمة، والمتسلسلة، والمترابطة من أجل السير في الطريق المستقيم وصولا إلى الغايات. في عملية منهجية لتسلسل المعارف، ولذلك قالت (عليها السلام): (لا أقول شططا)، أي لا أقول قولا مغلوطا حتى لا ينتهي إلى الشطط، وهي لا تقول ذلك، فهي الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وزوجة أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهي المعصومة، وهي التي قال عنها رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن الله يغضب لغضب فاطمة).
فكلامها مسدَّد وبعيد عن المغالطة، ولكن لماذا قالت (لا أقول غلطا، ولا أفعل شططا)؟، إنها أرادت توجيه الكلام للآخرين، وأنهم يغالطون من أجل تحريف مسار الحقيقة، للوصول إلى غايات خاصة وشخصية، والاستيلاء والانقلاب على نهج الله تعالى وطريقه القويم، الذي وضعه الله سبحانه وتعالى، وأوصى به رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهي ولاية أمير المؤمنين ( عليه السلام).
المغالطات تسيطر على التاريخ
المشكلة الأساسية هنا التي تعاني منها البشرية، هي قضية المغالطات والتحريفات التي تسيطر على التاريخ، وتهيمن على الفعل التاريخي، بالنتيجة يعيش البشر بسبب مقدمات موهومة وحقائق زائفة، وواقع غير سليم، يعيشون المعاناة والشقاء والآلام والمحن والصعاب، بسبب عدم العيش مع الحقيقة والواقع.
لذا أرادت السيدة الزهراء (عليها السلام) أن تقول لنا، إذا أردتم أن تسيروا في طريق الرحمة الإلهية، في طريق رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلابد لكم أن تبتعدوا عن المغالطات، عن التحريف والتضليل الذي يمارسه المستكبرون والحكام الطغاة من أجل إبقاء سيطرتهم وطغيانهم، وتحويل الناس إلى عبيد لهم، خلافا لعبودية الله سبحانه وتعالى كما ذكرنا ذلك سابقا.
لذلك نحن نحتاج إلى أن نعرف معنى المغالطة، ولماذا يمارس البعض هذا الأسلوب، وما هي النتائج المترتبة عليها؟.
المغالطة محاولة لتهديم الحقيقة
تم طرح مفهوم المغالطة في موضوعات مختلفة، في المنطق وفن الخطابة، وهو فن يستعمل في الجدال، والحوار بحد ذاته هو جيد، وقد يكون طريقا للوصول إلى الحقيقة من أجل العلم والمعرفة، ولكن المغالطة هي خلاف الحوار، فالأخير هو محاولة للوصول إلى الحقيقة، ولكن المغالطة محاولة لضرب الحقيقة وتحريفها، ولتزييف الحقيقة، وهو فن يستعمله البعض للتغلب على الآخرين، وتضليل العقول وتضليل النفوس والأفكار، لتحقيق غايات أما شخصية أو ذاتية أو استكبارية أو نرجسية، أو لتحقيق غايات الحكام لكي يسيّروا الشعوب على ضوء ما يريدون حتى لا تثور الشعوب ضدهم، ولكي تبقى الشعوب مطيعة لهم ولأهوائهم.
المغالطة في تعريف علم المنطق هي استدلال فاسد يتخذ مظهر قياسات صحيحة، فيأتي بمركبات ومقدمات بعضها صحيح ولكن يحوّر فيها، مثلا تكون المقدمة الأولى صحيحة والمقدمة الثانية صحيحة أيضا، لكنهما لا يرتبطان مع بعضهما، أما الصحيح فهو لابد أن تكون المقدمات مترابطة حتى تنتج مخرجات صحيحة، لكن الإنسان المغالط يحوّر ويضلل من أجل الوصول إلى خلاف الحقيقة.
هناك مثال معروف في علم المنطق، يعبرون عنه في عملية القياس وتزييف الحقيقة، يقول (الحائط فيه فأرة، وكل فأرة لها أذنان فالحائط له أذنان)، كلا المقدمتين صحيحتين ولكن النتيجة كانت باطلة، لأن المقدمتين لا يرتبطان ببعضهما، لذلك هذه ممارسة تضليلية وخداع يعتمد على قياسات صحيحة، لكنها غير مرتبطة فيما بينها للوصول إلى حقيقة زائفة.
لذلك فإن المغالطة هي استخدام الأفكار والمعلومات المضللة لتبرير شيء معين، في تزييف حقيقة وإثارة العواطف من أجل حسم نقاش معيّن، في بعض الإحسان يكون لدى الإنسان نوع من التكبر والطغيان، فيقوم بالمجادلة من أجل المجادلة، وليس من أجل أن يتعلّم ويكتسب المعلومات والمعرفة لتطوير نفسه، في هذه الحالة يستمر بالمجادلة ويريد أن يحسم النقاش من خلال وضع مقدمات وقضايا ووسائل حتى يكسب النزاع مع الطرف الآخر، لكن الجدال يبقى بلا نهاية، لأن الطرف الآخر يعرف مسبقا أن الآخر يريد أن يضلله ويغالط، فلا يستمر معه بالنقاش.
التلاعب بالقواعد العقلية للإنسان
وهذه هي مناورات ومخادعات تبدو منطقية في ظاهرها، لاسيما عند بعض الناس الذين يتقنون هذا الفن وهذا الأسلوب، ولكن بالنتيجة تنتهي بالوصول إلى حقيقة زائفة، وتتألف المغالطة من الوهميات، أي مجموعة من الأوهام والقضايا الكاذبة يحكمها الوهم، والغرض منها هو إيقاع الطرف الآخر في الخطأ، فهي عملية تلاعب بالقواعد العقلية والفكرية للإنسان، من أجل إيقاعه في الخطأ.
نلاحظ هذا الشيء اليوم في الكثير من الأحيان، عند بعض هؤلاء الذين يكتبون في الفلسفة والتاريخ، أو في الفكر، أو وسائل الإعلام، أو المواقع التي تنشر الأخبار، فنلاحظ أن هذا الخبر يتم تحويره بطريقة معينة، أو يُصاغ بطريقة معينة، تجعل الإنسان يقع في الوهم، وبالنتيجة لا يصل إلى الحقيقة، وإنما يصل إلى حقيقة وضعها الشخص أو الجهة التي صاغت العلومة او الخبر أو ذلك الإعلامي، أو ذلك الذي وضع النص في كتاب، حتى يوصل الناس إلى أهداف خاصة، قد تكون أهداف مادية، أهداف شيطانية، أجندات خاصة به. بعض الناس الذين في نفوسهم مرض يحبون أن يتلاعبوا بالناس، من خلال ضخّهم للأفكار الفاسدة والزائفة.
( أيّها الناس! اعلموا أنّي فاطمةّ! وأبي محمّد أقول عَوداً وبدءاً. ولا أقول ما أقول غلطاً، ولا أفعل ما أفعل شططاً، (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ).
وقد تطرقنا سابقا إلى هذا المعنى (واعلموا أني فاطمة)، وهو معرفة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ومن هي.
وقد أرجعتنا إلى البدايات من أجل الوصول إلى النهايات (عودا وبدءا)، لأنها كلها مرتبطة ببعضها، النهاية تكون مرتبطة بالبداية، والبداية تؤدي إلى النهاية، فلذلك لابد أن تكون البدايات صحيحة من أجل الوصول إلى نهايات صحيحة.
الغلط يؤدي الى الشطط
وهنا نصل إلى هذا الكلام للسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام): (ولا أقول ما أقول غلطا، ولا أفعل ما أفعل شططا).
ومعنى الغلط هو الخطأ في الكلام من كذب وخديعة ومغالطة، والشطط هو الخروج عن الحد والابتعاد عن الحق، والبعد عن الحقيقة، فالغلط يكون في القول، والشطط يكون في الفعل، والمقصود من الغلط هنا انه يؤدي سواء كان في القول أو في التوجيه أو في الفكرة إلى الشطط في الفعل وتجاوز الحد في الابتعاد عن الحق وعن الحقيقة، وهناك من يستخدم فن المغالطة وأسلوب المغالطة من أجل الابتعاد والانحراف عن الحقيقة.
والسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) أرادت تسليط الضوء على الحقائق السليمة من خلال بيان الواقع، عبر بيان الأسس والنتائج والأسباب والمسببات الصحيحة، والسليمة، والمتسلسلة، والمترابطة من أجل السير في الطريق المستقيم وصولا إلى الغايات. في عملية منهجية لتسلسل المعارف، ولذلك قالت (عليها السلام): (لا أقول شططا)، أي لا أقول قولا مغلوطا حتى لا ينتهي إلى الشطط، وهي لا تقول ذلك، فهي الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وزوجة أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهي المعصومة، وهي التي قال عنها رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن الله يغضب لغضب فاطمة).
فكلامها مسدَّد وبعيد عن المغالطة، ولكن لماذا قالت (لا أقول غلطا، ولا أفعل شططا)؟، إنها أرادت توجيه الكلام للآخرين، وأنهم يغالطون من أجل تحريف مسار الحقيقة، للوصول إلى غايات خاصة وشخصية، والاستيلاء والانقلاب على نهج الله تعالى وطريقه القويم، الذي وضعه الله سبحانه وتعالى، وأوصى به رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهي ولاية أمير المؤمنين ( عليه السلام).
المغالطات تسيطر على التاريخ
المشكلة الأساسية هنا التي تعاني منها البشرية، هي قضية المغالطات والتحريفات التي تسيطر على التاريخ، وتهيمن على الفعل التاريخي، بالنتيجة يعيش البشر بسبب مقدمات موهومة وحقائق زائفة، وواقع غير سليم، يعيشون المعاناة والشقاء والآلام والمحن والصعاب، بسبب عدم العيش مع الحقيقة والواقع.
لذا أرادت السيدة الزهراء (عليها السلام) أن تقول لنا، إذا أردتم أن تسيروا في طريق الرحمة الإلهية، في طريق رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلابد لكم أن تبتعدوا عن المغالطات، عن التحريف والتضليل الذي يمارسه المستكبرون والحكام الطغاة من أجل إبقاء سيطرتهم وطغيانهم، وتحويل الناس إلى عبيد لهم، خلافا لعبودية الله سبحانه وتعالى كما ذكرنا ذلك سابقا.
لذلك نحن نحتاج إلى أن نعرف معنى المغالطة، ولماذا يمارس البعض هذا الأسلوب، وما هي النتائج المترتبة عليها؟.
المغالطة محاولة لتهديم الحقيقة
تم طرح مفهوم المغالطة في موضوعات مختلفة، في المنطق وفن الخطابة، وهو فن يستعمل في الجدال، والحوار بحد ذاته هو جيد، وقد يكون طريقا للوصول إلى الحقيقة من أجل العلم والمعرفة، ولكن المغالطة هي خلاف الحوار، فالأخير هو محاولة للوصول إلى الحقيقة، ولكن المغالطة محاولة لضرب الحقيقة وتحريفها، ولتزييف الحقيقة، وهو فن يستعمله البعض للتغلب على الآخرين، وتضليل العقول وتضليل النفوس والأفكار، لتحقيق غايات أما شخصية أو ذاتية أو استكبارية أو نرجسية، أو لتحقيق غايات الحكام لكي يسيّروا الشعوب على ضوء ما يريدون حتى لا تثور الشعوب ضدهم، ولكي تبقى الشعوب مطيعة لهم ولأهوائهم.
المغالطة في تعريف علم المنطق هي استدلال فاسد يتخذ مظهر قياسات صحيحة، فيأتي بمركبات ومقدمات بعضها صحيح ولكن يحوّر فيها، مثلا تكون المقدمة الأولى صحيحة والمقدمة الثانية صحيحة أيضا، لكنهما لا يرتبطان مع بعضهما، أما الصحيح فهو لابد أن تكون المقدمات مترابطة حتى تنتج مخرجات صحيحة، لكن الإنسان المغالط يحوّر ويضلل من أجل الوصول إلى خلاف الحقيقة.
هناك مثال معروف في علم المنطق، يعبرون عنه في عملية القياس وتزييف الحقيقة، يقول (الحائط فيه فأرة، وكل فأرة لها أذنان فالحائط له أذنان)، كلا المقدمتين صحيحتين ولكن النتيجة كانت باطلة، لأن المقدمتين لا يرتبطان ببعضهما، لذلك هذه ممارسة تضليلية وخداع يعتمد على قياسات صحيحة، لكنها غير مرتبطة فيما بينها للوصول إلى حقيقة زائفة.
لذلك فإن المغالطة هي استخدام الأفكار والمعلومات المضللة لتبرير شيء معين، في تزييف حقيقة وإثارة العواطف من أجل حسم نقاش معيّن، في بعض الإحسان يكون لدى الإنسان نوع من التكبر والطغيان، فيقوم بالمجادلة من أجل المجادلة، وليس من أجل أن يتعلّم ويكتسب المعلومات والمعرفة لتطوير نفسه، في هذه الحالة يستمر بالمجادلة ويريد أن يحسم النقاش من خلال وضع مقدمات وقضايا ووسائل حتى يكسب النزاع مع الطرف الآخر، لكن الجدال يبقى بلا نهاية، لأن الطرف الآخر يعرف مسبقا أن الآخر يريد أن يضلله ويغالط، فلا يستمر معه بالنقاش.
التلاعب بالقواعد العقلية للإنسان
وهذه هي مناورات ومخادعات تبدو منطقية في ظاهرها، لاسيما عند بعض الناس الذين يتقنون هذا الفن وهذا الأسلوب، ولكن بالنتيجة تنتهي بالوصول إلى حقيقة زائفة، وتتألف المغالطة من الوهميات، أي مجموعة من الأوهام والقضايا الكاذبة يحكمها الوهم، والغرض منها هو إيقاع الطرف الآخر في الخطأ، فهي عملية تلاعب بالقواعد العقلية والفكرية للإنسان، من أجل إيقاعه في الخطأ.
نلاحظ هذا الشيء اليوم في الكثير من الأحيان، عند بعض هؤلاء الذين يكتبون في الفلسفة والتاريخ، أو في الفكر، أو وسائل الإعلام، أو المواقع التي تنشر الأخبار، فنلاحظ أن هذا الخبر يتم تحويره بطريقة معينة، أو يُصاغ بطريقة معينة، تجعل الإنسان يقع في الوهم، وبالنتيجة لا يصل إلى الحقيقة، وإنما يصل إلى حقيقة وضعها الشخص أو الجهة التي صاغت العلومة او الخبر أو ذلك الإعلامي، أو ذلك الذي وضع النص في كتاب، حتى يوصل الناس إلى أهداف خاصة، قد تكون أهداف مادية، أهداف شيطانية، أجندات خاصة به. بعض الناس الذين في نفوسهم مرض يحبون أن يتلاعبوا بالناس، من خلال ضخّهم للأفكار الفاسدة والزائفة.
تعليق