إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ماهو التوفيق ؟ وماهي أسبابه؟ ومامعنى سلب التوفيق؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماهو التوفيق ؟ وماهي أسبابه؟ ومامعنى سلب التوفيق؟


    قال الله عَزَّ وَجَلَّ:
    ﴿وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(سورة هود - الآية 88)
    و عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي الإمام الجوادعليه السلام أنه قَالَ:
    "(الْمُؤْمِنُ يَحْتَاجُ إِلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ تَوْفِيقٍ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَوَاعِظٍ مِنْ نَفْسِهِ، وَقَبُولٍ مِمَّنْ يَنْصَحُهُ)
    بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧٥ - الصفحة ٣٥٨

    مدارُ الفرقِ بين المؤمنِ وغيرِ المؤمن، هو أنْ يعتقدَ المؤمنُ أنَّ كلَّ ما لديه لم يكن ليجدَه ويحظى به لولا التوفيق. أما غيرُ المؤمن، فيشعرُ أنَّه مُستقلّ، وأنَّ ما وجده وحظيَ به كان لأسبابٍ ظاهرة ومادية اقتضت ذلك، وما لم يجدْه وتعذَّر عليه تحصيلُه كان لموانعَ ماديةٍ وظاهريةٍ اقتضت ذلك.
    وقد يتوهَّم الإنسان أنَّ الأمور كلَّها مهيأةٌ للوصول إلى غايته فيتفاجأ بأنَّه لا يصلُ إليها ولا يتوفَّرُ عليها رغم حقارتِها، لماذا؟ لأنَّ المقدمات والوسائلَ كلَّها مفتقرةٌ إلى مُتمِّمٍ وهو التوفيقُ الإلهيّ الذي يشعرُ به المؤمنُ، وتُشرقُ به نفسُه، ويغفلُ عنه غيرُ المؤمن.
    مامعنى التوفيق؟
    التوفيق قبل كل شيء بيد الله تعالى ويأتي بمعنى التسديدَ والتيسيرَ والمدَد، فأنْ تكونَ موفَّقاَ فذلك معناهُ أنّ اللهَ تعالى قد يسَّر لك الوصولُ إلى ما تقصد، وأعانَكَ على بلوغِ ما ترغبُ فيه، وعصَمَكَ عن الوقوع فيما تُحذرُ منه، وألهمَك السدادَ والصوابَ في الرأي الذي تُقلِّبُه وتبحثُ فيه عن مواطنِ الرُشد.
    ويُطلق في مقابلِ الخُذلان، والمرادُ من الخُذلان: هو تركُ المعونةِ والنُّصرةِ والمؤازرة. فأنْ تخذِلَ أخاك، فهذا لا يعني أنْ تَضرَّه، وإنَّما يعني أنْ تتركَه وشأنَه في ظرفٍ هو بحاجةٍ إليك، فهذا هو الخُذلان.
    ثم إنَّ الخٌذلانَ وكذلك التوفيقَ ليس على مرتِبةٍ واحدة، فقد يكون الإنسانُ مخذولاً في شأنٍ من الشئون ولكنَّه موفَّقٌ في شأنٍ آخر، وقد يكون مخذولاً في وقتٍ ولكنَّه موفَّقٌ في آخر.
    كثيرٌ من الناس يتوهَّمُ أنَّه مهديٌّ برشده وعقله، أو أنَّه إنَّما حصل على هذا المال بجُهدِه وعنائِه وكدِّه وكدحه، وأنَّه إنَّما وصل إلى هذا الموقعِ الرفيع لأنَّه قد بذلَ من السعي ما صار به جديراً بهذا الموقعِ أو ذاك أو إنَّه إنَّما أصبح عابداً كثيرَ الصلاة، لأنَّه أهلٌ لذلك! ويغفل كلُّ هؤلاء عن أنَّه لا يتيسَّرُ ذلك للإنسان إلَّا بعونٍ من الله -عزوجل
    أَنَّ التوفيق الحقيقي لا يرتبط بكثرة المال والعيال، أو الجاه والمنصب وما شاكل, فإنّ كلّ ذلك ليس له دخلٌ في التوفيق.
    من عوامل وأسباب التوفيق:

    النية الحسنة :
    تلعب النية الحسنة دورا مهما في شمول العبد للتوفيق والتسديد الإلهي وكلما كانت النية صالحة كان التوفيق أقرب لأن الله تعالى يحب أن يكون المؤمن ذا نية صالحة وخالصة لوجهه الكريم.
    الجدّ والاجتهاد:
    إذا أراد المرء أن يكون موفّقًا في عمله، فعليه بالجدّ والاجتهاد، فقد ورد عن الإمام عليّ بن موسى الرضا قوله: «مَنْ سَأَلَ اللهَ التَّوْفِيْقَ وَلَمْ يَجْتَهِدْ فَقَدْ اسْتَهْزَأَ بِنَفْسِهِ»،
    الاستعانة بالله تبارك وتعالى:
    ثالث العوامل المهمة والأساسية التي تبعث على التوفيق، هي الاستعانة بالله سبحانه وتعالى، والرغبة إليه، في التوفيق. فالإنسان مدعو للطلب من خالقه التوفيق في كلّ عمل يقصده ويتطلع إلى تحقيقه، وأنْ يشعر قلبه بهذه الرغبة. إنّ من الخطأ الغفلة عن الاستعانة بالله سبحانه، تحت وَهْمِ الاتّكال الكلّي على النفس في ترتيب الأمور والاستعداد لها، وكم من واحدٍ رتَب أموره، إلّا أن غياب التوفيق ذهب بكلّ ترتيباته أدراج الرياح. ذلك أنّ الله سبحانه هو المهيمن على كلّ شيءٍ وبيده أسباب كل شيء..
    من هنا، ينبغي للمرء أن يسعى لطلب التوفيق، من خلال تمثل النية الحسنة، والجدّ والاجتهاد، والاستعانة بالله والرغبة إليه، هذه بأجمعها عوامل تساعد الإنسان على أن يمنحه الله تعالى توفيقه.


    عوامل سلب التوفيق:
    مثلما للتوفيق أسباب وعوامل مساعدة وممهدة له في المقابل هناك أسباب تسلب التوفيق نعوذ بالله تعالى وقد تكون بعضها بسيطة وصغيرة في نظرنا ولكنها قد تكون من موجبات سلب التوفيق ومنها:
    الذنوب والمعاصي وعمل المكروه :
    إرتكاب الذنوب والمكروهات وعدم التورع في الأمور الصغيرة تكون سببا في سلب أو عدم التوفيق دون أن نشعر.
    العجب والتكبر والغرور:
    وردت عن أهل البيت عليهم السلام أحاديث شريفة تدعوا إلى الحذر من هذه الخصال الثلاثة:
    فإعجاب المرءالعُجْب خصلة مذمومة، وآفة من آفات النفس، وهو استعظام المرء نفسه لأجل مايرى لها من عظمة وقيمة مع أن العجب سبب لهلاك النفس فعن الإمام الصادق عليه السلام :
    (من دخله العجب هلك) ميزان الحكمة، ح 11813.
    أما التكبر لايليق إلا بالله تعالى وأول من تكبر إبليس حين امتنع عن السجود تكبرا وعنادا.
    واما الغرور فهو عدم تحمل النعم التي هو فيها ويتصور صاحب النعم الكثيرة أنه وحيد دهره وليس هناك أقرب للسماء منه.

    التعلق بالدنيا:
    من أسباب سلب التوفيق هو التعلق بالدنيا وزينتها فلا يقنع الإنسان بما عنده فيرغب بالمزيد ويفوته توفيق خدمة إخوانه وأهله ويصل لمرحلة لايرى سوى نفسه.
    التقاعس عن قضاء حاجة المؤمن:
    ومن المناشئ المفضيةِ للخذلان والحرمان من التوفيق هو الخُذلان للمؤمن بعدم الانتصار له أو قضاء حوائجه -رغم القدرة-، فكثيراً ما حذَّرت الرواياتُ من ذلك، فمن ذلك ما ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام): "ما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته إلا خذله الله في الدنيا والآخرة"
    فكم من أشخاص عاينوا علياً عليه السلام إمامَ الحقّ والعدل، إِلَّا أَنَّ الَّذِين نصروه واتّبعوه قلّة!
    وكم من شخصٍ تبع الحسين عليه السلام أوّل الطريق، إِلَّا أَنَّ الشهداء الأبرار معه كانوا نيّفاً وسبعين!
    ألم يخطر في بالنا: ما السبب في هذه العاقبة المروّعة؟
    ألم يكونوا عارفين بالهدى الَّذِي كان عليٌّ والحسين عليهما السلام عليه؟!
    أجل، ليس كلُّ من أراد فعل شيءٍ وفّق إليه.
    ربّما وجدنا الكافرَ والعاصي أقدرَ على الفعل، لكنّهما لا يوفّقان له، بخلاف المؤمن, فإنّ توفيق الله ظلٌّ ظليل يلقيه عليه، فتجده ببركة هذا التوفيق مؤمناً عاملاً.
    والحديث في هذا الموضوع المهم لايكفيه هذا المقال المتواضع بل يحتاج إلى بحوث ومقالات ولكن كما قيل خير الكلام ماقل ودل .. وراعينا الإختصار منعا للإطالة والملل.
    مشرف ساحة أهل البيت عليهم السلام ✍️​

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    ​​​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X