بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
{ وَهُزّي إليكِ بِجذْعِ النَّخلَة } ..
حينَ يتبدّى العَجز الإنسانيّ كعُذرٍ قاهر .. يأتي المَشهد القرآني جواباً واضحاً لكل قدرة بشرية ؛ تَستَتر بالضّعف ، والظّرف ، وسوء الأحوَال !
فها هي السّيدة مريم - عليها السّلام - .. يقدّمها القرآن رمزاً ؛ اجتمعت فيه كل مظاهر الضَّعف البشريّ !
فهي امرأة وليسَت رجلاً ..
وفي أشدّ حالات ضَعفها الجَسدي .. إذ أنّها في مخاضِها الأليم ، وقد اشتدّت عليها آلامُ الحدث القادم بكلّ تداعياته وأحزانِه ، وأرهَقت روحها مخاوف المَجهول .. ومرارة الآتي العَنيف !
وحينَ احتاجَت العَون ؛ إذا برسالة السّماء لها { وهُزّي إليكِ بجذْع النَّخلة} ..
وجِذع النّخلة .. يحتاجُ في هزِّه قوّةَ عشرة رجال مُجتمعين .. ومَريم - عليها السّلام - في أعمقِ نقاط ضعْفها ؛ الجَسدي .. والنّفسي .. والعَصبي ..
إذْ تثبت الدّراسات .. أنّ ألم الولادة يُوازي ألم ؛ كسر عِشرين عظمة في الجَسد ..
وتوازي طَلقة واحدة في المَخاض ؛ ضغط 25 رطْلاً على عضَلات الرحم ..
ناهيكَ عن الخوف الذي يجتاح قلب المَرأة ، و يستَبيح رُوحها !
في هذه السُّويعات المَعدودة من حياةِ المرأة ؛ تتمنى الأمّ الموت مِراراً .. ولكنّ مريم تمنَّته هنا لسبب إضافي ؛ أشدّ قسوة و أعظم إيلاماً ..
فقد كانت مَريم ترى بعينِها زكريا ؛ وهو يجفل للمَولود بين يديها ..!
وترى أمُّها التي نذَرَتها لله ؛ يغشى عليها من هَول الحَداثة ..!
وتَرى علماء بَني إسرائيل ، وسدَنة المَعبد ؛ وهُم يُطأطئون رؤوسهم حياءً وَوجلاً ..!
وترى نفسها ؛ لا تملك دليلاً على أنّ الطِّفل من رُوح الله !
في هذا المَوطن .. الذي تَزيغ أمَامه الألباب .. وتنهارُ له قُوى الرِّجال .. ويتَداعى فيه الألم والخَوف من كلِّ اتّجاه ..
والألم إذا رافقَه الخَوف ؛ كان له مُضاعفاً ..
في هذا المَوطِن .. يقول الله لِمريم { وهُزّي إليكِ بِجذْع النَّخلة }
ِ ..
بجذعها !!
يا لله .. أكانت تملكُ مريم أن تَمسح دَمعها ؛ حتى تَقدر على هز النّخلة وجذعها !!
فأيّ دلالة كُبرى .. تحمِل هذه الصّورة القرآنية ؟!
إنّ الله يعلِّمنا في القرآن :
أنّك تملك طاقة مَدخورة ؛ حتّى وأنت في عُمق ضَعفك !
تملك قوّة شِبه مَهدورة ؛ وأنتَ في الظّرف الأقسى من عُمرك !
أنت تَملك ما تهزّ به جذع النّخلة ؛ ولو كنتَ في كلّ صُوَرِ ألَمك !
لقدْ جعل الله مِن مريم نموذجاً ؛ اجتمعت له كلّ أسباب العَجز ..
فكان الأصل ؛ أن نَرى فيها معنى الإستسلام .. ولكنّ صوت النّداء أذهَلَنا يوم قال لها ؛ { وهُزِّي إليكِ } !
{ هُزّي } .. وبَعدَها ؛ { تَساقط عَليكِ رُطباً جَنيّاً } ..
{ هُزّي } بما خبّأ الله فينا من قوّة الإنبعاث .. وقوة المُقاومة .. وقوّة التّحدي .. وقوّة التَّخطي للآلام !
وحينَها .. تَساقَط عليكَ الخَير جنيّا !
ولذا قيل :
( لو أنّ رجُلاً وقف أمامَ جبلٍ ، فعزَم على إزالته ؛ لأَزاله ) !
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
{ وَهُزّي إليكِ بِجذْعِ النَّخلَة } ..
حينَ يتبدّى العَجز الإنسانيّ كعُذرٍ قاهر .. يأتي المَشهد القرآني جواباً واضحاً لكل قدرة بشرية ؛ تَستَتر بالضّعف ، والظّرف ، وسوء الأحوَال !
فها هي السّيدة مريم - عليها السّلام - .. يقدّمها القرآن رمزاً ؛ اجتمعت فيه كل مظاهر الضَّعف البشريّ !
فهي امرأة وليسَت رجلاً ..
وفي أشدّ حالات ضَعفها الجَسدي .. إذ أنّها في مخاضِها الأليم ، وقد اشتدّت عليها آلامُ الحدث القادم بكلّ تداعياته وأحزانِه ، وأرهَقت روحها مخاوف المَجهول .. ومرارة الآتي العَنيف !
وحينَ احتاجَت العَون ؛ إذا برسالة السّماء لها { وهُزّي إليكِ بجذْع النَّخلة} ..
وجِذع النّخلة .. يحتاجُ في هزِّه قوّةَ عشرة رجال مُجتمعين .. ومَريم - عليها السّلام - في أعمقِ نقاط ضعْفها ؛ الجَسدي .. والنّفسي .. والعَصبي ..
إذْ تثبت الدّراسات .. أنّ ألم الولادة يُوازي ألم ؛ كسر عِشرين عظمة في الجَسد ..
وتوازي طَلقة واحدة في المَخاض ؛ ضغط 25 رطْلاً على عضَلات الرحم ..
ناهيكَ عن الخوف الذي يجتاح قلب المَرأة ، و يستَبيح رُوحها !
في هذه السُّويعات المَعدودة من حياةِ المرأة ؛ تتمنى الأمّ الموت مِراراً .. ولكنّ مريم تمنَّته هنا لسبب إضافي ؛ أشدّ قسوة و أعظم إيلاماً ..
فقد كانت مَريم ترى بعينِها زكريا ؛ وهو يجفل للمَولود بين يديها ..!
وترى أمُّها التي نذَرَتها لله ؛ يغشى عليها من هَول الحَداثة ..!
وتَرى علماء بَني إسرائيل ، وسدَنة المَعبد ؛ وهُم يُطأطئون رؤوسهم حياءً وَوجلاً ..!
وترى نفسها ؛ لا تملك دليلاً على أنّ الطِّفل من رُوح الله !
في هذا المَوطن .. الذي تَزيغ أمَامه الألباب .. وتنهارُ له قُوى الرِّجال .. ويتَداعى فيه الألم والخَوف من كلِّ اتّجاه ..
والألم إذا رافقَه الخَوف ؛ كان له مُضاعفاً ..
في هذا المَوطِن .. يقول الله لِمريم { وهُزّي إليكِ بِجذْع النَّخلة }
ِ ..
بجذعها !!
يا لله .. أكانت تملكُ مريم أن تَمسح دَمعها ؛ حتى تَقدر على هز النّخلة وجذعها !!
فأيّ دلالة كُبرى .. تحمِل هذه الصّورة القرآنية ؟!
إنّ الله يعلِّمنا في القرآن :
أنّك تملك طاقة مَدخورة ؛ حتّى وأنت في عُمق ضَعفك !
تملك قوّة شِبه مَهدورة ؛ وأنتَ في الظّرف الأقسى من عُمرك !
أنت تَملك ما تهزّ به جذع النّخلة ؛ ولو كنتَ في كلّ صُوَرِ ألَمك !
لقدْ جعل الله مِن مريم نموذجاً ؛ اجتمعت له كلّ أسباب العَجز ..
فكان الأصل ؛ أن نَرى فيها معنى الإستسلام .. ولكنّ صوت النّداء أذهَلَنا يوم قال لها ؛ { وهُزِّي إليكِ } !
{ هُزّي } .. وبَعدَها ؛ { تَساقط عَليكِ رُطباً جَنيّاً } ..
{ هُزّي } بما خبّأ الله فينا من قوّة الإنبعاث .. وقوة المُقاومة .. وقوّة التّحدي .. وقوّة التَّخطي للآلام !
وحينَها .. تَساقَط عليكَ الخَير جنيّا !
ولذا قيل :
( لو أنّ رجُلاً وقف أمامَ جبلٍ ، فعزَم على إزالته ؛ لأَزاله ) !
تعليق