|
|||
|
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
الحجّ ضيافة الله (اسئلة واجوبة )
تقليص
X
-
الحجّ ضيافة الله (اسئلة واجوبة )
التعديل الأخير تم بواسطة صدى المهدي; الساعة 20-05-2024, 09:27 PM.الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
-
ماهي شرائط وجوب الحجّ؟
الجواب من موقع سماحة المرجع الاعلى السيد السيستاني - الكتب الفتوائية » مناسك الحج وملحقاتها ـ (الطبعة الجديدة 1444 هـ)
وجوب الحج
يجب الحجّ على كلّ مكلّف جامع للشرائط الآتية، ووجوبه ثابت بالكتاب والسنة القطعية.
والحجّ ركن من أركان الدين، ووجوبه من الضروريات، وتركه ــ مع الاعتراف بثبوته ــ معصية كبيرة، كما أن إنكار أصل الفريضة ــ إذا لم يكن مستنداً إلى شبهة ــ كفر.
قال الله تعالى في كتابه المجيد: [وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حجّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ومَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ].
وروى الشيخ الكليني ــ بطريق معتبر ــ عن أبي عبد الله ، قال: ((من مات ولم يحجّ حجّة الإسلام، لم يمنعه من ذلك حاجة تجحف به، أو مرض لا يطيق فيه الحجّ، أو سلطان يمنعه، فليمت يهودياً أو نصرانياً)).
وهناك روايات كثيرة تدل على وجوب الحجّ والاهتمام به لم نتعرّض لها طلباً للاختصار، وفيما ذكرناه من الآية الكريمة والرواية كفاية للمراد.
واعلم أن الحجّ الواجب على المكلّف ــ في أصل الشرع ــ إنما هو مرّة واحدة، ويسمّى ذلك بـ" حجّة الإسلام ".
مسألة 1: وجوب الحجّ بعد تحقق شرائطه فوريّ، فيلزم الإتيان به في العام الأول للاستطاعة، فإن تركه فيه ففي العام الثاني وهكذا.
ولكن في كون فوريّته شرعية ــ كما لعلّه المشهور ــ أو عقليّة من باب الاحتياط ــ لئلاّ يلزم الإخلال بالواجب من دون عذر فيستحق عليه العقاب ــ وجهان: أحوطهما الأول، وأقواهما الثاني، فإذا لم يبادر إليه من دون الوثوق بإتيانه بعد ذلك كان متجرّياً إذا أتى به من بعدُ، وعاصياً ومرتكباً للكبيرة إذا لم يُوفّق له أصلاً.
مسألة 2: إذا وجب الخروج إلى الحجّ وجب تحصيل مقدّماته وتهيئة وسائله على وجهٍ يتمكّن من إدراكه في وقته، ولو تعدّدت الرفقة ووثق بإدراك الحجّ لو خرج مع أي منها تخيّر، وإن كان الأولى أن يختار أوثقها إدراكاً.
ولو وجد واحدة يثـق بإدراك الحجّ معها لم يجز له التأخـير في الخروج، إلاّ مع الوثوق بحصول أُخرى وتمكّنه من المسير وإدراك الحجّ معها أيضاً.
وهكذا الحال في سائر خصوصيات الخروج، ككونه من طريق البرّ أو الجوّ أو البحر ونحو ذلك.
مسألة 3: إذا حصلت الاستطاعة ووجبت المبادرة إلى أداء الحجّ في عام حصولها فتأخّر في الخروج للوثوق بإدراكه مع التأخير أيضاً، ولكن اتّفق أنه لم يدركه بسبب ذلك كان معذوراً في تأخيره، ولا يستقرّ عليه الحجّ على الأظهر.
وهكذا الحال في سائر موارد حصول العجز عن إدراك الحجّ بسبب الطوارئ والمصادفات الخارجية من دون تفريط منه.
- اقتباس
- تعليق
-
ماهي الوصايا في الحج؟
1 - وصايا الإمام الصادق عليه السلام لمن يريد الحجّ
قال عليه السلام: إذا أردت الحج فجرّد قلبك لله من كل شاغل، وفوّض امورك كلّها إلى خالقك، وتوّكل عليه في جميع ما تظهر من حركاتك وسكناتك، وسلم لقضائه وحكمه وقدره، وودّع الدنيا والراحة والخلق، واخرج من حقوق تلزمك من جهة المخلوقين، ولاتعتمد على زادك وراحلتك واصحابك وقوّتك وشبابك ومالك، مخافة أن تصير ذلك عدوّاً ووبالا، فإنّ من ادّعى رضاء الله واعتمد على ما سواه صيّره عليه وبالا; ليعلم انّه ليس له قوّة ولاحيلة إلاّ بعصمة الله وتوفيقه. فاستعدّ استعداد من لايرجو الرجوف واحسن الصحبة، وراع اوقات الفرائض وسنن نبيّه عليه السلام وما يجب عليك من الآداب والصبر والشفقة والسخاوة وايثار الزاد، ثم اغسل بماء التوبة ذنوبك، والبس كسوة الصدق والصفا والخضوع والخشوف واحرم من كل شيء يمنعك عن ذكر الله، (ولَبّ) بمعنى إجابة صادقة خالصة لله، وطف بقلبك مع الملائكة حول العرش كطوافك مع المسلمين حول البيت، وهرول هرولة من هواك. وتبرأ من حولك وقوّتك، واخرج من غفلتك وزلاّتك بخروجك الى منى، ولاتتمنّ ما لايحل لك ولا تستحقّه، واعترف بالخطايا بعرفات، واتّقه بمزدلفة، واصعد بروحك الى الملإ الأعلى بصعودك على الجبل، واذبح حنجرة الهوى والطمع عند الذبيحة، وارم الشهوات والخساسة والدناءَة والذميمة عند رمي الجمرات، واحلق العيوب الظاهرة والباطنة بحلق شعرك، وادخل في امان الله وكنفه وستره بدخولك الحرم، ودُر حول البيت متحقّقاً لتعظيم صاحب البيت ومعرفة جلاله وسلطانه، واستلم الحجر رضاً بقسمته وخضوعاً لعزّته، وودّع ما سواه بطواف الوداف واصف روحك وسرّك للقائه يوم تلقاه بوقوفك على الصفا، وكن بمراى من الله نقياً اوصافك عند المروة، واستقم على شرط حجّتك هذه وفاء عهدك الذي عاهدت مع ربّك واوجبته له الى يوم القيامة، واعلم أنّ في مناسك الحج اشارة الى الموت والقبر والبعث والقيامة لأولي الألباب وأولي النهى.
2 - وصايا لقمان عليه السلام لولده
قال لقمان لابنه: يا بنيّ إذا سافرت مع قوم فاكثر استشارتهم في أمرك وأمورهم، وأكثر التبسّم في وجوههم، وكن كريماً على زادك بينهم، إذا دعوك فأجبهم، وإن استعانوا بك فاعنهم، واستعمل طول الصمت وكثرة الصلاة وسخاء النفس بما معك، وإذا استشهدوك على الحق فاشهد لهم، وإذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم، واذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم، واذا تصدّقوا واعطوا قرضاً فأعط معهم، واسمع لمن هو اكبر منك سناً، وإذا سألوك شيئاً فقل: نعم، ولاتقل: لا، فإنّ (لا) عيّ ولوم، وإذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخّرها لشيء صلّها واسترح منها فإنّها دين، وصلّ في جماعة ولو على رأس زجّ.
وإذا نزلت فصلّ ركعتين قبل أن تجلس، وإذا ارتحلت فصلّ ركعتين، ثم ودّع الارض التي حللت بها وسلّم عليها وعلى أهلها، فإنّ لكلّ بقعة أهلا من الملائكة، وأن استطعت أن لا تأكل طعاماً حتى تبدأ فتصدق منه فافعل، وعليك بقراءة كتاب الله ما دمت راكباً، وعليك بالتسبيح ما دمت عاملا عملا، وعليك بالدعاء مادمت خالياً.
3 - دقائق الآداب
ذكر صاحب المحجّة البيضاء ج2 ص189 آداباً دقيقة:
الأول: أن تكون النفقة حلالا، وتكون اليد خالياً عن تجارة تشغل القلب، ففي الخبر من طرق أهل البيت: إذا كان آخر الزمان خرج الناس للحج أربعة أصناف، سلاطينهم للنزهة وأغنياؤهم للتجارة، وفقراؤهم للمسألة، وقراؤهم للسُّمعة.
الثاني: التوسيع في الزاد وطيب النفس بالبذل والانفاق في غير تقتير ولاإسراف.
ففي الفقيه ص227 عنه صلى الله عليه وآله وسلم: من شرف الرجل أن يطيب زاده إذا خرج في سفر. وكان علي بن الحسين عليه السلام إذا سافر الى مكة للحجّ أو العمرة تزود من أطيب الزاد.
الثالث: ترك الرفث والفسوق والجدال كما نطق به القرآن ففي الحديث عنه صلى الله عليه وآله وسلم: الحجّ المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنّة، فقيل يا رسول الله: ما برّ الحج؟ قال عليه السلام: طيب الكلام واطعام الطعام، فلا ينبغي أن يكون كثير الاعتراض على رفيقه وعلى صحبه، ويلزم حسن الخلق، وليس حسن الخلق كفّ الاذى بل احتمال الأذى، وقيل سمّي السفر سفراً لأنّه يسفر عن اخلاق الرجال.
الرابع: أن يحج ماشياً ان قدر عليه فذلك أفضل، وفي مكّة إلى الموقف وإلى منى آكد منه في الطريق.
ففي التهذيب ص448 عن الصادق عليه السلام أنّه قال: ما عبدالله بشيء أشدّ من المشي ولا أفضل.
الخامس: أن يكون رثّ الهيئة، أشعث اغبر، غير مستكثر من الزينة. ففي الخبر:
إنّما الحاج الشعث الغبر التّفث، يقول الله عزّ وجلّ: انظروا الى زوّار بيتي جاؤوني شعثاً غبراً من كل فجّ عميق، فقد أمر الإمام عليه السلام بالشعث والاحتفاء.
وفي تعليقة المحجّة ج2 ص193 اخرج ابن ماجة تحت رقم 2939 عن ابن عبّاس قال: كانت الانبياء تدخل الحرم مشاة حفاة، ويطوفون بالبيت ويقضون المناسك حفاة مشاة.
السادس: أن يتقرّب بإراقة دم وإن لم يكن واجباً، ويجتهد أن يكون من سمين الغنم ونفيسه، وليترك المكاس في شرائه، وليس المقصود تكثير اللحم، إنّما المقصود تزكية النّفس وتطهيرها من صفة البخل وتزيينه ابجمال التعظيم لله،﴿لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ﴾ وذلك يحصل بمراعاة النفاسة في القيمة.
وسئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مابرّ الحجّ؟ فقال: العجّ والثجّ، والعجّ هو رفع الصوت بالتلبية، والثجّ هو نحر البدن.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: ما عمل آدميٌّ يوم النحر عملا أحبّ الى الله تعالى من اهراقه دماً.
السابع: أن يكون طيب النفس بما انفقه، من نفقة وبما اصابه من خسران ومصيبة في مال وبدن إن أصابه ذلك، فإنّ ذلك من دلائل قبول حجّه، فإنّ المصيبة في طريق الحج تعدل النفقة في سبيل الله، الدرهم بسبعمائة درهم وهو بمثابة الشدائد في طريق الجهاد. أقول اقتصرنا في دقائق الآداب على هذه السبعة.
4 - توديع المسافر
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ودّع المؤمنين، قال: زوّدكم الله التقوى، ووجّهكم إلى كلّ خير، وقضى لكم كلّ حاجة، وسلّم لكم دينكم ودنياكم، وردّكم سالمين إلى سالمين1.
1- الحج والعمرة ومعرفة الحرمين / الشيخ علي الافتخاري الگلپايگاني.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
ما الدرس الذي يمكن استلهامه من الوقوف في عرفة؟
الجواب
في المحطات التي يمر بها الحجاج في موسم الحج الكثير من العبر والدروس، وكلها تحوي عناصر مؤثرة في ترسيخ العقيدة الإسلامية الصافية والقيم الدينية الحقة.
ويمكن للحاج أن يستلهم الكثير من العبر في وقفة جبل عرفه، على رأسها: تذكر يوم الحشر الأكبر من خلال ملاحظة ذلك الجمع الغفير والأمواج المتلاطمة من البشر في بحر الحج العميق مع ملاحظة ارتداء ثوب الإحرام المجرد من الخياطة بالنسبة إلى الرجال ـ وذلك يذكرنا بالكفن ويرسم لنا صورة المستقبل المذهل في ذلك اليوم الذي تحدّث الله عنه بقوله تعالى: ﴿يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارىُ وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللّهِ شَدِيدٌ﴾[1].
والنتيجة العملية والفائدة التربوية المترتبة على ذلك هي حصول الخوف الشديد من هول ذلك اليوم وهذا يؤدي بطبعه إلى الاستمساك بعروة التقوى والعودة إلى الله من باب التوبة لأن الله سبحانه: ﴿يُحِبُّ التَّوَّابِين وَيُحِبُّ المُتَطهِّرِينَ﴾[2].
كما وصف نفسه وتحدث في كتابه الكريم، هذا إذا كان منحرفاً عن خط الاستقامة وأما إذا كان مستقيماً عليه فهو يستمر على استقامته بقوة وثبات أكثر وأقوى ممّا كان عليه قبل وقوفه على صعيد عرفات الحج وهذه فائدة كبرى جديرة بالاهتمام وبذلك الجهد المستطاع في سبيل تأدية هذه الفريضة بعد وجوبها بالاستطاعة الشرعية كما تقتضي تأكد الاستحباب ورجحان السعي في سبيل تحصيلها أي تحصيل الاستطاعة تمهيداً للتمكن من الإتيان بهذه الفريضة المباركة وتحصيل فوائدها العديدة.
* سماحة الشيخ حسن طراد - بتصرف
[1] سورة الحج، الآية: 2.
[2] سورة البقرة، الآية: 222.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
يقول تعالى: ﴿وَأَذِّن فِى النَّاسِ بِالْحجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِر يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيق﴾.
مامعنى أذان الحج؟
يقول تعالى: ﴿وَأَذِّن فِى النَّاسِ بِالْحجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِر يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيق﴾.
وبعد إعداد البيت للعبادة، أمر الله تعالى إبراهيم (عليه السلام): ﴿وأذّن في الناس بالحجّ يأتوك رجالا وعلى كلّ ضامر يأتين من كلّ فجّ عميق﴾.
كلمة «أذّن» مشتقة من «الأذان» أي «الإعلان». و«رجال» جمع «راجل» أي «ماشي». و«الضامر» تعني الحيوان الضعيف. و«الفجّ» في الأصل تعني المسافة بين جبلين، ثمّ أطلقت على الطرق الواسعة و«العميق» تعني هنا «البعيد».
جاء في حديث رواه علي بن إبراهيم في تفسيره: عندما تسلّم إبراهيم (عليه السلام) هذا الأمر الربّاني قال: إنّ أذاني لا يصل إلى أسماع الناس، فأجابه سبحانه وتعالى (عليك الأذان وعليّ البلاغ)! فصعد إبراهيم (عليه السلام) موضع المقام ووضع إصبعيه في اُذنيه وقال: ياأيّها الناس كتب عليكم الحجّ إلى البيت العتيق فأجيبوا ربّكم. وأبلغ الله عزّوجلّ نداءه أسماع جميع الناس حتّى الذين في أصلاب آبائهم وأرحام اُمّهاتهم، فردّوا: لبّيك اللهمّ لبّيك! وإنّ جميع الذين يشاركون في مراسم الحجّ منذ ذلك اليوم وحتّى يوم القيامة، هم من الذين لبّوا دعوة إبراهيم (عليه السلام).
وقد ذكرت الآية هنا الحجّاج المشاة أوّلا، ثمّ الراكبين، لأنّهم أفضل منزلة عند الله، بسب ما يتحمّلون من صعاب السفر أكثر من غيرهم، ولهذا السبب قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «للحاج الراكب بكلّ خطوة تخطوها راحلته سبعون حسنة، وللحاج الماشي بكلّ خطوة يخطوها سبعمائة حسنة».
أو أنّ هذه المنزلة جاءت لتحديد أهميّة حجّ بيت الله الحرام، الذي يجب أن يتمّ بأي اُسلوب وبأيّة إمكانات. وأن لا ينتظر الحاج مركباً له.
أمّا عبارة «ضامر» فتعني الحيوان الضعيف، إشارةً إلى أنّ هذا الطريق يجعل الحيوان هزيلا، لأنّه يجتاز صحاري جافةً محرقة لا زرع فيها ولا ماء، وإستعداداً لتحمل الصعاب في هذا الطريق.
أو يكون المراد أنّ على الحاج إختيار جواد قوي سريع صابر، رشيق ضامر، متدرّب على السير في مثل هذه الطرق، ولا فائدة ترجى من الحيوان المنعم في هذا الطريق. (مثلما لا يمكن للرجال المترفين إجتياز هذا الطريق).
أمّا عبارة (من كلّ فج عميق) فهي إشارة إلى توجّه الحجاج إلى الكعبة، ليس فقط من الأماكن القريبة، بل يشمل ذلك الحجّاج من الأماكن البعيدة أيضاً. كلمة «كلّ» لا تعني هنا الإستغراق والشمول، بل الكثرة.
ويذكر المفسّر المشهور أبو الفتوح الرازي في تفسيره لهذه الآية حياة مثيرة لرجل يدعى «أبو القاسم بشر بن محمّد» فيقول: رأيت حين الطواف شيخاً هزيلا بدت عليه آثار السفر، ورسم التعب علائمه على جبينه. تقدّمت إليه وسألته من أين أنت؟ أجاب: من فجّ عميق طال قطعه خمسة أعوام! فأصبحت شيخاً هزيلا من شدّة تعب السفر وآلامه، فقلت: والله لهي مشقّة، إلاّ أنّها طاعة خالصة وحبّ عميق لله تعالى.
فسّره ذلك ثمّ أنشد:
زر من هويت وإن شطّت بك الدار وحال من دونه حجب وأستار!
لا يمنعنّك بُعد من زيارته إنّ المحبّ لمن يهواه زوّار!
حقّاً إنّ جاذبية بيت الله هي بدرجة تجعل القلوب الطافحة بالإيمان تهوى إليه من جميع الأنحاء، قربت أم بعدت، تجذب الشاب والشيخ والصغير والكبير، من كلّ اُمّة ومكان، بعيداً أم قريباً، الكل يلبّون الله يأتونه عشّاقاً ليروا مظاهر ذات الله الطاهرة في تلك الأرض المقدّسة بأعينهم، ويشعروا برحمته التي لا حدود لها من أعماق وجودهم.
* آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - بتصرف
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
الحَجَرُ الأَسوَد في مسيرة التاريخ
رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: الحَجَرُ يَمينُ اللّهِ في أرضِهِ، فَمَن مَسَحَهُ مَسَحَ يَدَ اللّهِ
أ-الحَجَرُ يَمينُ اللّه
1- رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: الحَجَرُ يَمينُ اللّهِ في أرضِهِ، فَمَن مَسَحَهُ مَسَحَ يَدَ اللّهِ 1.
2-عنه صلى الله عليه وآله وسلم: الحَجَرُ يَمينُ اللّهِ فِي الأَرضِ يُصافِحُ بِهِ عِبادَهُ 2.
3- عنه صلى الله عليه وآله وسلم: الحَجَرُ يَمينُ اللّهِ فِي الأَرضِ، فَمَن مَسَحَ يَدَهُ عَلَى الحَجَرِ فَقَد بايَعَ اللّهَ أن لا يَعصِيَهُ 3.
4- عنه صلى الله عليه وآله وسلم: الحَجَرُ يَمينُ اللّهِ، فَمَن شاءَ صافَحَهُ بِها 4.
ب- أصلُ الحَجَر
1- عُقبَةُ بنُ بَشيرٍ عَن أحَدِهِما عليه السلام: إنّ اللّهَ عَزّوجَلّ أمَرَ إبراهيمَ بِبِناءِ الكَعبَةِ وأن يَرفَعَ قَواعِدَها ويُرِيَ النّاسَ مَناسِكَهُم، فَبَنى إبراهيمُ وإسماعيلُ البَيتَ كُلّ يَومٍ سافًا، حَتّى انتَهى إلى مَوضِعِ الحَجَرِ الأَسوَدِ. قالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام: فَنادى أبو قُبَيسٍ إبراهيمَ عليه السلام: إنّ لَكَ عِندي وَديعَةً، فَأَعطاهُ الحَجَرَ فَوَضَعَهُ مَوضِعَهُ 5.
2- الإمام عليّ عليه السلام - في جَوابِ اليَهودِيّ لَمّا سَأَلَهُ عَن أوّلِ حَجَرٍ وُضِعَ عَلى وَجهِ الأرضِ-: يا يَهودِيّ، أنتُم تَقولونَ: أوّلُ حَجَرٍ وُضِعَ عَلى وَجهِ الأَرضِ الّذي في بَيتِ المَقدِسِ وكَذَبتُم، هُوَ الحَجَرُ الّذي نَزَلَ بِهِ آدَمُ مِنَ الجَنّةِ. قالَ (اليَهودِيّ): صَدَقتَ واللّهِ، إنّهُ لَبِخَطّ هارونَ وإملاءِ موسى 6.
3- رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: لَيسَ فِي الأَرضِ مِنَ الجَنّةِ إلّا ثَلاثَةُ أشياءَ: غَرسُ العَجوَةِ، وأواقٍ تَنزِلُ فِي الفُراتِ كُلّ يَومٍ مِن بَرَكَةِ الجَنّةِ، والحَجَرُ7.
4- عنه صلى الله عليه وآله وسلم: الحَجَرُ الأَسوَدُ مِنَ الجَنّةِ 8.
5- عنه صلى الله عليه وآله وسلم: الحَجَرُ الأَسوَدُ مِن حِجارَةِ الجَنّةِ9.
6- المُنذِرُ الثَورِيّ عَنِ الإِمامِ الباقِرِ عليه السلام: سَأَلتُهُ عَنِ الحَجَرِ، فَقالَ: نَزَلَت ثَلاثَةُ أحجارٍ مِنَ الجَنّةِ: الحَجَرُ الأَسوَدُ استودِعَهُ إبراهيمُ، ومَقامُ إِبراهيمَ، وحَجَرُ بَني إسرائيلَ. قالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام: إنّ اللّهَ استَودَعَ إبراهيمَ الحَجَرَ الأَبيَضَ، وكانَ أشَدّ بَياضًا مِنَ القَراطيسِ، فَاسوَدّ مِن خَطايا بَني آدَمَ 10.
ج- وَضعُ الحَجَرِ فِي الجاهِلِيّة
1- رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: أنَا وَضَعتُ الرّكنَ بِيَدي يَومَ اختَلَفَت قُرَيشٌ في وَضعِهِ 11.
2- اِبنُ شِهاب: لَمّا بَلَغَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم الحُلُمَ أجمَرَتِ امرَأَةٌ الكَعبَةَ وطارَت شَرارَةٌ مِن مِجمَرَتِها في ثِيابِ الكَعبَةِ فَاحتَرَقَت، فَهَدَموها، حَتّى إذا بَنَوها فَبَلَغوا مَوضِعَ الرّكنِ اختَصَمَت قُرَيشٌ فِي الرّكنِ: أيّ القَبائِلِ تَلي رَفعَهُ، فَقالوا: تَعالَوا نُحَكّم أوّلَ مَن يَطلُعُ عَلَينا، فَطَلَعَ عَلَيهِم رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وهُوَ غُلامٌ عَلَيهِ وِشاحٌ نَمِرَةٌ، فَحَكّموهُ فَأَمَرَ بِالرّكنِ فَوُضِعَ في ثَوبٍ، ثُمّ أخرَجَ سَيّدَ كُلّ قَبيلَةٍ فَأَعطاهُ ناحِيَةً مِنَ الثّوبِ، ثُمّ ارتَقى هُوَ فَرَفَعوا إلَيهِ الرّكنَ، فَكانَ هُوَ يَضَعُهُ 12.
د- في عَصرِ عَبدِالمَلِك
1- الصّدوق: رُوِيَ أنّ الحَجّاجَ لَمّا فَرَغَ مِن بِناءِ الكَعبَةِ سَأَلَ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام أن يَضَعَ الحَجَرَ في مَوضِعِهِ، فَأَخَذَهُ ووَضَعَهُ في مَوضِعِهِ 13.
2- الرّاوَندِيّ: إنّ الحَجّاجَ بنَ يوسُفَ لَمّا خَرّبَ الكَعبَةَ، بِسَبَبِ مُقاتَلَةِ عَبدِاللّهِ بنِ الزّبَيرِ، ثُمّ عَمّروها، فَلَمّا اُعيدَ البَيتُ وأرادوا أن يَنصِبُوا الحَجَرَ الأَسوَدَ، فَكُلّما نَصَبَهُ عالِمٌ مِن عُلَمائِهِم أو قاضٍ من قُضاتِهِم أو زاهِدٌ مِن زُهّادِهِم يَتَزَلزَلُ ويَقَعُ ويَضطَرِبُ، ولا يَستَقِرّ الحَجَرُ في مَكانِهِ.
فَجاءَهُ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام وأخَذَهُ مِن أيديهِم، وسَمّى اللّهَ، ثُمّ نَصَبَهُ، فَاستَقَرّ في مَكانِهِ، وكَبّرَ النّاسُ14.
هـ- في عَصرِ القَرامِطَة
1- جَعفَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ قولَوَيه: لَمّا وصَلتُ بَغدادَ في سَنَةِ تِسعٍ وثَلاثينَ وثَلاثِمِائَةٍ لِلحَجّ - وهِيَ السّنَةُ الّتي رَدّ القَرامِطَةُ فيهَا الحَجَرَ إلى مَكانِهِ مِنَ البَيتِ- كانَ أكبَرُ هَمّي الظَفَرَ بِمَن يَنصِبُ الحَجَرَ، لِأَنّهُ يَمضي في أثناءِ الكُتُبِ قِصّةُ أخذِهِ، وأنّهُ يَنصِبُهُ في مَكانِهِ الحُجّةُ فِي الزّمانِ، كَما في زَمانِ الحَجّاجِ وَضَعَهُ زَينُ العابِدينَ عليه السلام في مَكانِهِ فَاستَقَرّ.
فَاعتَلَلتُ عِلّةً صَعِبَةً خِفتُ مِنها عَلى نَفسي، ولَم يَتَهَيّأ لي ما قَصَدتُ لَهُ، فَاستَنَبتُ المَعروفَ بِابنِ هِشامٍ، وأعطَيتُهُ رُقعَةً مَختومَةً، أسأَلُ فيها عَن مُدّةِ عُمُري، وهَل تَكونُ المَنِيّةُ في هذِهِ العِلّةِ، أم لا؟
وقُلتُ: هَمّي إيصالُ هذِهِ الرّقعَةِ إلى واضِعِ الحَجَرِ في مَكانِهِ، وأخذُ جَوابِهِ، وإنّمَا أندُبُكَ لِهذا.
فَقالَ المَعروفُ بِابنِ هِشامٍ: لَمّا حَصَلتُ بِمَكّةَ وعُزِمَ عَلى إعادَةِ الحَجَرِ بَذَلتُ لِسَدَنَةِ البَيتِ جُملَةً تَمَكّنتُ مَعَها مِنَ الكَونِ بِحَيثُ أرى واضِعَ الحَجَرِ في مَكانِهِ، وأقَمتُ مَعيِ مِنهُم مَن يَمنَعُ عَنّي ازدِحامَ النّاسِ، فَكُلّما عَمَدَ إنسانٌ لِوَضعِهِ اضطَرَبَ ولَم يَستَقِم، فَأَقبَلَ غُلامٌ أسمَرُ اللّونِ حَسَنُ الوَجهِ، فَتَناوَلَهُ ووَضَعَهُ في مَكانِهِ، فَاستَقامَ كَأَنّهُ لَم يَزُل عَنهُ، وعَلَت لِذلِكَ الأَصواتُ، وانصَرَفَ خارِجًا مِنَ البابِ. فَنَهَضتُ مِن مَكاني أتبعُهُ، وأدفَعُ النّاسَ عَنّي يَمينًا وشِمالًا، حَتّى ظُنّ بِيَ الاِختِلاطُ فِي العَقلِ، والنّاسُ يَفرِجونَ لي، وعَيني لا تُفارِقُهُ، حَتّى انقَطَعَ عَنِ النّاسِ، فَكُنتُ اُسرِعُ السّيرَ خَلفَهُ، وهُوَ يَمشي عَلى تُؤَدَةٍ ولا اُدرِكُهُ.
فَلَمّا حَصَلَ بِحَيثُ لا أحَدَ يَراهُ غَيري وَقَفَ والتَفَتَ إلَيّ فقالَ: هاتِ ما مَعَكَ، فَناوَلتُهُ الرّقعَةَ، فَقالَ مِن غَيرِ أن يَنظُرَ فيها:
قُل لَهُ: لا خَوفَ عَلَيكَ في هذِهِ العِلّةِ، ويَكونُ ما لابُدّ مِنهُ بَعدَ ثَلاثينَ سَنَةً.
فَوَقَعَ عَلَيّ الزّمَعُ 15 حَتّى لَم اُطِق حَراكًا، وتَرَكَني وانصَرَفَ.
1- جامع الأحاديث للقمّيّ: 71 عن موسى بن إبراهيم عن الإمام الكاظم عن آبائه عليه السلام.
2- الفردوس: 2/159/2808 عن جابر؛ عوالي اللآلي: 1/51/75، المحجّة البيضاء: 2/203 كلاهما عن ابن عبّاس.
3- الفردوس: 2/159/2807 عن أنس بن مالك.
4- المجازات النبويّة: 444/.361 قال الشريف الرضيّ (ره) في بيانه: وهذا القول مجاز، والمراد أنّ الحجر جهة من جهات القرب إلى اللّه، فمن استلمه وباشره قرب من طاعته تعالى، فكان كاللاصق بها، والمباشر لها، فأقام عليه الصلاة والسلام اليمين هاهنا مقام الطاعة التي يُتقرّب بها إلى اللّه سبحانه على طريق المجاز والاتّساع؛ لأنّ من عادة العرب إذا أراد أحدهم التقرّب من صاحبه وفضّل الأَنَسَة بمخالطته أن يصافحه بكفّه، ويعلّق يده بيده، وقد علمنا في القديم تعالى أنّ الدنوّ يستحيل على ذاته، فيجب أن يكون ذلك دنوّا من طاعته ومرضاته، ولمّا جاء عليه الصلاة والسلام بذكر اليمين أتبعه بذكر الصفاح، ليوفي الفصاحة حقّها، ويبلغ بالبلاغة غايتها.
5- الكافي: 4/205/4 وص 188/2 نحوه، وراجع الفقيه: 2/242/23-
6- الخصال: 476/40 عن صالح بن عقبة عن الإمام الصادق عليه السلام.
7- تاريخ بغداد: 1/55 عن أبي هريرة.
8- سنن النسائيّ: 5/ 226 عن ابن عبّاس.
9- السنن الكبرى: 5/122/9231 عن أنس.
10- تفسير العيّاشيّ: 1/59/-
11- أخبار مكّة للأزرقيّ: 1/172 عن عمر بن عليّ.
12- دلائل النبوّة للبيهقيّ: 2/57، أخبار مكّة للأزرقيّ: 1/158، وراجع دعائم الإسلام: 1/2-
13- الفقيه: 2/247/23-
14- الخرائج والجرائح: 1/268/11، مدينة المعاجز: 4/4-
15- الزّمَعُ: الدهش (تاج العروس : 11/192).
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
من صُور الضيافة؟
تُرى أيُّ ضيافة هي التي دعا إليها ربُّ العالمين في مدينته المقدّسة؟!! هلمَّ معي نطّلعْ على بعض نماذج هذه الضيافة:
1 ـ ثواب التسبيح
للتسبيح ثواب جزيل عبَّر عنه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في إحدى جلساته "من قال سبحان الله غرس الله له شجرة في الجنّة"، لكنّ التسبيح في مكّة يختلف ثوابه كثيراً.
فأيّ ثواب هو لشخص يملك قيمة الضرائب الماليّة التي فُرضت في الإسلام لبيت المال في مدينتي البصرة والكوفة فأخذ كلّ هذه الأموال الطائلة فأنفقها في سبيل الله.
تُرى كم ثوابه؟!!
الإمام الصادق عليه السلام يقول: "تسبيحٌ بمكَّة يعدِل خراجَ العراقَيْن يُنفَق في سبيل الله"28.
2 ـ ثواب السجود
وأيُّ ثواب لمجاهد جُرح في معركة الجهاد ضدَّ الكفر فأخذ يتشحّط بدمه في البلاد؟!!
الإمام أبو جعفر عليه السلام يقول: "الساجد بمكّة كالمتشحِّط في البلدان"29.
3 ـ ثواب ختم القرآن
ولقراءة القرآن ثواب عظيم، إذ ورد أنّ يوم القيامة يقال لقارئ القرآن: اقرأ، فكلّما قرأ آية رَقِي درجة، ولختم القرآن ثواب أعظم، لكنّ الأعظم من هذا وذاك أن يختم القرآن في مكّة.
فعن الإمام أبي جعفر عليه السلام: "من ختم القرآن بمكّة لم يمت حتى يرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويرى منزله في الجنّة"30.
4 ـ ثواب النفقة
وأحبَّ الله النفقة في مكّة حتى ورد في ثوابها "الدرهم فيها بمائة ألف درهم".
5 ـ ثواب المرض
وكرَّم الله المريض في مكّة حتى قال خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم: "من مرض مرضاً بمكّة كتب الله له من العمل الصالح الذي يعمله عبادة ستين سنة"31.
6 ـ ثواب الصبر على الحَرّ
وعوَّض الله على المعاناة في مكّة حتى قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "من صبَر على حَرِّ مكّة ساعة تباعدت عنه النار مسيرة مائة عام، وتقرَّبت منه الجنّة مسيرة مائة عام"32.
7 ـ ثواب النوم
حتى النوم في مكّة جعله الله محلّاً للثواب، فعن الإمام السجّاد عليه السلام: "النائم بمكّة كالمتشحِّط في البلدان"33.
المجلسي، بحار الأنوار، ج99، ص78.
28- المصدر السابق، ص82.
29- المصدر السابق نفسه.
30- المصدر السابق نفسه.
31- المصدر السابق، ص85.
32- المجلسي، بحار الأنوار، ج99، ص85 ـ 86.
33- المصدر السابق، ص82.
شبكة المعارف الاسلامية - موقع الحج - بتصرف
- اقتباس
- تعليق
تعليق
تعليق