من اروع الدروس التي نقتطفها من جنّة السيدة الصديقة فاطمة الزهراء هو حضورها الاجتماعي من حيثية الدعاء
فقد جاء في المرويات عن ولدها السبط الطيب الطاهر سيد شباب اهل الجنّة الامام الحسن الزكي صلوات الله عليه قال:
رأيتُ أمي فاطمة قائمةً في محرابها ليلة الجمعة، فلم تزل راكعة ساجدةً حتى انفلق عمودُ الصبح..
سمعتُها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتُسمّيهم وتُكثر الدعاءَ لهم، ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت:
يا أمّاه! لَمْ تدعي لنفسِكِ كما تدعين لغيرِكِ، قالتْ:
يا بُنيّ، الجار، قبل الدار}( دلائل الإمامة 56.)
وياله من درس كبير ...
فلا قيمة للجنّة الا بأهلها ..
والاولويات تقتضي ان نبدء بأن نتمنى الخير للاخرين كما نتمناه لانفسنا
والاولويات الاجتماعية تقتضي مراعاة الجار لما للجار من دور كبير يوازي دور الاسرة
فالجار أسرة ايضا .. ومراعاة المسؤوليات اتجاهه حث عليها الاسلام العزيز والنصوص المعصومية مشحونة برعاية الجيران
وحفظهم واحتمال اذاهم حتى ورد ان الاحسان للجار هو احتمال أذاه لانه مثل الرحم
لا يمكن ان يعامل الا بالحسنى والمودة والصلة ومن تلكم الحقوق هو كفى الاذى عنه والبرّ به
ومن ما نستفيده من الدرس الفاطمي هو ان الدعاء يعد لون من الوان طلب الحفظ و دفع الاذى والشر عن الجار
واي شرّ اكبر من عذاب النار يوم القيامة ؟؟
فان ندعو للجار بان يكرمه الله بنعيم الجنة هو من افضل سبل التواصل الباطني والروحي
وهو مقدمة للتواصل العملي والميداني
فمن اضمر الخير وتمناه لاحد حتما سيكون ترجمان سلوكه هو الاحسان والبر اليه
هكذا تُربي السيدة الطاهرة ام الحسن والحسين ابنائها ، حب الجار ورعايته
وهي همسه ورسالة في أذن الامهات :
اتقي الله في جيرانكم وانظري بعين المودة والرحمة لا بعين الحسد والغيظ او العداوة ..
وهي رسالة من السيدة الزهراء الينا :
ان نربي ابنائنا على التفكير بالجار وان نتعهده امورهم ونسأل عن احوالهم لانهم أسرتنا الثانية ..
....
...........
....
تعليق