إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جواهر عَلَويَّةٌ- "بَرَكَةُ الْعُمْرِ في حُسْنِ الْعَمَلِ"

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جواهر عَلَويَّةٌ- "بَرَكَةُ الْعُمْرِ في حُسْنِ الْعَمَلِ"


    اللهم صل على محمد وآل محمد
    رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "بَرَكَةُ الْعُمْرِ في حُسْنِ الْعَمَلِ"
    طوبى لشخص رضِيَ عمّا أنجز في حياته، وطوبى لشخص استطاع أن يستثمر عمره الاستثمار الأمثل، وطوبى لشخص ذهب ما ذهب من عمره لكنه ربح أعمالاً عملها، وإنجازات أنجزها، وخَلَّف آثاراً طَيِّبة يقطف أجرها فيما بقي له من عمر وفيما هو قادم عليه في العالم الآخر الذي لا يُسعِدُ فيه إلا العمل الصالح.
    وما أسوأ حال الذي عاش ما عاش في لَهوٍ وغَفلة، وكَسَل وتثاقل، وانقضى جُلَّ عمره هدراً وتضييعاً، ثمَّ وهو على يناهز عتبة الضَّعفِ وفتور الهِمَّة يرى أنه لم ينُجِز ما كان يجب أن ينجزه، وهَبَ الحياة عمره ولم يحصل على مقابلٍ من الأعمال والإنجازات، ولم يُخَلِّف وراءه إلا الخيبة والخسران، إنه والله من أخسر الناس صفقة.
    فهما اثنان: واحد بورِكَ له في عمره، وآخر لم يُبارك له فيه، والبركة وعدمها لم تكن انتقائية، ولم تُمنح للأول وتُمنَع عن الثاني جُزافاً، إنما هي ناتج إرادتهما، أحدهما عمل وأحسن عمله فبورِكَ له، والثاني لم يعمل، أو عمل ولكنه أساء العمل فلم يُبارَك له في عمره.
    إن قِصَرَ العمر أو طوله ليس مُهماً بذاته، المهِمُّ ما تعمله في عمرك، فلو عِشتَ مئة سنة تكتفي فيها بالطعام والشراب دون أن تنجز عملاً صالحاً، أو ترفد الحياة الإنسانية بما ينفعها فكأنك لم تعِشْ سنة واحدة، وإذا عشت قرنين من الزمن فعملتَ ولكن لم تُحسن عملك، فأنت كمن بنى قصراً من الرمل على شاطئ البحر، لما أتَمَّه وأكمله جاءت موجة عنيفة فدمرته. وإذا عُمِّرتَ عُمْرَ نوح (ع) لكنك ملأت عمرك بالذنوب والمعاصي والمخازي فستتمنى يوم يُكشَفُ عنك الغطاء ويصير بصرك حديداً لو أنك لم تولد، وتقول: "يا لَيْتَني كُنْتُ تُراباً"
    إن قيمة العمر تكمن في استغلاله واستثماره فيما يرجع عليك وعلى غيرك بالخير والفائدة، في دُنياك وفي آخرتك، هنا يكون العمر مباركاً بل كثير البركة، أما لو عُمِّرتَ طويلاً ولم تستثمر عمرك فيما يرجع عليك بالخير والفائدة فأنت تخسره ثم يصير حجة عليك.
    إن العمر من الله، وأنتَ لا تملكه، هو الذي يطيله وهو الذي يُقَصِّرُه، هو الذي يجعل لك أجلاً لا تستأخره ولا تستقِدمُه، فمشيئتك لا تقدم ولا تأخر، إنما هي مشيئة الله القاهرة، وأنت لا تملك حيالها إلا التسليم والإذعان، أما العمل فأنت تملكه، وأنت تجني ثماره، أنت الذي تقرره كيفما تشاء، ومتى تشاء، وبالقَدْرِ الذي تشاء، أنت الذي تجعله صالحاً وأنت الذي تجعله طالحاً، فإذا كنت تستثمر عمرك بالعمل الصالح فطول العمر مفيد لك، وإذا كنت تقضيه بالعمل الطالح فطوله وبال عليك، ولذلك يقول الإمام زين العابدين (ع) في دعائه في مكارم الأخلاق ومَرضِيِّ الأفعال: "وَعَمِّرْنِي مَا كَانَ عُمُرِي بِذْلَةً فِي طَاعَتِكَ، فَإِذَا كَانَ عُمُرِي مَرْتَعاً لِلشَّيْطَانِ فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَ مَقْتُكَ إِلَيَّ، أَوْ يَسْتَحْكِمَ غَضَبُكَ عَلَيَّ".
    وإذا فالعمر المُبارَكُ هو الذي يشحنه صاحبه بالعمل الصالح، حينها يكون بركة على صاحبه بل مباركا على أهله ومجتمعه وأمته، وحينئذٍ لا فرق بين أن يطول أو يقصر، فقد يكون قصيراَ لكنه كثير البركة جاري النفع، ويكفيك قارئي الكريم أن تعلم أن رسول الله (ص) لم يُعَمِّر طويلاً، فقد ارتحل إلى جوار الله تعالى عن ثلاث وستين سنة من عمره الشريف ولكنه استطاع بهذا العمر القصير نسبياً أن يُحدِثَ أعظم تغيير في حياة البشر، وأن يُخرجَ الناس من الظلمات إلى النور، وهكذا الحال بالنسبة إلى الأئمة الأطهار عليهم السلام بدءً من الإمام أمير المؤمنين وانتهاءاً بالإمام الحسن العسكري، فكلهم على قِصَر عمرهم ملأوا الدنيا علماً ومعارف ومواقف وبطولات وتضحيات.


    أين استقرت بك النوى

  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X