بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمُ وَالْعَنْ أعْدائَهُمُ وَمَنْ والاهُمُ
سأضع هنا بعض مناظرات أهل البيت عليهم السلام .
مناظرة الامام أمير المؤمنين عليه السلام مع أبي بكر في شأن فدك .
عن حمّاد بن عثمان . عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لما بويع أبو بكر
واستقام له الاَمر على جميع المهاجرين والاَنصار بعث إلى فدك من أخرج
وكيل فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله منها .
فجاءت فاطمة الزهراء عليها السلام إلى أبي بكر ثمّ قالت : لِمَ تمنعني
ميراثي من أبي رسول الله صلى الله عليه وآله . وأخرجت وكيلي من فدك .
وقد جعلها لي رسول الله صلى الله عليه وآله بأمر الله تعالى؟
فقال : هاتي على ذلك بشهود ، فجاءت بأمّ أيمن . فقالت له أمّ أيمن : لا
أشهد يا أبا بكر حتى احتج عليك بما قال رسول الله صلى الله عليه وآله
أنشدك بالله ألست تعلم أن ّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال :
« أم أيمن امرأة من أهل الجنة » ؟ . فقال : بلى . قالت :
« فاشهد : أنّ الله عزّ وجلّ أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله .
( فآت ذا القربى حقّه ) فجعل فدكاً لها طعمة بأمر الله .
فجاء علي عليه السلام فشهد بمثل ذلك . فكتب لها كتاباً ودفعه إليها .
فدخل عمر فقال ما هذا الكتاب ؟ فقال : إنّ فاطمة - عليها السلام - ادعت
في فدك وشهدت لها أم أيمن وعلي - عليه السلام - فكتبته لها . فأخذ عمر
الكتاب من فاطمة فتفل فيه ومزّقه . فخرجت فاطمة عليها السلام تبكي .
فلما كان بعد ذلك جاء عليٌ عليه السلام إلى أبي بكر وهو في المسجد
وحوله المهاجرون والاَنصار فقال : يا أبا بكر لِمَ منعت فاطمة ميراثها من
رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ وقد ملكته في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله .
فقال أبو بكر : هذا فيء للمسلمين . فإن أقامت شهوداً أنَّ رسول الله جعله لها وإلا
فلا حقّ لها فيه . فقال أمير المؤمنين عليه السلام : يا أبا بكر تحكم فينا بخلاف حكم
الله في المسلمين . قال : لا . قال : فإن كان في يد المسلمين شيء يملكونه . ثم
ادعيت أنا فيه من تسأل البينة ؟ قال : إياك أسأل البينة . قال : فما بال فاطمة سألتها
البينة على ما في يديها ؟ وقد ملكته في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وبعده .
ولم تسأل المسلمين بينة على ما ادعوها شهوداً ، كما سألتني على ما ادعيت عليهم ؟
فسكت أبو بكر فقال عمر : يا علي دعنا من كلامك . فإنا لا نقوى على حجتك .
فإن أتيت بشهود عدول . وإلا فهو فيء للمسلمين . لا حق لك ولا لفاطمة - عليهما
السلام - فيه . فقال أمير المؤمنين عليه السلام : يا أبا بكر تقرأ كتاب الله ؟
قال: نعم . قال: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ :
( إنّما يُريدُ اللهُ ليذهبَ عَنكُمْ الرِجسَ أهلَ البيت ويُطهّركُمْ تطهيراً )
فيمن نزلت ؟ فينا أم في غيرنا ؟ قال: بل فيكم .
قال: فلو أنَّ شهوداً شهدوا على فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه
وآله بفاحشة ما كنت صانعاً ؟
قال: كنت أُقيم عليها الحد ، كما أُقيمه على نساء المسلمين .
قال: إذن كنت عند الله من الكافرين . قال: ولِمَ ؟
قال: لاَنّك كنت رددت شهادة الله لها بالطهارة . وقبلت شهادة الناس عليها . كما رددت
حكم الله وحكم رسوله أن جعل لها فدكاً قد قبضته في حياته. ثم قبلت شهادة إعرابي
بائل على عقبيه . عليها . وأخذت منها فدكاً. وزعمت أنّه فيء للمسلمين . وقد قال
رسول الله صلى الله عليه وآله « البينة على المدّعي . واليمين على المدّعى عليه »
فرددت قول رسول الله صلى الله عليه وآله . البينة على من ادعى ، واليمين على
من ادعى عليه . قال : فدمدم الناس وأنكروا ونظر بعضهم إلى بعض .
صدق والله عليّ بن أبي طالب عليه السلام .
المصدر
البحار ج 29 ص 127 .