المشاركة الأصلية بواسطة مقدمة البرنامج
مشاهدة المشاركة
وياهله بزوارك اتناديهم
من يجونك صدك عباس الكفيل
بيده جربه وبالدرب يرويهم
احسبني زاير حته لو بحلامي
انه بعيوني الك راسم طريق
ياللي حبك بجه حته اقلامي
اهلا بالاستاذة الفاضلة (زهراء حكمت) والصادقة بعملها ومشاعرها تجاه الانوار المحمدية الساطعه عليهم الف تحية وسلام..
والشكر موصول لك لاختيارك موضوعي البسيط للمحور والنقاش .والابداع عنوانكم اختي المتألقة دوما وابدا ان شاء الله..
واشكرك على ذكرك للعباس (ع) واخلاصه وعلي الاكبر وصبره.
فان العباس(ع) وفى ما عاهد عليه الله من نصرة إمامه.
فقد وقف إلى جانبه في أحلك الظروف وأشدهامحنة وقسوة ،ولم يفارقه حتى قطعت يداه.
هيهات أشرب الماء وأخي الحسين عطشان
وكيف لا يكون كذلك وهو أديب أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) ، والإمام أمير المؤمنين هو أديب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) هو أديب الله ، فأبا الفضل العباس (عليه السلام) يكون حينئذ هو الآخر أديب الله أيضاً ( أدبني ربي فأحسن تأديبي)
اما القاسم يا اختي الغالية فهوالاخر ترك ملذات الدنيا، على الرغم من انه في ريعان شبابه، لكنه ابى الا ان يكون ناصرا لعمه الحسين ( عليه السلام )
واماعليّ الأكبر.. ذلك المتفرّع عن الشجرة النبويّة والدَّوحة الهاشميّة، الوارث للمآثر الطيّبة.
والذي قال الامام الحسين(ع) عند مقتله:
« اللهمّ اشهدْ على هؤلاء القوم، فقد بَرَز إليهم غلامٌ أشبَهُ الناس خَلْقاً وخُلُقاً ومنطِقاً برسولك محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكنّا إذا اشتَقنا إلى وجهِ رسولك نَظَرنا إلى وجهه ».
لكن ماهو ذنب عبد الله الرضيع (عليه السلام)فهو كان أصغر من أريق دمه الطاهر ، كان نجما صغيرا في الحجم ، لكنه كان أكبر من كل الشموس المتوهجة في الكون ، وعندما أريقت قطرات دمائه على وجه الحسين "عليه السلام" كان الإمام بذلك يوقع على وثيقة شهادته الكبرى أمام محكمة التاريخ.
وبالتاكيد اختي الغالية في عصرنا هذا الماديات قد أماتت المعنويات التي هي القاعدة الأم لمعالي الأخلاق،
لكن السؤال هو :من هم الهداة الذين بهذا المستوى الرفيع، الذين يسدون فقرنا الأخلاقي ويعيدون إلينا توازناتنا الروحية؟
نعم هم النبي وأهل بيته (عليهم الاف التحية والسلام) وكل من أخذ من رياضهم الزاهر، وسلم)وثورة ابي عبد الله عليه السلام التي تحتوي على إشراقات أخلاقية رائعة كاملة.
ولكن هل يمكننا التحلي بالأخلاق الحسينية في هذا العصر وقد عسر الإلتزام بها حتى على بعض الملتزمين أحيانا كثيرة!؟
وايضا استاذتي الفاضلة توجد دروس اخلاقية عظيمة في ملحمة عاشوراء ممّا يجعل المرء المنصف يتوقف عندها ويتأمّل فيها . ومنها موقف الإمام (عليه السّلام) مع الحر الرياحي وأصحابه عندما شارفوا على الهلاك من شدة العطش حيث أمر أصحابه أن يسقوا القوم من الماء ويرشَّفوا الخيل ترشيفاً .
رغم انه كان باستطاعته أن يفنيهم عن بكرة أبيهم , ولكنّ الأخلاق الإسلاميّة الرفيعة تأبى ذلك .
بل إنَّ الإمام (عليه السّلام) , ومع عظمته ، سقى أحدهم بيده المباركة الشريفة ، ومع شديد الأسف هذا اللعين نفسه شارك في قتل الإمام الحسين (عليه السّلام) .
وقد شملت أخلاقيات الإمام الحسين (عليه السّلام) حتّى الحيوان والرفق به ؛ حيث لم ينسَ خيولهم , بل أمر أصحابه أن يرشّفوا الخيل ترشيفاً ، هذا مع حاجة الإمام (عليه السّلام) إلى الماء وهو في سفر
درسٌ آخر يعطينا إيَّاه الإمام (عليه السّلام) في المساواة والتواضع عندما استشهد العبد جون ؛ حيث وضع خدَّه على خدِّه وهو يبكيه ويندبه تماماً كما فعل مع ابنه علي الأكبر (عليه السّلام) .
لقد كانت ملحمة الإمام الحسين (عليه السّلام) مسرحاً للعطاء الروحي والمعنوي . يقول احد العلماء:من خلال ثورة الامام الحسين(ع) يستطيع الإنسان أن يدرك عظمة القدرة الأخلاقيّة والروحية والمعنوية للبشر ، كما يستطيع أن يفهم ويستوعب حجم المقدرة البشرية على العطاء والتضحية والظهور بمظهر التحرّر , والدفاع عن الحقِّ , وعبادة الحقِّ تعالى ربِّ العباد )).
نعم هكذا سار الحسين في ثورته المباركة مجسداً سيرة جده وأبيه بكل ابعادها الاخلاقية والتربوية فقد كان يسيطر في كل خطوة من مسيره درساً يلهم الاجيال أروع المعاني السامية والاخلاق الكريمة، وكانت روحه العظيمة شعاع هدي تنبأ بالانسانية العليا التي حملها..
ونحن لانريد الفلسفة الأخلاقيّة المجرّدة ؛ لأنّنا لا نستفيد منها في حياتنا إلاّ إذا اتّخذناها منهجاً عملياً نسير بهداها ، ونطبّق حروفها وحدودها على حياتنا اليومية ، تلك المفردات والمفاهيم التي عجز عن تطبيقها كاملاً إلاّ الأشخاص الالكاملون في شخصياتهم الإنسانيّة .
بوركتم ووفقتم لكل خير استاذتي الطيبة
تعليق