بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين والأخرين
اخرج اليعقوبي في تاريخ ج 1 ص 148
قال :
ووقف عند زمزم وأمر ربيعة بن أمية بن خلف فوقف تحت صدر راحلته، وكان صبياً،
فقال: يا ربيعة! قل يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: لعلكم لا تلقونني على مثل حالي هذه وعليكم هذا. هل تدرون أي بلد هذا؟ وهل تدرون أي شهر هذا؟ وهل تدرون أي يوم هذا ؟ فقال الناس: نعم! هذا البلد الحرام والشهر الحرام واليوم الحرام. قال: فإن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم كحرمة بلدكم هذا، وكحرمة شهركم هذا، وكحرمة يومكم هذا.
ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم. قال: اللهم اشهد.
ثم قال: واتقوا الله ولا تبخسوا الناس أشياءهم، ولا تعثوا في الأرض مفسدين. فمن كانت عنده أمانة فليؤدها. ثم قال: الناس في الإسلام سواء، الناس طف الصاع لآدم وحواء لا فضل عربي على عجمي ولا عجمي على عربي إلا بتقوى الله،
ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم! قال: اللهم اشهد.
ثم قال: لا تأتوني بأنسابكم وأتوني بأعمالكم، فأقول للناس هكذا، ولكم هكذا،
إلا هل بلغت؟ قالوا: نعم! قال: اللهم اشهد.
ثم قال: كل دم كان في الجاهلية موضوع تحت قدمي، وأول دم أضعه دم آدم
بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وكان آدم بن ربيعة مسترضعاً في هذيل، فقتله بنو سعد بن بكر، وقيل في بني ليث، فقتلته هذيل،
ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم! قال: اللهم اشهد.
ثم قال: وكل ربا كان في الجاهلية موضوع تحت قدمي، وأول ربا أضعه ربا العباس بن عبد المطلب،
ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم! قال: اللهم اشهد.
ثم قال: يا أيها الناس إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا، يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله، ألا وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله منها أربعة حرم: رجب الذي بين جمادى وشعبان يدعونه مضر، وثلاثة متوالية: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم،
ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم! قال: اللهم اشهد.
ثم قال: أوصيكم بالنساء خيراً، فإنما هن عوان عندكم لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكتاب الله، ولكم عليهن حق، ولهن عليكم حق كسوتهن ورزقهن بالمعروف، ولكم عليهن ألا يوطئن فراشكم أحداً، ولا يأذن في بيوتكم إلا بعلمكم وإذنكم، فإن فعلن شيئاً من ذلك فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضرباً غير مبرح،
ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم! قال: اللهم اشهد.
ثم قال: فأوصيكم بمن ملكت أيمانكم فأطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون، وإن أذنبوا فكلوا عقوباتهم إلى شراركم،
ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم. قال: اللهم اشهد.
ثم
قال: إن المسلم أخو المسلم لا يغشه ولا يخونه ولا يغتابه ولا يحل له دمه ولا شيء من ماله إلا بطيبة نفسه،
ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم! قال: اللهم اشهد.
ثم قال: إن الشيطان قد يئس أن يعبد بعد اليوم، ولكن يطاع فيما سوى ذلك من أعمالكم التي تحتقرون، فقد رضي به،
ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم! قال: اللهم اشهد.
ثم قال: أعدى الأعداء على الله قاتل غير قاتله وضارب غير ضاربه، ومن كفر نعمة مواليه فقد كفر بما أنزل الله على محمد، ومن انتمي إلى غير أبيه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم! قال: اللهم اشهد.
ثم قال: إلا إني إنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، وأني رسول الله، وإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق، وحسابهم على الله،
ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم! قال: اللهم اشهد.
ثم قال: لا ترجعوا بعدي كفاراً مضلين يملك بعضكم رقاب بعض، إني قد خلفت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي.
إلا هل بلغت؟ قالوا: نعم! قال: اللهم اشهد.
ثم قال: إنكم مسؤولون فليبلغ الشاهد منكم الغائب.