إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من بلاغة القرآن : { وَهُزّي إليكِ بِجذْعِ النَّخلَة }

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من بلاغة القرآن : { وَهُزّي إليكِ بِجذْعِ النَّخلَة }

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
    واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين

    { وَهُزّي إليكِ بِجذْعِ النَّخلَة } ..

    حينَ يتبدّى العَجز الإنسانيّ كعُذرٍ قاهر .. يأتي المَشهد القرآني جواباً واضحاً لكل قدرة بشرية ؛ تَستَتر بالضّعف ، والظّرف ، وسوء الأحوَال !

    فها هي السّيدة مريم - عليها السّلام - .. يقدّمها القرآن رمزاً ؛ اجتمعت فيه كل مظاهر الضَّعف البشريّ !


    فهي امرأة وليسَت رجلاً ..

    وفي أشدّ حالات ضَعفها الجَسدي .. إذ أنّها في مخاضِها الأليم ، وقد اشتدّت عليها آلامُ الحدث القادم بكلّ تداعياته وأحزانِه ، وأرهَقت روحها مخاوف المَجهول .. ومرارة الآتي العَنيف !


    وحينَ احتاجَت العَون ؛ إذا برسالة السّماء لها { وهُزّي إليكِ بجذْع النَّخلة} ..

    وجِذع النّخلة .. يحتاجُ في هزِّه قوّةَ عشرة رجال مُجتمعين .. ومَريم - عليها السّلام - في أعمقِ نقاط ضعْفها ؛ الجَسدي .. والنّفسي .. والعَصبي ..

    إذْ تثبت الدّراسات .. أنّ ألم الولادة يُوازي ألم ؛ كسر عِشرين عظمة في الجَسد ..

    وتوازي طَلقة واحدة في المَخاض ؛ ضغط 25 رطْلاً على عضَلات الرحم ..

    ناهيكَ عن الخوف الذي يجتاح قلب المَرأة ، و يستَبيح رُوحها !

    في هذه السُّويعات المَعدودة من حياةِ المرأة ؛ تتمنى الأمّ الموت مِراراً .. ولكنّ مريم تمنَّته هنا لسبب إضافي ؛ أشدّ قسوة و أعظم إيلاماً ..

    فقد كانت مَريم ترى بعينِها زكريا ؛ وهو يجفل للمَولود بين يديها ..!

    وترى أمُّها التي نذَرَتها لله ؛ يغشى عليها من هَول الحَداثة ..!

    وتَرى علماء بَني إسرائيل ، وسدَنة المَعبد ؛ وهُم يُطأطئون رؤوسهم حياءً وَوجلاً ..!

    وترى نفسها ؛ لا تملك دليلاً على أنّ الطِّفل من رُوح الله !

    في هذا المَوطن .. الذي تَزيغ أمَامه الألباب .. وتنهارُ له قُوى الرِّجال .. ويتَداعى فيه الألم والخَوف من كلِّ اتّجاه ..

    والألم إذا رافقَه الخَوف ؛ كان له مُضاعفاً ..

    في هذا المَوطِن .. يقول الله لِمريم { وهُزّي إليكِ بِجذْع النَّخلة }

    ِ ..

    بجذعها !!

    يا لله .. أكانت تملكُ مريم أن تَمسح دَمعها ؛ حتى تَقدر على هز النّخلة وجذعها !!

    فأيّ دلالة كُبرى .. تحمِل هذه الصّورة القرآنية ؟!

    إنّ الله يعلِّمنا في القرآن :

    أنّك تملك طاقة مَدخورة ؛ حتّى وأنت في عُمق ضَعفك !

    تملك قوّة شِبه مَهدورة ؛ وأنتَ في الظّرف الأقسى من عُمرك !

    أنت تَملك ما تهزّ به جذع النّخلة ؛ ولو كنتَ في كلّ صُوَرِ ألَمك !

    لقدْ جعل الله مِن مريم نموذجاً ؛ اجتمعت له كلّ أسباب العَجز ..

    فكان الأصل ؛ أن نَرى فيها معنى الإستسلام .. ولكنّ صوت النّداء أذهَلَنا يوم قال لها ؛ { وهُزِّي إليكِ } !

    { هُزّي } .. وبَعدَها ؛ { تَساقط عَليكِ رُطباً جَنيّاً } ..

    { هُزّي } بما خبّأ الله فينا من قوّة الإنبعاث .. وقوة المُقاومة .. وقوّة التّحدي .. وقوّة التَّخطي للآلام !

    وحينَها .. تَساقَط عليكَ الخَير جنيّا !


    ولذا قيل :

    ( لو أنّ رجُلاً وقف أمامَ جبلٍ ، فعزَم على إزالته ؛ لأَزاله ) !

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين

    تعليق


    • #3
      بوركت الكلمات الولائية

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X