من رسائل السيدة الزهراء عليها السلام التي أرادت أن ترسلها إلى الإنسانية، هي رسالة الإعلام الحرّ الصادق الذي أخذ على عاتقه
نصرة المظلوم وفضح الظالم..
فلو تتبعنا دور الصديقة الزهراء عليها السلام بعد استشهاد النبي صلى الله عليه واله حينما اجتمع القوم وعزموا على سلب حقّها وحقّ
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام هنا برز دورها الإعلامي، حيث بدأت تُلقي الحجج وتُظهر البراهين
وإبطال ما أُثير بقول كذبٍ "بأننا معاشر الأنبياء لا نورث" فكانت بمثابة السيف بوجه الظالم،
وكذلك دفاعها عن أمير المؤمنين عليه السلام وبيان حقّه ومظلوميته عن طريق ذكر فضائله التي لا حصر لها،
والتذكير بمنزلته من رسول الله صلى الله عليه واله، فكانت عليها السلام الإعلامية الصديقة الصادقة، وبالحق ناطقة،
وهي القدوة لكلّ مَن يحمل هذا الشرف من النساء والرجال على حدٍّ سَواء للوقوف مع الحق أو مع المظلومين.
ونقف بإخلاص لنصرتها بالكلمة؛ لأنها أمضى من السيف لاسيّما في زماننا هذا الذي نستطيع أن نعبّر عن آرائنا بحرية فيه، ونحن في عصر
تسابق التكنولوجيا حيث نستطيع بضغطة زرّ نشر ما نريد نشره ويبقى الخيار لنا إمّا أن نكون مع الزهراء عليها السلام وحقّها المغتصب
ونصرة أحبابها أم مع مَن يبيع آخرته بثمن بخس وهذا محال، كما نرى اليوم الكثير من الأقلام المأجورة والأصوات الزائفة لتزوير الحقائق
التاريخية وكذلك المعاصرة؛ لتضليل الناس وإبعادهم عن الرشاد، ولكن أنّى لهم؟! وهنا أبناء وبنات بضعة المصطفى صلى الله عليه واله الذين
قطعوا مع الله عز وجل عهداً لكشف كلّ الحقائق وإسقاط الأقنعة وإخراس صوت الشيطان، هيهات أن نسكت حتى نُسمع العالم صوتها،
ولتكن أرواحنا الثمن، وهذا غاية الشرف.
سارة الميرزا مهدي
تم نشره في مجلة رياض الزهراء العدد80
تعليق