يمتد سواد أحزان آل محمد ضمن جراحات كربلاء إلى آلام البقيع وسلاسل الأغلال التي طوقت محراب العبادة السجادية،
إلى مرارة الصبر التي تجرعها الإمام الحسن المجتبى عليه السلام ليقذفها في طشت المنايا،
إلى الفجيعة الكبرى التي جرت على بيت الرسالة كل ظلامات التاريخ
وكل المحن التي لاقوها بعد فجيعتهم برسول الله صلى الله عليه واله
والتي هدت الأرض بجبالها والسماوات بسكانها
يمتد الوشاح الأسود ليصل إلى فجيعة أخرى لا تقل عن سابقاتها أسى وحسرة وحزناً ألا وهي فجيعة الإمام الرضا عليه السلام
المظلوم المبعد عن الأهل والأوطان وعن مدينة جده
عانى الإمام عليه السلام من تعسف الحكم العباسي ودهاء المأمون الذي انتهج نهجاً خادعاً وماكراً فقد كان يحيك المؤامرات بالخفاء
وبشكل مبطن ويُظهر المحبة والولاء للإمام عليه السلام ليجعله تحت أنظاره ويحصي عليه حركاته وسكناته
ويكسب قاعدة الإمام عليه السلام الجماهيرية العريضة ليأمن عدم انقلاب الأمور ضده من ناحيتهم،
فسعى لجلب الإمام عليه السلام من مدينة جده صلى الله عليه واله إلى مدينة مرو رغماً عنه كما إنه اجبره على قبول ولاية العهد
ليعطي الشرعية لنظام حكمه الجائر، ولكن الإمام عليه السلام بدد آماله بقبول ولاية العهد شكلاً لا مضموناً ليوحي للناس بأنه اجبر
على قبولها، وكان المأمون يرافق الإمام عليه السلام في رحلته هذه ورأى بعينيه مدى شعبية الإمام عليه السلام في كل مدينة يمرون
بها، فقد كانت الناس تتوافد أفواجاً أفواجاً على الإمام عليه السلام للاستماع لخطبه وأحاديثه الشريفة، والاستفادة من علمه، فقد ذكر
الرواة إنه خطب في أثناء مروره بمدينة نيسابور وكان هناك قرابة العشرين ألف من أهل المحابر والدوى يكتبون ما يقوله الإمام عليه
السلام.. أمام هذا الواقع الذي صعق المأمون فقد أنهى مؤامراته مع الإمام عليه السلام بأن سقاه السم ليبدأ مؤامرات جديدة مع ابنه
الإمام محمد الجواد عليه السلام. ولم يخطر على باله بأنه سيصبح لعنة للتأريخ نلعنه ليلاً ونهاراً.
من كربلاء يا سيدي يا أبا الحسن نطلق صرخة حزن هي امتداد لصرختنا على الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته عليهم السلام
من مآذن مرقد أبي عبد الله الحسين ومآذن أخيه أبي الفضل العباس عليه السلام لتصل إلى مآذن مرقدك الشريف
معلنة الولاء لسلطان السلاطين تلك هي صرختنا وبيعتنا لك يا غريب طوس.
تعليق