تويت
ها هو الزحف المليوني يقترب رويداً رويداً من كربلاء، من أبعد نقطة في الجنوب إلى كربلاء، من كل بقاع الأرض إلى كربلاء،
وكل خطوة من خطوات المسير تترجم الولاء، وإيمان العقيدة، والتمسك بالصراط.
ها هو الزحف يملأ الآفاق بآيات العشق الإلهي وتراتيل العبادة الحقيقية لتصل وتعانق أعناق السماء في حظيرة القدس الإلهي.
وعلى الرغم من أنّ هذه الملايين جاءت لتواسي أحزان آل محمد صلى الله عليه واله إلاّ أنّ أجواء المسيرات وأعداد الجموع الهائلة تبعث في
النفس السرور؛ لوجود هذا الجمع المؤمن ولوجود من يخدم الزوار من أي نقطة ينطلق منها الزائر إلى وصوله إلى كربلاء، فيعيش في أجواء
روحية تبعث على الارتياح والعزم على إكمال المسيرة.
فسلام عليكم يا آل البيت المحمدي حيث لم تجدوا في مسيرتكم ما يسد رمق أطفالكم، بل لم تجدوا أرضاً سهلة تطؤها أقدامكم الشريفة
التي جُرحت من أثر الصخور والأشواك وطول المسير،
لم تجدوا من يضلل عليكم من حرارة الشمس،
لم تجدوا المعاملة الجيدة من اللعناء أعداء الدين،
لم تجدوا من يواسيكم بكلمة واحدة بل وجدتم الشامتين في كل مكان.
هذه الملايين الراجلة التي سارت جاءت لكي تعالج جراح أقدامكم.