إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور المنتدى( العمل الصالح)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محور المنتدى( العمل الصالح)

    الاسلام الغريب
    عضو ماسي











    • تاريخ التسجيل: 26-03-2021
    • المشاركات: 7441


    #1
    عملٌ صالح

    20-01-2023, 06:08 PM


    حرصك على إغلاق الباب بهدوء حتى لايستقيظ النائمين
    عملٌ صالح

    لقيتِ أكل مكشوف وغطيته
    عملٌ صالح


    اصغاءك لحديث ممل لجبر خاطر المتحدث
    عملٌ صالح

    بشاشة صوتك في الرد على الهاتف
    عملٌ صالح

    ابتسامتك لأسرتك وملاطفتك لهم
    عملٌ صالح
    استقبالك الناس في منزلك بترحاب وإكرامهم
    عملٌ صالح

    إغلاق ما فتحته ورفع ما سقط منك وتغطية ما كشفته وتسوية ما بعثرته وتنظيف ما استخدمته وترك المكان أحسن مما كان هذا بالطبع
    عملٌ صالح

    رفع الهاتف أهلاً أخي، أختي، أبي، أمي، خالتي، عمي،صديقي والسؤال عن أحوالهم..
    عملٌ صالح

    شربت العصير وأبقيت العلبة معك حتى تصل لأقرب سلة مهملات..
    عملٌ صالح

    رأيت ولد يخطئ فأعطيته ابتسامة مليئة بالحب وقلت له استغفر يابني هذا يثقل ميزان سيئاتك.. ولديك فرصة للاستغفار وتثقيل ميزان الحسنات..
    عملٌ صالح

    شيئا أفادك في حياتك فنشرته لتعم الفائدة..
    عملٌ صالح

    لم ترد سائلاً خائباً سواء كان سائل نصيحة..سائل مال..سائل خدمة..
    عملٌ صالح

    كتمت عيباً رأيته بأحدهم...
    عملٌ صالح

    دعيت لميت...
    عملٌ صالح

    الأعمال الصالحة محيطة بنا حتى ونحن في منازلنا، بإمكاننا تثقيل ميزان الحسنات يومياً بمليون عمل صالح .



    ***********************
    **************
    ***********


    اللهم صل على محمد وال محمد

    نعود والعود احمد لندخل الى بوابة الاعمال الصالحة والكثيرة من حولنا


    علنا نحوز على شي منها ونستفيد من وجودها البارز في كل مكان


    سائلين الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال ..



    كونوا معنا ..






    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	0.jpg 
مشاهدات:	343 
الحجم:	39.4 كيلوبايت 
الهوية:	993728



    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	10672201_888318461216772_3483899403921484009_n.jpg 
مشاهدات:	338 
الحجم:	30.1 كيلوبايت 
الهوية:	993729


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	10485872_1544950915723894_8900704984509037954_n.jpg 
مشاهدات:	338 
الحجم:	40.3 كيلوبايت 
الهوية:	993730



  • #2
    الاسلام الغريب
    عضو ماسي











    • تاريخ التسجيل: 26-03-2021
    • المشاركات: 7441


    #1
    العمل الصالح رصيد المؤمن

    29-04-2023, 03:18 PM



    اللّهم صَلِّ عَلى مُحمَّدٍ وآلِ مُحمَّد وعَجِّل فَرجَهُم اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	343937647_708883531036909_502375645597987673_n.jpg  مشاهدات:	60  الحجم:	47.3 كيلوبايت  الهوية:	974804





    تعليق


    • #3
      عطر الولايه
      عضو ماسي











      • تاريخ التسجيل: 20-09-2010
      • المشاركات: 8117


      #1
      لذائذ العمل الصالح من نبع الامام علي (ع)

      10-04-2023, 03:54 AM


      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
      وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
      وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

      السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته



      (شَتَّانَ مَا بَيْنَ عَمَلَيْنِ عَمَلٍ تَذْهَبُ لَذَّتُهُ وَتَبْقَى تَبِعَتُهُ، وَعَمَلٍ تَذْهَبُ مَئُونَتُهُ ويَبْقَى أَجْرُهُ)

      .

      كل عمل يعمله الإنسان لابد أن يكون له منبع، ومن المنبع تتكون له حاضنة، مثل الماء الذي ينبع من الأصل ثم يجري هذا الماء في قنوات حتى يصل إلى بحيرة أو بحر، والمنبع الأساسي لكل أعمالنا هو منهج الإمام علي (عليه السلام) والحاضنة التي تحتضن العمل الصالح هو منهج الغدير النابع من ذلك النبع العظيم، الذي نبني من خلاله حياتنا والسير في الطريق المستقيم.

      وكل عمل سواء كان صالحا أو غير صالح، لابد أن يكون له منبع وحاضنة، فإذا اختار الإنسان النبع الصحيح، سوف يعيش حياة سليمة تتبع المنبع والحاضنة. فبعد أن يخرج الماء سيذهب إلى بحر أو بحيرة، وقد يخرج من نبع مسموم وموبوء بالأمراض والجراثيم، حينئذ تكون أعماله ملوثة وطالحة.

      الغدير منبع الأعمال الصالحة
      لذلك نحن نعتقد بأن منبع ومنهج الغدير هو منبع الأعمال الصالحة، وهناك تشاكل وارتباط بين الإنسان وبين عمله، فكل عمل صالح يعمله سوف يؤدي إلى بناء جيد في داخله، لأن الإنسان يتشكّل من خلال أعماله، واختياره لهذه الأعمال، فإذا كانت أعماله سيئة غالبة عليه، تصبح شخصيته سيئة لأن أعماله تنعكس على بناء شخصيته وتشكيلها وتؤثر في طريقة تفكيره وتعامله مع الآخرين واتجاهاته في الحياة.

      فإذا كانت أعماله صالحة وهو الذي اختارها بنفسه، فإن شخصيته تكون جيدة وصالحة أيضا، فهاتان نقطتان مهمتان في عملية بناء الاتجاه في طريق العمل الصالح.

      يقول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) البينة 7. بمعنى أفضل الناس، لأن أعمالهم تجعلهم يتكاملون بشخصياتهم ويصبحون الأفضل من ناحية الخير والبركة والأخلاق الحسنة والإيمان والاعتقاد، ونفع الناس وإصلاح الأمور، وكلما تضاءلت الأعمال الصالحة من الإنسان، ينعكس هذا عليه أيضا، ويتسافل ويصبح لا شيء ولا معنى في حياته، لذلك فإن المعنى الكبير الذي نقصده ونذهب إليه هو نهج الغدير لأنه منبع الأعمال الصالحة.

      إن الإنسان اليوم غالبا ما يقلق ويفكر ماذا يفعل في دنياه، فيعيش حالة قلق ولا ينام ليله، ويفكر في النهار أيضا فماذا يفعل وماذا يختار، ويتأثر بالآخرين وبالأجواء المحيطة به، نحن نقوله له إن المنبع موجود فاذهب إلى هذا النبع الأصيل اللذيذ الطيب وانهل واشرب منه حتى تُسعَد بالأعمال الصالحة.

      نهج الغدير يغذّينا باليقين
      من المفارقات العجيبة أن الإنسان يكون عطشانا وهو بالقرب من المنبع لكنه لا يشرب منه، ولو (غَرفة) أو شربة واحدة، هذه مشكلة كبيرة يعيشها الإنسان، لأن هذا المنبع موجود وهذه الكلمات الطيبة، وهذا النهج العظيم الذي يرفع عنك القلق، ويغذيكَ باليقين، ويغذيك بالعلم والمعرفة والاستقرار والاطمئنان النفسي.

      لماذا تذهب عطشانا، ولماذا تختار الأشياء السيئة وتنخدع بالآخرين، إن المشكلة تكمن في أن الناس ينخدعون بالتضليل، وبالشعارات والأقوال والقضايا الأخرى، لكن على الإنسان أن لا ينخدع، ولابد أن يذهب مباشرة إلى النبع الأصيل وهو الإمام علي (عليه السلام).

      فعنه (عليه السلام): (إياك وكل عمل ينفّر عنك حرّا أو يذل لك قدرا أو يجلب عليك شرا أو تحمل به إلى القيامة وزرا)، لقد لخّصت هذه الكلمات لنا منهج حياة كامل، فلا تعمل عملا يجعل الحرّ ينفر منك، فمن هو الإنسان الحر؟، إنه الإنسان العاقل الفاهم الناضج الذي يتمتع باستقلال شخصيته، وفي مقابله ذلك الإنسان العبد لشهواته وأهوائه.

      العمل السيّء مرغوب من قبل عبيد الأهواء، أما إذا كان الإنسان ذا شخصية مستقلة ويكون متقيا ورِعا، فإنه يتنفّر من العمل السيّء، وهذا مقياس لمعرفة العمل الصالح من العمل الطالح، العمل الصالح يخص الصالحين والأتقياء الأحرار، فالإنسان الحر المستقل بشخصيته لا يقبل الخطأ لأنه إنسان عاقل، أما العمل الطالح فهو الذي يفرح به عبيد الدنيا والأهواء.

      معرفة الاحرار للعمل الصالح
      هناك بعض الناس إذا قابلوا إنسانا متّقيا فإنهم يهربون منه، لأن المتقي يعبر عن الأعمال الصالحة، والإنسان الحر يعبّر عن العمل الصالح، عليك اختيار العمل وفق مقاييس محددة، لنفترض أنك في كربلاء وقمت بعمل ما، فهل يقبله الإمام الحسين (عليه السلام)، وهل يقبله الإنسان الحر؟

      لذلك هناك جانبان، الأول هو عليك أن تفكر بالعمل الذي تقوم به، وما هي عواقب هذا العمل، والثاني هل سيقبله الأحرار والمتقين والصالحين؟، إذا لم يقبله الأحرار فإياك منه، اتركه، (والإنسان على نفسه بصيرة ومعرفة في هذا الأمر).

      اختيار اقدار الشر
      (يذل لك قدرا أو يجلب عليك شرا): إن التعصب لشيء معين هو نوع من أنواع العبودية للمزاج والأهواء، وفيه نوع من التجبّر والتكبّر على الآخرين، وهذا يخالف طريقة الأحرار والمتقين والصالحين، وإذا كان هذا العمل سيئا فإنه بالنتيجة سوف يقودك إلى طريق الأقدار التي يختارها الإنسان من خلال أعماله، فيأخذك هذا العمل السيّئ إلى طريق فيه أقدار غير جيدة.

      هذا الأمر واضح كالإنسان الذي يذهب في طريق شرب الخمر، أو يتناول المخدرات، أو يذهب في طريق الفساد المالي والإداري، فهذه الأمور سوف يقوده إلى عاقبة سيئة جدا ستدمره حتما.

      أو يجلب له شرّا، فعليك أن تفكر في أن هذا العمل الذي تنوي القيام به، هل عاقبته جيدة أم لا، وهل فيه خير أم فيه شر؟.

      (أو تحمل به إلى القيامة وزرا)، أي يبقى معك العمل إلى يوم القيامة، وهذه النقاط التي يذكرها الإمام علي (عليه السلام) متشابهة ومتداخلة ولكن هناك تفكيك بين الأعمال، بعض هذه الأعمال قد تكون مباحة، ولا إشكالات فيها، وهناك أعمال مكروهة أو محرمة، فيجب التفريق بين هذه الأمور حتى يتخيّر الإنسان بنفسه العمل الصالح والجيد.

      معاني العمل الصالح
      هنا ربما يسأل بعضهم، ما هو العمل الصالح وكيف نميزه عن الطالح؟

      انه العمل الجيد، الذي تكون فيه جودة، وهو يقف في مقابل العمل الرديء، والعمل الصالح هو العمل المتقَن في مقابل العمل الركيك، كذلك هو العمل الماهر والذكي، وعلى الإنسان أن يتخيّر الأعمال الذكية في حياته وليس الأعمال الغبية.

      ومن الأعمال الصالحة، العمل التعاوني الذي يجب أن يتشارك فيه الإنسان مع الآخرين، ويتعاون معهم (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) المائدة 2. لأن من أهم مصاديق العمل الصالح التعاون في العمل، ويتجسَّد الإنسان المؤمن الصالح بأعماله في طاقته التعاونية.

      كذلك العمل التشاركي، حيث يكون فيه مشاركة مع الآخرين وليس العمل الأناني وهو عمل سيّء وفردي، والعمل الصالح هو الذي تكون فيه عاقبة حسنة في مقابل العاقبة السيئة، كذلك العمل الحسن وهو ما يستحسنه الشرع والعرف، والعمل الخيِّر في مقابل الشر.

      من الأعمال الصالحة، العمل الإصلاحي الذي يُعد من أهم مصاديق العمل الصالح في مقابل العمل في الإفساد أو القطيعة، (إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم)، فالإصلاح هو الذي يوجد فيه بناء وتشييد ونمو في مقابل العمل الهدّام.

      العمل الصالح في المصلحة العامة
      والعمل الذي فيه مصلحة عامة هو عمل صالح أيضا، فتكون فوائد هذا العمل لصالح كل الناس.

      مثال عن ذلك هناك من يجلب بضاعة تفيد المصلحة العامة، وتارة أخرى يجلب بضاعة يستفيد منها بعض الأغنياء أو فئة قليلة فقط، يوجد فرق بين المصلحة الشخصية والعامة، فهناك من يجلب بضاعة لكي يربح هو شخصيا ولا يستفيد منها عامة الناس، لذلك فإن العمل الذي يستفيد منه عامة الناس تكون فيه بركة ونمو وتزايد.

      والعمل النافع والمثمر من الأعمال الصالحة حيث فيه إنتاج وثمرة ونفع للناس وليس للنفع الذاتي فقط. فلا يجوز جلب بضاعة تضر الناس، فالعمل الصالح هو العمل الذي ينفع الناس.

      كذلك العمل الذي فيه تقوى و ورع، ويوجد تأكيد على هذا النوع من العمل، أما إذا لا يوجد ورع في العمل فلا تنطبق عليه معايير العمل الصالح مطلقا، وأيضا العمل الذي فيه أجر وثواب هو عمل صالح.

      كذلك العمل الذي فيه سلم وتسالم، وتصالح بين الناس، وهنالك معان كثيرة توجد لدينا منها الفضائل والأخلاق الحسنة، فكل عمل ينفع الناس ومثمر وينتهي إلى العاقبة الحسنة والخير هو عمل صالح، فالعمل الصالح بالنتيجة هو الذي يرضي الله سبحانه وتعالى.

      غياب الثقافة التعاونية
      يتبادر هنا سؤال مهم إذا كانت لدينا منهجية الغدير فلماذا تأخرنا عن الأمم الأخرى؟، لقد ذكرنا بعض الأسباب سابقا، ومنها غياب الإتقان، ووجود المعاصي، وغياب الذكاء والتعاون والمشاركة، والمصلحة العامة والإصلاح، كل هذه المسميات هي من معاني العمل الصالح، ولكن أين نعثر اليوم على إنسان توجد عنده ثقافة تعاونية وهي أساس الثقافة الإسلامية؟

      الإسلام أساسه التعاون، والإنسان المسلم هو الإنسان المتعاون، ولكن هناك نرجسية عالية عند البعض ولا يقبل التعاون مع الآخرين، ويقول أنا فقط.

      شروط انجاز العمل الصالح
      الشرط الأول: أن يقدم الأهم على المهم.

      الاختيار بين غير المهم والمهم والأهم، العمل الصالح هو الأهم، وله أولوية.

      الشرط الثاني: أن يكون هذا العمل نابعا من الوظيفة والمسؤولية الشرعية وليس من الرغبة الذاتية.

      والفرق بين الحاجة والرغبة، ان العمل الصالح هو الأكثر مطلوبية وهو العمل الذي يسد حاجة، وليس العمل الذي يأتي من خلال الرغبات الذاتية، هناك من يعمل عملا صالحا ولكن من خلال رغباته الذاتية، لذلك أكدنا على التقوى والورع، فالعمل الصالح هو الذي ينبع من الوظيفة والمسؤولية.

      منهج الغدير منهج المسؤولية، لذلك حين ينبع منه العمل الصالح فيجب أن لا يخضع لرغبتي الخاصة، بل يجب أن يتوافق مع منهج الغدير ومع رضا الله سبحانه وتعالى.

      الشرط الثالث: أن يكون هذا العمل عملا إصلاحيا.

      إن ما يقف في مقابل العمل الصالح هو الفساد والإفساد، كذلك الشر الذي قد لا يكون ضعيفا، فهو شر كامن صغير مخفي، وهذا هو الشر النابع من خبث، لكن الإنسان لا يشعر به ولا يعرف به، أو أنه يتغاضى عنه.

      كذلك قضية التسقيط، أحيانا يطلق أحدهم كلمة على شخص آخر تبدو غير مقصودة لكنه في الحقيقة يقصد قولها لتسقيط الآخر وهذا الفعل شر خبيث، قد يعتبره الإنسان شر صغير لكنه كبير جدا، وكل هذه الأعمال اليومية التي يقوم بها الإنسان تؤدي إلى تشكيل شخصيته، ومن ضمن ذلك الفساد، الشر، الرذيلة، الخيانة، الكذب، الطمع، الحرص، الصراع، العنف، العدوان، فالإنسان كمعتدي بالكلام، باللفظ، بالكراهية، بالاعتداء الجسدي، بالاعتداء على حقوق الناس وأموالهم، كل هذا بسبب الصراعات والنزاعات.

      في مقال قديم ذكرتُ أن الإنسان العالِم حقا لا يكون في صراع ونزاع، بل هو في مصالحة مع الآخرين دائما، فمن يدخل في الصراع والنزاع هو الإنسان الجاهل، أما الإنسان العقل الذي ينهل من نهر الغدير فإنه لا يتصارع ولا يتنازع مع الآخرين، وإنما هو في حالة مصالحة دائمة وتفاهم مستمر وسائر باستقامة في طريق الإمام علي (عليه السلام)، لأنه طريق الهداية والإرشاد، وطريق الأحرار.

      الشرط الرابع: أن يكون هذا العمل فيه سلم ومسالمة ومشاركة وتعاون.

      إذا لاحظت شخصا لديه نزاعات دائمة مع الآخرين، فعليك أن تعرف بأن هذا الإنسان ليست له علاقة بالأعمال الصالحة، وليس له علاقة بمنهج الغدير، وإنْ كان يدّعي الالتزام بمنهج الغدير، لأن أعماله هي التي تفصح عنه، وعمله هو الذي يبيّن اتباعه لمنهج الغدير من عدمه.

      هل تعتقد أن الصراع والتنازع مع الآخرين، ومع المؤمنين، ومع العائلة، ومع الجيران، هو من الأعمال الصالحة؟، بل هذه من أسوأ الأعمال، لأن الإمام علي (عليه السلام) يوصي بالتواصل والصلة والتقارب، حيث يقول: (وَإِيَّاكَ أَنْ تَجْمَحَ بِكَ مَطِيَّةُ اللَّجَاجِ احْمِلْ نَفْسَكَ مِنْ أَخِيكَ عِنْدَ صَرْمِهِ عَلَى الصِّلَةِ وَعِنْدَ صُدُودِهِ عَلَى اللَّطَفِ وَالْمُقَارَبَةِ)، هذا هو منهج الغدير، فإنه منهج التواصل والتعاون والتفاهم وعدم التخاصم والتنابذ والتسابب.

      ترتيب سلّم الأولويات
      كما ذكرت سابقا هناك أعمال نابعة من رغبة ذاتية ومن المزاج وليس من المسؤولية الشرعية، لكن الإنسان الصالح المؤمن بالغدير هو الذي يلتزم بالشرعية، إما إذا أدى عمله وفق رغبته ومزاجه فلا يبقى لدينا نظام، ولا يبقى حجر على حجر، لذا على الإنسان أن يعمل في إطار المصلحة العامة ويلتزم بالمشاركة مع الآخرين في ترتيب سلّم الأولويات.

      لذلك نلاحظ أن الأعمال الخيّرة متناثرة هنا وهناك، وليست أعمال منهجية، فكل فرد يعتقد أنه يحب هذا العمل فسوف يؤديه أو يقوم به، بينما الصحيح عليه أن يدرس الأمر، فتكون هناك دراسة ومشاورة فيما بين العاملين لاختيار الأولويات، وسلّم الأولويات والتركيز في العمل، لأن من سمات العمل الصالح هو العمل المنتِج المركّز وليس القيام بالعمل الصالح فقط، فلابد أن يكون هذا العمل الصالح مثمرا في إنتاجيته.

      وهذا يحتاج إلى مشاورة مع العلماء الذين يفهمون الموازين ويعرفون الخطوط العامة، والأمور التي يحتاجونها في بناء مناهج العمل، فالعمل الصالح عبارة عن تشكيلة كبيرة وعظيمة تستهدف المستوى الأعلى من بناء الإنسان ومصلحته، وليس مجرد عمل أفقي، وإنما العمل العمودي.

      العمل الأفقي أو ما نسميه باللهجة العامية (الطشار) هو عمل متناثر، وهو بالنتيجة يفقد غايته وهدفيته، أما العمل العمودي فهو متصاعد ومتقدم، فمن أهم مصاديق العمل الصالح هو العمل المركّز المنتِج المثمر الذي يعتمد على تخطيط ومشاورة فيما بين العقلاء.

      ما هي صفات العمل الصالح؟
      تتضح صفات العمل مما يلي:

      أولا: تكون نتائجه واسعة، تشمل الجميع، والجميع يستفيدون من هذا العمل الصالح، وكما ذكرنا آنفا، العمل المركّز والمخطط له.

      ثانيا: يتبين العمل الصالح من قيمة النتائج التي يصل إليها، لأن قيمة العمل الصالح عندما تفككه وتنظر إليه، تظهر من خلال تأثيره في الحاضر والمستقبل، وتكون قيمته موضوعية مطلوبة بحد ذاتها، كما تقول الآية القرآنية: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) النحل 97، أجر غير ممنون يعني هذا الأمر ليس فيه منّة، وإنما جاء الأجر من قيمة العمل نفسه، لأن قيمته وإنتاجيته كبيرة، وتأثيره كبير أيضا.

      فهو كالذي يبذر بذرة صغيرة، فتنمو وتصبح شجرة، وهذه الشجرة تعطي بعد سنين ثمارا هائلة، فهي بذرة صغيرة، فهذه هي قيمة العمل، وهي واسعة وكبيرة جدا، لاسيما إذا كان عملا قائما على الإخلاص، والفهم والتخطيط للمستقبل، في بعض الأحيان لا يحتاج الأمر للتخطيط فالعمل بحد ذاته يعطي إنتاجا هائلا.

      كما نلاحظ ذلك في شجرة النخيل مثلا، تنبت من نواة صغيرة يزرعها الإنسان، ثم تنمو وبعد سنين، تعطي الكثير من الثمار على مدى وجودها، هذا هو العمل الصالح، بذرة لثمار واسعة، فإذا فهم الإنسان قيمة هذا الكلام، سوف يبقى طول حياته يبذر بذور العمل الصالح، وعليه أن لا يضيّع كل دقيقة من حياته في غير العمل الصالح.

      وفي حديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، العمل الصالح لا ينتهي، ويبقى يثمر باستمرار، كما نلاحظ في أشجار النخيل التي تم زرعها قبل عشرات الناس، فأعطت ثمارها طيلة هذه السنوات للناس، ويكون ثواب ذلك لمن زرعها، وعنه (صلى الله عليه وآله): (ما من رجل يغرس غرسا إلا كتب الله له من الأجر قدر ما يخرج من ثمر ذلك الغرس)، وهذا هو معنى العمل الصالح، أما تفكير الناس اليوم، ماذا يفيدني هذا العمل؟ أو ما هي الفائدة التي احصل عليها من هذا العمل؟، لكن هذا التفكير ليس صحيحا، بل علينا التفكير بنتائج العمل الصالح دائما.

      لذا فإن بذرة العمل الصالح هي للإنسان نفسه في كل الأحوال، وإن كان يستفيد الآخرون من وسعتها، ولكن بالنتيجة الإنسان الذي يعمل العمل الصالح ويبذر البذرة هو الذي يستفيد، وينعكس عليه ذلك انعكاسا هائلا وكبير في الدنيا والآخرة، فيُمنَح البركة في حياته ولأولاده ولأحفاده وهكذا.

      ثمرة العمل الصالح كأصلهِ
      يقول الإمام علي (عليه السلام): (ثمرة العمل الصالح كأصله)، (ثمرة العمل السيء كأصله)، لكن الإنسان الذي يبذر البذرة حتى يعمل منها خمرا، فماذا ينتج الخمر غير المساوئ والكوارث والمآسي، أما الذي يبذر البذرة من أجل إطعام الناس، ومن أجل إحياء الناس وإرشادهم، وهدايتهم، هذه هي النتائج المهمة للعمل الصالح الذي له وسعة ممتدة من الحاضر إلى المستقبل، لكن الإنسان قد لا يشعر بذلك وهو في الدنيا، وقد يعرف قيمتها في الآخرة، فيما إذا كانت صالحة أو سيئة.

      سهولة الحياة بالعمل الصالح
      ثالثا: سهولة الحياة بالعمل الصالح، فالعمل الصالح سهل جدا وهذه حقيقة، ولا يحتاج الإنسان في ذلك إلا الإرادة والنيّة والإيمان والاعتقاد، ودائما يكون الإنسان الذي يعمل العمل الصالح في مأمن، ولا توجد مشكلات في حياته، المشكلات توجد في حياة صاحب العمل السيّئ، فتجده يعيش في ضيق وضنك دائما.

      بعض الناس يتصورون العكس، ويظنون أن العمل الصالح صعب ويحتاج إلى ناس متقين ورعين، بينما نجد أن العمل الصالح سهل، فإذا أردنا الحياة السهلة علينا أن نختار طريق الغدير، فهو حياة سهلة رغيدة وطيبة، فالحياة بالعمل الصالح هي الحياة السهلة الطيبة.

      يقول الإمام علي (عليه السلام): (فَذَرُوا مَا قَلَّ لِمَا كَثُرَ وَمَا ضَاقَ لِمَا اتَّسَعَ قَدْ تَكَفَّلَ لَكُمْ بِالرِّزْقِ)، لا تذهبوا وراء الأشياء الضيقة في الحياة، بل وراء الأشياء الواسعة، فالعمل الصالح يتميز بوسعه، والله تعالى هو الذي يعطي الرزق، فلا تخف من أن تصرف أموالك أو جهودك في عمل الخير.

      عواقبه عظيمة ولذيذة
      رابعا: عواقب العمل الصالح عظيمة، ومديدة، وضخمة، كما أن العمل السيّء كذلك يتضخم في جوانبه السيئة، لكن الإنسان الذي يعرف هذه المعادلة وهذا النظام، يستطيع أن يشخص الأمور وماذا يختار.

      إذا أُعطيَ الإنسان بئرين، أو منبعين، أحدهما فيه ماء لذيذ والآخر فيه ماء مرّ علقم، فماذا يختار؟، حتما أنه يختار اللذيذ، العاقل يفهم هذه المعادلة وحتى الطفل الصغير يفهمها، في هذه الدنيا الفرق بين العمل الصالح والسيّئ، كالفرق بين المنبعين أعلاه، فالعمل الصالح هو أن تشرب الماء اللذيذ، والعمل الطالح والسيّئ هو أن تشرب الماء المالح أو المر.

      أرجو أن نتأمل في هذا الحديث تأملا عميقا لأننا إذا وضعناه قاعدة في حياتنا سوف تكون جميلة وطيبة بالماء العذب، فعن الإمام علي (عليه السلام): (شَتَّانَ مَا بَيْنَ عَمَلَيْنِ عَمَلٍ تَذْهَبُ لَذَّتُهُ وَتَبْقَى تَبِعَتُهُ وَعَمَلٍ تَذْهَبُ مَئُونَتُهُ ويَبْقَى أَجْرُهُ)، فحين تأكل لقمة طيبة من طعام لذيذ جدا، فكم ثانية تبقى لذة هذا الطعام في الفم، ربما عشر أو 15 ثانية، لنفرض أنك وضعت هذه اللقمة في فم طفل يتيم أو فقير، كم تبقى هذه اللذة عندك، إنها ستبقى مستمرة وقد تصبح أبدية لأنها لذة معنوية، هذا هو المقصود بالعمل الصالح ففيه لذة عظيمة.






      لذا على الإنسان أن لا يضيّع اللذة الحقيقية، فهناك عمل تذهب لذته، وتبقى تبعته كالإنسان الذي يأكل المال الحرام، ويأكل الطعام الذي يشتريه بأموال فاسدة، كم تطول لذة هذا الطعام؟، عشر ثوان، لكن تبقى تبعته مستمرة وكبيرة وقد تكون للأبد.











      تعليق


      • #4
        عطر الولايه عطر الولايه
        عضو ماسي











        • تاريخ التسجيل: 20-09-2010
        • المشاركات: 8117


        #1
        وصف الامام (عليه السلام) للحال بعد الموت والدعوة الى العمل الصالح

        16-09-2020, 06:00 AM



        بسم الله الرحمن الرحيم
        اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
        وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
        وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
        السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته





        وصف الإمام (عليه السلام) الحالة الراهنة للإنسان بعد موته قال (عليه السلام) : فإنّكم لو قد عاينتم ما قد عاين من مات منكم لجزعتم ووهلتم وسمعتم وأطعتم ولكن محجوب عنكم ما قد عاينوا وقريب ما يطرح الحجاب! ولقد بصّرتم إن أبصرتم وأسمعتم إن سمعتم وهديتم إن اهتديتم وبحقّ أقول لكم : لقد جاهرتكم العبر وزجرتم بما فيه مزدجر وما يبلّغ عن الله بعد رسل السّماء إلاّ البشر .

        حكت هذه الكلمات القوّة البالغة لحالة الإنسان بعد وفاته وما يعانيه من الكوارث والمصائب من جرّاء ما اقترفه في دار الدنيا من الآثام والذنوب.

        ومن مواعظه الخالدة هذه الموعظة التي تحدّث فيها عن إدبار الدنيا والدعوة إلى العمل الصالح قال (عليه السلام) : أمّا بعد فإنّ الدّنيا قد أدبرت وآذنت بوداع وإنّ الآخرة قد أشرفت باطّلاع ألا وإنّ اليوم المضمار وغدا السّباق والسّبقة الجنّة والغاية النّار أفلا تائب من خطيئته قبل منيّته! ألا عامل لنفسه قبل يوم بؤسه! ألا وإنّكم في أيّام أمل من ورائه أجل فمن عمل في أيّام أمله قبل حضور أجله فقد نفعه عمله ولم يضرره أجله ومن قصّر في أيّام أمله قبل حضور أجله فقد خسر عمله وضرّه أجله ألا فاعملوا في الرّغبة كما تعملون في الرّهبة ألا وإنّي لم أر كالجنّة نام طالبها ولا كالنّار نام هاربها ألا وإنّه من لا ينفعه الحقّ يضرّه الباطل ومن لا يستقم به الهدى يجرّ به الضّلال إلى الرّدى ألا وإنّكم قد أمرتم بالظّعن ودللتم على الزّاد وإنّ أخوف ما أخاف عليكم اثنتان : اتّباع الهوى وطول الأمل فتزوّدوا في الدّنيا من الدّنيا ما تحرزون به أنفسكم غدا .

        وعلّق الشريف الرضي على هذا المقطع من كلامه (عليه السلام) بقوله : أقول : إنّه لو كان كلام يأخذ بالأعناق إلى الزهد في الدنيا ويضطر إلى عمل الآخرة لكان هذا الكلام وكفى به قاطعا لعلائق الآمال وقادحا زناد الاتعاظ والازدجار .

        ومن قوله (عليه السلام) : ألا وإنّ اليوم المضمار وغدا السّباق والسّبقة الجنّة والغاية النّار فإن فيه سرّا عجيبا ومعنى لطيفا وهو قوله (عليه السلام) : والسّبقة الجنّة والغاية النّار فخالف بين اللفظين لاختلاف المعنيين ولم يقل : السّبقة النّار كما قال : السّبقة الجنّة لأن الاستباق إنما يكون إلى أمر محبوب وغرض مطلوب وهذه صفة الجنة وليس هذا المعنى موجودا في النار نعوذ بالله منها! فلم يجز أن يقول : والسّبقة النّار بل قال : والغاية النّار ؛ لأن الغاية قد ينتهي إليها من لا يسره الانتهاء إليها ومن يسره ذلك فصلح أن يعبر بها عن الأمرين معا فهي في هذا الموضع كالمصير والمآل قال الله تعالى : {قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ} [إبراهيم: 30]ولا يجوز في هذا الموضع أن يقال : سبقتكم إلى النار فتأمل ذلك فباطنه عجيب وغوره بعيد لطيف وكذلك أكثر كلامه (عليه السلام) .

        خطب الإمام (عليه السلام) أصحابه بهذه الخطبة البليغة وقد وعظهم بها وحذّرهم من غرور الدنيا وفتنها وشرورها قال (عليه السلام) : ألا وإنّ الدّنيا قد تصرّمت وآذنت بوداع وتنكّر معروفها وأدبرت حذّاء فهي تحفز بالفناء سكّانها وتحدر بالموت جيرانها وقد أمرّ فيها ما كان حلوا وكدر منها ما كان صفوا فلم يبق منها إلاّ سملة كسملة الإداوة أو جرعة كجرعة المقلة لو تمزّزها الصّديان لم ينقع فأزمعوا عباد الله الرّحيل عن هذه الدّار المقدور على أهلها الزّوال ولا يغلبنّكم فيها الأمل ولا يطولنّ عليكم فيها الأمد ؛ فو الله لو حننتم حنين الولّه العجال ودعوتم بهديل الحمام وجأرتم جؤار متبتّل الرّهبان وخرجتم إلى الله من الأموال والأولاد التماس القربة إليه في ارتفاع درجة عنده أو غفران سيّئة أحصتها كتبه وحفظتها رسله لكان قليلا فيما أرجو لكم من ثوابه وأخاف عليكم من عقابه ، والله لو انماثت قلوبكم انمياثا وسالت عيونكم من رغبة إليه أو رهبة منه دما ثمّ عمّرتم في الدّنيا ما الدّنيا باقية ما جزت أعمالكم عنكم أنعمه عليكم العظام وهداه إيّاكم للإيمان .







        الملفات المرفقة

        تعليق


        • #5
          مصباح الدجى
          عضو ذهبي











          • تاريخ التسجيل: 02-01-2017
          • المشاركات: 4892


          #1
          ثواب العمل الصالح

          23-01-2020, 02:08 PM



          اللهم صل على محمد وآل محمد
          - يحكى أن محتضرا ينازع سكرات الموت وإذا به يقول

          - يا ليتها كانت كبيرة وبعد برهة قال
          - يا ليتها كانت جديدة ومرة ثالثة قال
          - يا ليتها كانت طويلة

          - وقد وهب الله له الحياة وأخذت صحته تتحسن وبعد أن عوفي سئل عن هذه الكلمات

          - قال شاهدت النار وليس بيني وبينها حاجز إلا رغيف كنت قد تصدقت به فتمنيت أن يكون الرغيف كبيرا ليحجبني عنها

          - وأيضا قد كنت تصدقت بعباء ة فيها ثقوب فجيء بها سترا بيني وبين النار فتمنيت أنها كانت جديدة حتى لا أرى النار من الثقوب

          - وأيضا كلفني مؤمن قضاء حاجة فمشيت معه في حاجته وابتعدت عني النار بمقدار المسافة التي مشيتها فتمنيت أنها كانت أطول من ذلك







          تعليق


          • #6
            ارض البقيع
            عضو ذهبي











            • تاريخ التسجيل: 23-07-2019
            • المشاركات: 1524


            #1
            العمل الصالح

            20-11-2019, 03:13 PM



            ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين» (ياسين: 12)(1).
            ❄❄❄❄❄❄❄❄
            وكان بعض الأولياء يحاسب نفسه بأسلوب يستثير الدهشة والاكبار:

            من ذلك ما نقل عن توبة بن الصمة، وكان محاسباً لنفسه في أكثر أوقات ليله ونهاره، فحسب يوماً ما مضى من عمره، فاذا هو ستون سنة، فحسب أيامها فكانت احدى وعشرين ألف يوم وخمسمائة يوم، فقال: ياويلتاه!!، ألقى مالكاً باحدى وعشرين ألف ذنب، ثم صعق صعقة كانت فيها نفسه(2).

            وما أحلى هذا البيت:

            إذا المرء أعطى نفسه كل شهوة*** ولم ينهها تاقت الى كل باطل

            اغتنام فرصة العمر:

            لو وازن الانسان بين جميع مُتع الحياة ومباهجها، وبين عمره وحياته لوجد أنّ العمر أغلى وأنفس منها جميعاً، وأنه لا يعدله شيء من نفائس الحياة وأشواقها الكثر، إذ من الممكن اكتسابها او استرجاع ما نفر منها.

            أما العمر فإنه الوقت المحدد الذي لا يستطيع الانسان إطالة أمده، وتمديد أجله المقدر المحتوم «ولكل أمة أجل، فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون» (الأعراف: 34).

            _____________________

            (1) الوافي ج 3 ص 168 عن الكافي.

            (2) سفينة البحار ج 1 ص 488.

            { 268 }

            كما يستحيل استرداد ما تصرم من العمر، ولو بذل المرء في سبيل ذلك جميع مقتنيات الحياة.

            وحيث كان الانسان غفولاً عن قيم العمر وجلالة قدره، فهو يسرف عابثاً في تضييعه وإبادته، غير آبه لما تصرم منه، ولا مغتنم فرصته السانحة.

            من أجل ذلك جاءت توجيهات آل البيت عليهم السلام موضحة نفاسة العمر، وضرورة استغلاله وصرفه فيما يوجب سعادة الانسان ورخائه في حياته العاجلة والآجلة.

            قال سيد المرسلين صلى اللّه عليه وآله في وص ته لأبي ذر: «يا أبا ذر، كُن على عمرك أشحّ منك على درهمك ودينارك»(1).

            وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «إنما الدنيا ثلاثة أيام: يوم مضى بما فيه فليس بعائد، ويوم أنت فيه فحقّ عليك اغتنامه، ويوم لا تدري أنت من أهله، ولعلك راحل فيه.

            أما اليوم الماضي فحكيم مُؤدب، وأما اليوم الذي أنت فيه فصديق مودّع، وأمّا غد فإنما في يديك منه الأمل».

            وقال عليه السلام: «ما من يوم يمر على ابن آدم، إلا قال له ذلك اليوم: أنا يوم جديد، وأنا عليك شهيد، فقل فيّ خيراً، واعمل

            _____________________

            (1) الوافي قسم المواعظ في وصية النبي (ص) لأبي ذر.

            { 269 }

            فيّ خيراً، أشهد لك به يوم القيامة، فإنك لن تراني بعد هذا أبداً»(1).

            وروي أنه جاء رجل الى علي بن الحسين عليهما السلام يشكو اليه حاله، فقال: «مسكين ابن آدم، له في كل يوم ثلاث مصائب لا يعتبر بواحدة منهن، ولو اعتبر لهانت عليه المصائب وأمر الدنيا:

            فأما المصيبة الأولى: فاليوم الذي ينقص من عمره. قال: وإن ناله نقصان في ماله اغتم به، والدهر يخلف عنه والعمر لا يردّه شيء.

            والثانية: انه يستوفي رزقه، فان كان حلالاً حُوسِبَ عليه، وان كان حراماً عوقب.

            قال: والثالثة أعظم من ذلك. قيل: وما هي؟ قال: ما من يوم يمسي إلا وقد دنا من الآخرة مرحلة، لا يدري على جنة أم على نار.

            وقال: أكبر ما يكون ابن آدم اليوم الذي يولد من أمّه.

            «قالت الحكماء ما سبقه الى هذا أحد»(2).

            وقال الصادق عليه السلام: «إصبروا على طاعة اللّه، وتصبروا عن معصية اللّه، فإنما الدنيا ساعة، فما مضى فلست تجد له سروراً ولا حزناً، وما لم يأت فلست تعرفه، فاصبر على تلك الساعة التي أنت فيها فكأنك قد اغتبطت »(3).

            وقال الباقر عليه السلام: «لا يغرّنك الناس من نفسك،





            تعليق


            • #7
              مرتضى علي الحلي 12
              عضو ذهبي











              • تاريخ التسجيل: 24-07-2010
              • المشاركات: 2457


              #1
              وحدةُ المَسؤوليّةِ بين الذكر والأنثى في العمل الصالح وأهميَّة الإيمان ....:

              23-08-2019, 04:21 PM



              : وحدةُ المَسؤوليّةِ بين الذكر والأنثى في العمل الصالح وأهميَّة الإيمان في تحقيق الحياة الطّيبة رغم صعوبة الظروف والالتذاذ بذلك :
              قال اللهُ تبارك وتعالى:
              {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)} النحل.

              :1: من المعلوم أنَّ الله تعالى يهدف إلى تقريبنا من طاعاته ، وقد حبّبَ إلينا الإيمان ، وجعل دينه سمحاً سهلاً ، وأبلغَ ما يُريدُه بالقرآن الكريم وعلى لسان نبيّه الأكرم ، صلّى الله عليه وآله وسلّم .

              :2: إنَّ هذه الآية الشريفة لا تفرّق هنا بين الذكر والأنثى في مقام العمل الصالح وتحمّل المسؤوليّة – وكلّ إنسانٍ مسؤول عن تصرّفه وفعله ، حسناً أكان أم سيّئا ، وسيُثابُ عليه ويُجازى.

              :3: ذكر الآية الكريمة الذكر والأنثى لتأكيد خصوصيّة التساوي في المسؤوليّة في مقام العمل الصالح وبقيد الإيمان ، وأنّهما مسؤولان بحكم الوظيفة الإلهيّة لكّل واحد منها ، مع اختلافهما في الوظائف الأخرى ، وهذا أمر طبيعي.

              :4: إنَّ ذكر الآية للقيد (وَهُوَ مُؤْمِنٌ ) لبيان أنَّ الدّين فيه جنبتان – جبنة الاعتقاد بالأصول والتي لا بُدّ من إيمان الإنسان بها ، ومن الضروري أن يجعل الإنسان لنفسه قواعد إيمانيّة يتحرّك على أساسها ليحصل على الثواب والعاقبة الحسنة – والجنبة الثانية من الدين : هي جنبة الشريعة والعمل والتكاليف.

              :5: ولأهميّة قيد الإيمان فقد قرنت أغلب الآيات القرآنيّة بينه وبين العمل الصالح ،( الذّين آمنوا وعملوا الصالحات) ، والشارع الإسلامي بيّن ما هي الأعمال الصالحة والتي هي الواجبات والمُستحبّات وكذلك بيّن الأعمال الطالحة والتي هي المحرّمات – وإنَّ استساغة المجتمع للعمل الطالح لا يُغيّره عمّا هو عليه شرعاً ، وهذه ظاهرة غير صحيحة - وهي أنَّ من الشياع ما يجعل من العمل الطالح مستساغاً فيرتكبه أغلب الناس بهذا المناط ، وكذلك من الشياع ما يجعل العمل الصالح مهجوراً فيُترك.

              :6: فمثلاً إذا استساغ المجتمع الكذبَ وشاع استعماله بينهم ، وهو عمل طالح وغير صالح ومحرّم شرعاً – فهذا لا يجعله صالحاً أو مستساغاً ، وكذلك العمل الربوي لا يجعل المعاملة حسنة وصحيحة وإن استساغها كثيرٌ من الناس- ومن الأعمال الصالحة برّ الوالدين والحجاب للمرأة والصلاة وغيرها ، فلو تركها المجتمع فلا تكون غير واجبة .

              :7: قال تعالى: (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) وهنا تغيّر الخطاب وبمدلول عميق ورائع قبل ذكر الجزاء الأخروي ، وتم التأكيد لمفهوم الحياة باللام المؤكّدة ، لما في الحياة من معاني للديمومة والبقاء والعمل والإثارة ، والحكمة من ذلك المقطع – هو أنَّ المؤمن الذي يعمل صالحاً من ذكر وأنثى وإن واجه البلاءات والمشاكل في هذه الحياة ، لكنّه لن ينسلخ عن إيمانه ولا يتزلزل ولا يشكّ ، بل يلتذ بطعم الإيمان وعذوبته ، لأنّه يرى أنَّ اللهَ تعالى معه وفي كلّ شيء ،ولا يضيع عمله عنده.

              :8: ونحن نقترب من شهر محرّم الحرام ، والذي له قيمة اعتقاديّة كبيرة عندنا، وفيه نظهر الولاء والحزن والمواساة – علينا أن ننظر في سير أصحاب الإمام الحُسيَن ، عليه السلام ، ومدى قوّة إيمانهم والتذاذهم به والتعلّم منهم ومن مواقفهم ، وهم مُلئوا بالإيمان من قرن رؤوسهم إلى أخماص أقدامهم .
              إنَّ الشعور بطعم الإيمان يمنحَ الحياة وجهاً آخراً طيباً يختلف عن غيرها ، ويدفع للعمل الصالح والعطاء والتضحيّة ، كما هو حال الشهيد والذي فاز بإيمانه وعمله في الدنيا والآخرة.
              ______________________________________________

              أهمُّ مَضَامِين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى ،التي ألقاهَا سماحة السيّد أحمَد الصافي ، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم ، الواحد والعشرين من ذي الحجّة الحرام1440 هجري , الثالث والعشرين من آب 2019م . ______________________________________________

              تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشرَفُ






              zz0.1qlktwxm09rzz

              تعليق


              • #8
                خادمة الحوراء زينب 1
                عضو ماسي











                • تاريخ التسجيل: 02-02-2014
                • المشاركات: 8733


                #1
                حكاية العمل الصالح

                30-08-2019, 09:48 PM



                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                اللهم صل على محمد وال محمد
                *********************
                نقل عن أربعينات العالم الفاضل والعارف الكامل القاضي سعيد القمّي رحمه‌الله انّه قال:
                وصل إلينا من أحد الثقات ومحل الاعتماد عن استاذ اساتيذنا الشيخ بهاء الملة والدين العاملي قدس‌ سرهم:
                انّه ذهب في أحد الأيّام لزيارة بعض أصحاب الحال، وكان يأوى في مقبرة من مقابر اصفهان، فقال ذلك الشيخ العارف للشيخ:
                شاهدت قبل هذا اليوم في هذه المقبرة أمراً غريباً.
                فقد رأيت جماعة جاؤوا بجنازة ودفنوها في هذه المقبرة في الموضع الفلاني.
                وبعد مضي ساعة شممت رائحة طيبة لم تكن من روائح هذه النشأة، فبقيت متحيراً، فنظرت الى يميني وشمالي لاعرف من أين جاءت هذه الرائحة!!
                فرأيت شاباً جميل الصورة في لباس الملوك وهو يذهب الى ذلك القبر حتّى وصل عنده، فتعجبت كثيراً مِن مجيئه الى ذلك القبر.
                فعندما جلس عند ذلك القبر رأيته قد غاب وكأنّه صار داخل القبر.
                فلم يمض زمن من تلك الحادثة حتّى شممت رائحة كريهة انتن من كل رائحة، فنظرت فرأيت كلباً يذهب بأثر الشاب حتّى وصل الى ذلك القبر واختفى.
                فتعجبت لذلك...
                فعندما نقل العارف المكاشف هذه الحكاية للشيخ، قال الشيخ:
                ما قلتَهُ صحيح ؛ فنحن قائلون بتجسم الأعمال وتصورها بالصورة المناسبة بحسب الأحوال.
                يقول المؤلّف: ويصدق هذه الحكاية الخبر الذي رواه الشيخ الصدوق في أول أماليه وملخصه:
                انّ قيس بن عاصم وفد مع جماعة من بني تميم الى النبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله، وطلب منه موعظةً نافعة فوعظه صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله
                ومن جملة ما قال:
                لابدّ لك يا قيس من قرينِ يدفن معك وهو حي وتدفن معه وأنت ميت،
                فإن كان كريماً اكرمك وإن كان لئيماً اسلمك،
                ثمّ لا يحشر إلاّ معك ولا تبعث إلاّ معه، ولا تسأل إلاّ عنه، فلا تجعله إلاّ صالحاً، فانّه إن صلح أنَستَ به، وإن فسد لا تستوحش إلاّ منه، وهو فعلك.
                فقال: يا نبي الله احبّ أن يكون هذا الكلام في أبيات من الشعر نفخر به على مَن يلينا من العرب، وندّخره..
                فأمر النبي صلى ‌الله‌ عليه‌؛وآله مَن يأتيه بحسان.
                قال: فأقبلت افكر فيما اشبِّه هذه العظة من الشعر، فاستتب لي القول قبل مجيء حسان.
                قلت: يا رسول الله، قد حضرتني أبيات احسبها توافق ما تريد، فقلت:
                تَخَيَّر خليطاً من فِعالِكَ اِنَّما..قَرينُ الفتى في القَبرِ ما كان يَفعَلُ
                وَلابدّ بَعدَ المَوتِ مِن أن تعٍدَّهُ.. لِيَوم يُنادى المَرءُ فيه فَيُقبلُ
                فإن كُنتَ مَشغُولاً بِشَيءٍ فلا تكُن.. بِغَير الَّذي يَرضى بِهِ الله تَشغَلُ
                فَلَن يَصحَبَ الانسانَ مِن بعد مَوتِه.. وَمِن قَبلِهِ إلاّ الَّذي كانَ يَعمَلُ
                فَلَن يَصحَبَ
                الانسانَ مِن بعد مَوتِه..وَمِن قَبلِهِ إلاّ الَّذي كانَ يَعمَلُ
                اَلا اِنَّما الانسانُ ضَيفٌ لاِهلهِ.. يُقيمُ قليلاً بَينهُمُم ثُمَّ يَرحَلُ
                وروى الشيخ الصدوق قدس ‌سره عن الامام الصادق عليه‌ السلام، قال:
                قال رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله:
                مرّ عيسى بن مريم عليه‌ السلام بقبر يُعَذَّبُ صاحبه ثمَّ مرَّ به مِن قابل فإذ هو ليس يعذّب.
                فقال: يا ربّ مررتُ بهذا القبر عام أول فكان صاحبه يعذّب، ثمّ مررت به العام، فإذا هو ليس يعذّب؟
                فاوحى الله عزّ وجلّ اليه: يا روح الله انّه ادرك له ولد صالح.
                فأصلح طريقاً وآوى يتيماً فغفرت له بما عمل ابنه.
                منازل الأخرة ؛ الشيخ عباس القمي.






                تعليق


                • #9
                  خادمة ام أبيها خادمة ام أبيها
                  عضو ماسي











                  • تاريخ التسجيل: 23-05-2015
                  • المشاركات: 8917


                  #1
                  🌱 خطبة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في الحث على العمل الصالح 🌱

                  11-06-2019, 11:27 AM



                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  اللهم صلي على محمد وال محمد
                  ♻️🔴♻️🔴♻️🔴♻️🔴♻️

                  🌱 خطبة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في الحث على العمل الصالح 🌱
                  قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام :رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ حُكْماً فَوَعَى، وَ دُعِيَ إِلَى رَشَادٍ فَدَنَا، وَ أَخَذَ بِحُجْزَةِ هَادٍ فَنَجَا، رَاقَبَ رَبَّهُ وَ خَافَ ذَنْبَهُ، قَدَّمَ خَالِصاً وَ عَمِلَ صَالِحاً، اكْتَسَبَ مَذْخُوراً وَ اجْتَنَبَ مَحْذُوراً، وَ رَمَى غَرَضاً وَ أَحْرَزَ عِوَضاً، كَابَرَ هَوَاهُ وَ كَذَّبَ مُنَاهُ، جَعَلَ الصَّبْرَ مَطِيَّةَ نَجَاتِهِ وَ التَّقْوَى عُدَّةَ وَفَاتِهِ، رَكِبَ الطَّرِيقَةَ الْغَرَّاءَ وَ لَزِمَ الْمَحَجَّةَ الْبَيْضَاءَ، اغْتَنَمَ الْمَهَلَ وَ بَادَرَ الْأَجَلَ وَ تَزَوَّدَ مِنَ الْعَمَلِ .
                  📚 #نهج_البلاغة〰〰〰〰〰〰







                  الملفات المرفقة

                  تعليق


                  • #10
                    التقي
                    مشرف في قسم المجتمع والقسم المنوع











                    • تاريخ التسجيل: 01-04-2011
                    • المشاركات: 3280


                    #1
                    مقياس العمل الصالح ...

                    06-03-2018, 09:20 PM


                    بسمه تعالى وله الحمد

                    وصلاته وسلامه على رسوله الامين وآله الطيبين الطاهرين


                    ( مقياس العمل الصالح )

                    تتحكم في فيما يُقدم الانسان من عمل عدّة عناصر تكون هي المقياس الحقيقي

                    لمقبولية العمل من عدمه ، وتمثل تلك العناصر ملاكات لتقيم عمل الانسان وسلوكه

                    وهي :

                    1. النية .

                    2. كيفية العمل .

                    3. كمّية العمل .

                    4. نتيجة العمل .

                    وجميع هذه العناصر دخيلة ومؤثرة في تحديد قيمة العمل ، إلاّ إنَّ عنصر النيّة

                    له من التأثير الكبير ما يفوق غيره من العناصر بصورة مباشرة وحساسة .

                    إنَّ النية بمثابة الجوهرة الاصيلة والمحور الذي يحدد لكل عمل قيمته المناسبة ومكانته اللائقة

                    وبما أنَّ الله سبحانه وتعالى هو المطلع على السرائر ولا تخفى عليه خافية

                    فلاشكَّ هو الوحيد القادر على معرفة النوايا الحقيقة وراء كل عمل يُقدم من قبل الانسان .

                    ومن جانب آخر لا مناص من القول بأنَّ توجهات النفس ومسيرتها الايجابية والسلبية لها

                    تأثير بالغ على طبيعة الحياة الاجتماعية والدينية وحتى السياسية للانسان .

                    وخير شاهدٍ على فهم تلك الحقيقة حياة اصحاب الرسول الاكرم(صلى الله عليه وآله) فقد

                    كانوا جميعاً يحيطون بالنبي ويترددون عليه وكانوا يسمعون حديثه ويتابعون عمله

                    إلاّ انَّ نياتهم المخلصة او غير المخلصة هي التي كانت تتحكم بتصرفاتهم وتجذبهم

                    للطريق الذي تختاره أنفسهم فتنتهي بهم الى هذا المصير او ذلك .

                    وإليك تلك النية الخالصة التي أوصلت سلمان المحمدي لهذه الرتبة التي لاجلها

                    قال عنه النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) :

                    (( سلمان منّا أهل البيت )) إقبال الاعمال / ص637.

                    لذلك كانت النية الخالصة هي الميزان الحقيقي للعمل الصالح المتقبل عن الله سبحانه وتعالى .

                    يقول الباري جلَّ شأنه في كتابه الكريم :

                    { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً

                    وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } سورة النحل /97 .

                    فالأعمال الّتي تكون على هيئة واحدة في الظّاهر، مثل الذّهاب للجهاد ، لا تكون كلها متساوية في النية

                    فيمكن أن يكون الباعث لهذا العمل كسب الغنائم أو الاستعلاء على النّاس والتفاخر بالبطولات

                    أو قد يكون دافِعُهُ نصرة الحقّ ودفع الظّلم وإطفاء نار الفِتن وأمثال ذلك .

                    وعن النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) :

                    (( إِنّما الأَعمالُ بالنِّيَّاتِ ولكل امرئ ما نوى )) وسائل الشيعة /ج1 ص49 .

                    وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال :

                    (( إنّ الله تعالى يدخل بحسن النّية وصالح السريرة من يشاء من عباده الجنة )) عيون الحكم والمواعظ، ص 143

                    وبالتالي لا يكون من ذلك شيء إلاّ ان يكون الانسان مخلصاً في عمله ، فالمخلص هو الذي

                    لا يطلب من وراء أيّ عملٍ يقوم به سوى الله تعالى ، ولا يكون له مقصدٌ أو دافعٌ سوى رضاه

                    والتقرّب إليه، ونيل الزّلفى لديه . بحيث تكون نيّته متوجّهةً دائماً إلى الله ، فلا يطلب إلّا رضاه ووجهه الكريم

                    لأنّ العمل الخالص هو الذي لا تريد أن يمدحك عليه أحدٌ سوى الله تعالى .







                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X