بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وال محمد
وعجل فرجهم والعن أعدائهم
إننا كلما زدنا علماً بمقاماتهم؛ زدنا تأثراً وتأسياً. إن النبي الأكرم (صلى الله عليه واله) قال: (يَا فَاطِمَةُ أَ تَدْرِينَ لِمَ سُمِّيتِ فَاطِمَةَ فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ لِمَ سُمِّيَتْ قَالَ لِأَنَّهَا فُطِمَتْ هِيَ وَشِيعَتُهَا مِنَ اَلنَّارِ). إن هذه التسمية ليست من أمير المؤمنين (عليه السلام)؛ فقد تزوجها أمير المؤمنين (عليه السلام) لاحقا وإنما هذه التسمية هي من النبي الأكرم (صلى الله عليه واله) وهي تسمية مهمة؛ فالنبي ما ينطق عن الهوى لا في الوحي ولا في غيره. إن أحدنا عندما يريد أن يسمي ابنته البكر؛ يسأل فلانا وفلانا ويسأل عالماً قريبا: ماذا أسمي ابنتي؟ والنبي (صلى الله عليه واله) يعلم أنه لا قاسم له ولا إبراهيم؛ والذي يبقى من صلبه هي هذه البنت؛ فمن الطبيعي أن يأتي الخبر من السماء؛ إما مباشرة أو بسؤال منه. أيعقل أن تأتي الزهراء (عليها السلام) ولا يسأل رسول الله (صلى الله عليه واله ) السماء؟
عندما تفطم ابنك من صدر أمه فإنك تفطمه إلى الأبد بطريقة أو بحيلة ولن تدعه يرجع إلى صدر أمه. لقد فطمت هي وشيعتها من النار لكونها معصومة وشيعتها؛ إذا قلنا بأن المراد من الشيعة هنا المتتبع لها ولبعلها وبنيها لا مجرد الادعاء. وروايات أهل البيت (عليهم السلام) صريحة بمعاني المشايعة والمتابعة. إذا كنت في المنزل ومات أحدهم فيشيعه الناس وبقيت أنت في المنزل تلهج باسمه؛ فإذا قلت: شيعت فلاناً، هل أنت صادق؟ اخرج من المنزل واذهب إلى المقبرة وامش خلف الجنازة ليقال بأنك شيعت جنازة. فكيف بمن أراد أن يكون من شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) والزهراء (عليها السلام)؟
تسمية فاطمة بالزهراء
إننا: نقول دائما فاطمة الزهراء (عليها السلام) ولكن هل علمنا ما هو معنى الزهراء؟ لقد سُئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن علة تسمية فاطمة بالزهراء فقال: (وَرُوِيَ أَنَّهُ سُئِلَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: لِمَ سُمِّيَتْ فَاطِمَةُ اَلزَّهْرَاءَ؟ فَقَالَ: لِأَنَّ اَللَّهَ – عَزَّ وَ جَلَّ – خَلَقَهَا مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ، فَأَضَاءَتِ اَلسَّمَاوَاتُ وَاَلْأَرْضُ بِنُورِهَا وَغَشِيَتْ أَبْصَارَ اَلْمَلاَئِكَةِ فَخَرُّوا لِلَّهِ سَاجِدِينَ وَقَالُوا: إِلَهَنَا وَسَيِّدَنَا! مَا هَذَا اَلنُّورُ؟ فَأَوْحَى اَللَّهُ – تَعَالَى – إِلَيْهِمْ: هَذَا نُورٌ مِنْ نُورِي أَسْكَنْتُهُ فِي سَمَائِي، وَخَلَقْتُهُ مِنْ نُورِ عَظَمَتِي، أُخْرِجُهُ مِنْ صُلْبِ نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَائِي، أُفَضِّلُهُ عَلَى جَمِيعِ اَلنَّبِيِّينَ، وَأُخْرِجُ مِنْ ذَلِكَ اَلنُّورِ أَئِمَّةً يَقُومُونَ بِأَمْرِي وَيَهْدُونَ إِلَى حَقِّي، وَأَجْعَلُهُمْ خُلَفَاءَ فِي أَرْضِي بَعْدَ اِنْقِطَاعِ اَلْوَحْيِ). ما المانع من أن يجعل رب العالمين نور العصمة الفاطمية مشتقاً من نوره؟ ولو ملأ هذا النور الأكوان لما كان ذلك غريبا.
تعليق